كلمة السيد حسن نصر الله في احتفال يوم الشهيد
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال يوم الشهيد الذي أقامه حزب الله في بيروت والمناطق 10-11-2018
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته، وأرحب بكم جميعاً وأشكركم على هذا الحضور في المناطق المختلفة وأتوجه بالتحيَة خصوصاً الى أهلنا الكرام والأعزاء والأحبة وإلى عوائل الشهداء، الذين نلتقي اليوم في حضرتهم وبحضورهم لنحي يوم الشهيد، يوم شهيد حزب الله الذي هو شهيدهم في الحقيقة. أنا أود في هذه الكلمة أن نتحدث أولاً عن المناسبة وثانياً أتكلم قليلاً عن الوضع في المنطقة وخصوصاً فيما يتصل بالموضوع الإسرائيلي وهذا يناسب يوم الشهيد أكثر، والنقطة الأخيرة هي في الوضع المحلي، بالتحديد في مسألة الحكومة وتشكيل الحكومة.
في يوم 11-11-1982 كما بات معروفاً نفذ أمير الإستشهاديين وفاتح عصر العمليات الإستشهاديّة الشهيد أحمد قصير عمليته النوعية والتاريخية، عندما إستهدف مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور، هذا المقر الذي كان يدير ويقود قوات الإحتلال في تلك المنطقة مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 120 ضابطا وجنديا إسرائيليا من قوات الإحتلال وبينهم جنرالات كبار في الجيش وفي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وكل ما يذكر أن إسرائيل في ذلك الوقت أعلنت الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، ودُمر هذا المبنى بالكامل. هذه العملية الإستشهادية هزت كيان العدو وأسست لمسار حاسم في المقاومة، مقاومة أهلنا وشعبنا والتي تقدمت فيها مجموعة من الأحزاب والقوى والفصائل المقاومة وسرعان ما أنتجت نصراً كبيراً وتحريراً عظيماً، بدأ من بيروت إلى الضواحي إلى جبل لبنان إلى أجزاء من البقاع الغربي وراشيا وصولاً إلى عام 1985 تحرير صيدا وصور والنبطية وما تبقى من البقاع الغربي وراشيا وصولا إلى الشريط الحدودي المحتل. مسار المقاومة كان مساراً حاسماً وقاطعاً وقوياً ومندفعاً وأنجز خلال سنوات قليلة يعني أقل من ثلاث سنوات تحريراً كبيراً وعظيماً وهذا في الحقيقة كان الإنتصار الأول. هذا صنعته دماء الشهداء، يوم 11 11 كان الحجر الأساس والقوي والكبير في هذا المسار الحاسم. نحن إخترنا هذا اليوم ليكون يوم شهيد حزب الله؟ اليوم نحن نكرّم كل شهدائنا من الأخوة والأخوات والكبار والصغار، في مسيرتنا الشهداء القادة، والشهداء الإستشهاديين، الشهداء المجاهدين، كل هؤلاء الذين استشهدوا في مختلف الساحات التي حضرنا فيها وقاتلنا فيها وتحملنا فيها المسؤولية وما زالت قوافل الشهداء تتالى وتصنع الإنتصارات وتساهم في صنع الإنتصارات في كل ساحة وفي كل ميدان نذهب إليه. هؤلاء الشهداء بكلمة بالبداية عن هؤلاء الشهداء، هؤلاء الشهداء وهبونا الحياة الكريمة ولكنهم حصلوا بالشهادة على ما هو أعظم بكثير، في يوم القيامة أعد الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الشهداء من الفضل والدرجات والرضوان والنعيم الخالد والأبدي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لكن هناك ميزة هامة في الشهداء فيما بيننا وبين يوم القيامة، مثلما تعرفون يا إخواني وأخواتي عندما يموت الإنسان هناك فاصل مع يوم القيامة، يوم القيامة الكبرى عندما يحيى الناس جميعاً ويُنشر الناس جميعاً ويُحشر الناس جميعاً في صحراء المحشر للحساب ذات يوم سيأتي والله أعلم بعد عشرات السنين، مئات السنين، ألاف السنين، الله أعلم، هذا من الغيب الذي أختص الله تعالى به نفسه.
حسناً، ما بين موت الإنسان، أنا عندما أموت إلى قيام الساعة هذه المسافة الزمنية، هذا الفاصل الزمني، أيضاً الله أعلم كم يستمر، عشرات السنين، مئات السنين، الاف السنين، هذا الإنسان عندما يموت إلى أين يذهب؟ الموت ليس فناء، الموت هو إنفكاك الروح عن الجسد، الجسد يبلى في التراب، الروح إلى أين تذهب، الأديان السماوية أجابت على هذا السؤال، الفلاسفة والعرفاء أجابوا على هذا السؤال وتوجد أجوبة متعددة حتى في الدين الواحد وحتى في المذهب الواحد، لكن إسمحوا لي أن أقول في محضر عوائل الشهداء أنه من القدر المتيقن الذي لا نقاش فيه عندما نقرأ القرآن، كتاب الإسلام الخالد، سوف نجد أن الشهداء لا يموتون، الشهداء عندما تنفصل أرواحهم عن أجسادهم بفعل الشهادة ونزيف الدم ينتقلون إلى الحياة فيما يسمى بهذا العالم الوسطي بعالم البرزخ، هم باقون على قيد الحياة، الله سبحانه وتعالى في آيات واضحة وبينة ولا تحتاج إلى الكثير من التفسير يقول عز وجل “ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء”- “الآن” نحن لا نتكلم يوم القيامة، كل الناس أحياء، كل الناس سيعودون إلى الحياة، إذاً الحياة يوم القيامة لا تخص الشهداء، نتحدث عن حياتهم بعد شهادتهم وإلى قيام الساعة، “أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أنّ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأنّ الله لا يضيع أجر المؤمنين”، هناك قرينة واضحة في هذه الأيات أنّ هؤلاء الشهداء الأحياء وهم في ذاك العالم الجديد الذي إنتقلوا إليه وهم يعيشون بفضل الله وبنعمة الله ورضوان الله عز وجل، هنا القرينة يستبشرن بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، يعني رفاقهم، إخوانهم، أعزائهم، أحبائهم، ما زالوا في الحياة الدنيا والشهداء الذين إنتقلوا إلى هذا العالم الجديد يستبشرون بالنتائج التي سيحصل عليها أولئك الذين ما زالوا في الدنيا عندما ينتقلون إليهم، لأنهم يواصلون مسيرهم وطريقهم، هنا، الإنسان، عوائل الشهداء في ثقافتنا مطمئنون جداً إلى مصير أبنائهم وأعزائهم وأحبائهم، وخصوصاً أنهم هم عند من؟ الان عادة عندما يسافر أحدهم وتعرفون في لبنان هناك الكثير من المغتربين والشباب تسافر للعمل في الخارج، مثلاً ينزلون في أفريقيا عند عائلات عادة من هذه البلدة أو تلك، أقارب يكونون في العادة أو ما شاكل، ويعرف الأب إلى أين ذاهب أبنه، عند أخوه، عند عمه، عند أقربائه، عند أصدقاء أوفياء، يطمئن. إذا لا يبقى قلقاً، لكن أولدنا الشهداء وإخواننا الشهداء عند من ذهبوا؟ عند ربهم يرزقون، الله أعلم ما هو هذا الرزق المعنوي والروحي والمادي، الله هو أعلم لأنه فتحها على الآخر، يرزقون لم يحدد ما هي طبيعة الرزق الذي يناله هؤلاء الشهداء. إذاً هم غادروا إلى هناك، أعطونا هنا وتركوا لنا هنا الإنتصارات والحرية والتحرير والقوة والأمجاد وتركوا بيننا وصاياهم. اليوم كل ما ينعم به بلدنا من تحرير للأرض والأسرى ومن كرامة ومن عزة ومن شرف ومن أمان هو بفضل تضحيات كل الشهداء، شهداء حزب الله، شهداء حركة أمل، شهداء الفصائل المقاومة الوطنية والفلسطينية، شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمينة، الشهداء من شعبنا من الرجال النساء والأطفال الذين قضوا في الكثير من مجازر العدو، هذه الدماء الذكية هي التي أعطتنا ما نحن عليه الآن، وتركوا فينا وصاياهم، هذه الوصايا حفظها عوائل الشهداء، حفظوها بالصبر وبالمواساة، بالإعتزاز بشهدائهم، بالثبات في طريق الشهداء، وفي تقديم المزيد من الشهداء. الأغلبية الساحقة من عوائل شهدائنا لم تبخل ببقية أبنائها على المقاومة وعلى هذا الطريق وفي كل الميادين التي كنا فيها وما زلنا فيها، الكثير من هؤلاء الشباب هم إخوة شهداء، أو أبناء شهداء وينتسبون إلى عوائل الشهداء، نحن لدينا ما يزيد على 135 عائلة قدمت أكثر من شهيد في مقاومتنا، بعض هؤلاء عوائل الشهداء قدموا أكثر من ثلاثة شهداء أو ثلاثة شهداء وما يزيد. من الواجب الأخلاقي والأخوي أن نذكر في هذه المناسبة اليوم والدا عزيزاً وكبيراً وكريماً، توفاه الله سبحانه وتعالى قبل أيام قليلة، هو الحاج عبد الحسين حدرج والد الشهداء الثلاثة، وهذه العائلة هي أول عائلة في مسيرتنا قدمت ثلاثة شهداء، يعني بحسب الترتيب الزمني، ثلاثة شهداء في الثمانينات، وكانت دائماً هذه العائلة مثالاً ونموذجاً كما بقية عوائل الشهداء للصبر والإحتساب والإعتزاز بشهدائهم. إنني في هذه المناسبة أتوجه إلى عائلة المرحوم الحاج عبد الحسين حدرج فرداً فرداً، أواسيهم وأعزيهم وأقول لهم: ان والدكم إلتحق بأبنائه الذين ينتظرونه هناك، ونحن كما نطمئنّ على الشهداء، هم يشكلون لنا ضمانة، هم ضمانة في الدنيا وضمانتنا في الأخرة، أيضاً وصايا الشهداء حفظها أخوتهم ورفاقهم وأعزاؤهم الذين واصلوا الطريق حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الأن، من هنا أنا أدخل على النقاط.
النقطة الأولى، ببركة هذه الدماء نحن اليوم نحمي بلدنا وعرضنا وخيرات بلدنا وبفعل المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة لكن بالدرجة الأولى لنكون واضحين بفعل القدرات الصاروخية التي تملكها المقاومة اليوم، لأنه ممنوع على الجيش اللبناني ان يمتلك مقدرات من هذا النوع، ممنوع امريكياً وممنوع غربياً وممنوع من اكثر من مكان ومحظور عليه ان يملك قدرة يمكن ان تصنع موازنة او توازن ردع او خوفٍ مع العدو.
نقطة القوة المركزية اليوم في هذا الوضع اللبناني هي هذه القدرة الصاروخية المتاحة أمام المقاومة، وبفعل المعادلة وبفعل القدرة الصاروخية العدو لا يجرؤ حتى الأن على الاعتداء على لبنان منذ انتهاء الحرب في 2006 الى اليوم هذا لبنان الذي كان مسرحاً للغارات الجوية الاسرائيلية الآن الاسرائيلي لا يجرؤ. قبل سنوات عدة قام العدو بغارة على الحدود في جوار جنتا وتم الرد على العملية وافهام العدو ان اي اعتداء سيحصل رد عليه حتماً وحكماً.
اليوم هذا الأمن والأمان وهذه الاجواء وهذه المدن والقرى التي كانت تقصف منذ 1948 تحميها هذه المعادلة، ولذلك نجد ان العدو الاسرائيلي خصوصاً في الآونة الاخيرة يحاول التركيز كثيراً على موضوع القوة الصاروخية والقدرات الصاروخية المتاحة للمقاومة من خلال التهويل ومن خلال الضغوط الدبلوماسية ومن خلال استخدام الامريكيين وحتى بعض الدول الاوروبية ومن خلال ايجاد حالة من التخويف والتهديد بأنه ان لم يتم معالجة هذا الامر هو سيعالجه.
انا احضرت نصاً قريباً منذ بضعة، نتنياهو يفتخر ويخاطب الشعب الاسرائيلي “وغير مستحي” من العرب ولا من الدول العربية التي ذهب اليها ولا حتى من الدول العربية التي من المفترض ان يذهب اليها، لانه اصلاً هو لا يراهم ولا يرى العرب، ولكن ما هو المنطق الذي يقوله؟ هو يقول قبل أيام امام اعضاء كنيسة من الليكود، وللأسف نحن مضطرين للإستشهاد بكلامه حيث يقول “القوة هي أهم عنصر في السياسة الخارجية، الاحتلال هراء، هناك دول كبرى احتلت واستبدلت سكانها ولم يتحدث عنها أحد، القوة هي المفتاح، والقوة تغير كل شيء في سياستنا في مقابل دول كثيرة في العالم العربي، بالقوة فرض نتنياهو نفسه على الحكومات العربية الهزيلة والضعيفة والخائفة والخائرة. ما هي مشكلته مع لبنان ومع المقاومة؟ مشكلته ان هنا قوة وهو لا يستطيع ان يتعايش مع القوة، ولا يستطيع ام يتحمل وجود قوة تضع له حدوداً، لأطماعه ومشاريعه ولتهديداته ولكل ما يطلع اليه خلف الحدود، ولذلك هو يريد ان ينتزع هذه القوة، في الوقت الذي يسعى الى المزيد من عناصر القوة.
العدو الاسرائيلي ونتنياهو الذي يملك أسلحة نووية واقوى سلاح جوي في المنطقة وجيشاً كبيراً هو لا يتحمل هذا الكم من الصواريخ الموجودة في لبنان، لماذا؟ لانها تعيق وتمنع العدو الاسرائيلي من ان يتصرف كيف ما يشاء.
اليوم في يوم الشهيد، أنا اريد ان أؤكد اننا متمسكون بقوة لبنان، وبالمعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، ومتمسكون بسلاح المقاومة، ومتمسكون بكل صواريخ المقاومة. لا التهويل ولا التهديد ولا حتى العقوبات التي يراهنون عليها كثيراً. لو (اضطرينا) ان نبيع بيوتنا لنحافظ على هذه القدرات الصاروخية الموجودة بين يدي المقاومة سنفعل ذلك، اما التهديد والتهويل والتخويف هذا لن يقدم او يؤخر شيئاً.
انا اقول للبنان يجب ان يتحمل هذا المستوى من الضغط الدبلوماسي لأن التخلي يعني ان يصبح لبنان مفتوحاً للعدوان الاسرائيلي في اي وقت واي لحظة، ليس شرطاً أن تكون حرباً وانما اعتداءات متكررة كما كان يحصل دائماً بين الحروب منذ 1948 الى 2006 . اما بالنسبة الينا فلا اقول جديداً اذا قلت للإسرائيلي الذي يتحدث عن تغيير في قواعد اشتباك او تغيير في المعادلة تجاه لبنان: اي اعتداء على لبنان، أي غارة جوية على لبنان، اي قصف على لبنان، سنرد عليه حتماً، حتماً، حتماً، ولن يكون مقبولاً ان يعود العدو ليستبيح لبنان كما كان يفعل في العقود الماضية. هذه النقطة الاولى.
النقطة الثانية: في السياق الصراع مع العدو شهدنا خلال الاسابيع القليلة الماضية هجمة تطبيع علنية وزيارات علنية من قبل مسؤولين صهاينة الى بعض دول الخليج. نحن ندين اي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الاسرائيلي ومن اي جهة صدر، حكومة، دولة، زعيم، جهة، فئة شعبية، هذا الامر ندينه وندعو جميع الشرفاء في العالم الى ادانته، لأن التطبيع مع العدو مخاطره واضحة. الحد الادنى للتطبيع مع العدو يعني الاعتراف بالعدو والاعتراف بشرعية اغتصابه لفلسطين والمقدسات الاسلامية والمسيحية. السكوت او التبرير او التجاوز، كل المظالم والمجازر التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وتثبيت لكيان العدو وبقاء العدو واحتلال العدو، لذلك الجميع مدعو إلى، وهذا فوق الحسابات والمصالح الوطنية. كل بلد اليوم من اجل عدم زعل الدولة الفلانية نظراً للحسابات المحلية انا اسكت وانت تسكت وهذا يسكت ويصبح التطبيع في العالم العربي والاسلامي امراً عادياً وطبيعياً. هذا يجب ان يكون مرفوضاً.
الواجب الانساني والديني والاخلاقي والقومي والوطني والقانوني والواجب بكل المعايير ان ترتفع الاصوات دائماً وان يدان كل شكل وكل خطوة من خطوات التطبيع في العالم العربي والاسلامي. وهذه المعركة يجب ان تحيا من جديد وتخاض من جديد، معركة التطبيع وهذه لا تحتاج لا إلى صواريخ ولا إلى سلاح ولا إلى مال. النخب، العلماء، اشباب الجالسين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام وكل من له قدرة تعبير عن موقف، مسؤوليته، وسنسأل عن هذا يوم القيامة. أنا في هذا السياق ايضاً اود ان اقول خصوصاً للشعب الفلسطيني لا تحزنوا كثيراً لهذه الخطوات التطبيعية. لماذا؟ بل يمكن ان يكون فيها خير، لنتطلع على الجانب الاخر من الموضوع لان ما كان يجري في الخفاء يجري الان في العلن، وهذا ليس بجديد. هذا الذي يجري الان في العلن يضع الحد النهائي للنفاق الرسمي العربي ويسقط كل أقنعة الخداع والمخادعين والمنافقين الذين صوروا على مدى عقود للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والاسلامية ان موقفهم هو موقف مختلف، وعندما تسقط الاقنعة وتنكشف الوجوه الحقيقية، تتمايز الصفوف من هنا؟ ومن هناك؟ وتتحدد المعسكرات بوضوح، وهذا من شرائط الانتصار في المعركة.
وجود المخادعين والمنافقين والكذابين والذين يبيعون الوهم ويقطعون الوقت هنا وهناك هو الذي يؤجل الانتصار وهو الذي يؤجل الحسم ونمو الوعي الحقيقي الذي تبنى عليه حركات المقاومة والثورة عند اي شعب. أملنا الحقيقي واملكم الحقيقي هو في شعوبنا وبعض الدول التي ما زالت صامدة في موقفها.
نعم عندما نتطلع الى اهل غزة على مدار الاسبوع وخصوصاً يوم الجمعة في مسيرات العودة في البحر وعلى الشاطئ والذين يقدمون الشهداء يومياً والجرحى وهنا يبقى الامل عندما تجد اهل غزة بملاينهم يرفضون الاستسلام والانصياع والسكوت والسقوط. الامل في الضفة الغربية التي تعبر عن موقفها ايضاً والتي يخرج مجاهدوها ايضاً من الشباب ومن الفتيات الشابات ليطلق رصاصة من هنا او يرمي قنبلة من هناك أو يطعن هناك بسكين. قبل أيام قليلة رئيس الشاباك يتحدث عن إفشال، العمليات التي تنجح هي فعل المقاومة، والعمليات التي يتم افشالها تعبر عن ارادة المقاومة، عندما يتحدث ان هذه السنة فقط، قامت الاجهزة الامنية الاسرائيلية بإفشال 480 عملية في الضفة الغربية، يعني يوجد 480 تحضير وارادة مقاوم وفعل مقاوم تم افشاله. لماذا تم افشاله هذا بحث اخر هذا يعبر عن الروح الحقيقية في الضفة الغربية، الرهان على هذا الشعب وعلى هؤلاء الناس.
امام موجات التطبيع لا بد أن نقف بكل اعتزاز وافتخار امام اهلنا في الجولان العربي السوري المحتل، جماعة تحت الاحتلال من 1967 لكنهم دائماً يرفضون التطبيع، ويرفضون الخضوع وتحويل الجولان الى منطقة اسرائيلية، والانجاز الكبير الذي قاموا به قبل أيام عندما اعترف العدو الاسرائيلي نفسه، الذي خطط وحضر وبذل كل الجهود لإنجاح الانتخابات البلدية والمحلية في بلدات الجولان، افشلها اهل الجولان وهذا تعبير عن ماذا؟ اهل الجولان لو لم يكن لديهم هذه الاصالة العربية، وهذا الالتزام بالقضية والانتماء الوطني الصادق، كان ليقول لك: هؤلاء جميع العرب يستقبلون نتنياهو، ووزيرة الثقافة الاسرائيلية تصلي في مسجد الشيخ زايد في الامارات، اذاً لماذا أريد أن أتعرض للضرب وأن أذهب الى السجون وأُعتقل وادخل في مواجهة مع العدو الاسرائيلي فلأطبع مثل أغلب العرب.اهلنا ليسوا هكذا لا في فلسطين ولا في الجولان ولا على امتداد العالم العربي والاسلامي.
في مواجهة التطبيع لدينا الكثير من النماذج المشرقة، من تونس الى الكثير من البلدان العربية والى لبنان، أمس، فيما نشر في وسائل الاعلام، شاب لبناني، فتى يبلغ من العمر 8-9 سنوات يشارك في مسابقة عالمية في اسبانيا حول الشطرنج، يعني كم احتاج الأمر إلى تحضير وتعب وإرهاق منه ومن أهله ومن الجهات المعنية الرسمية في لبنان، لكن هناك البعثة الرسمية اللبنانية ويشكرون على هذا الموقف والفتى اللبناني مارك ابو ديب، على الطريقة اللبنانية للأسف، يعني من اجل ان يسمع المسلمين في العالم العربي، يجب ان نقول الفتى اللبناني المسيحي مارك ابو ديب يشترط بأنني لا ألعب مع الإسرائيلي، وفي آخر المطاف إذا وصلت المباراة أنا والإسرائيلي فإنني لا ألعب معه، بل أنسحب لأن هذا عدو، هذا عدو، هنا الأمل، الأمل في هؤلاء الشباب وفي هؤلاء الفتية وفي هؤلاء الناس، وليس في الحكام الذين هم منبطحين منذ وقت طويل وخالصين منذ وقت طويل، والشيء الجيد الذي يحدث هو أن تسقط أوراق التوت وأقنعة النفاق والدجل أمام الشعوب العربية.
في إيران، الرياضيون الإيرانيون في الرياضة وحتى في المسابقات العالمية والدولية الأخرى، يكون الواحد شاب تعبان لسنوات طويلة ومتعوب عليه لسنوات طويلة، ويصل إلى النهائي أو إلى النصف نهائي، وعندما يصبح المنافس له إسرائيلي فإنه ينسحب ليعبر عن هذا الموقف، الأمل هنا وهذه المعركة يجب أن تُخاض،ونحن في يوم الشهيد نوجه الدعوة مجدداً لكل اغلأحباء في أمتنا العربية والإسلامية، أن يخوضوا هذه المعركة وأن يعودوا إليها وأن لا يعتبروها معركة هامشية، كلا، هي بالنسبة للإسرائيلي معركة أساسية وحقيقية وحيوية، وأيضاً الدول أمس مثلاً المظاهرات في البحرين بالرغم من القمع والقسوة، بعضها خرج نهاراً وبعضها خرج ليلاً في أغلب البلدات البحرينية، والتي للأسف لم تحظ بالتغطية الإعلامية المناسبة، ضد زيارة نتنياهو وأي مسؤول إسرائيلي إلى البحرين، هؤلاء هم ناسنا وهذا هو شعبنا وهذه هي شعوب أمتنا التي يمكن الرهان عليها بكل جدية.
أيضاً الدول، هذه هي إيران، طيب ترامب والمسؤولين الأمريكان يتكلمون بصراحة، أحد أهداف العقوبات على إيران هو تغيير موقفها في القضية الفلسطينية، وهو وقف دعمها لحركات المقاومة في المنطقة، ما هو هدف معلن وهو من المطالبات، عندما وضعوا 12 مطلب ما هو أحد هذه المطالبات، لكن الجمهورية الإسلامية لم تفعل كما تفعل بعض الأنظمة العربية، وتقول عندي ضغط أمريكاني وضغط إقتصادي وضغط لا أعرف ماذا، وتتخلى عن مبادئها وعن عقيدتها وعن التزامها وعن إيمانها.
طيب هذه سوريا التي مازالت بالرغم من الحرب الكونية عليها مازالت صامدة، يوم بعد يوم تتكشف الحقائق،أنا عندما أشاهد نتنياهو في أي عاصمة عربية أو أشاهد أي مسؤول إسرائيلي في أي عاصمة عربية، مباشرةً يحضر إلى ذهني سوريا ودمشق، لو لم تصمد القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري وحلفاء سوريا في هذه المعركة الكبرى، لو سقطت هذه الدولة وهذا النظام من الواضح أنه كنا خلال أسابيع قليلة أو شهور قليلة سوف نشهد نتنياهو في دمشق، لأن أغلب هذه المعارضة فاتحة مع إسرائيل ومخلصة مع إسرائيل، كنا سوف نشهد وزيرة الثقافة الإسرائيلية مثلما كانت تشم الهواء في مسجد الشيخ زايد كنا سوف نراها في المسجد الأموي في دمشق، لكن سوريا أيضاً لم تغير موقفها، بالرغم من كل الظلم العربي الذي لحقها على مدى سنوات صعبة وقاسية.
ثالثاً: نحكي كلمة أيضاً في مستجد إقليمي مهم، قبل أن ننقل إلى الوضع المحلي، منذ شهر ونصف تقريباً إنشغل العالم بالجريمة المهولة التي ارتكبت في القنصلية السعودية في أسطنبول بحق الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ودُهش العالم كله أمام تفاصيل الجريمة أيضاً، من الخطف والقتل والتقطيع بالمنشار والتذويب بالأسيد وإرسال ما بقي مما ذاب في مجاري الصرف الصحي، من حق العالم أن يُدهش وأن يُذهل وأن يُدين، طبعاً الكثير يحاولون أن يروا كيف يمكن تقطيع هذا الموضوع، في العالم العربي لا أحد ذُهل ولا أحد دُهش ولا أحد دان، بالعكس طلعوا ليتضامنوا، عادية في العالم العربي، قص بالمنشار وقص بالسيف وتذوب بالأسيد هذه شغلة…، طيب من حق العالم أن يدهش وأن يذهل وأن يدين، لكن عجيب أمر هذا العالم الذي لم تستوقفه ولم تدهشه المشاهد اليومية للمجازر البشعة في اليمن، ولم يهتز ضميره للأطفال اليمنيين ، الأمم المتحدة نفسها تقول أنه يوجد مئات الأطفال الآن 400 أو 500 أو أديش، مئات الأطفال معرضين للموت خلال كل ساعة في اليمن.
الأمم المتحدة، لسنا نحن الذين نتكلم، عن 14 مليون مهددين بالمجاعة ويمكن أن يكون العدد قد إرتفع، مئات الآلاف من اليمنيين المهددين مصابين بمرض الكوليرا ومهددين بالموت، العالم ساكت، الآن بدأ العالم يتكلم، الأمريكان الآن بدأوا يتكلموا، الأوروبيين بدأوا يتكلموا، طبعاً بين هلالين صمت عربي وصمت إسلامي إلا بعض الدول، بشكل عام صمت لا أحد يتجرأ أن يفتح فمه، الله أكبر السيف والمال وبريق الدهب والخنوع كم هو مهول في العالم العربي، تريدون أن تعرفوا لماذا وصلنا إلى هنا في العالم العربي؟ هذا الموقف العربي من هذا الذي يجري في اليمن يفسر لكم، على كلٍ، نحن الآن أمام وضع جديد، أنا لا أريد أن أقف فقط لكي أدين بل لأقول أننا أمام وضع جديد، يمكن أن تكون حادثة خاشقجي عملت نوع من التحول ويمكن أستفيد منها كمناسبة لأمرٍ آخر،لكن على كل حال من الجيد أن نسمع اليوم تصريحات أمريكية وأوروبية ومن الأمم المتحدةتدعو إلى وقف القتال وإلى وقف الحرب، هذا الأمر يستحق التوقف قليلاً أمامه، لنقول أنه يمكن أن يكون جدياً، هذا إحتمال وارد، وإحتمال يكون خديعة وتقطيع وقت.
إحتمال يكون جدي، وهذا إحتمال له ما يعتمد عليه، لكن هذا الإحتمال ليس سببه مقتل الخاشقجي، وليس سيببه أنه الآن ضمير العالم فاق، ما صيره 4 سنين العالم يرى الأطفال والمجازر والقصف والقتل اليومي، المهول 4 سنوات، لماذا الآن العالم طلع ليقول هذه الحرب يجب أن تقف؟ ما هذا يحتاج إلى قليل من التأمل، ببساطة وبصراحة لأن اليمنيين صمدوا في هذه المعركة، هذا درس عظيم، لأنهم صمدوا في هذه المعركة، ولأن التحالف السعودي الإماراتي الأميركي فشل في هذه الحرب، وإذا كان هذا الإحتمال جدي، فسوف يكون الهدف منه هو إنقاد السعودي والإماراتي أكثر من إنقاد اليمني، لأن هذا التحالف فشل في إجتياح الشمال وفشل في إدارة الجنوب، وهو يخسرفي اليمن شمالاً وجنوباً، شمالاً بفعل الصمود والفشل العسكري وجنوباً بفعل التحرك الشعبي والفشل الإداري والسياسي، أميركا اليوم آتية لتستنقد جماعتها في المنطقة، ترامب وكل جماعة الأمريكان ليس يحرقهم قلبهم على الأطفال ولا شيء، لكن تهنا النتيجة، يهمنا أن تقف هذه الحرب وأن يقف هذا القتال، لكن الملفت أنه يقول خلال شهر، طيب لماذا خلال شهر؟ لماذا ليس الآن؟ لماذا ليس فوراً؟ ولماذا ليس مباشرةً؟ أيضاً هذه النقطة إخواننا في اليمن ملتفتون إليها جيداً، أو ينبغي أن يلتفتوا إليها جيداً، كأن الأمريكي يقول لهذا التحالفالسعودي الإماراتي: معكم شهر رتبوا أموركم وشوفوا ماذا تعملوا بالمعادلة وشوفوا ماذا تعملوا إنجاز، العالم بعد شهر سيقول لكم توقفوا، ولذلك من الغريب ومن الملفت أنه في الوقت الذي تصدر فيه دعوات أمريكية وغربية لوقف الحرب، نشهد في اليمن أعلى تصعيد منذ أشهر طويلة، التصعيد القائم الآن في الساحل الغربي وفي منطقة الحديدة، هذا إذا كان إحتمالاً جدياً، على كلٍ، وإذا كان خديعة ليخدع اليمنيون عن سلاحهم وعن جبهاتهم وعن مواقعهم، ينبغي أن لا يُخدعوا لأنه عادةً المقاتلين عندما يشعرون أن المعركة صارت على نهايتها فإن همتهم تخفت وتضعف بأنه الحكاية قد خلصت ، فيمكن أن يهملوا ويمكن أن يتباطأوا، هذه تجربة بشرية موجودة.
أنا في يوم الشهيد وفي الوقت الذي نعتز فيه بشهداء إخواننا وأهلنا في اليمن، أقول لإخواننا هناك: إصبروا وصابروا ورابطوا وإصمدوا، وتشبثوا بسلاحكم وجبهاتكم ومواقعكم، أنتم اليوم أقرب إلى الإنتصار من أي زمن مضى، وإنتصار اليمنيين هو في بقائهم في أرضهم وفي منع هذا العدوان الوحشي من تحقيق أي من أهدافه، وهم صامدون ويصنعون المعجزة العسكرية، الأسطورة العسكرية التي تجري يومياً في الساحل الغربي وفي جبهات اليمن المختلفة.
أختم الوضع الإقليمي بوقفة أخيرة، نحن أدنا الحكم الصادر بحق الشيخ علي سلمان حفظه الله وبعض إخوانه، والملفت أيها الإخوة والأخوات أنه سماحة الشيخ حكمت المحكمة في البحرين ببراءته من تهمة التخابر مع قطر،لأنه كل النص المسجل لا يوجد تخابر، في قطر وقتها كانت تحاول تعمل وساطة وبالتنسيق مع السعوديين في بداية الأحداث في اليمن لإيجاد حل ما، في ذلك الوقت كان القطريون نشطين في كل الساحات، طيب حكمت ببراءته واستئنفت النيابة العامة، ماذا طلع الحكم؟ مؤبد! ما شاء الله، من براءة إلى مؤبد، يا خيي من براءة إلى أربع سنين أو خمس سنين أو عشر سنين تُفهم، يُمكن أن تكون لديه حيثية قانونية، لكن إلى المؤبد فهذا يؤكد في كل يوم أن القضاء في البحرين وفي أمثال البحرين هو سلطة قمعية حقيقية، كان مفترض سماحة الشيخ أن تنتهي قريباً محكوميته من أحكام أخرى ليخرج إلى أهله وإلى شعبه، ولكن هذه السلطة تصر على إحتجازه وعلى إحتجاز العلماء والقادة والرموز والشخصيات وىلاف الشباب البحريني في السجن، لتفرض على هذا الشعب أن يستسلم ، وهو لن يستسلم لا في الموقف القومي ولا في مطالبته في الإصلاح، ولا في تمسكه بحقوقه أياً تكن التضحيات، التي يقدمها وقد أثبت ذلك بقوة.
ننقل إلى الهم اللبناني، الآن في الأول تكلمنا كثيراً فصحى الآن نريد أن نتكلم بالعامية، يمكن بالعامية اللبنانية يفهموا على بعضهم أكثر، الآن أولاً أريد أن أعتذر من المشاهدين غير اللبنانيين لأنهم سوف يشاهدونني أتكلم أسماء طائفية وطوائف لأن تركيبة بلدنا للأسف نظام طائفي، ونحن نعيش في ظل هذا النظام الطائفي ومضطرين نتكلم هذه اللغة، لأن هذا هو الواقع الموجود عندنا في البلد.
أنا في موضوع الحكومة على طريقتي بالوضوح والشفافية والصراحة، لكن طبعاً مع الإحترام للجميع.
أريد أن أتكلم 3 أقسام، القسم الأول: وقائع، والقسم الثاني: بناء على الوقائع ، بعض الملاحظات، والقسم الثالث: موقفنا في المرحلة الحالية.
في الوقائع: لماذا؟ لأنه نحن منذ خمسة أشهر إلى اليوم لم نتكلم شيئاً في موضوع الحكومة، ماذا عملنا وماذا سوينا وماذا سهلنا وماذا ساعدنا وماذا طالبنا، لم نكن نتكلم شيئاً، كنا نشتغل كل شيء بعيداً عن الإعلام، كان دائماً نؤكد أنه الإستعجال في تشكيل الحكومة مع تأكيدنا على حكومة الوحدة الوطنية وأخذ نتائج الإنتخابات بعين الإعتبار.
الآن طبعاً جو البلد كله حزب الله يُعطل ويؤخر، جيد الآن من خلال الوقائع والملاحظات وأيضاً الموقف في العقدة الحالية، العقدة القديمة الجديدة، أيضاً نحدد موقفنا.
في الوقائع، بعد تكليف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حصلت نقاشات، نحن كنا دائماً جزء من هذه النقاشات، جزءٌ كبير من هذه النقاشات كانت مع إخواننا في أمل وجزء كان يحصل معنا على حدة أو مع أمل على حدة.
حُكي بعدد الحكومة، كان هناك أصوات ومطالبات تدعو إلى أن تكون حكومة 32 لإتاحة الفرصة أمام مكونين لبنانيين مظلومين ومحرومين هم من المسلمين المكون العلوي ومن المسيحيين مكون الأقليات المسيحية، أنه إذا كانت الحكومة 32 نكون نرفع غبناً تاريخياً عن هذين المكونين ولن تخرب الدنيا. هو لبنان لا يحتاج حكومة الثلاثين، لبنان ثمانية وزراء، عشرة وزراء، اثنا عشر وزيراً يديروه، أربعة عشر وزيراً كاف، لماذا ترفعوا العدد إلى 24 أو 30؟ من أجل أن يتمثل الجميع، في نفس هذه الحيثية دعوا الجميع يتمثل الـ30 يصبحوا 32.
فخامة رئيس الجمهورية كان موافق، دولة رئيس مجلس النواب موافق، القوى السياسية الأساسية في البلد موافقة، الرئيس المكلف غير موافق وقال أن هذا يُحرجه كثيراً ولا أستطيع وأتحمل ولا أتحمل، لأن هذه اللغة سنبقى نسمعها، ماذا أتحمل وعلى ماذا أقدر ولا أقدر. حسناً، بعد نقاش مستفيض تبين أنه يا أخي فلنضع هذا الهدف الذي هو يأتي يوم رفع الغبن عن المكون العلوي وعن مكون الأقليات المسيحية، يمكنهم ليس بهذه الحكومة، في الحكومة القادمة، لكن هذا هدف شريف، هدف وطني يجب أن يناضل من أجله طالما النظام عندنا في لبنان نظام طائفي، عندما يصبح النظام غير طائفي كل العالم يصبح عندها فرصة لتدخل إلى الحكومة لأنها تدخل الحكومة بكفاءتها أو بانتمائها السياسي وليس بانتمائها الطائفي أو المذهبي.
أتينا وتجاوزنا هذا الموضوع، وإذا نحن نريد أن نُعقّد ونُعطّل كان يمكننا منذ أول يوم، (أن نقول:) نحن لا نشارك ولا نقبل، نريد 32 وزيراً ونريد علوياً وأقليات مسيحية ولا تبحثوا بغير هذا الأمر، هل يمنعنا أحد؟! مثل الآن أيمنعنا أحد؟! لا أحد يمنعنا، لكن تجاوزنا، لا بأس فلنسهل الأمور ونمشي. هذا واحد.
اثنين، جاءوا على موضوع – هنا أتكلم عن التسهيلات – على موضوع الحصص الوزارية لأنه هناك حصص.
حسناً، اسمحوا لي أريد أن أذكر أسماء، القوات اللبنانية عندهم 15 نائب من أول يوم طالبوا بخمس وزراء، الحزب التقدمي الاشتراكي عنده 9 نواب، من أول يوم طالب بـ ثلاث وزارء ويريد كل التمثيل الدرزي له، تيار المستقبل يريد كل التمثيل السني وهو عنده 20 نائب فقط، يريد كل التمثيل السني وليس عنده مشكلة أن يبادل سني بمسيحي مع رئيس الجمهورية، وكتلتا أمل وحزب الله ثلاثون نائباً قبلوا بستة وزراء، من أول يوم من كان يسهل ومن كان يصعب؟ من؟ إذا كنت أقول شيئاً غير صحيح فليخرج أحد ويقول أن هذا غير صحيح، نحن قبلنا بستة. أريد أن أعتذر من دولة الرئيس نبيه بري، نحن نتعلم منه، يبدو التواضع بهذا البلد خطأ، أنا واحد من الناس اليوم أقول لك أن التواضع في لبنان خطأ. نحن كان يجب من أول يوم أن نطالب بعشرة وزراء، على معايير القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وتيار المستقبل كان يجب أن نطالب بعشرة وزراء لأنه عندنا 30 نائباً، ووزراء شيعة ومسيحيين وسنة لأنه بالكتلتين معنا مسيحيين وسنة ونضرب قدمنا في الأرض، ونطالب بعشرة وننزل لثمانية ولكن لا ننزل لستة وزراء، لكن لم نتصرف بهذه الطريقة، لا حزب الله ولا حركة أمل واعتبرنا أنه يا أخي وضع البلد، الوضع الاقتصادي، الوضع المالي، الصعوبات، فلنلم على بعضنا، فلنعالج، فلنحل، قبلنا بستة. هذا ليس حجمنا، لا حجمنا النيابي كأمل وحزب الله ولا حجمنا الانتخابي ولا حجمنا السياسي ولا حجم أصواتنا التفضيلية، الآن لا أريد أن أقوم بالعد، يمكن أن نرجع ونعد لأنه عندما نرجع ونعد سنبدأ من جديد، لن تبقى عقدة واحدة، سنبدأ من جديد النقاش.
النقطة الثالثة بالوقائع، تعرفون نحن دائماً ملتزمين بحلفائنا. حسناً، في الحكومات السابقة من حق الحزب القومي أن يتمثل، ما كانوا يقبلون تمثيله، خذوه من حصتكم، نأخذه من حصتنا. في يوم من الأيام دولة الرئيس نبيه بري في آخر لحظة وافق أن ينقص من الحصة الشيعية وزيراً ونزيد وزيراً على الحصة السنية من أجل أن يتمثل أحد حلفائنا الوزير فيصل كرامي.
حسناً، لماذا الإقفال على هؤلاء الحلفاء؟ هذا حقهم الطبيعي.
أتينا الآن بشكل طبيعي، نحن نريد أن نطالب بحلفائنا، لا نتخلى عن حلفائنا، طبعاً عندما يكون هناك حق، عندما يكون هناك معيار واحد يجب أن يمشي على الجميع نحن نلتزم بالمعيار.
بالحلفاء أيضاً نذكر الأسماء، المير طلال إرسلان حليفنا وصديقنا، جزء من تكتل لبنان القوي، تكتل لبنان القوي تعهد أن هذا الموضوع هو يعالجه، هو يُحصّل له حقه، نحن كنا دائماً داعمين، انتهينا. أتينا إلى الحزب القومي، عنده ثلاثة نواب، قالوا لا المعيار أربعة نواب أو خمسة نواب، الذين عندهم ثلاثة نواب لا يأخذوا وزيراً، حسناً، نخضع للمعيار، لكن إذا لم يعد هناك معيار سنعود ونحكي بالحزب القومي. عندنا حلفاء مسيحيين، أصدقاء مسيحيين تحالفنا معهم بالانتخابات النيابية في زحلة وجبيل، أيضاً قيل بالمنطق هناك معيارين للحكومة الجديدة، واحد، حكومة وحدة وطنية، اثنين، أن تأخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار، حسناً، فلتأخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار. بناءً على أنه حكومة وحدة وطنية وبناءً على أخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار هناك عندنا الإخوان السنة، النواب السنة، قلنا لهم إذا هذه المعايير تسير على الجميع ونأخذ نتائج الانتخابات النيابية، أين المشكلة؟ نأخذها.
جاءت النقطة الرابعة التي هي الآن تفصيلها تمثيل النواب السنة المستقلون أو نواب 8 آذار، سنة 8 آذار، أو مثل ما تيار المستقبل يسميهم “سنة حزب الله”، أنا وكل فرد في حزب الله نفتخر أن يكون هؤلاء أن يكونوا إخواننا وأن يكونوا السنة الذين ننتمي إليهم وينتمون إلينا، نفتخر بهذا ونعتز بهذا ونرفع رؤوسنا بهذا وبهم وبكل أخ سني وأخت سنية من 8 آذار، نحترم الجميع، لكن لأنه الآن الكلام عن سنة 8 آذار، لأن هؤلاء موقفهم من عام 2005، موقفهم الصلب والصامد والوطني والقومي هو الذي منع تحويل الصراع السياسي في لبنان إلى حرب مذهبية في الوقت الذي كان الآخرون في الداخل والخارج يريدون حرب مذهبية في لبنان، موقفهم السياسي والإعلامي والميداني سياسييهم، علماؤهم، مشايخهم، أحزابهم، قواهم، كتلهم، شبابهم، صباياهم، أهم إنجاز فعلوه سنة 8 آذار أنهم منعوا تحويل الصراع في لبنان إلى صراع سني شيعي وإلى صراع مذهبي، وهذا ما كانت تريده أميركا وإسرائيل والسعودية ومن خلفهم وبعض الداخل، حتى في 14 آذار الذي كان يبني آمالاً طوالاً على صراع سني شيعي في لبنان، سنة 8 آذار كانوا دائماً إلى جانب المقاومة وإلى جانب القضية الفلسطينية ومقدسات هذه الأمة، سنة 8 آذار ليست تهمة، ليست شيئاً معيباً، ليست شتيمة. “مسخرة” حقيقية.
حسناً، وصلنا إلى هنا أن النواب يريدوا أن يتمثلوا، اجتمعوا فيما بينهم، أجروا اتصالات، شكلوا لقاء تشاورياً وتكلموا معنا، قال يا أخي نحن نطالب بأن نمثل، نحن نمثل شريحة كبيرة من الطائفة السنية الكريمة وهذا صحيح، تريدون أن نحكي أرقام جاهزين، نحكي أرقام، بكل شيء نحكي أرقام، طالبوا بوزيرين قلنا لهم يا شباب أنتم ستة نواب صحيح حجمكم حقيقي وكبير لكن وزيرين صعبة، قالوا حسناً يا أخي وزير، قلنا لهم حسناً، أنتم طالبوا ونحن نساعدكم، نحن من أول يوم، اسمعوا يا لبنانيين والسادة الكبار رؤساء ووزراء وبطاركة ومشايخ ومفتين ومطارنة والكل يسمع، من أول يوم بدأ يُحكى بالتشكيل الحكومي نحن تكلمنا مع المعنيين ومع الرئيس المكلف بحق النواب السنة المستقلين – أسموهم ما تريدون، السنة المستقلين، سنة 8 آذار، ما تريديون – بأن يكون لهم وزير في الحكومة، من أول يوم، وكنا دائماً عندما نتحدث مع بعض أو نبعث رسائل لبعض، كنا نؤكد على هذا المطلب وأن هذا مطلب حقيقي ومطلب جدي وبصريح العبارة قلنا للمعنيين نحن لا نطالبكم رفع عتب، لا نطالبكم رفع عتب، أنه والله سنذهب لاحقاً للإخوان النواب ونقول لهم، للنواب الستة، أنه نحن طالبنا وسعينا وتكلمنا و”ما طلع بإيدنا” لا تؤاخذوننا، نحن موقفنا ليس هكذا، نحن جادين، إذا تحكون بحكومة وحدة وطنية، هؤلاء شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، جزء كبير من الطائفة السنية الكريمة، من حقهم بالحد الأدنى أن يتمثلوا في وزير، لكن دائماً كان يؤخذ هذا الأمر بالاستلشاء، بالاستهتار، بالتقطيع، لا يمكننا ويمكننا. يمكن البعض اشتبه عليه الموضوع وتصور أن حزب الله يتكلم رفع عتب – الآن أتكلم عن حزب الله – حزب الله يتكلم رفع عتب، آخر الخط نأخذ الأسماء ونذهب إلى بعبدا ونصدر مرسوماً وتتشكل الحكومة وآخر شيء يعترضون يوم اثنين وثلاثة ويمشي الحال، هكذا، كان الأمر هكذا يُدار، أنا رأيي هذه الطريقة مهينة، هذه الطريقة مهينة، عدم احترام الناس، عدم الاعتراف بالناس، عدم الاعتراف بما يمثلون ومن يمثلون، هذا مهين وغير مقبول من أي كان. حسناً، بعد خمسة أشهر – سأعود لها بعد قليل – بعد خمسة أشهر من المفاوضات مع القوات اللبنانية ومع الحزب التقدمي الاشتراكي حُلّت العقدة، العقدة المسيحية والدرزية، حُلّت، عظيم، بمعزل عن نتيجة الحل. اتصلوا فينا، اتصل الرئيس المكلف، قال أريد أسماء وزراءكم، الثلاثة وزراء، بين هلالين تعرفون حتى لما اتصل وطلب الأسماء، يا أخي أليس أنا مسؤول في حزب الله والله أنا لم أكن أعرف وحتى الآن لا أعرف ما هي الحقائب التي ستعطى لوزراء أمل وحزب الله، ما هي الحقائب؟ حسناً، هناك وزارة الصحة التي عملوا عليها جدال طويل، والوزارتين الأخرتين ما هما؟ وإخواننا في أمل غير المالية ماذا سيأخذون؟ والله لا نعرف، أنا لا أعرف، هؤلاء الفلاسفة الذين يقولون نحن حاكمين البلد ومسيطرين على البلد وندير البلد وكل ما يصعد موظف وينزل موظف، حقائبنا ما زلنا لا نعرف ما هي. أنا أتحمل المسؤولية، أنا يا عوائل الشهداء ويا حزب الله قبل الناس كلها، أنا أتحمل المسؤولية، لأنه أنا أحاول أن أكون “آدمي” زيادة عن اللزوم. قلنا له نحن لن نعطي أسماء قبل أن تحلوا موضوع الوزير السني، قال لا يوجد وزير سني، كيف لا يوجد وزير سني يا أخي؟! قال لا يوجد، فلا يوجد أسماء، اذهبوا وافعلوا ما تريدون لا يوجد أسماء. نحن لا نجامل ولا رفع عتب ولا نمسح جوخ ولا نخادع، نحن كنا واضحين من اليوم الأول. حسناً، يا أخي أول شهر في التباس، ثاني شهر، قبل شهر من أن يقولوا حل العقدة المسيحية والدرزية، قبل شهر بالتحديد نحن بلغنا بوضوح موضوع توزير الأخوة النواب السنة، إذا لم يُعالج نحن لن نمشي – الآن أقول بناءً على هذا يعني.
حسناً، عملياً وقف التشكيل، الرئيس المكلف ذهب إلى باريس، وهاجت وماجت هنا في لبنان وعدنا “دقي واعصري” مثل عام 2005، التحريض الطائفي والمذهبي والأيادي الخبيثة والسنة والشيعة وكل الكلام الفارغ الذي ما زلنا نسمعه من عام 2005 إلى اليوم.
حسناً، هذه الوقائع.
القسم الثاني بناءً عليه، أولاً، كل ما قيل عن عقدة مفتعلة، أحدهم قال عقدة مفتعلة وأحدهم قال عقدة مفاجئة وأحدهم قال عقدة طارئة وأحدهم قال حزب الله أخرج أرانبه، كل هذا ليس صحيحاً، لن أقول أكثر من هذا، ليس صحيحاً، منذ خمسة أشهر النواب السنة يتحدثون بهذا الموضوع ونحن نتحدث بهذا الموضوع ونطالب معهم، نحن وغيرنا، لكن الآن نتكلم عن أنفسنا، ليس صحيحاً، وكان في بعض وسائل الإعلام يُقال عقدة مسيحية ودرزية وسنية، الرئيس المكلف والطرف الآخر غير معترف بوجود عقدة سنية، لأنه هو غير معترف بالطرف الآخر أصلاً، وإلا هذا الموضوع موجود منذ أول يوم، كل الذين أرسلوا لي رسائل ويقولون أن هذه مفتعلة وطارئة وجديدة، يا أخي لا طارئة ولا جديدة ولا مفتعلة وقديمة ومنذ أول يوم. نعم، أنا أقول لكم هناك شيء، كان لأنه أيضاً نحن أوادم، هناك أحد اعتبر أنه ارتكبنا خطأ تكتيكياً، أنا لا أعتقد أنه ارتكبنا خطأ تكتيكياً، ما الخطأ التكتيكي أنه أنتم كنتم تتحدثوا في المجالس المغلقة ولم تقولوا هذا في الإعلام، حسناً، ببساطة، نحن كنا نتحدث في المجالات المغلقة مع الرئيس المكلف لنقول له يا دولة الرئيس أنت بادر، أنت وسع عباءتك، أنت كبر كفك، أنت ابعث وراء النواب، اجلس معهم، اتفق معهم، يا أخي أي شيء تتفق معهم به يمشي، أنت خذ المبادرة، نحن لم نذهب إلى الإعلام حتى لا يظهر أن حزب الله يفرض على الرئيس المكلف، حتى لا يحولوها إلى معركة تحدي ولا معركة مكاسرة، ليس خطأ بالتكتيك، لا، لأنه نحن أناس نريد الحكومة أن تشكل وكل شخص يأخذ حقه، هذا السبب، وإلا هل نحن قاصرون أن نحكي بالإعلام؟! أو خائفين من أحد أن نحكي بالإعلام؟! لا نخاف لا من أميركا ولا من إسرائيل ولا من السعودية ولا من كل الدولار والسيف العربي، فضلاً عن…. لكن نحن أناس كنا نريد أن نعالج الموضوع بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يخرج الرئيس المكلف وهو قد نظر إلى أولاد طائفته، ويتعاطى كزعيم وطني يستوعب الجميع، وهذا الموضوع يُعالج، وكنا نقول له نحن جديين، نحن لن نتخلى عن حلفائنا. حسناً، هذه أول نقطة.
النقطة الثانية بناءً عليه، على الوقائع التي تحدثت بها، خرج من يقول أن حزب الله هدفه من هذا الأمر وهذا الموقف المتشدد إلى جانب النواب السنة هو منع فخامة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من أن يكون لهم 11 وزيراً في الحكومة، هذا كلام فارغ، أنا من الآن أقول لكم، يأخذ الرئيس والتيار الوطني 11 و 12 و 15، ليس عندنا مشكلة، أبداً ليس عندنا مشكلة، هذا حليفنا الاستراتيجي والتكتيكي، أصلاً عندما دعمنا مطلب النواب السنة، بالتوزير نحن لم نقول من حصة الرئيس، لم نقول من الـ11، نحن نطالب الرئيس المكلف من حصته وليس من حصة الرئيس، الآن لاحقاً يتفاهم هو وفخامة الرئيس أن يكون من حصة فخامته هذا شأنه، نحن لم نطلب لا في لقاء داخلي، ولا حتى في الوشوشة مع أحد، أنه يا أخي نحن نطلب من فخامة الرئيس أن يكون من حصته، أبداً أبداً، وسأقول لكم أكثر من ذلك من اليوم الأول رئيس التيار الوطني الحر بالصورة وقبل شهر بالصورة الجدية وفي أعلى الجدية لكن نحن قلنا له نحن لا نطلب منكم شيئا لا من التيار ولا من فخامة الرئيس لا نطلب شيئاً هذا الموضوع عند الرئيس المكلف.
كيف يطلع مع البعض أن حزب الله لا يريد أن ينال الرئيس والتيار 11 وزيراً، منى العين أن يكون لديهم 11 و12 أيضاً.
العلاقة مع فخامة الرئيس علاقة ممتازة وجيدة ولا تشوبها شائبة، ونختلف ولطالما اختلفنا على نقاط تفصيلية بالسياسة اللبنانية.
لكن تحالفنا وعلاقتنا فوق كل هذا الذي يحاولوا وحاولوا على أثر هذه المشكلة الحاصلة أن يأخذوا إلى صراع بين الرئيس بين فخامة الرئيس وحزب الله أو بين التيار الوطني الحر وحزب الله.
النقطة الثالثة من أول يوم تبين أننا لن نعطِ الأسماء وبالتالي التشكيل وقف، “آه إيران هذه إيران” هذا الصراع الإيراني الأمريكي، على أساس هذه الحكومة حكومة حزب الله أنا أعطل حكومة حزب الله كلكم تقولون هذه حكومة حزب الله، إيران تعطل حكومة حزب الله؟!
هناك مستوى من السخافة الموجودة في البلد، قبل العقوبات حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة من أجل العقوبات، الآن عندما تضامنا مع إخواننا السنة حزب الله يعطل الحكومة بسبب العقوبات “يا أخي اهدوا على رأي يا هيك يا هيك”.
أيضاً سورية، الآن الرئيس بشار الأسد تبين أنه متدخل، ترك شرق الفرات وأدلب وإعمار سورية والحل السياسي والرئيس الأسد يشتغل ويعمل بالحكومة اللبنانية.
أنا أحب أن أؤكد لكم لا إيران لها علاقة ولا سورية لها علاقة الموضوع، هذا هو حجمه، هناك نواب سنة مستقلون يا أخي ثمانية آذار يمثلون شريحة كبيرة جدا من اللبنانيين ومن أهل السنة الكرام في لبنان حقهم أن يطالبوا بوزير نحن نقف إلى جانبهم.
لا تضع لي إيران ولا تعمل لي صراع امريكي إيراني وسورية وهذا الكلام الفاضي، بناء على هذه الملاحظة لا بأس سأخرج عن الرسميات لأتحدث قليلا بالأسماء، أنا أحب أن أوجه خطاب للأستاذ وليد جنبلاط وللإخوان بالحزب التقدمي الاشتراكي لأنه أولاً نقطتين:
النقطة الأولى: إيران تريد أن تعاقبكم بتأخير تشكيل الحكومة من أين أتيت بهذا الخبر؟ هي معطياتك ما هي ادلتك؟ خلال الخمسة أشهر أنت والقوات اللبنانية كنتم تجادلون وتجادلون وتجادلون، كانت إيران طالبة وتعاقب لبنان كانت بتأخير الحكومة؟
سورية الرئيس الأسد يتدخل، السوريين لم يتحدثوا معنا ولم يطلبوا منا وحتى الآن لم يتحدثوا معنا ولم يطلبوا منا مع أننا نتحدث يوميا مع بعض نحن يوميا هناك حديث.
إذا هذه القراءة أنت بدأت هكذا وانتيناتك لاقطة هيك، اضبط الانتينات يا وليد بك مش “ظابطة معك”
طبعا أنا أحافظ على الاحترام، أنظر جنابك، بقيت أربعة أشهر تؤخر تشكيل الحكومة أربعة أشهر ثلاث وزراء وزيرين ثلاث وزراء إلى أن وجدتم الحل.
أنا أقبل منك كصديق أن تبدا بالحديث عن التأخير بعد أربعة اشهر ليس الآن، الآن لا يحق لك أن تتحدث عنا أننا نؤخر ونعطل والوضع الاقتصادي والوضع الإقليمي، يمكنك أن تمرك من اليوم الذي رفضنا فيه تقديم أسماء وزرائنا، اكتب عندك تاريخ أربعة أشهر ثم قل ما تريد.
لكن الآن عليك أن تهدأ قليلاً وتنتظر وترى هذا الموضوع إلى أين سوف يصل.
أيضا للقوات اللبنانية أنا شاهدت مسؤولين بالقوات اللبنانية أنه شفتم العقدة أين أنتم ما كنتم عقدة، أنتم ما كنتم عقدة، وكل المعركة التي خيضت بلبنان بالإعلام والسياسة ومواقع التواصل الاجتماعي ونزلت إلى الأرض بالجامعات والشتائم والإهانات هذا كله لم يكن لديه علاقة، والعقدة هي العقدة السنية، انتم خمسة أشهر يا جماعة انتم جادلتم وطلعتم ونزلتم وحقكم لا أقول معكم أو ليس معكم حق، حقكم تطالبون بحقكم وخمسة أشهر وعطلتم البلد، نحن قلنا شيء؟ هل خرج أحد من حزب الله وقال القوات اللبنانية تعطل البلد؟ الحزب الاشتراكي يعطل البلد تيار المستقبل؟ وسأصل إليه لم نتحدث ولم نفتح فمنا، جلسنا ننتظر ننتظر ننتظر بمجرد أن تضامنا مع إخوان لهم حق فتحتم النار أن حزب الله يعطل وإيران تعطل وسورية تعطل، هل هذا انصاف؟ ما هذا الانصاف ؟ا وما هذا البلد؟ لا يحق لكم، القوات اللبنانية يجب أن ينتظروا خمسة أشهر وإذا وليد بك أربعة هم يجب أن يحسبوا خمسة، بعد خمسة أشهر يحق لكم الكلام من هنا حتى خمسة أشهر، كل كلمة تقولونها بهذا الموضوع هي اعتداء على شريحة لبنانية.
أيضا بناء عليه من الملاحظات التي أثيرت وقيلت أيضاً أنه لا حزب الله يتشدد بالموقف لأنه بالتعبير اللبناني يريد “تطفيش” رئيس الحكومة، مش صحيح نحن تعاونا معه منذ اليوم الأول وذكرت لكم موضوع ال32 والعلوي والسرياني والحزب القومي وأصدقاءنا المسيحيين و.. و.. و.. نحن لا نريد “تطفيشه”، بالعكس نحن نريده أن يشكل حكومة ويتفضل يأتي ويشكل حكومة وهو يرأسها، ليس لدينا مشكلة بهذا الموضوع لكن ليعطي كل ذي حق حقه.
القسم الأخير ونختم
نحن موقفنا على الشكل التالي:
حيث أن المطروح هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وحيث أن المطروح هو أخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار، هذا متفقين عليه، المعايير مختلفين عليها، ليقول لي أحد ما هو المعيار الذي كانت ستتشكل عليه الحكومة وتصدر فيها المراسيم و نحن قدمنا الأسماء قبل عدة أيام.
ما هو المعيار كل أربع نواب وزير، كل خمس نواب وزير؟ ما هو المعيار؟ القوات كانوا يطالبوا بخمسة نالوا أربعة هم 15 نائب، نحن وأمل 30 نائب أخذنا ستة، كيف هذا نحن يحق لنا بثمانية إذا وحدة معيار.
تيار المستقبل عشرين نائب يأخذ الكل، الرئيس المكلف ومعه خمس وزراء هم عشرين، نحن 30 أين وحدة المعيار؟ لا توجد وحدة معيار، أتى ليقول لك وحدة المعيار أين وحدة المعيار؟
لتناقشني، أن هؤلاء النواب الستة من كتل أو ليس من كتل، هؤلاء لقاء متكتل مجتمع ويمثل شريحة طويلة عريضة، حيث أن المطروح أخذ نتائج الانتخابات النيابية بعين الاعتبار، حيث أن النواب الستة يمثلون بنتائج الانتخابات، بنتائجهم هم، وهنا أريد أن أضيف شيئا اليوم، لم يعد النواب الستة يمثلون ناخبيهم، هم يمثلون سنة ثمانية آذار يمثلون كل هذا الوجود الطويل العريض من الجنوب للشمال الذين شاركوا بالإنتخابات ودعموا لوائح، منها نجح ومنها لم ينجح لكن هؤلاء لم يغيروا انتماءهم ولا خطهم السياسي.
اليوم النواب الستة لم يعودوا فقط نواب ستة يمثلون الذين انتخبوهم بالتحديد، وإنما يمثلون هذا الخط السياسي الطويل العريض، واللغة التي نسمعها لا نقبل وزير من سنة ثمانية آذار في لبنان في الحكومة،هذه لغة مرفوضة، هذه لغة عزل، هذه لغة إقصاء نحن رفضنا العزل ورفضنا الإقصاء.
نحن رفضنا ولا داعي لأتحدث في العلن، في السر في الجلسات الداخلية نحن لم نكن مع إقصاء أحد ولا مع إلغاء أحد، حتى أشد خصومنا نحن كنا صادقين عندما كنا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية.
لا يوجد لا منطق وطني ولا منطق أخلاقي ولا منطق قانوني ولا منطق سياسي ولا منطق مصلحة وطنية أن يخرج أحد في لنبان ويقول ممنوع ان يتمثل سنة ثمانية آذار في الحكومة اللبنانية في هذه التشكيلة، على أي أساس ممنوع، إذا ممنوع تعالوا لنتحدث من نقطة البداية بصراحة، تعالوا نتحدث من البداية ومن جديد لأنه لم يعد هناك حكومة وحدة وطنية ولا توجد نتائج انتخابات ولم يعد هناك معايير.
إذا صار الموضوع استنسابي وصار الموضوع كل واحد وقوته السياسية وتمثيله وحضوره ومناكفات وفرض شروط لنعود إلى نقطة البداية من البداية.
وحيث أن هؤلاء النواب الإخوة يطالبون بحقهم وبتمثيلهم، وحيث أن من حقهم علينا أن نقف إلى جانبهم بما يمثلون ومن يمثلون، نحن وقفنا معهم ويسمع كل اللبنانيين كلهم وسنبقى معهم وسنبقى معهم سنة وسنتين و1000 سنة وإلى قيام الساعة.
نحن لسنا من النوع الذي نتخلى عن حلفاءنا أبداً، نحن لا نتخلى عن حلفاءنا عندما يكون هناك منطق وحق تأتي وتقول لي هذا الحليف يطلب شيء ليس من حقه، لا بأس نناقش هذا الحليف، لكن عندما يكون مطلب الحليف حق وهذا حليف وصديق وأخ، ليس نحن وصار يجب أن تعرفونا وتحفظونا من خلال كل هذه التجربة الطويلة مثلما نسعى لمساعدتكم أيضاً تساعدوننا.
وأيضاً نحن لسنا طرفاً في المفاوضات هناك حول هذه العقدة، والمشكلة حلها عند رئيس الحكومة المكلف، حلها عنده.
أمس التقيت أنا ورئيس التيار الوطني الحر وكان طبعا كلفه فخامة الرئيس، أنظر هل يمكنك فعل شيء، أنا قلت له: نحن لا نطلب من فخامة الرئيس شيء ولا نطلب منك شيء، أنتم نتيجة أن فخامة الرئيس بيّ الكل وهو كلفه انتم تحاولون إيجاد حل لهذا الموضوع، ممتاز نحن نؤيد ذلك أي أحد يسعى لأن يعالج هذا الموضوع ممتاز نحن لا نطلب منكم شيء – لأعود لموضوع الحصة وال11 – ونحن لسنا طرف في المفاوضات، لا يأتِ أحد ليفاوض حزب الله ولا يتحدث أحد مع حزب الله، القرار عند الإخوان النواب السنة الستة المستقلين، فاوضوهم هم، تحدثوا معهم، ناقشوهم، انصفوهم، ما يقبلون به نحن نسلم به، وليس نحن نقبل أو لا نقبل، ليس لدينا علاقة، هذا حقهم يطالبون بحقهم، وهو حليف وانا أقف معه، حزب الله يقف معهم نقطة على أول السطر.
الموضوع بالنسبة لنا بالدرجة الأولى هو أخلاقي، بالدرجة الأولى، أما قصة أننا جمعنا السنة ونريد أن نقاتل بهم، نحن نجمع السنة لنقاتل بهم، نحن إذا أردنا ان نعطل الحكومة في لبنان محتاجين يا وليد بيك ويا غير وليد بيك أن نختبأ خلف السنة إخواننا السنة، نحن نملك من الشجاعة ومن القدرة ومن الحضور ومن الوضوح ومن الشفافية إذا أردنا أن نعطل وغير موافقين على تشكيل الحكومة أنا اقول عبر التلفزيون، نحن حزب الله لسنا موافقين على تشكيل الحكومة، لا نختبأ خلف أحد، لكن نحن نريد حكومة، ولأننا نريد حكومة تواضعنا، ولأننا مازلنا نريد حكومة ما زلنا متواضعين ومتنازلين ومتساهلين على حسابنا وعلى حساب حلفاءنا، ونحن تحدثنا بالغرف المغلقة لنساعد على الحل حتى لا نأخذ الأمور إلى التحدي.
الآن نحن لا نريد أن ندخل في تحدي مع أحد، ولا نريد أن ندخل في توتير سياسي مع أحد، ولا نريد أن ندخل في سجال إعلامي مع أحد، ولا نريد أن نجمع المشايخ والعلماء ليكتبوا بياناً ويقولوا أياد خبيثة، ولا نريد أن نستخدم أي خطاب. نحن منذ الـ2005 هكذا، وبين هلالين أحب أن أقول للرئيس المكلف: “إذا كنت تريد عن جد تريد أن تشكل حكومة وتساعد هذا البلد وتريد أن تتحمل مسؤولياتك هذه الطريقة بالتحريض الطائفي والمذهبي والعالم الذين خرجوا ليضربوا شمالا ويمينا هذا لن يؤدي إلى نتيجة، ولو ألا تعرفوننا؟ منذ 2005، هذا الموضوع لا يقدم ولا يؤخر، هذا يوتر البلد فقط، هذا يوتر الشارع فقط، ولكن هل يغير موقفنا هذا؟ هل يمس بإرادتنا؟ بقناعاتنا؟ بإلتزاماتنا؟ أبداً، قولوا ما شئتم، تكلموا ما شئتم، عطلوا، دمروا، خربوا، يأتون لاحقا ليقولون لك الموضوع الاقتصادي والمالي، الموضوع الاقتصادي والمالي الم يكن قبل 5 أشهر؟ لماذا فاوضتهم 5 أشهر؟ هذه الحقيبة وهذا العدد وهذا الوزير وهذا … والبلد كلنا نقول الوضع الاقتصادي والوضع المالي، عندما إنتهينا هناك وجاء حق هؤلاء الجماعة، لم يعد يحمل الوضع المالي والاقتصادي حينها؟ حسنا، أليس أنتم مخلصين للبنان؟ نحن لسنا مخلصين، نحن مرتزقة وعملاء، أنتم المخلصين للبنان، تفضلوا عليكم أن تحلوا المسألة، أعطوهم وزيراً، تفاهموا معهم بإحترام، بإحترام تفاهموا معهم، وشكلوا حكومة وأنظروا كيف تنقذون الوضع الإقتصادي والمالي. الآن الحكومة تنقذ الوضع الاقتصادي والمالي أو لا، هذا إن شاء الله بعدما تتشكل الحكومة نتكلم به، أنه نحن ذاهبون إلى حكومة إنقاذ ؟ أو أنه يوجد مشاريع نهب جديدة في البلد؟ هذا سنصل له ونتكلم به.
الآن فيما يعني الحكومة، خلاصة الكلام، ولسنا بحاجة لكي نعيد ونكرر ونوضح، بالنسبة لنا، الجماعة هذا حقهم، نحن نقف إلى جانبهم، نحن لم نضعهم أمامنا ونقاتل بهم، أبداً، الآن، الذي يقبلون به، يعني قال لي أحدهم أن مصير البلد مرهون بقرار فلان وفلان وفلان من النواب السنة، قلت له أي نعم، وهذا حقهم، نحن حزب الله عندما يتصل بنا الإخوان النواب الستة أو يرسلون موفداً لنا وهم يقولون لنا، هذا القرار لم يعد عند حزب الله، هم يقولون لنا يمكنكم أن تعطوا الاسماء للرئيس المكلف، ساعتها نحن نعطي الأسماء للرئيس المكلف، نقطة على أول السطر.
بكل مودة ومحبة لدي الكثير من الكلام في قلبي أريد أن أتكلم به، لن أتكلم به اليوم، إن شاء الله لن نضطر ان نتكلم به، لا نريد صراعاً ولا نريد توتراً ولا نريد تصعيداً ولا نريد أن نعيد الأمور إلى البداية إلى الصفر، هذه القصة “هلقد حجمها”، لا إقليمية ولا دولية ولا محلية ولا أحد يختبىء خلف أحد. يوجد حق، فاوضوهم وتكلموا معهم واحترموهم. والقرار الذي يأخذوه سنلتزم به.
في يوم الشهيد، في هذه المسألة وعلى طول الخط، هذا إلتزامنا، هذا خطنا وفكرنا وتاريخنا ووفاؤنا، نحن نعاهد شهداءنا الأبرار والاطهار أننا إن شاء الله سنواصل دربهم ونحقق أهدافهم أين تكن التضحيات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيضا بناء عليه من الملاحظات التي أثيرت وقيلت أيضاً أنه لا حزب الله يتشدد بالموقف لأنه بالتعبير اللبناني يريد “تطفيش” رئيس الحكومة، مش صحيح نحن تعاونا معه منذ اليوم الأول وذكرت لكم موضوع ال32 والعلوي والسرياني والحزب القومي وأصدقاءنا المسيحيين و.. و.. و.. نحن لا نريد “تطفيشه”، بالعكس نحن نريده أن يشكل حكومة ويتفضل يأتي ويشكل حكومة وهو يرأسها، ليس لدينا مشكلة بهذا الموضوع لكن ليعطي كل ذي حق حقه.
القسم الأخير ونختم
نحن موقفنا على الشكل التالي:
حيث أن المطروح هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وحيث أن المطروح هو أخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار، هذا متفقين عليه، المعايير مختلفين عليها، ليقول لي أحد ما هو المعيار الذي كانت ستتشكل عليه الحكومة وتصدر فيها المراسيم و نحن قدمنا الأسماء قبل عدة أيام.
ما هو المعيار كل أربع نواب وزير، كل خمس نواب وزير؟ ما هو المعيار؟ القوات كانوا يطالبوا بخمسة نالوا أربعة هم 15 نائب، نحن وأمل 30 نائب أخذنا ستة، كيف هذا نحن يحق لنا بثمانية إذا وحدة معيار.
تيار المستقبل عشرين نائب يأخذ الكل، الرئيس المكلف ومعه خمس وزراء هم عشرين، نحن 30 أين وحدة المعيار؟ لا توجد وحدة معيار، أتى ليقول لك وحدة المعيار أين وحدة المعيار؟
لتناقشني، أن هؤلاء النواب الستة من كتل أو ليس من كتل، هؤلاء لقاء متكتل مجتمع ويمثل شريحة طويلة عريضة، حيث أن المطروح أخذ نتائج الانتخابات النيابية بعين الاعتبار، حيث أن النواب الستة يمثلون بنتائج الانتخابات، بنتائجهم هم، وهنا أريد أن أضيف شيئا اليوم، لم يعد النواب الستة يمثلون ناخبيهم، هم يمثلون سنة ثمانية آذار يمثلون كل هذا الوجود الطويل العريض من الجنوب للشمال الذين شاركوا بالإنتخابات ودعموا لوائح، منها نجح ومنها لم ينجح لكن هؤلاء لم يغيروا انتماءهم ولا خطهم السياسي.
اليوم النواب الستة لم يعودوا فقط نواب ستة يمثلون الذين انتخبوهم بالتحديد، وإنما يمثلون هذا الخط السياسي الطويل العريض، واللغة التي نسمعها لا نقبل وزير من سنة ثمانية آذار في لبنان في الحكومة،هذه لغة مرفوضة، هذه لغة عزل، هذه لغة إقصاء نحن رفضنا العزل ورفضنا الإقصاء.
نحن رفضنا ولا داعي لأتحدث في العلن، في السر في الجلسات الداخلية نحن لم نكن مع إقصاء أحد ولا مع إلغاء أحد، حتى أشد خصومنا نحن كنا صادقين عندما كنا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية.
لا يوجد لا منطق وطني ولا منطق أخلاقي ولا منطق قانوني ولا منطق سياسي ولا منطق مصلحة وطنية أن يخرج أحد في لنبان ويقول ممنوع ان يتمثل سنة ثمانية آذار في الحكومة اللبنانية في هذه التشكيلة، على أي أساس ممنوع، إذا ممنوع تعالوا لنتحدث من نقطة البداية بصراحة، تعالوا نتحدث من البداية ومن جديد لأنه لم يعد هناك حكومة وحدة وطنية ولا توجد نتائج انتخابات ولم يعد هناك معايير.
إذا صار الموضوع استنسابي وصار الموضوع كل واحد وقوته السياسية وتمثيله وحضوره ومناكفات وفرض شروط لنعود إلى نقطة البداية من البداية.
وحيث أن هؤلاء النواب الإخوة يطالبون بحقهم وبتمثيلهم، وحيث أن من حقهم علينا أن نقف إلى جانبهم بما يمثلون ومن يمثلون، نحن وقفنا معهم ويسمع كل اللبنانيين كلهم وسنبقى معهم وسنبقى معهم سنة وسنتين و1000 سنة وإلى قيام الساعة.
نحن لسنا من النوع الذي نتخلى عن حلفاءنا أبداً، نحن لا نتخلى عن حلفاءنا عندما يكون هناك منطق وحق تأتي وتقول لي هذا الحليف يطلب شيء ليس من حقه، لا بأس نناقش هذا الحليف، لكن عندما يكون مطلب الحليف حق وهذا حليف وصديق وأخ، ليس نحن وصار يجب أن تعرفونا وتحفظونا من خلال كل هذه التجربة الطويلة مثلما نسعى لمساعدتكم أيضاً تساعدوننا.
وأيضاً نحن لسنا طرفاً في المفاوضات هناك حول هذه العقدة، والمشكلة حلها عند رئيس الحكومة المكلف، حلها عنده.
أمس التقيت أنا ورئيس التيار الوطني الحر وكان طبعا كلفه فخامة الرئيس، أنظر هل يمكنك فعل شيء، أنا قلت له: نحن لا نطلب من فخامة الرئيس شيء ولا نطلب منك شيء، أنتم نتيجة أن فخامة الرئيس بيّ الكل وهو كلفه انتم تحاولون إيجاد حل لهذا الموضوع، ممتاز نحن نؤيد ذلك أي أحد يسعى لأن يعالج هذا الموضوع ممتاز نحن لا نطلب منكم شيء – لأعود لموضوع الحصة وال11 – ونحن لسنا طرف في المفاوضات، لا يأتِ أحد ليفاوض حزب الله ولا يتحدث أحد مع حزب الله، القرار عند الإخوان النواب السنة الستة المستقلين، فاوضوهم هم، تحدثوا معهم، ناقشوهم، انصفوهم، ما يقبلون به نحن نسلم به، وليس نحن نقبل أو لا نقبل، ليس لدينا علاقة، هذا حقهم يطالبون بحقهم، وهو حليف وانا أقف معه، حزب الله يقف معهم نقطة على أول السطر.
الموضوع بالنسبة لنا بالدرجة الأولى هو أخلاقي، بالدرجة الأولى، أما قصة أننا جمعنا السنة ونريد أن نقاتل بهم، نحن نجمع السنة لنقاتل بهم، نحن إذا أردنا ان نعطل الحكومة في لبنان محتاجين يا وليد بيك ويا غير وليد بيك أن نختبأ خلف السنة إخواننا السنة، نحن نملك من الشجاعة ومن القدرة ومن الحضور ومن الوضوح ومن الشفافية إذا أردنا أن نعطل وغير موافقين على تشكيل الحكومة أنا اقول عبر التلفزيون، نحن حزب الله لسنا موافقين على تشكيل الحكومة، لا نختبأ خلف أحد، لكن نحن نريد حكومة، ولأننا نريد حكومة تواضعنا، ولأننا مازلنا نريد حكومة ما زلنا متواضعين ومتنازلين ومتساهلين على حسابنا وعلى حساب حلفاءنا، ونحن تحدثنا بالغرف المغلقة لنساعد على الحل حتى لا نأخذ الأمور إلى التحدي.
الآن نحن لا نريد أن ندخل في تحدي مع أحد، ولا نريد أن ندخل في توتير سياسي مع أحد، ولا نريد أن ندخل في سجال إعلامي مع أحد، ولا نريد أن نجمع المشايخ والعلماء ليكتبوا بياناً ويقولوا أياد خبيثة، ولا نريد أن نستخدم أي خطاب. نحن منذ الـ2005 هكذا، وبين هلالين أحب أن أقول للرئيس المكلف: “إذا كنت تريد عن جد تريد أن تشكل حكومة وتساعد هذا البلد وتريد أن تتحمل مسؤولياتك هذه الطريقة بالتحريض الطائفي والمذهبي والعالم الذين خرجوا ليضربوا شمالا ويمينا هذا لن يؤدي إلى نتيجة، ولو ألا تعرفوننا؟ منذ 2005، هذا الموضوع لا يقدم ولا يؤخر، هذا يوتر البلد فقط، هذا يوتر الشارع فقط، ولكن هل يغير موقفنا هذا؟ هل يمس بإرادتنا؟ بقناعاتنا؟ بإلتزاماتنا؟ أبداً، قولوا ما شئتم، تكلموا ما شئتم، عطلوا، دمروا، خربوا، يأتون لاحقا ليقولون لك الموضوع الاقتصادي والمالي، الموضوع الاقتصادي والمالي الم يكن قبل 5 أشهر؟ لماذا فاوضتهم 5 أشهر؟ هذه الحقيبة وهذا العدد وهذا الوزير وهذا … والبلد كلنا نقول الوضع الاقتصادي والوضع المالي، عندما إنتهينا هناك وجاء حق هؤلاء الجماعة، لم يعد يحمل الوضع المالي والاقتصادي حينها؟ حسنا، أليس أنتم مخلصين للبنان؟ نحن لسنا مخلصين، نحن مرتزقة وعملاء، أنتم المخلصين للبنان، تفضلوا عليكم أن تحلوا المسألة، أعطوهم وزيراً، تفاهموا معهم بإحترام، بإحترام تفاهموا معهم، وشكلوا حكومة وأنظروا كيف تنقذون الوضع الإقتصادي والمالي. الآن الحكومة تنقذ الوضع الاقتصادي والمالي أو لا، هذا إن شاء الله بعدما تتشكل الحكومة نتكلم به، أنه نحن ذاهبون إلى حكومة إنقاذ ؟ أو أنه يوجد مشاريع نهب جديدة في البلد؟ هذا سنصل له ونتكلم به.
الآن فيما يعني الحكومة، خلاصة الكلام، ولسنا بحاجة لكي نعيد ونكرر ونوضح، بالنسبة لنا، الجماعة هذا حقهم، نحن نقف إلى جانبهم، نحن لم نضعهم أمامنا ونقاتل بهم، أبداً، الآن، الذي يقبلون به، يعني قال لي أحدهم أن مصير البلد مرهون بقرار فلان وفلان وفلان من النواب السنة، قلت له أي نعم، وهذا حقهم، نحن حزب الله عندما يتصل بنا الإخوان النواب الستة أو يرسلون موفداً لنا وهم يقولون لنا، هذا القرار لم يعد عند حزب الله، هم يقولون لنا يمكنكم أن تعطوا الاسماء للرئيس المكلف، ساعتها نحن نعطي الأسماء للرئيس المكلف، نقطة على أول السطر.
بكل مودة ومحبة لدي الكثير من الكلام في قلبي أريد أن أتكلم به، لن أتكلم به اليوم، إن شاء الله لن نضطر ان نتكلم به، لا نريد صراعاً ولا نريد توتراً ولا نريد تصعيداً ولا نريد أن نعيد الأمور إلى البداية إلى الصفر، هذه القصة “هلقد حجمها”، لا إقليمية ولا دولية ولا محلية ولا أحد يختبىء خلف أحد. يوجد حق، فاوضوهم وتكلموا معهم واحترموهم. والقرار الذي يأخذوه سنلتزم به.
في يوم الشهيد، في هذه المسألة وعلى طول الخط، هذا إلتزامنا، هذا خطنا وفكرنا وتاريخنا ووفاؤنا، نحن نعاهد شهداءنا الأبرار والاطهار أننا إن شاء الله سنواصل دربهم ونحقق أهدافهم أين تكن التضحيات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://www.youtube.com/watch?v=HdbIFzfOyiI