مقالات

الزوراء…

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحیم

كلمة « الزوراء » التي تتردد كثيراً في الروايات التي لها علاقة بعصر الظهور أو بغير عصر الظهور ، ما هو المراد منها ؟!

الجواب: 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا بالنسبة لهذا السؤال ، نقول :
في المجمع : الزوراء : بغداد . وموضع بالمدينة . وجبل بالري ، يقتل فيه ثمانون ألفاً ، كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام 1 . .
قال الأزهري : مدينة الزوراء ، ببغداد في الجانب الشرقي ، سميت الزوراء لازورار في قبلتها . .
ونقول : لعل هذا الازورار قد كان سبب أن بني أمية كانوا قد غيروا القبلة من الكعبة إلى بيت المقدس ، وذلك في زمن عبد الملك بن مروان ، وعامله الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه الله تعالى . .
وقيل : إن الزوراء ، هي مدينة أبي جعفر المنصور ، الواقعة في الجانب الغربي لنهر دجلة ( في بغداد ) . .
وقد ورد في بعض الروايات ، عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : ثلاثة عشر صنفاً من أمة جدي صلى الله عليه وآله ، لا يحبونا ، ولا يحببونا إلى الناس ، ويبغضونا ولا يتولونا ، ويخذلونا ، ويخذلون الناس عنا ، فهم أعداؤنا حقاً ، لهم نار جهنم ، ولهم عذاب الحريق .
[ثم بيَّنهم . . إلى أن قال] : وأهل مدينة تسمى الزوراء ، تبنى في آخر الزمان ، يستشفون بدمائنا ، ويتقربون ببغضنا ، يوالون في عداوتنا ، ويرون حربنا فرضاً ، وقتالنا حتماً 2 . .
ولما رجع أمير المؤمنين عليه السلام ، من وقعة الخوارج ، اجتاز بالزوراء ، فقال للناس : إنها الزوراء ، فسيروا وجنّبوا عنها ، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة . .
وورد عنه عليه السلام في الخطبة اللؤلؤة ، قوله : وتبنى مدينة يقال لها الزوراء ، بين دجلة ، ودجيل ، والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ، مزخرفة . . [إلى أن قال :] وتوالت عليها ملوك بني الشيصبان 3 . .
والشيصبان من أسماء الشيطان . .
وهناك أخبار أخرى تشير إلى بناء بغداد ، وأنها هي الزوراء . فيمكن مراجعتها . .
لكن كعب الأحبار ، على ما في بعض الروايات قال : إن المراد بالزوراء ، هو طهران الفعلية . . وأن المزورة هي بغداد ، وأن من علائم الحجة عليه السلام ، خراب الأولى ، وخسف الثانية 4 . .
وذكر في منتخب التواريخ ، في فصل علامات الظهور ، رواية عن العلامة المجلسي ( رحمه الله ) ، عن المفضل بن عمر ، عن الإمام الصادق عليه السلام : إن في حوالي الري جبلاً أسوداً ، يبتنى في ذيله بلدة تسمى بالطهران ، وهي دار الزوراء الخ 5 . .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 6 . .

  • 1. البحار ج4 ص344 .
  • 2. راجع : البحار ج57 ص206 وج5 ص279 وج9 ص212 وسفينة البحار ج1 ص567 .
  • 3. البحار ج52 ص267 وج36 ص352 .
  • 4. راجع : البحار ج52 ص226 عن الغيبة للنعماني .
  • 5. مستدرك سفينة البحار ج4 ص269 قال : ورواه في مجمع النورين ص297 مثله . .
  • 6. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة السادسة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1424 ـ 2003 ، السؤال (352) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى