الفصل الأول : الأصل الكريم
من هو الإمام المهدي ؟
والده (ع) :
الإمام الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهم جميعاً صلوات الله ـ .
أمّه (ع) :
وصيفة تركية انحدرت من سلالة طيبة تتصل بأوصياء عيسى ابن مريم (ع) واسمها نرجس أو (صيقل) وكانت قد أسلمت وهي في بلادها بسبب رؤيا شاهدتها ، وعندما زحفت طلائع الجيش الإسلامي على بلادها سلمت لهم ليأتي بها القدر إلى بيت الإمام الحسن العسكري (ع) وتصبح والدة حجة الله .
ميلاده (ع):
في ليلة النصف من شعبان من عام ( 255 ) للهجرة وفي مدينة سامراء عاصمة الخلافة في عهد المعتصم العباسي وَلد الإمام الحجة (ع) .
وكان لولادته شواهد دلت على ما قدّر الله لهذا المولود السعيد من أثر على حياة البشرية .
دعنا نستمع إلى السيدة حكيمة بنت الإمام محمد بن علي الجواد وعمة الإمام الحسن تقص علينا عن ولادة الحجة قالت : ” بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي (ع) فقال : يا حكيمة أجعلي افطارك عندنا هذه الليلة ـ فانها ليلة النصف من شعبان فان الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة ـ وهو حجته على أرضه .
قالت فقلت له : ومن أمه ؟
قال لي : نرجس .
قلت له : جعلت فداك والله ما بها من أثر .
فقال : هو ما أقول لك .
قالت : فجئت فلما سلمت وجلست جاءت ـ نرجس ـ تنزع خفي وقالت لي يا سيدتي ، وسيدة أهلي ، كيف أمسيت ؟ فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي ، فأنكرت قولي ـ وقالت : ما هذا يا عمة ! ( قالت ) فقلت لها : ” ان الله تعالى سيهب لك في ليلتنا هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة ” .
قالت : فخجلت واستحيت ، فلما ان فرغت من صلاة العشاء الآخرة ـ أفطرت وأخذت مضجعي فرقدتُ ، فلما ان كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغتُ من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادثة ـ ثم جلست معقبة ثم اضطجعت ثم انتبهتُ فزعة وهي راقدة ، ثم قامتْ فصلت ، ونامت ، قالت حكيمة : فخرجتُ أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول كذئب السرحان وهي نائمة فدخلني الشك ـ فصاح بي أبو محمد (ع) من المجلس ، فقال لي : ” لا تعجلي يا عمة ! فهناك الأمر قد قرب ” ، قالت : فجلستُ وقرأتُ ألم السجدة ويس . فبينما أنا كذلك انتبهتْ فزعة فوثبت إليها فقلت اسم الله عليك ، ثم قلت لها أتحسين شيئاً ؟ قالت نعم يا عمة ـ فقلت لها اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك . فأخذتني فترة 1 وأخذتّها فطرة 2 ، وانتبهت بحس سيدي فكشفت عنها ، فإذا أتي به (ع) ساجداً يتلقى الأرض بمساجده ، فضممته (ع) ، فإذا أنا به نظيف منظف ـ فصاح بي أبو محمد (ع) هلمي إليّ ابني يا عمة ـ فجئت به إليه ـ فوضع يديه تحت أليته وظهره ووضع قدميه في صدره ثم أدلى لسانه في فيه ـ وأمرَّ يده على عينيه ومفاصله ” 3 .
وبعدما ولد ـ أجرى له والده الإمام الحسن (ع) مراسيم الولادة بما يلي تفصيله :
تصدق عنه ـ عشرة آلاف رطل خبزاً وعشرة آلاف رطل لحماً ـ وعقَ عنه ـ بذبح ثلاثمائة شاة ـ بعثها حية من يومه إلى بني هاشم والشيعة . ثم بعث إلى الخاصة من أصحابه يخبرهم بولادته وانه الوصي من بعده ويأمرهم بكتمان ذلك عن كل أحد فقد أثر عن محمد بن الحسن بن إسحاق القمي قال : لما ولد الخلف الصالح (ع) ورد من مولانا أبي محمد الحسن بن علي (ع) إلى جدي أحمد بن إسحاق كتاب وإذا فيه مكتوب بخط يده الذي كان يرد به التوقيعات عليه :
” ولد المولود فليكن عندك مستوراً وعند جميع الناس مكتوماً ، فإنا لم نظهر عليه إلاّ الأقرب لقرابته والمولى لولايته . أحببنا اعلامك ليسرك الله كما سرَّنا والسلام ” 3 .
وروي عن إبراهيم صاحب الإمام الحسن العسكري (ع) انه قال : وجّه إليّ مولاي أبو محمد بأربعة أكباش وكتب إلي :
بسم الله الرحمن الرحيم ” هذه عن ا بني محمد المهدي وكل هنيئاً واطعم من وجدت من شيعتنا ” 4 .
كتمان أمر الإمام :
وهكذا تمت ولادة الإمام الذي بقي محاطاً بستار كثيف من الكتمان بسبب الظروف السياسية المعاصرة . ولم يبدِ الإمام العسكري (ع) امر نجله إلاّ لخواص أصحابه ، فقد جاء في الحديث المأثور عن كتاب الغيبة ، عن جماعة من أصحاب الإمام انهم قالوا :
” اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي (ع) نسأله عن الحجة من بعده وفي مجلسه (ع) أربعون رجلاً فقام إليه عثمان بن سعيد بن العمر العمري فقال له : يابن رسول الله (ص) أريد ان أسألك عن أمر أنت أعلم به مني . فقال له : ” أجلسْ يا عثمان فقام مغضباً ليخرج ، فقال : لا يخرجن أحد ، فلم يخرج منا احد إلى ان كان بعد ساعة فصاح (ع) بعثمان ، فقام على قدميه فقال : أخبركم بما جئتم . قالوا : نعم يابن رسول الله (ص) قال : جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي قالوا : نعم ، فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد (ع) فقال : هو إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم أطيعوه ، ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم . ألا وأنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر ، فأقبلوا من عثمان ما يقول وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه ” .
كيف بدأ عهد إمامة الحجة ؟
وكعادة الخلفاء العباسيين إذا وجدوا فرصة لقتل أولياء الله بادروا بدس السم إليهم . اغتال المعتصم العباسي الإمام الحسن العسكري (ع) بالسم ، فأخذ يفتش عن نجله ليقضي عليه ويقطع دابر الإمامة الإسلامية في زعمه . فأرسل إلى بيت الإمام ليحتجز ما فيه ومن فيه .
دعنا نستمع خبر ذلك عن لسان أحمد بن عبد الله بن يحيى بن خاقان إبن وزير المعتصم الذي قال :
” لما اعتل الإمام الحسن العسكري (ع) بعث إليّ أبي ان ابن الرضا قد اعتلّ فركب من ساعته إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلاً مع خمسة نفر من خدام ( أمير المؤمنين ) كلهم من ثقاته وخاصته منهم نحرير ـ وأمرهم بلزوم دار الحسن بن علي ، وتعرّف خبره وحاله ، وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً .
فلما كان بعد ذلك بيومين جاءه من أخبره انه ضعف فركب حتى بكر إليه ، فأمر المتطببين بلزومه ، وبعث إلى قاضي القضاة فأخبره مجلسه ، وأمره ان يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن (ع) وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً .
فلم يزالوا هناك حتى توفي (ع) لأيام مضت من شهر ربيع الأول من سنة ستين ومائتين ، فصارت ( سرّ من رأى ) ضجة واحدة ـ مات ابن الرضا ـ .
وبعث السلطان إلى داره من يفتشها ويفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيه وطلبوا أثر ولّده ، وجاؤوا بنساء يعرفن بالحمل فدخلن على جواريه فنظرن إليهن فذكر بعضهن ان هناك جارية بها حمل ، فأمرنها فجعلت في حجرة وكّل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم ” .
ثم قال : ” ولم يزل الذي وكلوا بحفظ الجارية التي توهموا عليها الحمل ملازمين لها سنتين وأكثر حتى تبين لهم بطلان الحمل فقسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وادعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي .
والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده ” .
ثم ذكر قصة مناوءة جعفر على الوصايا حتى قال : ” وخرجنا ـ والأمر على تلك الحال ـ والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي (ع) حتى اليوم ” 5 .
وهكذا حاولت السلطة الجاهلية المستكبرة في الأرض ان تقتلع جذور الإمامة ، وتقضي على الحركة الرسالية الأصيلة .. فلم تفلح لان يد الله فوق أيديهم .
﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ 6
الله أعلم حيث يجعل رسالته :
وكان للإمام الحجة عمّ يدعى بجعفر زعم أن له حق الإمامة من بعد أخيه الحسن العسكري (ع) ، فأخذ يدعو الناس إلى نفسه ، بل ويتوسل إلى السلطات الظالمة ليستمد منها الدعم دون ان يعلم ان مبرر استمرار خط الإمامة هو مقاومة هذه السلطات ، وقيادة الجماهير المؤمنة ضد فسادها وانحرافها .
أما جعفر ابن الإمام علي الهادي (ع) فانه كان يفقد المؤهلات الكافية للإمامة ولانه كان يعرف ان الطائفة لا تعترف به ، فقد جاء إلى عبد الله بن يحيى بن خاقان ـ وهو وزير الخليفة العباسي ـ يسعى من أجل دعم مركزه .
ابن الوزير يروي قصة ذلك فيما يلي :
” فجاء جعفر ـ بعد قسمة الميراث ـ إلى أبي وقال له : اجعل لي مرتبة أبي وأوصل إليّ في كل سنة عشرين ألف دينار مسلمة .
فزبره أبي وقال له : يا أحمق ! ان السلطان أعزه الله (!) جرّد سيفه وسوطه في الذين زعموا ان أباك وأخاك أئمة ، يردوهم عند ذلك فلم يقدر عليه ، ولم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما ، فان كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى السلطان يرتبك مراتبهما ولا غير السلطان ، وان لم تكن عندهم بهذه المنزلة . لم تنلها بنا ” .
وما لبث جعفر ان تراجع عن هذه الدعوة الكاذبة . وعاد إلى رشده في التسليم لإمامة الحجة (ع) ، ولذلك سمي عند الطائفة بجعفر التواب بعد ان كان يسمى بجعفر الكذاب .
الغيبة الصغرى :
بعد ان بيّن الأئمة الهداة ( عليهم الصلاة والسلام ) عبر قرنين ونصف من عمر الرسالة بعد الرسول (ص) معالم الدين . وبعد ان احتمل خيرة أبناء الأمة علم الأنبياء (ع) عبر أوصيائهم المعصومين ، وترسخت جذور المعرفة الإلهية في نفوس الألوف . وبعد أن تهيأ التيار الرسالي للنهوض بأعباء الثورة ضد الظلم والطغيان ، والوقوف أمام الإنحرافات الأساسية في الدين .
بعد كل ذلك قدر الله الغيبة الصغرى لولي الله الأعظم ، الحجّة بن الحسن (ع) التي امتدت من عام (260 ) إلى عام ( 329) أقام الإمام خلالها جسراً من الوكلاء بينه وبين أبناء الطائفة .
ونوّاب الإمام هم :
(1) أبو عمرو عثمان بن سعيد الذي كان وكيلاً للإمام الحسن العسكري (ع) . وبعد وفاته أصبح نائباً للإمام الحجة ( عجل الله فرجه ) .
(2) وبعد وفاته عام (266) نصب الإمام الحجة ابنه أبا جعفر محمد بن عثمان ليصبح نائباً للإمام خلال خمسين عاماً .
(3) أما النائب الذي استخلفه محمد بن عثمان فقد كان حسين بن روح ومنذ عام (304) وعبر اثنين وعشرين عاماً كان مرجعاً عاماً للطائفة من قبل الإمام الحجة (ع) .
(4) وبعد أن لبى حسين بن روح نداء ربه ، عين الإمام أبا الحسن علي بن محمد السمري نائباً عنه ، وبقي في منصبه ثلاث سنوات ، ولما اقترب من أجله سئل عمّن ينوبه فأخبر بانتهاء الغيبة الصغرى بوفاته .
وفي سني الغيبة الصغرى كان يمارس فقهاء الإسلام الأربعة العظام دور القيادة نيابة عن الإمام ـ ولعلها كانت كافية لتربية الأمة على أسس اختيار قادتها من بين أقرب الفقهاء إلى مثال النواب الأربعة في عصر الغيبة الكبرى ـ حيث كان من المفروض ان تستقل الأمة بانتخاب قادتها من الفقهاء العدول الراسخين في علم أهل البيت ، والزاهدين في درجات الدنيا ، والمجسّدين لتعاليم الرسالة .
ولعل حكمة ذلك كانت تدرج الصلة الإلهية من الوحي إلى الوصاية والنيابة الخاصة ثم النيابة العامة ، فلقد كان عصر النبي الأعظم (ص) عصر الوحي الذي كان شاهداً في كل قضية ، وبعد ان اكمل تبليغ الرسالة عهد إلى الأئمة الهدة امر تفسير المتشابه من آيات القرآن ، اما المحكم فكان على الناس أنفسهم الرجوع إليه مباشرة ، وهذه خطوة متقدمة في مسيرة التعامل مع الوحي .
وفي عصر الوصاية تفقه الكثير من المسلمين العلماء حتى أرجع الأئمة إلى بعضهم أمر الفتيا ، وبعد ذلك جاء عصر النيابة الخاصة حيث كان على المسلمين مراجعة الإمام الحجة من خلال نوابه وليس بصورة مباشرة كما كان في عصر الوصاية .
اما الآن وفي عصر النيابة العامة فان على المسلمين ان يراجعوا الفقهاء العدول الذين يتعرفون على صلاحيتهم وفق المقاييس العامة التي بيّنها لهم الأئمة .
وبالرغم من ان صلة حجة الله بأولياء الله مستمرة بصورة أو بأخرى الا ان ذلك لا يدخل ضمن اطار الأحكام الظاهرية حيث لا يمكن لأحد ان يدعي انه النائب الخاص للإمام ، بل لا يمكنه ان يدعي ارتباطه المباشر بالإمام ، فإذا فعل ذلك فان على المسلمين ان يكذبوه رأساً . ولولا هذا التدرج لكانت الأمة تُصاب بكارثة حقيقية .
شمائل وصفات الإمام :
لقد تم وصف الإمام بدقة من قبل النبي (ص) والأئمة الهداة ، ولعله كان لحكمة بالغة هي ردع كل من تسول له نفسه بادعاء المهدوية ، بعد ان أصبحت قضية ظهور الإمام المهدي (ع) في آخر الزمان من ضرورات الدين ، وبما أنه من المستحيل ان تجتمع كل تلك الصفات التي ذكرتها النصوص الإسلامية في شخص مدعٍ للمهدوية مما تكشف كذبه للناس .
(1) قال النبي (ص) :
” المهدي منّي ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدرّي ، عينه مستديرة ، اللون لون عربي ، والجسم إسرائيلي ، وجهه كالدينار ، أسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار ” .
(2) وقال الإمام أمير المؤمنين (ع) :
” المهدي أقبل أجعد ، هو صاحب الوجه الأحمر والجبين الأزهر ، صاحب الشامة والعلامة ، العالم الغيور ، المعلم المخبر بالآثار ، هو أوسعكم كهفاً ، وأكثركم علماً وأوصلكم رحماً ، يومئ للطير فيسقط على يده ، ويغرس قضيباً في الأرض فيخضر ويورق ” .
(3) وقال الإمام الحسين (ع) :
” تعرفون المهدي بسكينة ووقار ، ومعرفته الحلال والحرام ، وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد ” .
(4) وقال الإمام الباقر (ع) :
” وهو درّي المقلتين ، شثن الكفين ، معطوف الركبتين ، مدمج البطن ، بظهره شامتان ، شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي ، مقرون الحاجبين مسترخهما ، ظاهر العينين من سهر الليل والتبتل والعبادة ، دري المقلتين ، بوجهه أثر ، واسع الصدر ، مسترسل المنكبين عظيم مشاشتهما ” .
(5) وقال الإمام الصادق (ع) :
” حسن الوجه ، أدم ، أسمر ، مشرب بحمرة ، أزج ، أبلج أدعج ، أعين ، أشم الأنف ، أقنى ، أجلى ، وهو خاشع كخشوع الزجاجة ، هيوب ، قريب إلى الناس والنفوس ، عذب المنطق ، حسن الصورة ، أحمس الساقين مخدشهما ، هو قوي في بدنه ، إذا صاح بالجبال تدكدكت صخورها ، لا يضع يده على عبد إلاّ صار قلبه كزبر الحديد ، ليس بالطويل الشامخ ، ولا بالقصير اللازق ، بل مربوع القامة ، مدور الهامة ، واسع الصدر ، صلت الجبين ، مقرون الحاجبين ، على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة العنبر ” .
(6) قال الإمام الرضا (ع) :
” هو شبيهي وشبيه موسى بن عمران ، عليه جيوب النور ، تتوقد بشعاع القدس ، موصوف باعتدال الخلق ، ونضارة اللون ، يشبه رسول الله في الخلق ، علامته ان يكون شيخ السن ، شاب المنظر حتى ان الناظر ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها ، وان من علامته الاّ يهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتى يأتي أجله ” 7 .
الفصل الثاني : الإمام الحجة .. الأمل المنتظر
انتظار الفرج أو الأمل الثائر :
هنالك سنن إلهية تجري على أساسها حياة المجتمعات كالسنن الإلهية التي تتقلب فيها حياة الأفراد . ومن أبرز هذه السنن انتصار الحق ودحر الباطل . ﴿ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ 8 .
إن سفينة الحياة ترسو بالتالي على شاطئ رحمة الله ، لان رحمته قد سبقت غضبه ، ولان الله انما خلق الناس ليرحمهم ، وسبحانه الذي لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب .
يقول ربنا سبحانه وهو يذكرنا بهذه السنة التي لو تأملنا في تاريخ البشر ، وفي ظواهر الحياة لرأينا آثارها بوضوح تام : ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ 9 .
فما دامت السماوات والأرض قد خلقت بالحق ، وعلى أساس الحق فان سلطان الحق وحاكميته وسيادته سوف يكون متوافقاً مع مسيرة الكون ، ونتيجة تكامل حوادثه بإذن الله : ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ 10
ان هذه الحقيقة التي أكدت عليها رسالات الله ليست محدودة بقوم ، ولا محصورة بوراثة الصالحين بقطعة محدودة من الأرض ، بل هي بيان لسنة إلهية عامة تتحقق في ثورات الصالحين ضد الطغاة ، وتتحقق بصورة تامة في وراثة الصالحين لكل الأرض ، والدليل على ذلك :
اولاً : ان الأرض جاءت محلاة بالألف واللام مما يدل على ان المراد بها كل الأرض .
ثانياً : ان تأكيد القرآن على ان هذه حقيقة مكتوبة في أكثر من كتاب سماوي لا يدعنا نشك في انها تشير إلى سنّة إلهية يسوق الله احداث الحياة وفقها حتى تتحقق بصورة كلية .
﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾ 11
﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ 12
إن تجارب البشرية قد دلت على ان المسيرة الطبيعية للنظم الحاكمة في الأرض لن تصل بها إلى تلك التطلعات السامية التي انطوت عليها نفوس البشر من تحقيق مدينة فاضلة تسودها العدالة ، ويحكم في أرجائها الحق بلا شريك .
إذن كيف ومتى يتحقق هذا الطموح الفطري المشروع .. هل يمكن ان يتكامل البشر بصورة عادية إلى ان يبلغ هذا المستوف الأرفع ؟!
ان ترسانات الأسلحة الذرية والكيمياوية ، ومؤامرات المستكبرين ضد مستضعفي الأرض ، وتقهقر البشرية الواضح في ميادين الفضيلة والهدى ، وتدهورها المرعب إلى حضيض الفساد والاعتداء لدليل واحد وواضح على ان السبيل الوحيد إلى تحقيق أهداف الإنسان هي رحمة الله التي أخرجت الإنسان من الظلمات إلى النور .
وتلك الرحمة إنما هي في ظهور الحجة الأعظم ـ بقية الله الإمام الثاني عشر من أهل بيت خاتم الأنبياء ، وقدوة الصديقين عليهم جميعاً صلوات الله ـ والإيمان بهذه الحقيقة الصادقة يبعث في قلوب المؤمنين شعلة خالدة من الأمل ذلك الأمل الذي يعتبر وقود الإنسان في مسيرته التكاملية .
ذلك الامل الإلهي الذي يختلف عن الأمنية بفارق السعي الذي هو شرط ضروري لتحقيق الأمل الإلهي .. بينما الأمنية تبرير للكسل والتقاعس .
ذلك الأمل الذي ينتشل المجاهدين من ظلام اليأس الذي يبعثه الشيطان في نفوسهم باستغلال ظروف الإرهاب والقلق والعجز المادي .
ذلك الأمل الذي ينعكس على نظرات الفرد ومواقفه ، فتصبغ بصبغة التفاؤل الإيجابي ، ويطارد روع التشاؤم والشك والسلبية والإنهزامية التي تسعى أجهزة الطاغوت ووساوس الجبت ان تبثها في روح العاملين ، وربما لهذه الحكمة جاء في الحديث النبوي الشريف : ” أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج ” .
المهدي ( ع ) في النصوص الدينية :
ان ظهور عزير (ع) وعودة عيسى (ع) ورجعة بهرام في الديانات اليهودية والمسيحية والمجوسية سوف يتحقق جميعاً بظهور خاتم الأوصياء المهديين الإمام الحجة ( عجل الله فرجه ) .
وان تفسير خمسين آية قرآنية ، وعشرات الأحاديث المأثورة عن النبي (ص) ومئات النصوص المروية عن آل البيت يتم بظهور الحجة ( عجل الله فرجه ) .
لقد تواترت أكثر من ستمائة وسبع وخمسين حديثاً في المهدي (ع) 13 .
وقد رواها أعظم أصحاب النبي (ص) ، وقد ألف حول ظهور المهدي ( عجل الله فرجه ) ، علماء أهل السنّة أكثر من مائة وأربع وأربعين كتاباً 14 .
وادعى تواتر الحديث كثير من علماء المسلمين من مختلف المذاهب ، ولسنا بحاجة إلى ان نناقش الديانات السماوية في شخص المهدي لأننا لا نملك معهم أرضية مشتركة للحديث بل لابد أن نناقش النظرية القائلة بان المهدي سيولد في آخر الزمان ثم يظهر ، ونظن ان عقدة المسألة تتمثل في قضية طول العمر التي تبقى مشكلة نفسية أمام الإيمان بحياة الإمام . إذاً ، إسمحوا لنا ببحث قضية طول العمر أولاً ، قبل مناقشة هذه النظرية .
قضية طول العمر :
إن ربنا سبحانه بمنّه القديم ورحمته . الواسعة شاء ان يتم الحجة على عباده بأن بعث إليهم رسله دون ان يترك الأرض من دون حجة قائمة . وأمدّ الله في عمر خاتم الأوصياء إذ لا نبي بعد محمد (ص) لكي يبقى السبب المتصل بين الأرض والسماء ، فإذا انقطع الوحي فلا تنقطع الصلة الغيبية عبر ولي من أولياء الله . وقدرة الله التي نفذت في كل شيء والتي خلق بها السماوات والأرض لا تعجزه سبحانه عن تطويل عمر الإنسان .
ونحن بصفتنا مسلمين نعتقد بأن الله أمدّ في عمر نوح (ع) 950 عاماً بل أكثر ، وان عيسى وإدريس والعبد الصالح ( خضر) أحياء فكيف لا نؤمن بالعمر الطويل الذي عمَّره الإمام الحجة (عجل الله فرجه) .
ولكن دعنا نذكر فيما يلي نظر العلم الحديث في امكانية طول عمر الإنسان ، لعلمنا ان أمام بعض الناس مشكلة نفسية لا تدعهم يؤمنون بالإمام الغائب :
(1) جاء في مجلة الهلال ـ الجزء الخامس من السنة الثامنة والثلاثين ( ص 607 مارس 1930 ) ـ تحت عنوان : كم يعيش الإنسان ؟ ما يلي 15 :
يعتقد بعض العامة وبعض الخاصة حتى من الأطباء ان مدى عمر الإنسان سبعون سنة على المتوسط ـ كما جاء في التوراة ـ وقل ان يجاوز ذلك ، وقد وقف رئيس مدرسة طبية ذات يوم خطيباً في تلاميذه فقال : ان الأدلة الباثولوجية تدل دلالة على ان أنسجة الجسم تبلى بعد مرور ـ زمان ما ـ وأن هناك حداً محدوداً لعمر الإنسان .
فإذا صح قول هذا المدبر فان الأسباب الكثيرة التي تنشأ منها دورة العمر هي ثابتة غير متغيرة ـ دون متناول العلم ـ ولنفترض ان منطقة ( قنال بناما ) المشهورة بالأمراض الكثيرة قُطِعَتْ عن سائر العالم ، وكنا نحن فيها نجهل أحوال الحياة والموت في العالم ـ الذي وراءها ـ لكنا نقول : ان كثرة الوفيات في هذه المنطقة وقصر العمر أمور معينة بحكم الطبيعة ، وان التحكم فيها دون متناول العلم ، فالفرق بين الأمرين هو في الشخص لا في النوع ، فان جهلنا لأسباب بعض الأمراض هو الذي يحول دون تقليل الوفيات وإطالة العمر ـ في العالم ـ ودورة العمر كما نسميها متغيرة قابلة لتأثير العلم فيها ، والذي يعارضني في ذلك أسئله : أي دورة من أدوار العلم هي ثابتة ؟
دورة العمر في الهند أم في نيوزلندا ؟ أم في أمريكا أم في منطقة القتال ؟ وأي الجِرَف نحترفها نقول عنها إن دورة العمر فيها ـ ثابتة طبيعية ـ أجِرفة الفلكي التي تكون الوفيات فيها من 15 إلى 40 سنة تحت المتوسط ؟ أم المحاماة التي تكون الوفيات فيها من 5 سنوات إلى 15 سنة فوق المتوسط ؟ أم تنظيف الشبابيك التي تكون الوفيات فيها من 40 إلى 60 سنة فوق المتوسط ؟ هذه أمثلة على الفرق بين الوفيات في اتوسط الوفيات بين بعض الحرف على ما فيها من احصاءات بعض شركات التأمين .
وهناك أدلة كثيرة على ان أدوار الحياة بين الأحياء ومنها الإنسان تغيرت تغيراً عظيماً بالوسائل الصناعية، وان أدوار الحياة ـ في بعض الأحياء ـ تزيد كثيراً على ماللإنسان . فلماذا تعيش السلحفاة مائتي سنة والإنسان سبعين سنة ؟ ولماذا تعيش الخلايا الداخلية في الاحياء أربعمائة سنة وفي الانسان أقل ؟
وقد يقال جواباً عن هذا السؤال :
ان الإنسان يدفع بذلك عن عيشته الحضارية الراقية وتركيبه الراقي ، فالشجرة المشار إليها ـ تمكث في بقعة واحدة ـ فتظهر فيها جميلة ، ولكن أليس بين الرجال والنساء من لا يصنع أكثر مما تصنع الشجرة، وينال أجراً على ذلك !
وتجارب المختبرات البيولوجية ـ ذات مغزى كبير ـ فقد استطاع بعض العلماء إستنبات بعض الدعاميص ـ الضفدع الصغير ـ من أجسادها قبل أوان خروجها بتغيير مقدار الأوكسجين ـ في الوسط الموجودة فيه ـ وهذا بمثابة تغيير جوهري في دورة حياة الدعاميص .
وكذلك تمكن آخرون من اطالة عمر ذبابة الأثمار (900) ضعف عمرها الطبيعي بحمايتها من السم والعدوى وتخفيض حرارة الوسط الذي تعيش فيه . وتمكن كارل بتجاربه من ابقاء الخلايا في قلب جنين دجاجة حياً مدة سبع عشرة سنة بصيانته عن بعض العوامل في المحيط الذي وضع فيه .
وإذا نظرنا إلى العوامل المتسلطة على دورة حياة الإنسان ، وجدنا أنه إذا اخذنا شيئاً من المادة المعروفة باسم ( الرانث ) والمستخرجة من غدة درقية عليلة ، أمكننا اعادتها إلى حالتها الطبيعية بحقنها بخلاصة غدة صحيحة ، وكثيراً ما انقذ الشخص المشرف على الموت بحقنة بخلاصة الكبد على أثر أشتداد اصابته بأنيميا خبيثة وموته بها لا يختلف بمبدئه عن الموت بالشيخوخة ، ويعاد المصاب بالسكر إلى حالته الطبيعية بحقنة بخلاصة البنكرياس .
وامتدت يد العلماء إلى أصل الجينات ـ وقد كان يظن انه لا يمكن العبث بها ـ فتمكنوا من تغيير جنس الضفادع والطيور من الذكور والإناث والعكس ، ولم يُجَرب ذلك بعد في الإنسان ، ولكن مادام هذا المبدأ يؤيد في الحيوان فلا يمنع تأييده في الإنسان الا جهلنا لأشياء لابد ان تبدو لنا في المستقبل .
(2) وقال الأستاذ ( فورد نوف ) : قد عملت إلى الآن ( 600 ) عملية ناجحة وأقول الآن عن اقتناع : انه لا ينصرم القرن حتى يمكن تجديد قوى الشيوخ ، وإزالة غبار السنين عن وجوههم كثيرة الغضون والأسارير ـ وأجنابهم المحدودبة الهزيلة ـ ويمكن أيضاً تأخير الشيخوخة ومضاعفة العمر الذي هو الآن سبعين سنة على الغالب ، وسيبقى الدماغ والقلب صحيحين إلى الآخر ـ وقد يمكن تغيير الصفات والشخصيات والعادات بهذه الطريقة ، ونقل الجرائم وتخلق العبقريات ، وتفرغ الشخصيات في قوالب على حسب الطلب 16 .
(3) العلماء الموثوق بعلمهم يقولون :
ان جل الأنسجة الرئيسية من جسم الحيوان تقبل البقاء إلى مالا نهاية له ، وانه في الإمكان ان يبقى الإنسان حياً ألوفاً من السنين إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته ، وقولهم هذا ليس مجرد ظن ، بل هو نتيجة علمية مؤيدة بالامتحان 17 .
فقد تمكن أحد الجراحين من قطع جزء من حيوان وابقائه حياً أكثر من السنين التي يحياها ذلك الحيوان عادة . أي صارت حياة ذلك الجزء مرتبطة بالغذاء الذي يقدم لها بعد السنين التي يحياها ، فصار في الامكان ان يعيش إلى الأبد مادام الغذاء اللازم موفوراً له .
وهذا الجراح هو ( الكسيس كارل ) من المشتغلين في معهد ( روكفلر نيويورك ) وقد امتحن ذلك في قطعة من جنين الدجاج فبقيت تلك القطعة حية نامية أكثر من ثمان سنوات ، وهو وغيره امتحنا قطعاً من أعضاء جسم الإنسان ـ من أعضائه وقلبه وجلده وكليته ـ فكانت تبقى حية نامية مادام الغذاء اللازم موفوراً لها حتى قال الأستاذ ( ديمند وبرل ) من أساتذة جامعة جونز هو بكنز :
” ان كل الأجزاء الخلوية الرئيسية من جسم الإنسان قد ثبت : أما ان خلودها بالقوة صار أمراً مثبتاً بالامتحان أو مرجحاً ترجيحاً تاماً لطول ما عاشته حتى الآن ” .
إلى ان قال الدكتور كارل : شرع في التجارب المذكورة في شهر يناير سنة 1912 م ، ولقي عقبات كثيرة في سبيله فتغلب عليها هو ومساعدوه ، فثبت له :
أولاً : ان هذه الأجزاء الخلوية تبقى حية مالم يعرض لها عارض يميتها ، اما من قلة الغذاء أو من دخول بعض الميكروبات .
ثانيا : ان لا تأثير للزمن ـ أي انها لا تشيخ وتضعف بمرور الزمن ، بل لا يبدو عليها أقل أثر للشيخوخة، بل تنمو وتتكاثر ـ هذه السنة ـ كما كانت تنمو وتتكاثر في السنة الماضية وما قبلها من السنين ، وتدل الظواهر على انها ستبقى حية نامية مادام الباحثون صابرين على مراقبتها ، وتقديم الغذاء الكافي لها ، فشيخوخة الاحياء ليست سبباً ، بل هي نتيجة .
لكن لماذا يموت الإنسان ولماذا نرى سنينه محدودة ـ لا تتجاوز المائة الا نادراً جداً ـ وغايتها العادية سبعون او ثمانون ؟
الجواب :
إن أعضاء جسم الإنسان كثيرة ومختلفة ، وهي مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا محكماً حتى ان حياة بعضها تتوقف على حياة البعض الآخر ، فإذا ضعف بعضها ومات لسبب من الأسباب مات بموته سائر الأعضاء . ناهيك بفتك الأمراض الميكروبية المختلفة ، وهذا مما يجعل متوسط العمر أقل جداً من السبعين والثمانين . لا سيما ان كثيرين يموتون أطفالاً ، وغاية ما ثبت الآن من التجارب المذكورة : ان الإنسان لا يموت لان عمره كذا من السنين ـ سبعين أو ثمانين أو مائة أو أكثر ـ بل لان العوارض تنتاب بعض الأجزاء فتتلفها ولارتباط اعضائه بعضها ببعض تموت كلها ، فإذا استطاع العلم أن يزيل بعض العوارض أو يمنع فعلها لم يبقَ مانع استمرار الحياة مئات من السنين ، كما يحيا بعض أنواع الأشجار ، وقلّ ما تنتظر العلوم الطبيعية والوسائل الصحية هذه الغاية القصوى ، ولكن لايبعد ان نهايتها تضاعف متوسط العمر أو يزيد ضعفين أو ثلاثة 18 .
(4) وأكد تقرير نشرته الشركة الوطنية الجيوغرافية :
” إن الإنسان يستطيع ان يعيش (1400) سنة إذا ما خدر مثل بعض الحيوانات طيلة فصل الشتاء ” 19 .
وهكذا يأتي قولنا بامكان طول العمر مدة من الزمن بعيدة ـ مؤيداً ـ بالتجارب الحديثة . فهل نجد من الشك أي مانع عن قبول ذلك إذا عرفت ان الله يريد ان يبقيه كذلك ، وإذا أراد شيئاً وفرَ له أسبابه الطبيعية .
قال الإمام الرضا (ع) : ” أبى الله إلا ان يجري الأمور بأسبابها ” .
الدين وطول العمر :
هنا نبحث في الموضوع من جانب ديني بحت : ان من يعتقد بالدين من اليهود والنصارى والمسلمين، يؤمن بأن قدرة الله شاملة لكل الأمور ومنها امداد عمر رجل ـ يلزم ان يموت في السبعين ـ فيزديه ألفاً، مثلاً .
وإن الإعتقاد بذلك ثابت لهم فعلاً ، حيث انهم لا يزالون يقبلون مبدئياً حياة كثيرين ممن تقدم تاريخ ميلادهم عن الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) مثل : خضر ، إدريس ، عيسى (ع) . كما يعتقدون انهم سوف يبقون أحياء في المستقبل أيضاً ، وكذلك تدل كتبهم الدينية على امتداد حياة أمة من الناس مدة طويلة في الماضي السحيق ، مثال آدم ، الذي عاش في معتقد اليهود 930 سنة جاء في التوراة ما هذا نصه : ” فكان كل أيام آدم التي عاشها تسعمائة سنة وثلاثين سنة ومات ” ( سفر التكوين ـ الاصحاح الخامس ـ الآية /5 ) .
وشيث الذي عاش على ما في التوراة ( 912 عاماً ) حسب ما جاء في النص :
” فكانت كل أيام شيث تسعمائة واثني عشرة سنة ومات …” ( سفر التكوين ـ الاصحاح التاسع ـ الاية / 8 ) .
وأما نوح فقد عاش عندهم 950 سنة . جاء في التوراة :
” فكانت كل أيام نوح تسعمائة وخمسين سنة ومات …” ( سفر التكوين ـ الاصحاح التاسع ـ الآية / 29 ) .
أما المسلمون فإنهم يعتقدون بحياة عيسى وخضر ولإلياس .
وان سرد هذه الحقائق تكفينا عن ذكر أسماء المعمرين بعدما ثبت ان طول العمر ممكن عقلاً وواقع فعلاً .
هل الإمام المهدي حي ؟
لقد سبق القول ان المذاهب الإسلامية تتفق تقريباً على قضية المصلح القائم بأمر الله ـ آخر الدهر ـ وانه ينتمي إلى رسول الله (ص) ، وانه ابن فاطمة ، وقد طفحت كتبهم بأحاديث بلغت التواتر في اثبات ذلك . كما انه قد ألف كثير منهم كتباً تبحث عن الموضوع بصورة مسهبة ـ نعم لا ننكر ان عدة منهم كثيرة شذت عنهم ـ وقالت : حيث كانت الأحاديث تحتوي على بعض الغرائب فانها لم تقبل التصديق ، ولكن الاحاديث التي تتضمن قضية المهدي ليست أكثر غرابة مما تضمنت أخبار الأمم السابقة ، والمعاجز التي رافقت حياتهم ، والآيات التي ظهرت على أيديهم .
وهناك نقطة اختلفت المذاهب الإسلامية فيها ولابد من مناقشتها في هذا المجال ، وهي :
هل ان الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) حيّ فعلاً أم انه سيولد بعدئذ ؟ قبل ان نذهب بعيداً في البحث يجب ان نذكر : انه لم يمتنع أي المذاهب الإسلامية عن الإعتراف بوجود الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) ، وتأويل النصوص التي وردت بشأن ذلك إلاّ بسبب واحد هو : استغراب وجوده حياً منذ سنة 255 ه إلى سنة 1405 ه ، وقد سبقت مناقشة ذلك في ضوء التجارب الحديثة والمعتقدات الدينية ، فلم يبق هناك ما يدعوهم إلى الانكار إلاّ انهم قد يقولون ما هو الدليل القاطع على ذلك ؟
الجواب :
ان هناك أدلة كثيرة على حياة الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) وفيما يلي بيان بعضها :
أ ـ قاربت أحاديث النبي (ص) الواردة بشأن الأئمة الاثنا عشر ـ حد التواتر ـ وأجمعت الأمة على صحتها وثقة رواتها ، ونذكر فيما يلي بعضاً منها :
(1) عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي (ص) يقول : ” يكون من بعدي إثنا عشر أميراً …” . فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : انه قال : ” كلهم من قريش ” 20 .
(2) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ) : ” يكون من بعدي إثنا عشر أميراً …” . ثم تكلم بشئ لم أفهمه فسألت الذي يليني ، فقال : قال : “.. كلهم من قريش ” .
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح 21 .
(3) قال : دخلت مع أبي على النبي (ص) فسمعته يقول : ” إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ..” . قال : وتكلم بكلام خفي عليّ . فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : ” .. كلهم من قريش ” 22 .
(4) قال سمعت رسول الله (ص) يقول : ” لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ـ فكبر الناس وضجوا ـ …” . ثم قال : كلمة خفيت ، قلت لأبي : يا أبه ما قال ؟ قال : ” .. كلهم من قريش ” 23 .
(5) قال سمعت النبي (ص) يقول : ” يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة ” 24 .
فإذا اضفنا الحديث الصحيح لدى الفريقين والصريح على انهم من قريش مع تلك الأخبار التي بينت مكارم أهل البيت ، وانهم كالنجوم يحفظون أهل الأرض ويهدونهم ، ثم إذا أضفنا إليها جميعاً تلك الأحاديث التي تبين انه سوف ينتهي من بعدهم الأمر ، وانه سوف يكونون في الأرض ما بقي فيها اثنان . عرفنا ان المهدي يلزم ان يكون منهم ، ويكون مهديهم آخرهم . أضف إلى ذلك الأحاديث التي وردت عن النبي (ص) تقول : ” ان آخر هؤلاء الاثني عشر يكون قائم الأمة ومهديها ” .
إذا كان ذلك عرفنا : ان الإمام موجود فعلا لانه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام ) . وقد كان حادي عشرهم هو الإمام الحسن العسكري (ع) ولم يخلف باجماع المؤرخين إلاّ ولداً واحداً كما في الأخبار هو الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) فلابد ان يكون حياً .
ب ـ لقد سبق انه لابد ان تكون الحجة دائمة للخلق كصلة تربطهم بربهم ، فإذا ثبت ذلك ثبتت حياة الإمام ووجوده فعلاً داعياً للخلق ، ولا يستلزم غيابه عدم فائدة إذ انه بطبيعة صلته الغيبية بالله القادر العليم يستطيع ان يحقق ما يراه صالحاً بطريقة غير مباشرة ، وإذا كان الله قادراً على اعطاء الملائكة المقربين قوى قاهرة ، وتخويلهم بعد ذلك صلاحيات كبيرة فانه سيكون قادراً على اعطاء مثل ذلك للنبي أو وصي النبي كالإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) .
وإذا كانت سنة الله قد جرت في الخلق ان يجعل لكل شيء سبباً ، وأبتْ ان تجري الأمور إلاّ بأسبابها ؛ فما المانع عن قبول فكرة جعل بشر صالح مطيع لله سبباً لطائفة من الأمور ولو بصورة غيبية ؟ كما نقول في الإمام الحجة ( عجل الله فرجه ) .
ومن هنا نعرف ان الإيمان بالإمام الغائب ( عجل الله فرجه ) جزء رئيس من الإيمان بالغيب ككل . وانه لا يستطيع أحد ان يبعض ايمانه فيسلم بالغيب ويستنكر تأييد الإمام الحجة ( عجل الله فرجه ) بالغيب ، أو يؤمن بتأييد الملائكة للرسول ثم يكفر بامكانية تأييد الإمام الغائب للصالحين .
ومن جهة أخرى هناك جوانب اخرى للإمام نذكر منها ما يلي :
المهدي الحجة الشاهد :
ان الإمام الحجة ( عجل الله فرجه ) شاهد بإذن الله على الناس ، ومعرفة المؤمنين بهذه الحقيقة تجعلهم يسارعون في الخيرات ، ويجتهدون للاقتداء بسيدهم وجعل حياتهم نسخة من حياة سيدهم وولي أمرهم .
وبما ان الحجة (ع) إمام حي ، وان القيادة الحقيقية له ، وانه ينوبه في ذلك من يكون أقرب إليه وأحسن اقتداء بهديه ، فإنه يصبح كالميزان في انتخاب القيادة ن بل وفي فرز الخط الإلهي الذي ينتمي إليه الصالحون عن الخطوط المتفرقة التي لا تستقيم على هذا الايمان .
الإمام الحجة في كتب الإديان :
بالرغم من تطاول يد التحريف على الكتب السماوية الموجودة حالياً فانه يوجد فيها بعض الحقائق ان لم تكن لنفيد لاثبات الواقع بذاتها ، فانها تفيد للاحتجاج على من يعتقد بها ، وفيما يلي نذكر نصوصاً من كتب الأديان عن الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) .
(1) ” الصديقون يرثون الأرض إلى الأبد ” (المزمور السابع والثلاثون ـ كتاب المزامير) .
كما قد تضّمن أيضاً تفاصيل كثيرة عن الأوضاع في آخر الزمان مما يؤيد ما في أحاديث المسلمين ، ثم يقول : ” أما الأشرار فيبادون جميعاً ـ عقب الأشرار ينقطع ـ ” .
(2) ” ويل للأمة الخاطئة ـ الشعب الثقيل الآثم ـ نسل فاعلي الشر أولاد المفسدين تركوا الرب ..” .
” .. أرضكم تأكلها غرباً قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء ، وبعد ذلك تدعين مدينة العدل ، القرية الأمينة ” ( كتاب أشعيا ـ الاصحاح الأول ) .
(3) ” فيرفع راية الأمم من بعيد ، ويصفر لهم من أقصى الأرض . فإذا هم بالعجلة يأتون ليس فيهم رازح ولا عاثر ” ( الاصحاح الخامس ) .
(4) ” إلى ان تصير المدن خربة بلا ساكن ، والبيوت ، بلا إنسان ، وتخرب الأرض وتقفر ويبعد الأرض الإنسان ، ويكثر الخراب في وسط الأرض ، وان يبقى فيها عشر بعد ، فيعود ويصير للخراب ، ولكن كالبطمة والبلوطة التي ـ وان قطعت ـ فلها ساق يكون ساقه زرعاً مقدساً ” ( الاصحاح السادس ـ من كتاب أشعيا ) .
(5) ” يقيم إله السماء مملكة لن تنقرض ابداً ، وملكها لا يترك لشعب آخر ، وتسحق وتفني كلّ هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد ” . ثم يقول : ” .. طوبى لمن انتظر ” ( كتاب حجار ـ الاصحاح الثاني ) .
(5) ” قال رب الجنود . هي مرة بعد قليل ازلزل السماوات والارض والبحر واليابسة ، وازلزل كل الأمم ، ويأتي بعدها كل الأمم تملأ هذا البيت ” ( كتاب حجار ـ الاصحاح الثاني ) .
(6) ” ويكون في كل الأرض يقول الرب : ان ثلثين يقطعان ويموتان ، والثلث يبقى فيها ، وادخل الثلث في النار ، وامحصهم كمحص الفضة ، وامتحنهم امتحان الذهب ، هو يدعو باسمي وانا أجيبه اقول هو شعبي وهو يقول الرب إلهي ” ( كتاب زكريا ـ الاصحاح الثالث عشر ) 25 .
(7) ” ان يسوع ـ هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي إليكم كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء ” 26 ( كتاب أعمال الرسل ـ العهد الجديد ـ الاصحاح الاول ) .
(8) ” وان مضيت واعددت لكم مكاناً آتي أيضاً ” ( إنجيل يوحنا ـ الاصحاح الرابع عشر ) .
(9) ” لانه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يبطئ ” ( الاصحاح العاشر من الرسالة التي كانت إلى العبرانيين ) .
(10) ” ثبت للقضاء على كرسيه وهو يقتضي للمسكونة بالعدل ليالي الشعوب بالإستقامة ” ( المزمور التاسع من مزامير داود ) .
ثم يقول : ” وانما الذي عندكم تمسكوا به إلى ان يأتي من يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية ، فسأعطيه سلطاناً على الأمم فيرعاها بقضيب من حديد ، كما تكسر آنية من خزف ، وأعطيه كوكب الصبح من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس ” .
(11) ” اما ذلك اليوم ، وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ” ( إنجيل متّى ـ الاصحاح الرابع والعشرون ) .
ولا أعلق على هذه المقتطفات من كتب العهدين لانها تطابق بشئ من الإختلاف ما جاء في الأحاديث الصحيحة من علامات الظهور وسمات دولة الحق .
وأما المجوس فانهم أيضاً يعتقدون برجوع إنسان باسم ( بهرام ) الذي لا يختلف معناه عن المهدي شيئاً .
والبراهمة أيضاً يعتقدون بظهور ( كرشنا ) على ما يدعون . إلاّ ان هناك أدلة كثيرة على بعث أنبياء وصلحاء مع الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) ليروا الحق ظاهراً على الأرض كلها . ولعل بهرام وكرشنا كانا صالحين ممن لا نعرف اسمهم .
إن ظهور الإمام يعتبر عند الأئمة الطاهرين (ع) القيامة الصغرى ، حيث يبعث من كل أمة شهيداً .
الفصل الثالث : علامات الظهور
في هذا الفصل نتحدث عن بعض من العلامات التي سوف تتحقق قبل ظهور الإمام . وقد سبق في الفصل السابق الحديث عن بعضها من شمول الفساد والظلم جميع أرجاء الأرض ، واشاعة الفحشاء والبغي فيها وتغيرات سماوية وقحط شديد ، وحروب ضارية تلتهم ثلثي أهل الأرض ، وظهور ما يدعى (الدجال) يدعو إلى الباطل ويتهافت الخلق إليه ، وأخيراً ادعاء البعض انه المصلح الأكبر ، ثم فشله في تحقيق ما يدعيه ونعتمد في هذه العلامات على النصوص المأثورة الصادرة عن مهابط الوحي .
(1) عن الرسول (ص) انه قال : ” منا مهدي هذه الأمة . إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث الله عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين (ع) يفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غفلاً ، يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان . يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ” .
(2) قال أيضاً ـ ضمن حديث طويل ـ حدثه علياً (ع) :
” ثم نودي بنداء يسمع من البعد كما يسمع من القرب يكون رحمة على المؤمنين وعذاباً على الكافرين. قلت : ما لذلك النداء ؟ قال (ص) : ” ثلاثة أصوات في رجب أولها : الا لعنة الله على الظالمين ، والثاني: أزفت الآزفة والثالث : يرون بدناً بارزاً مع قرن الشمس . الا ان الله قد بعث فلاناً 27 ، حتى لينسبه إلى علي . فيه هلاك الظالمين ، فعند ذلك يأتي الفرج ” قلت : يا رسول الله ! فكم يكون بعدي من الأئمة . قال (ص) : بعد الحسين تسعة والتاسع قائمهم ” .
(3) وفي حديث آخر عن الرسول (ص) . فقلت : إلهي وسيدي متى يكون ذلك ؟
فأوحى الله عزّ وجلّ : ” يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل ، وكثر القراء ، وقل العمل ، وكثر القتل وقل الفقهاء الهادون ، وكثر فقهاء الضلالة والخونة ، وكثر الشعراء ، واتخذ أمتك قبورهم مساجد 28 ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وكثر الجور والفساد ، وظهر المكر ، وأمر امتك به ، ونهى عن المعروف ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وصار الأمراء كفرة وأولياؤهم فجرة ، وأعوانهم ظلمة ، وذوو الرأي منهم فسقة ، وعند ذلك ثلاثة ، خسف بالمشرق ، خسف بالغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وخراب بالبصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج ، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي (ع) وظهور الدجال يخرج من المشرق من سجستان وظهور السفياني ” .
(4) وقال (ع) في حديث : ” إحفَظْ .. فان علامة ذلك ـ أي ظهور الإمام (ع) ـ إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الامانة ، واستحلوا الكذب ، واكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الأرحام ، واتبعوا الأهواء ، واستخفوا بالدماء ..”.
” .. كان الحلم ضعفاً والظلم فخراً ، كان الأمراء فجرة والوزراء ظلمة ، والعرفاء خونة والقراء فسقة ، وظهرت شهادة الزور ، واستعلى الفجور ، وقول البهتان والإثم والطغيان ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وطولت المنائر وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف ، واختلفت الأهواء ونقضت العقود ، واقترب الموعود ، وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصاً على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق ، واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب وائتمن الخائن واتخذت المعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، وركب ذوات الفروج السروج ، وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد الشاهد من غير ان يستشهد ، وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ، ولبسوا جلود الظأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف فعند ذلك الوحي الوحي . العجل العجل . خير المساكن يومئذ بيت المقدس . ليأتي على الناس زمان يتمنى أحدهم إنه من سكانه ” .
(5) وقال (ع) : ” إن لخروجه عشرة علامات ، أولها : تخريق الرايات في أزقة الكوفة ، وتعطيل المساجد ، وانقطاع الحاج ، وخسف وقذف بخراسان ، وطلوع الكوكب المذنب ، واقتراب النجوم ، وهرج ومرج ، وقتل ونهب . فتلك عشر علامات ، من العلامة إلى العلامة عجب ، فإذا تمت العلامات قام قائمنا ” .
(6) قال الإمام الحسين (ع) : ” إذا رأيتم منادٍ نادى من المشرق ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج أهل محمد (ص) إن شاء الله .. ينادي منادٍ من السماء باسم المهدي فيسمع من المشرق والمغرب حتى لا يبقى راقد الا استيقظ ، ولا قائم الا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجله فزعاً ، فرحم الله من سمع ذلك الصوت فأجاب ، فان صوت الأول صوت جبرائيل ، الروح الأمين ” .
(7) وفي حديث عن رسول الله (ص) انه قال : ” أي والذي نفسي بيده يا سلمان ! ان عندها يؤتى بشيء من المشرق وشيء من المغرب ، فالويل لضعفاء أمتي منهم ، والويل لهم من الله لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً ولا يتجافون عن سيء جثتهم جثة الآدمين وقلوبهم قلوب الشياطين ..”.
ثم قال : ” .. فلم يلبث إلا قليلاً حتى تخور الأرض خورة فلا يظن كل قوم إلاّ انها حادثة في ناحيتهم ، فيمكثون في ملتهم فتلقي لهم الأرض افلاذ كبدها . قال : ذهباً وفصةً ، ثم أومئ بيده إلى الأساطين فقال: مثل هذا ، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة ، فهذا معنى قوله : ﴿ … فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا … ﴾ 29 30 .
(8) عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) انه قال : ” لا يظهر المهدي (ع) إلاّ على خوف شديد وزلزال وفتنه تصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتت في دينهم وتغير في حالهم ، يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يرى من تكالب الناس وأكل بعضهم بعضا ، فخروجه إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من ان يُرى فرجاً ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره ” 30 .
(9) عن أبي عبد الله الصادق (ع) انه قال : ” خمس قبل قيام القائم (ع) : اليماني والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل نفس زكية ، وقال : ليس بين قائم آل محمد وقتل النفس الزكية إلاّ خمسة عشر يوماً ” 31 .
وقال في حديث آخر : ” تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان ، قبل قيام القائم (ع) ” 32 .
هذا وهناك علامات اخرى كثيرة نكتفي عنها بما سبقت من المشابهة بينها وبين ما قلنا .
وعنه (ع) انه قال : ” ستخلو كوفة من المؤمنين ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدناً للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال وذلك لا يكون إلا عند قرب ظهور قائمنا فيجعل الله ( قم ) وأهلها قائمين مقام الحجة ولولا ذلك لساخت الأرض باهلها ، ولم يبق في الارض حجة يفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب فيتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم ، ويصير سبباً لنقمة الله ولسخطه على العباد لأن الله لا ينتقم من العباد إلاّ بعد إنكارهم حجته ” 33 .
الفصل الرابع :من روائع الإمام
(1) أنت كنفي :
” .. لا إله إلاّ الله حقاً حقاً ، لا إله إلاّ الله صدقاً صدقاً . لا إله إلاّ الله تعبداً ورقاً .
اللهم معز كل مؤمن وحيد ، ومذل كل جبار عنيد ، أنت كنفي حين تعييني المذاهب ، وتضيق عليّ الأرض بما رحبت .
اللهم خلقتني وكنت غنياً عن خلقي ، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين ، يا منشر الرحمة من مواضعها ، ومخرج البركات من معادنها ويا من خصّ من نفسه بشموخ الرفعة ، فأولياؤه بعزه يتعززون ، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطوته خائفون ، أسألك باسمك الذي فطرت به خلقك فكل لك مذعنون ، أسألك ان تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وان تنجز لي أمري وتعجل لي الفرج ، وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي ،الساعة الساعة ،الليلة الليلة ، انك على كل شيء قدر ” 34 .
(2) المحمدة لك :
” اللهم ان أطعتك فالمحمدة لك ، وان عصيتك فالحجة لك . منك الروح ومنك الفرج ، سبحان من انعم وشكر ، سبحان من قدر وغفر ، اللهم ان كنت قد عصيتك فاني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو الايمان بك ، لم اتخذ لك ولداً ولم أدع لك شريكاً ، مناً منك به عليّ . لا منًا مني به عليك ، وقد عصيتك يا إلهي على غير وجه المكابرة ، ولا الخروج عن عبوديتك ، ولا الجحود لربوبيتك ، ولكن أطعت هواي وازلني الشيطان ، فلك الحجة عليّ والبيان ” 35 .
(3) عظم البلاء :
” إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء وانكشف الغطاء وانقطع الرجاء ، وضاقت الأرض ومنعت السماء ، وأنت المستعان وإليك المشتكى وعليك المعول في الشدة والرخاء ” 36 .
(4) اللهم ارزقنا :
” اللهم أرزقنا توفيق الطاعة ، وبعد المعصية وصدق النية ، وعرفان الحرمة ، واكرمنا بالهدى والاستقامة ، وسدد ألسنتنا بالصواب والحكمة ، واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة ، وطهّر بطوننا من الحرام والشبهة ، واكفف أيدينا عن الظلم والسرقة ن واغضض أبصارنا عن الفجور والخيانة واسدد اسماعنا عن اللغو والغيبة ، وتفضل على علمائنا بالزهد والنصيحة ، وعلى المتعلمين بالجهد والرغبة ، وعلى المستمعين بالاتباع والموعظة ، وعلى مرضى المسلمين بالشفاء والراحة ، وعلى موتاهم بالرأفة والرحمة ، وعلى مشايخنا بالوقار والسكينة ، وعلى الشباب بالانابة والتوبة ، وعلى النساء بالحياء والعفة ، وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة ، وعلى الفقراء بالصبر والقناعة ، وعلى الغزاة بالنصر والغلبة ، وعلى الأسراء بالخلاص والراحة ، وعلى الأمراء بالعدل والشفقة ، وعلى الرعية بالإنصاف وحسن السيرة ، وبارك للحجاج والزوار في الزاد والنفقة ، واقض ما أوجبت عليهم من الحج والعمرة ، بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين ” 37 .
(5) شرطُتَ عليهم الزهد :
” اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال بعد ان شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجليّ وأهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك وجعلتهم الذريعة إليك والوسيلة إلى رضوانك فبعض أسكنته جنتك إلى ان اخرجته منها ، وبعض حملته في فلكك ونجيته ومن آمن معه من الهلكة برحمتك ، وبعض اتخذته لنفسك خليلاً وسألك لسان صدق في الآخرين فأجبته وجعلت ذلك علياً ، وبعض كلمته من شجرة تكليماً وجعلت له من أخيه ردءاً ووزيراً وبعض أولدته من غير أب وآتيته البينات وأيدته بروح القدس وكلاً شرعت له شريعة ونهجت له منهاجاً وتخيّرت له أوصياء مستحفظاً بعد مستحفظٍ . من مدة إلى مدة إقامة لدينك وحجة على عبادك ، ولئلا يزول الحق عن مقره ، ويغلب الباطل على أهله ، ولئلا يقول أحد لولا أرسلت إلينا رسولاً منذراً ، وأقمت لنا علماً هادياً فنتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى ” 38 .
(6) المنتجب في الميثاق :
” اللهم صلّ على محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين وحجة رب العالمين ، المنتجب في الميثاق ، المصطفى في الظلال ، المطهر من كل آفة ، البرئ من كل عيب ، المؤمل للنجاة ، المرتجى للشفاعة ، المفوض إليه دين الله . اللهم شرفّ بنيانه وعظَّمْ برهانه وافلحْ حجته ، وارفع درجته وأضئ نوره وبيض وجهه واعطه الفضل والفضيلة والمنزلة والوسيلة ، والدرجة الرفيعة ، وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون ” 38 .
(7) أفتتح الثناء بحمدك :
” اللهم إنّي أفتتح الثناء بحمدك وأنت مسدد للصواب بمنّك وأيقنت أنك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة .
اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك فاسمع يا سميع مدحتي وأجب يا رحيم دعوتي وأقل يا غفور عثرتي ..
الحمد لله مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديّان الدين رب العالمين الحمد لله على حلمه بعد علمه والحمد لله على عفوه بعد قدرته والحمد لله على طول اناته في غضبه وهو قادر على ما يريد ، الحمد لله خالق الخلق ، باسط الرزق فالق الاصباح ذي الجلال والاكرام والفضل والانعام الذي بعُد فلا يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى ..
الحمد لله الذي يؤمن الخائفين وينُجي الصالحين ويرفع المستضعفين ويضع المستكبرين ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين ، والحمد لله قاصم الجبارين مبير الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات الطالبين معتمد المؤمنين .
اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة . اللهم ما عرفتنا من الحق فحمّلناه وما قصرنا عنه فبلغناه .
اللهم إنّا نشكوا إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدّة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا فصل على محمد وآله واعنا على ذلك بفتح منك تعجّله وبضر تكشفه ونصر تعزه وسلطان حق تظهره ورحمة منك تجللناها وعافية منك تلبسناها برحمتك يا أرحم الراحمين ” 39 .
كلمة أخيرة :
منذ ألف ومائة وخمسين عاماً ـ أي منذ ولادته (ع) في عام ( 255) وحتى هذه السنة الهجرية (1405)، يتقلب سيدنا المهدي ( عجل الله فرجه ) في الساجدين يسهر الليالي تهجداً لله ، ويطوي الأيام عبادة وتسليماً لرب العالمين . وينتظر ساعة النصر حين يأذن الله له بالفرج ويدعو الله كما يدعوا المؤمنون ربهم بالفرج القريب ، ويمارس ـ بالتالي ـ أفضل أعمال أمة محمد (ص) وهو انتظار الفرج .
يا له من وجه كريم عند الله . دعنا ـ إذاً ـ نقدمه بين يدي حاجاتنا ونتوسل به إلى ربنا كي يكشف هذه الغمة عن أمتنا المعذبة . دعنا نذكره عند اشتداد الكرب ، ونقسم على ربنا بعبده الصالح المدخّر لنصرة عباده المستضعفين لكي يكشف الله عنا العذاب . دعنا ندعو الله وبجد ان يرينا طلعته البهيّة وان يجعلنا من أنصاره وأعوانه . آمين رب العالمين 40 .
- 1. أي استول عليّ التراخي .
- 2. فطرة : أي الولادة .
- 3. a. b. كمال الدين : ( ج 2 ، ص 99 ـ 138 ـ 108 ) .
- 4. بحار الأنوار : ( ج 51 ، ص 2 ـ 3 ) .
- 5. كمال الدين : ( ج 1 ، ص 125 ) .
- 6. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 192 .
- 7. نقلنا نصوص الروايات هذه من كتاب يوم الخلاص لمؤلفه كامل سليمان : ( ص 51 ـ 55 ) .
- 8. القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 81 ، الصفحة : 290 .
- 9. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 192 .
- 10. القران الكريم : سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 105 ، الصفحة : 331 .
- 11. القران الكريم : سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 5 و 6 ، الصفحة : 385 .
- 12. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 128 ، الصفحة : 165 .
- 13. تجد تفصيلاً لهذه الأحاديث في كتاب البحار : ( ج 51 ـ 53 ) وفي كتاب ” منتخب الأثر ” (ص 31 ـ 60) .
- 14. تجد أسمائهم في كتاب ” الإمام المهدي ” : ( ص 299 ـ 318 ) .
- 15. أوردنا قصته من كتاب ” منتخب الأثر ” ( ص 77 ) .
- 16. تفسير الجواهر : ( ج 224 ) عن مجلة كل شيء . أنظر المصدر المتقدم : ( ص 179) .
- 17. نفس المصدر .
- 18. المصدر السابق عن مجلة المقتطف ـ العدد الثالث ـ السنة التاسعة والخمسين .
- 19. الإمام المهدي : ( ص 164 ) .
- 20. صحيح البخاري ـ الجزء الرابع ـ كتاب الأحكام : ( ص 175 ) طبعة مصر 1355 هـ .
- 21. صحيح الترمذي الجزء الثاني باب ما جاء في الخلفاء : ( ص 45 ) طبعة نيودلهي 1342 هـ .
- 22. صحيح مسلم ـ كتاب الامارة ـ باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش : ( ص 191 ، ج 2 ، ق 1 ) طبعة مصر 1348 هـ .
- 23. صحيح أبي داود : ( ج 2) كتاب المهدي : ( ص 207 ) طبعة مصر المطبعة التازية .
- 24. مسند أحمد وقد أخرج مع هذا الحديث ، رواية اخرى عن جابر من أربعة وثلاثين طريقاً .
- 25. لقد جاء في كثير من احاديث آل البيت عليهم السلام ان ثلثي أهل الأرض يموتون ويبقى الثلث الآخر فيمحص تمحيصاً .
- 26. لقد استفاضت أخبارنا الدينية ـ برجوع عيسى (ع) معه ـ تماماً كما يذكره هذا الكتاب .
- 27. أي ” الامام المنتظر ( عجل الله فرجه ) ” منتسباً إلى ابائه المعصومين (ع) .
- 28. كناية عن عبادة الاشخاص شركاً بالله .. وليس من ذلك التقرب إلى الله بقبور الصالحين التي جرت عليه سنة الإسلام والمسلمين منذ أول يوم ، ويعني الحديث عن حلية المصاحف وزخرفة المساجد : اكتفاء المسلمين في ذلك اليوم بالمظاهر دون العمل بالحقائق .
- 29. القران الكريم : سورة محمد ( 47 ) ، الآية : 18 ، الصفحة : 508 .
- 30. a. b. منتخب الأثر : ( ص 434 ) .
- 31. منتخب الأثر : ( ص 349 ) .
- 32. منتخب الأثر : ( ص 441 ) .
- 33. منتخب الأثر عن البحار : ( ص 443 ) .
- 34. الإمام المهدي : ( ص 236 ) ومن دعائه (ع) ـ للحاجة ـ.
- 35. الإمام المهدي : ( ص 240 ـ 245) .
- 36. الإمام المهدي : ( ص 240 ـ 245 ) .
- 37. الإمام المهدي : ( 246 ) في بلد الأمين ( 521 ) .
- 38. a. b. تحفة الزائر في آداب زيارته (ع) .
- 39. مفاتيح الجنان : ( ص 181 ـ 182 ) .
- 40. الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه ) قدوة وأسوة ، آية الله السيد محمد تقي المدرسي ، الناشر : مكتب آية الله المدرسي ، الطبعة : الخامسة .