لقد وردت الروايات والأقوال المؤكّدة أنّ النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو الّذي سمّى سبطه بالمحسن ، لأنّه كان الحريص على تسمية أبناء فاطمة عليها السلام ، ولأنّ النبي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم يعلم بأنّ ابنته الصدّيقة الزهراء عليها السّلام كانت حاملة به ، فبادر بتسميته لعلمه أنّه لا يدرك ميلاده ، وأصبحت سيرة أهل البيت في تسمية أسقاطهم بالمحسن ، ولنا مثال حيّ قريب المنال ، وهو المحسن بن الإمام الحسين عليه السلام المدفون في سوريا بمدينة حلب ، وله مقام مشيد معلوم ، وأصبحت سيرة أتباعهم الّذين ينهجون نهج محمد وآله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يُسمّوا أسقاطهم بالمحسن تيمناً واقتداءً.
وورد بعد ذلك الفعل ، القول من أهل البيت بذلك ، حتّى أنّ السقط يوم القيامة يحاجج أباه إذا لم يسمّه ؛ بأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سمّى محسناً قبل أن يولد ، وإليك النّص من معدن النبوّة والإمامة عليهم السّلام :
روى في تحف العقول (۱) :
أنّ أمير المؤمنين عليه السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمؤمن في دينه ودنياه … إلى أن قال : سمّوا أولادكم ، فإن لم تدروا أذكر هم أم أنثى فسموهم بالأسماء الّتي تكون للذكر والأنثى ، فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسمّوهم ، يقول السقط لأبيه : ألا سمّيتني وقد سمّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم محسناً قبل أن يولد (۲).
هذا … وإليك أيضاً الأحاديث والأقوال الأخرى الّتي تدلّ على أنّ النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم هو الّذي سمّى سبطه بالمحسن قبل أن يولد :
قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (۳) :
وبأسمائهم سمّى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الحسن والحسين والمحسن.
وذكر العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي رحمه الله :
في كتاب مرآة العقول ، الذي شرح فيه أخبار أصول الكافي والروضة ، قال : فضرب قنفذ ـ غلام عمر ـ الباب على بطن فاطمة عليها السلام فكسر جنبها ، وأسقطت لذلك جنيناً كان سماه رسول الله صلى الله عليه وآله محسناً (٤).
الهوامش
۱. تحف العقول ص ۱۰۰ ـ ۱۲٥.
۲. البحار ج ۱۰ ص ۱۱۲ وكذلك في ج ٤۳ ص ۱۹٥ ح ۲۳ عن الكافي ج ٦ ص ۱۸ ح ۲.
۳. القاموس المحيط للفيروز آبادي ج ۲ ص ٥٥.
٤. مرآة العقول ج ٥ ص ۳۱۸.
مقتبس من كتاب المحسن بن فاطمة الزهراء عليها السلام