محاسن الكلام

الدعوة إلى الحق ومكافحة الفساد…

{وَ لْتَكُنْ مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(١٠٤‮)}
آل عمران

الدعوة إلى الحقّ و مكافحة الفساد:

بعد الآيات السابقة التي حثت على الأخوة و الاتحاد جاءت الإشارة في الآية الأولى من الآيتين الحاضرتين إلى مسألة «الأمر بالمعروف» و «النهي عن المنكر» اللذين هما في الحقيقة بمثابة غطاء وقائي اجتماعي لحماية الجماعة و صيانتها، إذ تقول وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى اَلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‌ .

لأن فقدان «الأمر بالمعروف» و «النهي عن المنكر» يفسح المجال للعوامل المعادية للوحدة الإجتماعية بأن تنخرها من الداخل، و تأتي على كلّ جذورها كما تفعل الأرضة، و أن تمزق وحدة الأمة و تفرق جمعها، و لهذا فلا بدّ من مراقبة مستمرة و رعاية دائمة لهذه الوحدة، و لا يتم ذلك إلا بالأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر.

و هذه الآية تتضمن دستورا أكيدا للأمة الإسلامية بأن تقوم بهاتين الفريضتين دائما، و أن تكون أمة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر أبدا لأن فلاحها رهن بذلك: وَ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‌ .

يبقى أن نعرف أن «الأمة» مأخوذة لغة من «الأم» و هو كلّ ما انضم إليه الأشياء الأخرى، أو كلّ شيء ضم إليه سائر ما يليه، و الأمة كلّ جماعة يجمعهم أمر جامع إما دين واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد لهذا لا تطلق لفظة الأمة على الأفراد المتفرقين، و الأشخاص الذين لا يربطهم رباط واحد.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (ناصر مکارم شیرازي) الجزء ٢، الصفحة ٦٢٧.
__

مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى