مقالات

فتوى شيخ الأزهر “محمود شلتوت” بجواز اعتناق مذهب الشيعة الإمامية(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

بتاريخ 17 ربيع الأول من سنة 1378 هـ .

قيل لفضيلته: إنَّ بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلِّد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلاً؟

فأجاب فضيلته:

1 ـ إنَّ الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتباعَ مذهب مُعيَّن، بل نقول إنَّ لكل مسلم الحق في أن يقلِّد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدوّنة أحكامها في كتبها الخاصة، ولمن قلَّد مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره أي مذهب كان، ولا حرج عليه في شيء من ذلك.

2 ـ إنَّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة. فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى، يجوز لمن ليس أهلاً للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات.

(2)

تأييد شيخ الأزهر محمد الفحام لفتوى سلفه الشيخ شلتوت:

قال الشيخ محمد الفحام ضمن رسالة خطها بيده سنة 1397 هـ :

“…ورحم الله الشيخ شلتوت الذي التفت إلى هذا المعنى الكريم فخلد في فتواه الصريحة الشجاعة حيث قال ما مضمونه: بجواز العمل بمذهب الشـيعة الإمامية باعتباره مذهباً فقهياً إسلامياً يقوم على الكتاب والسنة والدليل الأسدّ…”.

تجد كلام الشيخ الفحام في كتاب “مع رجال الفكر في القاهرة” ج2 ص247 .

(3)

تأييد الشيخ الغزالي لفتوى شيخ الأزهر:

قال الشيخ الغزالي في كتابه “دفاع عن العقيدة والشريعة” (ص256) :
“جاءني رجل من العوام مُغضباً يتساءل: كيف أصدر شيخ الأزهر فتواه بأنَّ الشيعة مذهب إسلامي كسائر المذاهب المعروفة؟ فقلت للرجل: ماذا تعرف عن الشيعة؟ فسكت قليلاً ثم أجاب: ناس على غير ديننا!! فقلتُ له: لكنِّي رأيتهم يصلون ويصومون كما نصلي ونصوم!! فعجب الرجل، وقال: كيف هذا؟ قلت له: والأغرب أنَّهم يقرءون القرآن مثلنا، ويعظمون الرسول ويحجون إلى البيت الحرام..!!
قال : لقد بلغني أنَّ لهم قرآناً آخر، وأنَّهم يذهبـون إلى الكعبة ليحرقوها! فنظرت للرجل راثياً، وقلت له: أنت معذور! إنَّ بعضنا يشيع عن البعض الآخر ما يحاول به هدمه وجرح كرامته، مثلما يفعل الروس بالأمريكان، والأمريكان بالروس، كأنَّنا أمم متعادية لا أمَّة واحدة”.

وقال الشيخ الغزالي في الكتاب نفسه (ص257) :
“وأعتقد بأنَّ فتوى الأستاذ الأكبر الشـيخ محمود شلتوت شوط واسع في هذه السبيل، وهي اسـتئناف لجهد المخلصين من أهل السـلطة وأهل العصم جميعاً وتكذيب لما يتوقعه المستشرقون من أنَّ الأحقاد سوف تأكل هذه الأمة قبل أن تلتقي صفوفها تحت راية واحدة…
وهذه الفتوى بداية الطريق وأول العمل.
بداية الطريق لتلاق كريم تحت عنوان الإسـلام الذي أكمله الله جلّ شأنه وارتضاه لنا ديناً.
وبداية العمل للرسالة الجامعة التي تعني العزة للمؤمنين والرحمة للعالمين..”.

والحمد لله رب العالمين.

https://chat.whatsapp.com/Ip9Ybjmpvt50fxj9uMMmac

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى