{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ(٢٧)}
إبراهيم
لأنّ إيمانهم لم يكن إيمانا سطحيا و شخصيتهم لم تكن كاذبة و متلوّنة، بل كانت شجرة طيّبة أصلها ثابت و فرعها في السّماء، و بما أنّ ليس هناك من لا يحتاج إلى اللطف الإلهي، و بعبارة أخرى: كلّ المواهب تعود لذاته المقدّسة، فالمؤمنون المخلصون الثابتون بالاستناد إلى اللطف الإلهي يستقيمون كالجبال في مقابل أيّة حادثة.
و اللّه تعالى يحفظهم من الزلاّت التي تعتريهم في حياتهم.
و من الشياطين الذين يوسوسون لهم زخرف الحياة ليزلّوهم عن الطريق.
و كذلك فاللّه تعالى يثبّتهم أمام القوى الجهنّمية للظالمين القساة، الذين يسعون لاخضاعهم بأنواع التهديد و الوعيد.
و من الطريف أنّ هذا الحفظ و التثبّت الإلهيين يستوعبان كلّ حياتهم في هذه الدنيا و في الآخرة، فهنا يثبّتون بالإيمان و يبرءون من الذنوب، و هناك يخلدون في النعيم المقيم.
ثمّ يشير إلى النقطة المقابلة لهم وَ يُضِلُّ اَللّٰهُ اَلظّٰالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ .
قلنا مرارا: أنّ الهداية و الضلال التي تنسب إلى اللّه عزّ و جلّ لا تتحقّقان الاّ بأن يرفع الإنسان القدم الأوّل لها، فاللّه عزّ و جلّ عند ما يسلب المواهب و النعم من العبد أو يمنحها له يكون ذلك بسبب استحقاقه أو عدم استحقاقه.
و وصف «الظالمين» بعد جملة «يُضِلُّ اَللّٰهُ» أفضل قرينة لهذا الموضوع، يعني ما دام الإنسان غير ملوّث بالظلم لا تسلب الهداية منه، أمّا إذا تلوّث بالظلم و عمّت وجوده الذنوب، فسوف يخرج من قلبه نور الهداية الإلهيّة، و هذه عين الإرادة الحرّة.
و بالطبع إذا غيّر مسيره بسرعة فطريق النجاة مفتوح له، و لكن إذا استحكم الذنب فإنّ طريق العودة يكون صعبا جدّا.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج٧ ص٥٠٣.
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT