إن الدين قد كمل على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والنعمة قد تمت، وإن الله تعالى قد رضي لنا الإسلام دينا . يقول تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (1). ولكن متى رضي الله سبحانه وتعالى بهذا الدين واعتبره كاملا وتاما ؟!
في الجواب عن هذا السؤال نرجع إلى الحادثة التي حصلت وسببت نزول هذه الآية الكريمة التي نزلت في السنة العاشرة للهجرة وعند عودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع عندما نزل جبرائيل عليه السلام بالآية المباركة (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَغْتَ رِسَالَتَهُ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (2) .
فما هو هذا البلاغ العظيم والمهم الذي توقفت عليه الدعوة وصحتها وتوقف عليه كمال الدين، وجهاد ومعاناة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين طوال ثلاثة وعشرين عاماً؟ فعندها نصب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منبر وصعد عليه وقال : 《 أيها الناس إن الله مولاي وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه》(3) وبعدها سلّم المسلمون على علي عليه السلام بإمرة المسلمين.
فالله تعالى رضي عن هذا الدين واعتبره كاملاً عندما نصب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إماماً وعندما جعل خليفة، يكمل دور النبوة في الهداية والرعاية. وهكذا كانت سنة الأنبياء السابقين عليهم السلام فإنهم كانوا يوصون إلى أوصياء بعدهم حتى لا يتركوا الأمة في فراغ بل ليهدوا الأمة إلى سبل الخير ويعرفوهم طرق التكامل والرشد.
(1) سورة المائدة، الآية 3.
(2) سورة المائدة الآية: 67.
(3) بحار الأنوار، ج 23، ص 141.
📚 في رحاب العقيدة ص 105، 106.
__
ربيعالثاني١٤٤٦
#سؤال وجواب
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT