لو فكَّرتَ قليلاً يا بُنيَّ، ستفهم أنَّ ارتياحك بصداقة بعض الناس هو ارتياح ينبع من فراغ كبير داخلك.. لأن هذا النوع من الأصدقاء لم تقم باختيارهم في ضوء معرفة عميقة وتجربة كافية ومعايشة طيبة وعشرة.. وإنما أحسستَ بالحاجة إليهم لملء فراغ ما في وقتك، وتلبية احتياج ما من الأنس والتسلية العابرة..
غداً ـ عندما تكون أكثر نضجاً وفهماً ـ سوف تشق طريقك مبتعداً عن الأصدقاء العابرين، وسوف تدرك ـ بحق ـ أن هناك حياة أفضل وأهم بكثير وتستحق أن تتركهم من أجلها..
فالآن ـ يا بني ـ لا تؤلم قلب والديك من أجل هؤلاء الأصدقاء العابرين في حياتك..
والداك ومحبوك يلاحظون حصول تغييرات سلبية في شخصيتك وسلوكك بفعل ارتباطك بهذا النوع من الأصدقاء..
بإمكانك أن تتأكد من ذلك من خلال التغييرات التي حصلت في اهتماماتك..
هل تلاحظ أن رغبتك في الدراسة أصبحت ضعيفة؟
هل تلاحظ أن درجاتك تأثرت سلبياً منذ تقوت علاقتك بهؤلاء الأصدقاء..؟
والأهم من كل شيء، هل تلاحظ أن علاقتك مع الله أصبحت هشَّة؟
لاحظ أنك أصبحت تؤخر الصلاة عن أول وقتها، ولا تتلو القرآن إلا نادراً..
وعندما تصلي تسرع في الصلاة وكأن الكلام مع الله قيد ترتاح بسرعة الخلاص منه..!
ولذلك من المهم أن تخفف الارتباط مع هؤلاء الأصدقاء العابرين، حتى تتمكن من قطعه تماماً..
قوِّ ارتباطك الآن بوالديك ومحبيك الحقيقيين، الذين حين تدخل السرور على قلوبهم يرضى الله عنك، وحين تؤلم قلوبهم تكون عُرضة لسخط الله..
الآن، عليك أن تهتم بما يرضي الله ويقوي علاقتك به.. هذا سيجعلك ناجحاً في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.
عما قريب سوف تكبر وتنضج، وسوف تتعرف على أصدقاء رائعين ومتميزين.. أصدقاء يشبهونك في معدنك الطاهر وأصولك النبيلة.. أصدقاء يساعدونك على الارتقاء باستمرار.. أصدقاء تسمو بهم روحك في الدنيا، ويكونون رفقاءك في الجنة..
أتمنى لك التوفيق🤲
✍️ زكريا بركات