يتميَّز كثير من الناس بأبعاد خاصَّة في شخصياتهم.. فتجد بعضهم ذكياً، وبعضهم أميناً، وبعضهم عفيفاً، وبعضهم متديِّناً، وبعضهم ذا موهبة فنية ومهارة خاصَّة..
ومن النادر أن يخلو إنسان من جانب إيجابي في شخصيته، وإن كان معظم الناس لا يهتمُّون ولا يسهل عليهم اكتشاف الجانب الإبجابي للآخرين.
إلَّا أنَّ من الصعب أن تجد إنساناً جامعاً للفضائل أو مُتَّصفاً بمعظمها، أو متعدِّدَها..
وفي كثير من الحالات والظروف نكتفي بتميُّز بعض الناس في جانب واحد، لأنَّ ذلك يُلبِّي احتياجنا مثلاً..
ولكن قد يكون من الضروري أن ننظر في الجوانب الأخرى أيضاً، وإلا كنَّا عرضة لكثير من المشاكل في حياتنا..
فالشرطي ـ على سبيل المثال ـ لا يكفي أن يكون ماهراً وذكياً ومحيطاً بالقوانين، بل يلزم أن يكون عفيفاً أيضاً.. والموظف في القسم المالي ـ كمثال ثان ـ لا يكفي أن يكون ذكياً في الحساب فقط، بل يلزم أن يكون ملتزماً بتعاليم الشريعة الإسلامية أيضاً.. والمدير ـ كمثال ثالث ـ لا يكفي أن يكون متخصصاً وفاهماً لشؤون الإدارة، بل يلزم أن يكون حليماً ذا صدر واسع أيضاً.. والمرأة ـ كمثال رابع ـ لا تصلح أن تكون زوجة لمجرد جمال جسدها ما لم تكن ذات جمال روحي وأخلاقي.
وقد ترتبط بعض الصفات في جانب، ببعض الصفات في جانب آخر.. فسوء الخلق وحدَّة الطبع علامة سلبية ذات ارتباط بعدم الوفاء، كما إن عدم الالتزام بالمظاهر الدينية ذو ارتباط بعدم النزاهة.. واكتشاف هذا الترابط مهم جداً، ولكنه يحتاج إلى مستوى عال من الذكاء والخبرة.
على أنَّ كثيراً من الثغرات في شخصيات الناس يمكن معالجتها بأسلوب ما.. وتحديد ما يمكن علاجه ممَّا لا يمكن علاجه هو من أصعب الأمور..
واللّٰه وليُّ التَّوفيق.
✍️ زكريا بركات