بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم
إتحافُ البـريَّـة
بتخريج حديث “الحوراء الإنسـيَّة”
بقلم: زكريَّا بركات
25 جمادى الآخرة 1445 هـ
من الأوصاف الشريفة التي ثبتت للسيِّدة فاطمة الزَّهراء (عليها السلام) بنت رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله وسلم) : لقبُ “الحوراء الإنسية” ؛ فقد رُوي ذلك في كتب السنَّة والشِّيعة من عدة طرُق، وبعضها روايات معتبرة السند جاءت من طريق الثقات.. فأحببتُ خدمة المؤمنين ببيان مصادر ذلك في كتب الفريقين، متوخِّياً للاختصار، ومقتصراً على المصادر الأصليَّة.. ومن اللّٰه تعالى أستمدُّ العون، وهو من وراء القصد.
1 ـ روى الحافظ الخطيب البغدادي في “تاريخ بغداد” ج12 ص328 ، بسنده عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم: «ابنتي فاطمة حوراءُ آدميَّة لم تحض ولم تطمث، وإنَّما سماها فاطمة لأن اللّٰه فطمها ومحبِّيها عن النار». انتهى. وعنه السيوطي في الجامع الكبير ج1 ص81.
2 ـ وروى الحافظ الخطيب البغدادي في “تاريخ بغداد” ج5 ص293 ، بسنده عن عائشة، عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، أنه قال: «إنِّي لمَّا أُسري بي إلى السَّماء، أدخلني جبريلُ الجنَّة، فناولني منها تُفَّاحةً فأكلتُها، فصارتْ نُطفةً في صُلبي، فلمَّا نزلتُ واقعتُ خديجةَ، ففاطمةُ من تلك النُّطفة، وهي حوراءُ إنسيَّة، كلَّما اشتقتُ إلى الجنَّة قبَّلتُها». انتهى.
3 ـ وروى الصدوق في “الأمالي” (ص461) و”التوحيد” (ص118) و”العيون” ج1 ص116، بسند معتبر، عن الإمام الرضا (ع) ، عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، أنه قال: «لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، أَخَذَ بِيَدِي جَبْرَئِيلُ، فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ، فَنَاوَلَنِي مِنْ رُطَبِهَا، فَأَكَلْتُهُ فَتَحَوَّلَ ذَلِكَ نُطْفَةً فِي صُلْبِي، فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَى الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ، فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ، فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ، فَكُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ». انتهى.
4 ـ وروى الصدوق في “معاني الأخبار” (ص396) برقم 53 ، بسند موثَّق، عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، أنَّه قال ـ ضمن حديثٍ ـ : «فَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ». انتهى.
5 ـ وروى الصدوق في “علل الشرائع” ج1 ص184 ، بسنده عن ابن عباس، عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، أنَّه قال ـ ضمن حديث المعراج ـ : «…فَأَخَذْتُ رُطَبَةً فَأَكَلْتُهَا، فَتَحَوَّلَتِ الرُّطَبَةُ نُطْفَةً فِي صُلْبِي، فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَى الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ، فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ، فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ، فَإِذَا اشْتَقْتُ إِلَى الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ فَاطِمَةَ». انتهى.
6 ـ وروى الطبري في “دلائل الإمامة” (ص146) ، بسنده عن الإمام علي (ع) ، عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، أنه قال: «إِنَّ فَاطِمَةَ خُلِقَتْ حُورِيَّةً فِي صُورَةِ إِنْسِيَّةٍ، وَ إِنَّ بَنَاتَ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَحِضْنَ». انتهى.
7 ـ وروى الطبري في “دلائل الإمامة” (ص148 و 150) ، بسنده عن أسماء بنت عميس، عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، أنه قال: «إِنَّ فَاطِمَةَ خُلِقَتْ حُورِيَّةً إِنْسِيَّةً». انتهى.
وعن هذه المصادر نُقلت هذه الأحاديث في العديد من المصادر التي تركنا ذكرها بُغيةَ الاختصار.
والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.
