بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زكريا بركات
١٩ إبريل ٢٠٢٣
الولاية ركنٌ أساسٌ في منظومة الدين الحنيف، والنصوص التي تناولت موضوع الولاية – قرآناً وسنَّةً – كثيرةٌ جدًّا..
وأهم مظاهر الانحراف في مجال الولاية أن يتولّىٰ الإنسانُ الكفَّار، فيكونَ تابعاً لهم، خاضعاً لإملاءاتهم، مسارعاً إلى مرضاتهم، ميَّالاً إليهم، معجباً بثقافتهم، مطيعاً لأوامرهم ونواهيهم، منفِّذاً لمخطَّطاتهم.
وقد اعتبر القرآن الكريم هذا الانحراف في مجال الولاية علامةً بارزة للمنافقين، فقال الله تعالى: { بَشِّرِ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمًا * ٱلَّذِینَ یَتَّخِذُونَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ أَیَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا } [سُورَةُ النِّسَاءِ: ١٣٨-١٣٩] .
كما عدَّ القرآنُ الكريم تولي الذين كفروا سمةً بارزة في كثير من كفّار بني إسرائيل الملعونين، وصرَّح أنَّ هذا التولِّي للكفار نابع من عدم إيمان المتولِّين بالله وبالنبي، فقال الله تعالى: { لُعِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَۚ ذَ ٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ یَعۡتَدُونَ * كَانُوا۟ لَا یَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرࣲ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ * تَرَىٰ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ یَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡ وَفِی ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَـٰلِدُونَ * وَلَوۡ كَانُوا۟ یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِیِّ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ أَوۡلِیَاۤءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ } [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٧٨-٨١] .
ومن هنا نفهم أنَّ قوله تعالى: { وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ } [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٥١] هو بيان للخروج الحقيقي عن دائرة الإيمان إلى دائرة النفاق والكفر، فالمتولي للكفار والتابع لليهود والنصارى هو – في الحقيقة – غير مؤمن بالله وبرسوله، ولو ادعى ذلك فدعواه ليست سوى نفاق مفضوح حسب منطق القرآن الكريم.
نسأل الله تعالى التوفيق لتولِّيه وتولي أوليائه من الأنبياء والأوصياء والصالحين، { وَمَن یَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٥٦] .
والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.