في مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة 1 فدخلَتْ بها عليه .
فقال لها : ” إدعي زوجك و ابنيك ” .
قالت : فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا عليه ، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة 2 و هو على منامة 3 له على دكان 4 تحته كساء 5 خيبري 6 ـ قالت ـ و أنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عَزَّ و جَلَّ هذه الآية : ﴿ … إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 7 .
قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال : ” اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي و خاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ ، و طَهِّرهم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ و طَهِّرهُم تطهيراً .
قالت : فأدخلتُ رأسي البيت فقلت : و أنا معكم يا رسول الله ؟
قال : ” إنك إلى خير إنك إلى خير ” 8 .
- 1. الخَزِيرَة : حساء من لحم و دقيق .
- 2. الخَزِيْرَة : هي ما يتخذ من الدقيق على هيئة العصيدة لكنه أرق منها ، قاله الطبري .
و قال ابن فارس : دقيق يخلط بشحم .
و قال القتبي و تبعه الجوهري : الخَزِيْرَة أن يؤخذ اللحم فيقطع صغارا و يصب عليه ماء كثيرا فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق ، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة ، و قيل مرق يصفى من بلالة النخالة ثم يطبخ ، و قيل حساء من دقيق و دسم . - 3. المنامة : ثوب يُنام فيه .
- 4. الدكان : الدكة .
- 5. الكساء بالكسر و المد ، ما يُكتسى به ، و الجمع أكسية .
- 6. نسبة إلى خَيْبَر ، و خَيْبَر بلدة معروفة قريبة من المدينة المشرفة .
- 7. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
- 8. مسند احمد بن حنبل : 6 / 292 ، طبعة : بيروت .