رُوِيَ عن الإمام عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) بِرَاعِي إِبِلٍ فَبَعَثَ يَسْتَسْقِيهِ 1 .
فَقَالَ : أَمَّا مَا فِي ضُرُوعِهَا فَصَبُوحُ الْحَيِّ 2 ، وَ أَمَّا مَا فِي آنِيَتِنَا فَغَبُوقُهُمْ 3 .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : ” اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَ وُلْدَهُ ” .
ثُمَّ مَرَّ بِرَاعِي غَنَمٍ فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَسْتَسْقِيهِ .
فَحَلَبَ لَهُ مَا فِي ضُرُوعِهَا ، وَ أَكْفَأَ 4 مَا فِي إِنَائِهِ فِي إِنَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِشَاةٍ ، وَ قَالَ هَذَا مَا عِنْدَنَا ، وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَزِيدَكَ زِدْنَاكَ ؟
قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : ” اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ الْكَفَافَ ” .
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعَوْتَ لِلَّذِي رَدَّكَ بِدُعَاءٍ عَامَّتُنَا نُحِبُّهُ ، وَ دَعَوْتَ لِلَّذِي أَسْعَفَكَ بِحَاجَتِكَ بِدُعَاءٍ كُلُّنَا نَكْرَهُهُ ؟!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : ” إِنَّ مَا قَلَّ وَ كَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَ أَلْهَى ، اللَّهُمَّ ارْزُقْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ الْكَفَافَ ” 5 .
- 1. أي يطلب منه أن يسقيه لبناً .
- 2. الصبوح : ما يؤكل أو يشرب صباحاً ، أي وجبة الصباح .
- 3. الغبوق : ما يؤكل أو يشرب عشاءً ، أي وجبة العشاء .
- 4. أكفأ : صبَّ .
- 5. الكافي : 2 / 140 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .