مقالات

(حوار من وحي الواقع)…

بسم الله الرحمن الرحيم

قال لي: ما هو سر السعادة؟

قلت له: أن يوفقك الله إلى السعادة..

قال لي: وما الذي يوجب أن يأخذ الله بيدي إلى السعادة ويوفقني إليها؟

قلت له: حين تطلب من الله ذلك وتكون طالباً للتوفيق حقاً..

قال لي: وما الذي يجعل كثيراً من الناس لا يطلبون السعادة؟

قلت له: إما لأنهم يجهلون طريقها، أو لأنهم يرجحون التعاسة..!

قال لي: وهل يعقل أن إنساناً يرجِّح التعاسة والشر على السعادة والخير؟

قلت له: ذلك حين يزين له الشيطان طريق الشر والتعاسة ويطيع الإنسان هوى نفسه الأمارة بالسوء ويخضع لشهواته..

قال لي: الشهوة واللذائذ هي أمور أودعها الله فينا.. فهل أودع الله فينا ما يؤدي بنا إلى تعاستنا؟

قلت له: لقد أودع الله فينا الشهوة واللذة من أجل أن نحظى بحلاوة الحلال ونعيم الدنيا بما لا يتنافى مع رضا الله تبارك وتعالى.. وهي لا تؤدي بنا إلى التعاسة، ولكن الذي يؤدي بنا إلى ذلك هو أن نعطِّل العقل ونسلم أزمَّة أمورنا إلى قائد الشهوات..

قال لي فما هي العلاقة بين العقل والشهوة؟

أجبته: العلاقة الإيجابية هي أن يكون العقل قائداً مطاعاً واللذة نعمة نحظى بها حيث يسمح العقل. والعلاقة السلبية هي أن يُعطل العقل وتصبح الشهوات هي البوصلة التي نحدد الاتجاه على أساسها..

قال لي: فمن يجد نفسه ضعيفاً أمام الشهوات.. كيف خلاصه؟

قلت له: يلجأ الضعيف الذليل إلى القوي العزيز.

قال لي: وكيف يلجأ إلى الله؟

قلت له: يتوب إليه نادماً، ويدعوه متضرعاً، ويسأله متوسلاً، ويفوض أمره إليه متوكلاً.. والله ولي التوفيق.

دعاء:

اللهم إني أسألك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك، اللهم أنت العلي العظيم، وأنا عبدك البائس الفقير، أنت الغني الحميد، وأنا العبد الذليل، اللهم صل على محمد وآله، وامنن بغناك على فقري، وبحلمك على جهلي، وبقوتك على ضعفي، يا قوي يا عزيز، اللهم صل على محمد وآله الأوصياء المرضيين، واكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى