شرعية المسيرات السياسية و الدينية و منها مسيرة يوم القدس العالمي تتبع الأهداف و النوايا و المقاصد التي من أجلها تُنظَّم أمثال هذه المسيرات .
و لا شك أن الهدف من تنظيم مثل هذه المسيرة المباركة إنما هو توحيد الصفوف في مواجهة عدو الشعب الفلسطيني المسلم بل و عدو العالم الإسلامي بل ألد أعداء الإنسانية من جهة ، و التعاطف مع الشارع الفلسطيني و رفع معنوياته ، بل رفع معنويات الأمة الإسلامية من جهة أخرى ، و لا شك أن هذه الأهداف هي أهداف سامية و نبيلة .
ثم أنه من لا يعرف عن المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني المسلم و ما يلاقيه هذا الشعب من قتل و دمار و تعذيب و هدم بيوت و إغتيالات جبانة ، ألا تكفي هذه الأمور لأن تكون حافزاً لكل مسلم للإستنكار و التنديد بالكيان الصهيوني الغاشم المسبب لهذه الويلات و المآسي .
إن المسلم الغيور لا يشك في أن الاشتراك في مثل هذه المسيرات هو أمر راجح يأمر به العقل و الشرع ، و هو من قبيل أقل الواجب الذي يمكننا أن نقوم به تجاه هذا الشعب المسلم و تجاه تلك الأراضي المقدسة المغصوبة .
هذا و قد رَوى الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) : أَنَّ النَّبِيَّ ( صلى الله عليه وآله ) قَالَ : “مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ ، وَ مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ” 1 .
- 1. الكافي : 2 / 164 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .