الدعاء ارتباط روحاني متميَّز بين العبد و ربه الكريم الغفور الرحيم القادر على كل شيء .
و الدعاء لسان المؤمن و ترجمان فكره و روحه عندما يخاطب ربه العالم بالسرائر و ما تخفي الصدور.
و هو سلاحه الذي ينتصر به بعون الملك الجبار على الاعداء ، و يدفع عن نفسه و عن من يُحب الشرور و الاخطار .
و هو مدرسته التي يتربى فيها ليرتقي من خلالها الى أعلى درجات الكمال و المعرفة ، فيحظى بالمنزلة التي تليق بالانسان المؤمن الكامل .
ثم إن كلمات الدعاء المصحوبة بأدب الداعي و حالته و التزامه بشروط الدعوة المستجابة هي التي تجعل دعاءه نورانياً يخرق الحجب و يرتفع الى السماء ليكون في مظان القبول و الاجابة .
و لكي تكون أدعيتنا متميزة و أقرب الى الاستجابة من حيث الالتزام بشروط الدعاء المستجاب ، و أعلى و أرفع من حيث المستوى المعنوي و دقة التعبير و إختيار الكلمات ، لا بد لنا من أن نأخذ أموراً كثيرة هامة بعين الاعتبار حتى نصل الى بُغيتنا .
الإختيار الصحيح لكلمات الدعاء و نصوصه أولاً :
إن الله عَزَّ و جَلَّ سمح للإنسان بالإبتهال إليه و دعائه و طلب حوائجه منه ، بل أنه جَلَّ جَلاله هو الذي بادر بدعوة عباده إلى ذلك حيث قال : ﴿ … ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ … ﴾ 1 .
و قال أيضاً : ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ … ﴾ 2 .
نعم رغم أنه عَزَّ و جَلَّ سمح للإنسان أن يناجيه و أجاز له ذلك ، لكن الأمر ليس بالسهل ، ذلك لأن مخاطبة العبد المذنب و الضعيف لخالقه و خالق السماوات و الأرض و كل ما في الوجود تكاد تكون مستحيلة ، فأين مقدرة العبد على اختيار الكلمات اللائقة و المناسبة لمقام رب العالمين و صياغتها ؟
و من حق سائلٍ أن يسأل و يقول : كيف يستطيع الإنسان إذاً صياغة التعبيرات السليمة من الاخطاء و الزلات و هو في منتهى الجهل بمقام رب العالمين ؟ و ما هو الضمان لأن لا تخونه التعابير عندما يخاطب رب العالمين في دعائه و مناجاته !.
الدعاء و الأدب العربي:
يقول الدكتور حسين علي محفوظ 3 و هو يُبَّيِن أهمية إحدى الجوانب المغفولة عنها في الدعاء المأثور عن النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله) و عترته الطاهرة (عليهم السَّلام) و هو الجانب الأدبي : « الدعاء » جانب مهم من الآداب العربية ، نسيه تاريخ الأدب ، و تجاهله الأدباء ، و أغفله النقاد و كادوا يطمسون الإشارة إلى بلاغته ، على الرغم من أنه : نثر فني رائع ، و أسلوب ناصع من أجناس المنثور ، و نمط بديع من أفانين التعبير ، و طريقة بارعة من أنواع البيان ، ومسلك معجب من فنون الكلام .
و الحق أن ذلك النهج العبقري المعجز ، من بدائع بلاغات النبي (صلى الله عليه و آله) و أهل البيت (عليهم السَّلام) التي لم يرق إليها غير طيرهم ، و لم تسم إليها سوى أقلامهم .
فالدعاء أدب جميل ، و حديث مبارك ، و لغة غنية و دين قيم ، و بلاغة عبقرية المجاز ، إلهية المسحة ، نبوية العبقة ، تفتر عن إيمان جم الفضائل ، و زهد دثر المحاسن ، و تواضع أبيض المحجة ، و عمل أغر الطريقة ، و تقاة عظيمة القدر 4 .
الجوانب الأخرى المغفولة عنها في الدعاء المأثور :
إلا أن الجانب الأدبي _ رغم أهميته _ ليس هو الجانب الوحيد أو الأهم المغفول عنه في الأدعية المأثورة ، حيث أن هناك جوانب كثيرة ذات أهمية كبيرة فيها لا تزال كنوزها مستورة عن عامة الناس بل عن كثير من العلماء ، و كأنهم لم يسمعوا بها حتى الان .
و من الجوانب المغفولة عنها في الدعاء المأثور عن أئمة أهل البيت (عليهم السَّلام) هو التأثير الإعجازي الذي تتركه الأدعية المأثورة في نفس الداعي بهذه الأدعية ، بسبب أن مصدر هذه الأدعية مرتبط بالعالم العُلوي و كل كلمات هذه الأدعية تُعبر عن حقائق دقيقة تتطابق مع واقع الإنسان الداعي و تراعي ادب التخاطب مع رب العالمين ذلك لأنها مستقاة من علم رباني .
إن الجانب التربوي و الروحاني و المعنوي الذي يخلقه الدعاء المأثور في نفس الداعي بالأدعية المأثورة عن أئمة الهدى (عليهم السَّلام) يخلق من الداعي انساناً جديداً متغايراً في شخصيته عن الإنسان الذي لم يتعرف على هذا الكنز العظيم ، ذلك لأن دقة التعابير في الادعية المأثورة عن النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله) و أهل بيته الطاهرين (عليهم السَّلام) و تطابقها لواقع الداعي ، لها هذا الأثر الاعجازي الفريد .
نماذج من أدعية المعصومين (عليهم السَّلام):
النموذج الأول:
رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أَنَّهُ قَالَ : ” مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ هُوَ :
اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ.
اللَّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِيرٍ.
اللَّهُمَّ أَشْبِعْ كُلَّ جَائِعٍ.
اللَّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيَانٍ.
اللَّهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدِينٍ.
اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ.
اللَّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِيبٍ.
اللَّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِيرٍ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فَاسِدٍ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ.
اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنَا بِغِنَاكَ.
اللَّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حَالِنَا بِحُسْنِ حَالِكَ.
اللَّهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَ أَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ “5 .
أنظر الى دعاء النبي ( صلى الله عليه و آله ) كيف يربي المسلمين على الوحدة و يعطيهم درساً في كيفيىة الدعاء و طلب الخير للآخرين.
النموذج الثاني:
من الأدعية المشهورة و المعروفة جداً لدى أتباع مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) الدعاء المعروف بدعاء كميل بن زياد ، و هو دُعاء الخضر ( عليه السَّلام ) و قد عَلَّمه إياه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، و أتباع مدرسة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) يحرصون على قراءته في كل ليلة جمعة ، و في ليلة النصف من شهر شعبان ، تبعاً للروايات الواردة في فضله و أثره البالغ في تربية النفس ، و لما يحتويه من المعاني الرفيعة ، و هو كنزٌ من الكنوز الثمينة جداً ، لأنه يزخر بالدروس العقائدية و التربوية ، و يقوي في الإنسان المؤمن روح العبودية و التوجه إلى الله عَزَّ و جَلَّ ، و إليك مستهله :
” اَللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء ، وَ بِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْء ، وَ خَضَعَ لَها كُلُّ شَيء ، وَ ذَلَّ لَها كُلُّ شَيء ، وَ بِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيء ، وَ بِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ ، وَ بِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلأَتْ كُلَّ شَيء ، وَ بِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيء ، وَ بِوَجْهِكَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيء ، وَ بِأَسْمائِكَ الَّتي مَلأَتْ أرْكانَ كُلِّ شَيء ، وَ بِعِلْمِكَ الَّذي أَحاطَ بِكُلِّ شَيء ، وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شيء ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ ، يا أَوَّلَ الأوَّلِينَ وَ يا آخِرَ الآخِرينَ .
اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي كُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ ، وَ كُلَّ خَطيئَة اَخْطَأتُها .
اَللّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِذِكْرِكَ ، وَ اَسْتَشْفِعُ بِكَ إلى نَفْسِكَ ، وَ أَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أن تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ ، وَ أَنْ تُوزِعَني شُكْرَكَ ، وَ أَنْ تُلْهِمَني ذِكْرَكَ ، اَللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِع مُتَذَلِّل خاشِع أن تُسامِحَني وَ تَرْحَمَني وَ تَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً ، وَ في جَميعِ الأحوال مُتَواضِعاً .
اَللّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَ اَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وَ عَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ …”6 .
النموذج الثالث:
الدعاء المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي7 .
قال أبو حمزة الثمالي : كان زين العابدين ( عليه السلام ) يصلّي عامّة اللّيل في شهر رمضان فإذا كان في السّحر دعا بهذا الدّعاء :
” اِلهي لا تُؤَدِّبْني بِعُقُوبَتِكَ ، وَ لا تَمْكُرْ بي في حيلَتِكَ ، مِنْ اَيْنَ لِيَ الْخَيْرُ يا رَبِّ وَ لا يُوجَدُ إلاّ مِنْ عِنْدِكَ ، وَ مِنْ اَيْنَ لِيَ النَّجاةُ وَ لا تُسْتَطاعُ إلاّ بِكَ ، لاَ الَّذي اَحْسَنَ اسْتَغْنى عَنْ عَوْنِكَ وَ رَحْمَتِكَ ، وَ لاَ الَّذي اَساءَ وَ اجْتَرَأَ عَلَيْكَ وَ لَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ( حتّى ينقطع النّفس ) ، بِكَ عَرَفْتُكَ وَ اَنْتَ دَلَلْتَني عَلَيْكَ وَ دَعَوْتَني اِلَيْكَ ، وَ لَوْلا اَنْتَ لَمْ اَدْرِ ما اَنْتَ .
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اَدْعوُهُ فَيُجيبُني وَ اِنْ كُنْتُ بَطيئاً حينَ يَدْعوُني ، وَ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اَسْأَلُهُ فَيُعْطيني وَ اِنْ كُنْتُ بَخيلاً حينَ يَسْتَقْرِضُني ، وَ الْحَمْدُ للهِ الَّذي اُناديهِ كُلَّما شِئْتُ لِحاجَتي ، وَ اَخْلُو بِهِ حَيْثُ شِئْتُ لِسِرِّي بِغَيْرِ شَفيع فَيَقْضى لي حاجَتي ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا اَدْعُو غَيْرَهُ وَ لَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لي دُعائي ، وَ الْحَمْدُ للهِ الَّذي لا اَرْجُو غَيْرَهُ وَ لَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لاََخْلَفَ رَجائي ، وَ الْحَمْدُ للهِ الَّذي وَكَلَني اِلَيْهِ فَاَكْرَمَني وَ لَمْ يَكِلْني اِلَى النّاسِ فَيُهينُوني ، وَ الْحَمْدُ للهِ الَّذي تَحَبَّبَ اِلَىَّ وَ هُوَ غَنِيٌّ عَنّي ، وَ الْحَمْدُ للهِ الَّذي يَحْلُمُ عَنّي حَتّى كَاَنّي لا ذَنْبَ لي ، فَرَبّي اَحْمَدُ شَيْيء عِنْدي وَ اَحَقُّ بِحَمْدي.
اَللّهُمَّ اِنّي اَجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ اِلَيْكَ مُشْرَعَةً ، وَ مَناهِلَ الرَّجاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةً ، وَ الاِْسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ اَمَّلَكَ مُباحَةً ، وَ اَبْوابَ الدُّعاءِ اِلَيْكَ لِلصّارِخينَ مَفْتُوحَةً ، وَ اَعْلَمُ اَنَّكَ لِلرّاجِينَ بِمَوْضِعِ اِجابَة ، وَ لِلْمَلْهُوفينَ بِمَرْصَدِ اِغاثَة ، وَ اَنَّ فِي اللَّهْفِ اِلى جُودِكَ وَ الرِّضا بِقَضائِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ اْلباِخلينَ ، وَ مَنْدُوحَةً عَمّا في اَيْدي الْمُسْتَأثِرينَ ، وَ اَنَّ الِراحِلَ اِلَيْكَ قَريبُ الْمَسافَةِ ، وَ اَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إلاّ اَنْ تَحْجُبَهُمُ الاَْعمالُ دُونَكَ ، وَ قَدْ قَصَدْتُ اِلَيْكَ بِطَلِبَتي ، وَ تَوَجَّهْتُ اِلَيْكَ بِحاجَتي ، وَ جَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتي ، وَ بِدُعائِكَ تَوَسُّلي مِنْ غَيْرِ اِسْتِحْقاق لاِسْتِماعِكَ مِنّي ، وَ لاَ اسْتيجاب لِعَفْوِكَ عَنّي ، بَلْ لِثِقَتي بِكَرَمِكَ ، وَ سُكُوني اِلى صِدْقِ وَ عْدِكَ ، وَلَجَائي اِلَى الاْيمانِ بِتَوْحيدِكَ ، وَ يَقيني بِمَعْرِفَتِكَ مِنّي اَنْ لا رَبَّ لي غَيْرُكَ ، وَ لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ …”8 .
الى غيرها من الادعية الكثيرة المأثورة عن أهل البيت ( عليهم السَّلام ) و التي تشكل كنوزاً فريدة لا يُستغنى عنها أبداً، و هذه الادعية يجدها الباحث في كتب الادعية المعروفة كالصحيفة السجادية، و مصباح المتهجد للطوسي، و مصباح الكفعمي، و جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع للسيد بن طاووس، و مفاتيح الجنان للمُحدِّث الشيخ عباس القُمِّي للمُحدِّث الشيخ عباس القُمِّي ( رحمه الله )، و غيرها.
- 1. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 60، الصفحة: 474.
- 2. القران الكريم: سورة الفرقان (25)، الآية: 77، الصفحة: 366.
- 3. العلامة الدكتور حسين علي محفوظ مؤرخ ، جغرافي ، لغوي ، فقيه ، أديب ، شاعر ، كتب في الاختصاصات المختلفة ، قدم أكثر من 400 اثر بين كتاب و دراسة و مقالة و بحث .هو حسين بن الشيخ علي بن الشيخ محمد الجواد بن الشيخ موسى بن الشيخ حسين بن الشيخ علي بن الشيخ محمد آل محفوظ ، الوشامي الأسدي ، من بني أسد بن خزيمة ، من مضر .ينتمي إلى بيت علمي عربي عراقي قديم ( آل محفوظ ) ينتهي نسبهم إلى شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد ـ المتوفى سنة 690 هجرية ـ من بيت أبي العز الأسدي الحلي ، و كان جده محفوظ من أعيان العلماء و أعلام الشريعة في العراق في عصره ، و أم الدكتور حسين من السادة ( آل الورد ) و هم من بني عمر العلويين من ذرية عمر بن يحيي ( 207هـ ) بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ).ولد الدكتور حسين محفوظ يوم الاثنين 20 شوال 1344هـ المصادف 3/5 /1926م في الكاظمية بالعراق ، و تعلم فيها و تخرج من دار المعلمين العالية سنة 1948م و نال دكتوراه الدولة في الآداب الشرقية ( الأدب المقارن ) سنة 1952م من جامعة طهران .جمع بين الدراستين القديمة و الحديثة ، و اطلع على أصول التاريخ و الأدب و الثقافة ، و تتلمذ على يد أفاضل أسرته ، و قرأ مقدمات المنطق و الأصول على يد العلماء من أهله ، و روى الحديث ( إجازة ) و سماعا و قراءة عن جماعة من مشايخ المحدثين .خدم التراث العربي و الإسلامي بتحقيقه و التعريف به و إحيائه و قد أنجز العديد من الدراسات التراثية في مختلف الموضوعات ، و منها العمارة و الفلك و التقويم و الطفل و الزراعة و الصيدلة و علم الوثائق و الخط و الأوزان و المكاييل و المرأة و الحرب ، وقد وضع ( علم المخطوطات ) سنة 1975م و جمع ضوابطه و قواعده و مصطلحاته ، و ألف ( مصطلحات المخطوطات ) و ( مصطلحات المكتبة العربية ).ألف عدة معاجم منها : ( معجم الآلات و الأدوات ) و معجم ( العلامات و الرموز ) و معجم ( الأضداد ) و معجم ( الألوان ) و قاموس التراث و اهتم بدراسة تاريخ البلدان .شارك و مثّل العراق في عشرات المؤتمرات العالمية و الإستشراقية و الندوات و المجالس العلمية و الحلقات الدراسية و المهرجانات الأدبية في البلدان العربية و الأجنبية .لُقب بشيخ بغداد و ذاكرة التاريخ و المكتبة المتنقلة و غيرها من الألقاب المعبرة عن عبقريته و غزارة علمه .توفي في مساء يوم الاثنين 19/ 1/ 2009م الموافق: 23 محرم 1430هـ ببغداد عن عمر يناهز الثالثة و الثمانين و دُفن في الصحن الكاظمي الشريف .ألّف فيه الأستاذ حميد المطبعي كتاب ( العلامة الدكتور علي محفوظ ) ، وكتب عنه الشيخ عيسى الخاقاني رسالة بعنوان ( العلامة الموسوعة ) ، كما كتب الأستاذ طاهر الأسدي رسالة عنه أيضاً .من آثاره المطبوعة:الفارابي في المراجع العربية ( كتاب ) ، 1975 م.
الفيروز آبادي والقاموس ( مقال ) ، 1961 م.
تقريب العامية من الفصحى ( مقال ) ، 1978 م.
خزائن كتب الكاظمية قديما وحديثا ( كتاب ) ، 1958 م.
مصادر دراسة تراث البحرين ( كتاب ) ، 1977 م.
نفائس المخطوطات العربية في إيران ( مقال ) ، 1995 م. - 4. مجلة تراثنا الصادرة عن مؤسسة آل البيت ( عليهم السلام ) ، العدد 14 ، الصفحة: 30 ، نقلاً عن الصحيفة السجادية ، مقال نشر في مجلة « البلاغ » الكاظمية ، السنة الاولى ، العدد 6 .
- 5. البلد الأمين و الدرع الحصين، ص: 223 ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، المولود سنة : 840 هجرية بقرية كفر عيما من قرى جبل عامل ، و المتوفى بها سنة 905 هجرية ، و دفن بها ، طبعة موسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت / لبنان ، سنة 1418ق.و بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 83 / 98 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة دار إحياء التراث العربي ، بيروت / لبنان ، سنة : 1403 هجرية .
- 6. قال كميلُ بن زياد : كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) في مسجد البصرة و معه جماعة من أصحابه .فقال بعضهم : ما معنى قول الله عَزَّ و جَلَّ : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } ؟قال ( عليه السَّلام ) : ” ليلة النصف من شعبان ، و الذي نفس علي بيده إنه ما من عبد إلا و جميع ما يجري عليه من خير و شر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، و ما من عبد يحييها و يدعو بدعاء الخضر ( عليه السَّلام ) إلا أجيب ( له ) ” .فلما انصرف طرقته ليلاً .فقال ( عليه السَّلام ) : ” ما جاء بك يا كميل ” ؟قلت : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر .فقال : ” اجلس يا كميل ، إذا حفظت هذا الدعاء فادعُ به كل ليلة جمعة ، أو في الشهر مرة ، أو في السنة مرة ، أو في عمرك مرة ، تُكْفَ وَ تُنْصَر وَ تُرْزَق ، وَ لَنْ تُعْدَم المغفرة ، يا كميل أوجَبَ لك طولُ الصحبة لنا أن نَجُودَ لكَ بما سألت ” .ثم قال : ” أُكتب : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء … و ذَكَرَ الدعاء ، راجع : إقبال الأعمال : 707 .وَ رُوِيَ أيضاً أن كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) ساجدا يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان : اللهم إني أسألك برحمتك … ، راجع : مصباح المتهجد : 844 .هذا و إن الدعاء طويل اقتصرنا على ذكر مستهله للتعريف و يمكنك مراجعة الدعاء في موقعنا هذا .
- 7. أبو حمزة الثُمالي : هو ثابت بن دينار ، أبي صفية ، عربي أزدي كوفي ، عاصر الامام علي بن الحسين السجاد زين العابدين ، و الامام محمد بن علي الباقر ، و الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليهم السلام ) و روى عنهم ، و يُعدُّ من ثُقات الرواة ، قال فيه الامام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) : أبو حمزة في زمانه كلقمان في زمانه ، لمزيد من التفصيل راجع : رجال الكشي : 201 ، رجال العلامة الحلي : 29 ، رجال البرقي : 8 .
- 8. الدعاء طويل و قد ذكرنا جزءً منه للتعريف و يمكن مراجعة هذا الدعاء في كتاب : المصباح : 588 ، للشيخ تقي الدين ابراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، المولود سنة : 840 هجرية بكفر عيما بجبل عامل ، و المتوفى بها و المدفون بها أيضا سنة : 905 هجرية ، الطبعة الثانية ، طبعة : انتشارات الرضي ( الزاهدي ) ، سنة : 1405 هجرية ، قم / إيران ، و كذلك في كتاب : البلد الأمين و الدرع الحصين : 205 ، للمؤلف نفسه ، الطبعة الحجرية ، بخط أحمد النجفي الزنجاني ، سنة : 1382 هجرية ، كما يمكن مراجعته بأختلاف يسير في كتاب : مصباح المتهجد : 582 ، لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المعروف بشيخ الطائفة مؤسس الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، المولود سنة : 385 هجرية بخراسان ، والمتوفى بالنجف الأشرف / العراق ، سنة : 460 هجرية ، طبعة : مؤسسة فقه الشيعة ، الطبعة الأولى ، سنة : 1411 هجرية ، بيروت / لبنان ، و كذلك يُوجد الدعاء باختلاف يسير في كتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة : 68 ، للسيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، المولود سنة : 589 هجرية بالحلة / العراق ، و المتوفى سنة : 664 هجرية ببغداد ، و المدفون في حرم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية ، طبعة : دار الكتب الإسلامية ، طهران / إيران .
و يوجد هذا الدعاء في موقعنا هذا أيضاً في قسم الادعية و الزيارات.