بُعث النبي المصطفى محمد صلى الله عليه و آله بالنبوة في يوم الاثنين السابع و العشرين من شهر رجب قبل الهجرة النبوية المباركة بثلاثة عشر عاما، و بعد عام الفيل بأربعين عاماً، و بعد الميلاد بـ 610 سنة.
و اقترنت بعثته المباركة بنزول الوحي 1 عليه و هو الملك المقرب جبرائيل عليه السلام يبشره بأن الله قد إختاره نبياً، كما و اقترنت بعثته المباركة بنزول آيات من القرآن الكريم عليه.
أما الآيات التي أنزلها جبرائيل عليه السلام على قلب نبينا المصطفى صلى الله عليه و آله فهي الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، أي: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ 2.
و يُسمى هذا اليوم المبارك بيوم المبعث، و هو يوم شريف و مبارك و من الأعياد العظيمة، و ينبغي للمسلمين جميعاً تعظيم هذا اليوم و الاعتزاز به.
- 1. الوحي في اللّغة : هو الإعلام السريع الخفي .
أما الوحي في المصطلح الإسلامي فهو ـ كما قال العلامة المحقق السيد مرتضى العسكري ـ : كلمة اللّه جلّ اسمه التي يلقيها إلى أنبيائه و رسله بسماع كلام اللّه جَلَّ جَلالُه دونما رؤية اللّه سبحانه مثل تكليمه موسى بن عمران (عليه السَّلام)، أو بنزول ملك يشاهده الرّسول و يسمعه مثل تبليغ جبرائيل (عليه السَّلام) لخاتم الأنبياء (صلى الله عليه و آله)، أو بالرؤيا في المنام مثل رؤيا إبراهيم (عليه السَّلام) في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل (عليه السَّلام)، أو بأنواع أخرى لا يبلغ إدراكها علمنا. (مصطلحات قرآنية : للعلامة المحقق آية الله السيد مرتضى العسكري). - 2. القران الكريم: سورة العلق (96)، من بداية السورة إلى الآية 5، الصفحة: 597.