نور العترة

تفسير رؤيا…

روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قَالَ: أَقْبَلَ‏ جِيرَانُ‏ أُمِّ أَيْمَنَ1 إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ لَمْ تَنَمِ الْبَارِحَةَ مِنَ الْبُكَاءِ، لَمْ تَزَلْ تَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَتْ.

قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ فَجَاءَتْهُ.

فَقَالَ لَهَا: “يَا أُمَّ أَيْمَنَ لَا أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَيْكِ، إِنَّ جِيرَانَكِ أَتَوْنِي وَ أَخْبَرُونِي أَنَّكِ لَمْ تَزَلِي اللَّيْلَ تَبْكِينَ أَجْمَعَ، فَلَا أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكِ، مَا الَّذِي أَبْكَاكِ”؟

قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ رُؤْيَا عَظِيمَةً شَدِيدَةً، فَلَمْ أَزَلْ أَبْكِي اللَّيْلَ أَجْمَعَ.

فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: “فَقُصِّيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أَعْلَمُ”.

فَقَالَتْ: تَعْظُمُ عَلَيَّ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهَا.

فَقَالَ لَهَا: “إِنَّ الرُّؤْيَا لَيْسَتْ عَلَى مَا تَرَى، فَقُصِّيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ”.

قَالَتْ: رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ كَأَنَّ بَعْضَ أَعْضَائكَ مُلْقًى فِي بَيْتِي.

فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: “نَامَتْ عَيْنُكِ يَا أُمَّ أَيْمَنَ، تَلِدُ فَاطِمَةُ الْحُسَيْنَ فَتُرَبِّينَهُ وَ تَلِينَهُ، فَيَكُونُ بَعْضُ أَعْضَائِي فِي بَيْتِكِ”.

فَلَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَيْنَ عليه السلام فَكَانَ يَوْمُ السَّابِعِ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَحُلِقَ رَأْسُهُ، وَ تُصُدِّقَ بِوَزْنِ شَعْرِهِ فِضَّةٌ، وَ عُقَّ عَنْهُ، ثُمَّ هَيَّأَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ وَ لَفَّتْهُ فِي بُرْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله، ثُمَّ أَقْبَلَتْ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله.

فَقَالَ صلى الله عليه و آله: “مَرْحَباً بِالْحَامِلِ وَ الْمَحْمُولِ، يَا أُمَّ أَيْمَنَ‏ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاكِ”2.

  • 1. أم أيمن: هي بركة بنت ثعلبة، و هي من المسلمات الأوائل، هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة و إلى المدينة المنورة، و شهدت أُحداً و حنيناً و خيبراً، و روت عن النبي صلى الله عليه و آله، و روى عنها عدة من الأصحاب، لها مواقف مشرفة مع النبي صلى الله عليه و آله و مع عترته عليهم السلام، توفيت في حكم عثمان بن عفان.
  • 2. الأمالي: 82 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، الطبعة السادسة، سنة : 1418 هجرية ، طهران / إيران .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى