عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ كَثِيرِ النَّوَّاءِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ فِي غَزَاةٍ فَرَأَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ 1 فِي مَنَامِهَا وَ هِيَ تَحْتَهُ 2 كَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ مُخْضَبٌ بِالْحِنَّاءِ رَأْسُهُ وَ لِحْيَتُهُ وَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ، فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا.
فَقَالَتْ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ فَقَدْ قُتِلَ أَبُو بَكْرٍ، إِنَّ خِضَابَهُ الدَّمُ، وَ إِنَّ ثِيَابَهُ أَكْفَانُهُ، ثُمَّ بَكَتْ.
فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وَ هِيَ كَذَلِكَ.
فَقَالَ: “مَا أَبْكَاهَا”؟
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَبْكَاهَا أَحَدٌ، وَ لَكِنْ أَسْمَاءُ ذَكَرَتْ رُؤْيَا رَأَتْهَا لِأَبِي بَكْرٍ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله.
فَقَالَ: “لَيْسَ كَمَا عَبَّرَتْ عَائِشَةُ وَ لَكِنْ يَرْجِعُ أَبُو بَكْرٍ صَالِحاً فَيَلْقَى أَسْمَاءَ فَتَحْمِلُ مِنْهُ أَسْمَاءُ بِغُلَامٍ تُسَمِّيهِ مُحَمَّداً يَجْعَلُهُ اللَّهُ غَيْظاً عَلَى الْكَافِرِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ” فَكَانَ الْغُلَامُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ” 3.
- 1. اسماء بنت عميس الخثعميّة زوجة أبي بكر و أم محمّد بن أبي بكر.
- 2. أي حال كونها زوجة أبي بكر.
- 3. الغارات: 1 / 189، لإبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي، المتوفى سنة: 283 هجرية، الطبعة الأولى سنة: 1410 هجرية، دار الكتاب الإسلامي، قم/إيران.