السوال:
كل معاجم اللغة في معاني مفردات اللغة العربية وبخاصة لغة القران الكريم اوردت معنى الثقلين بما يفيد الثقل : كما نقول
اثقل الرجل همه – اثقلت المراءة اي انها حامل – اثقله الدين تراكمت عليه الديون – اثقله النوم – اثقله المرض . هذا في معاني اللفظة . اما معنى الثقلين في القران الاصوب ان تكون الانس والجن لثقلهما باعمالهم وحسابهم عند الله .
اما القران الكريم فلا يصح ان نقول انه ثقل كثقل الهك والدين والمرض والنوم فلا يصح ذلك مع القران الكريم .
اما عتره اهل بيت النبوة عليهم افضل السلام فلا يصح المعنى بحقهم ايضاً فهم ليسوا ثقل هذه الامة بل هم حاملين امانة الله ورسوله الى يوم الدين .
وقد يكون مثلما تفضلت به ان رسولنا الكريم تتطرق لحديث الثقلين في اكثر من موضع وفهم منه في حينه انهما القران واهل بيته الاطهار ولكني اختلف معك في معنى الثقلين . وفي حيثك قدح للقارن ولاهل البيت من حيث لا تشعر او تقصد . لذلك اقتضى التنويه / والسلام عليكم
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اختلافك معنا في معنى الثقلين لا بد و أن يكون مستنداً الى دليل ، و الحال أن النبي صلى الله عليه و آله قد صرَّح بأن مقصوده من الثقلين هو القرآن و أهل بيته عليهم السلام الامر الذي لا يدع مجالاً للاجتهاد و الاستحسان ابداً بعد وجود نص صريح بذلك منه صلى الله عليه و آله ، و قد جاء التصريح بذلك في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : قام رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خُماً بين مكة و المدينة ، فحمد الله تعالى و أثنى عليه ، و وعظ و ذكَّر ، ثم قال :
” أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، و أنا تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ” فحَثَّ على كتاب الله و رغَّبَ فيه ، ثم قال :
” و أهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي “.
أما الحديث الثاني ففي مسند أحمد حدثنا أبو النَّضر ، حدثنا محمد ـ يعني ابن طلحة ـ ، عن الأعمش ، عن عطيَّة العَوفي ، عن أبي سعيد الخُدْري ، عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، قال : ” إنّي أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب ، و إني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين ، كتابَ اللهِ عَزَّ و جَلَّ ، و عِتْرَتي ، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض ، و عترتي أَهْلُ بيتي ، و إن اللطيف الخبير أَخبرني أَنهما لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض ، فَانْظُرُوني بِمَ تَخلُفُونِي فيهما “.
وفقك الله