بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم
بقلم: زكريا بركات
لا يوجد تناف بين الصبر والبكاء دائماً،
لأنَّ البكاء تجسيد لحالة تأثر عاطفي، والتأثر العاطفي إذا كان منسجماً مع المسار العقلي والشرعي فهو لا يتنافى مع الصبر، بل يمكن أن يقال – حينئذ – إنه تجسيد للصبر، لأن الصبر عبارة عن الاستقامة والثبات على جادَّة العقل والشرع.
مثلاً: البكاء تأثُّراً بذكرى إنسان عزيز على القلب، إذا لم يكن فيه اعتراض على قضاء الله، فهو بكاء نابع من عواطف نبيلة واشتياق ووفاء، وهو لا يتنافى مع الصبر. والبكاء على ما جرى على أهل البيت (ع) من ظلم وجور هو تفاعل عاطفي إيماني لا يتنافى مع الصبر. والبكاء أسفاً على التفريط وندماً للأخطاء وخوفاً من عقاب الله هو سلوك منسجم تماماً مع الصبر إن لم يكن هو الصبر نفسه.
واللّٰهُ وليُّ التَّوفيق.