الباحث: علي عباس فاضل.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين، رسولنا الكريم وآله الطيبين الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
نود الحديث عن أحد الصحابة الذين يندرجون ضمن الثلة الطيبة الذين شاركوا في بدر وغيرها من المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وآله، واستمر على ثباته مع الإمام علي عليه السلام فقاتل معه الناكثين والمارقين والقاسطين، وإليكم نزرا من ترجمته.
نسبه ولقبه وكنيته
وهو صحابي جليل ذو منزلة رفيعة ومكانة كبيرة، واسمه كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة وقيل كعب بن عمرو بن مالك بن عمرو بن عباد بن عمرو بن تميم بن شداد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. وأمه نسيبة بنت الأزهر بن مري، من بني سلمة أيضا([1]). ويكنى أبو اليسر، مشهور بكنيته، شهد العقبة وبدرًا.
– دوره مع الرسول ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ)
شارك مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع مشاهده، وبرز دوره الأكبر في معركة بدر، فقد حفلت مصادر التاريخ والمغازي بذكر بطولاته في بدر، ومن بينها دوره في أسر العباس بن عبد المطلب عم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وانتزاعه راية المشركين في بدر([2])، ويدل ذلك على تقدمه صفوف المقاتلين، كذلك شارك في خيبر ومؤتة وقد حمل راية مؤتة بعد إصابة عبد الله بن رواحة رحمه الله([3]).
– روايته للحديث
من رواة الحديث، إذ نقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحاديث كثيرة منها ما قاله في مقتل عمار بن ياسر (رضي الله عنه)، إذ نقل أبو الحسين البغدادي ذلك فقال: ((حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، حدثنا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حدثنا حَسَّانُ الْكَرْمَانِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله): «تُقْتَلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ))([4]).
مواقفه مع أمير المؤمنين (عليه السلام)
شارك مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في معاركه، ونقل حادثة الخوارج وما فعل بهم أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عائشة، فذكرتْ حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ جاء عن ابن أبي اليسر الأنصاري عن أبيه قال: دخلت على عائشة قال: فقالت: من قتل الخارجية؟ قال قلت قتلهم علي (عليه السلام) قالت ما يمنعني الذي في نفسي على علي أن أقول الحق سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يقتلهم خير أمتي من بعدي. وسمعته يقول: علي مع الحق والحق مع علي عليه السلام([5]).
واستمر الصحابي يرفل بالمواقف الحسنة حتى توفي فِي المدينة، سنة خمس وخمسين([6]).
على هذا كان كثير من الصحابة الذين وقفوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في معاركه وبالأخص الذين شاركوا في بدر، إذ لهم شأن كبير ومنزلة رفيعة في تاريخ الأمة الإسلامية، فكان موقفهم ثابت في نصرة الحق المتمثل بأمير المؤمنين (عليه السلام).
الهوامش:
([1]) ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب: 4/ 1776، وينظر: أسد الغابة في معرفة الصحابة: 6/ 326، وينظر: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام: 2/ 568.
([2]) ينظر: تاريخ الإسلام، الذهبي: 2/ 568، و سير أعلام النبلاء: 2/ 537، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: 2/ 395.
([3]) ينظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري: 7/ 512.
([4]) معجم الصحابة: 2/ 376.
([5]) بحار الأنوار: 33/ 332.
([6])ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب: 4/ 1776، وأسد الغابة: 6/ 326، وتاريخ الإسلام: 2/ 568، وسير أعلام النبلاء: 2/ 526، والوافي بالوفيات: 24/ 259.
المصدر: http://inahj.org