من فضائله (عليه السلام) أنه واجب المودة لكونه من ذوي القربى وهاشمياً ولا شك أن النسب والقرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فضيلة عظيمة ومرتبة عالية, أما الدنيا فظاهر, وأما الآخرة فقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) كل نسب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وكل من كان أقرب إلى رسول الله كان أعظم قدراً وأشرف ذكراً وأكثر فخراً ممن ليس له ذلك .
فكفى بنا فضلا على من غيرنا * قرب النبي محمد إيانا
وأمير المؤمنين (عليه السلام) كان ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبيه وأمه, لأنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ورسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فعبد المطلب جدهما وفيه يجتمعان (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو طالب وعبد الله لا غير أخوان من أب وأم واحدة فلم يكن أحد حينئذ أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أمير المؤمنين عليه (أفضل الصلاة والسلام) .
ومن فضائله (عليه السلام) مؤاخاته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم), روى أحمد بن حنبل في مسنده أن النبي آخى بين الصحابة ولم يؤاخ بين علي وواحد منهم فضاق صدر علي حيث لم يؤاخ بينه وبين أحد فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أخرتك وما اخترت إلا لنفسي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي وأنت معي في قصري في الجنة ثم تلا رسول الله: {إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ}, (الحجر:47).
وقال حذيفة بن اليمان وآخى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين المهاجرين والأنصار وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال هذا أخي.
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيد ولد آدم, كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا سيد ولد آدم ولا فخر, وعلي أخوه ووزيره وشبهه ونظيره, وهذه منزلة شريفة ومقام عظيم لم يحصل لأحد سواه .
قال الشاعر:
لو يرى مثلك النبي لآخاه * وإلا فأخطأ الانتقادا
المصدر: ( ارشاد القلوب, الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي, ج2, ص302).
المصدر: http://inahj.org