رُوِيَ أنَّ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَيْهِ جُبَّةُ 1 خَزٍّ وَ طَيْلَسَانُ 2 خَزٍّ فَتَأَمَّلَهُ!
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّمَا هُوَ خَزٌّ سَدَاهُ 3 إِبْرِيسَمٌ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: “وَ مَا بِالْخَزِّ مِنْ بَأْسٍ، لَقَدْ أُصِيبَ الْحُسَيْنُ عليه السلام يَوْمَ أُصِيبَ وَ عَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ 4”.
ــ ثُمَّ قَالَ ــ : “إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً صلوات الله عليه لَمَّا بَعَثَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَى الْخَوَارِجِ لَبِسَ أَفْضَلَ ثِيَابِهِ، وَ تَطَيَّبَ أَفْضَلَ طِيبِهِ، وَ رَكِبَ أَفْضَلَ مَرَاكِبِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَوَافَاهُمْ.
فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ بَيْنَا أَنْتَ خَيْرُ النَّاسِ إِذْ أَتَيْتَنَا فِي زِيِّ الْجَبَّارِينَ وَ مَرَاكِبِهِمْ؟!
فَتَلَا عَلَيْهِمْ: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ … ﴾5 “.
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِلرَّجُلِ: “الْبَسْ وَ تَجَمَّلْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ الْجَمَالَ مَا كَانَ مِنْ حَلَالٍ” 6.
- 1. الجُبَّة: ثوب واسع الكُمَّين، مشقوق المُقدَّم ، يلبس فوق الثياب.
- 2. الطَيْلَسَانُ و جمعه طيالس وطيالسة، كساء أخضر لا تفصيل له ولا خياطة . يلبسه خواص العلماء والمشايخ.
- 3. السَّدَى من الثوبِ: خيوط نسيجِهِ التي تُمَدُّ طولا، و هو خلاف اللُّحمَةِ.
- 4. الخز : نوع من أنواع الثياب تنسج من صوف و إبريسم.
- 5. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 32، الصفحة: 154.
- 6. دعائم الإسلام (و ذكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام): 2 / 153، لأبي حنيفة النعمان بن أبي عبد الله محمد بن منصور بن احمد بن حَیُّون المغربي، المتوفى سنة: 363 هجرية، الطبعة الثانية سنة: 1427 هجرية، مؤسسة آل البيت (عليهم السَّلام) قم/إيران.