“لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ”[1].
من هم اليهود ؟
هم قوم أنزل الله تعالى عليهم كتاباً ليعملوا على أساسه، لكنّهم حرّفوه, وأرسل الله عزّ وجل فيهم أنبياء ورسلاً، فخالفوهم وقتلوا من قتلوا منهم, ومنَّ عليهم بنعمٍ جمّة فكفروا بها, وصاغوا معتقدات يندهش منها المطّلع.
الله في العقيدة اليهودية
الله عندهم ليس قادراً على كلّ شيء, بل هو مغلول في إرادته.
قال تعالى: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ“[2].
والله تعالى عندهم ليس ربّ العالمين, بل هو ربّ اليهود وحدهم.
والله تعالى ليس عادلاً بين الناس, بل فضّلهم على بقية الناس وجعلهم شعبه المختار, وإن عبدوا العجل, وافتعلوا المجازر.
والله تعالى عندهم يلعب في ثلث النهار مع الحوت مَلَك الأسماء.
والله تعالى عندهم حينما يواجه معضلة لا يمكن أن يحلَّها في السماء، فإنّه يستشير الحاخامات في الأرض, وهو يجادل الحاخامات فيحيلوا الفصل إلى أحد علماء اليهود، فيحكم الحاخام فيعرِّف الله تعالى بخطئه.[3]
الإنسان في العقيدة اليهودية
الإنسان الحقيقي عندهم هو اليهودي فقط, أمّا غير اليهودي فيقولون عنه: “خلق الناس باستثناء اليهودي من نطفة حصان, وخلق الله الأجنبي على هيئة إنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خُلقت الدنيا لأجلهم”[4].
لذا أسقطوا حرمة غير اليهودي, وأطلقوا عليه إسم “غوييم”.
قال تعالى:”لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ”[5].
سلوكيات اليهود في منطق القرآن الكريم
1- الإفساد في الأرض
قال تعالى:”وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ“[6].
في بروتوكولات حكماء بني صهيون: “يجب أن يكون شعارنا دائماً كلّ وسائل العنف والخديعة والرشوة. العنف هو الأساس، فلا تتردد لحظة في إعمال الرشوة والخديعة والخيانة في تحقيق أغراضنا”[7].
وفي البروتوكولات أيضاً: “لكي تبقى الجماهير في ضلال, لا تدري ما وراءها وما أمامها, ولا ما يُراد بها, فإنّنا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج, والمسليات, والألعاب الفكهة، وضروب أشكال الرياضة, واللهو, وما به الغذاء لملذاتها وشهواتها…والإكثار من القصور المزوّقة, والمباني المزركشة, ثم نجعل الصحف تدعو إلى مباريات فنية رياضية, ومن كل جنس, فتتوجّه أذهانها إلى هذه الأمور وتنصرف عمَّا هيأناه، فنمضي به إلى حيث نريد”[8].
وفي بروتوكولات حكماء بني صهيون أيضاً: “لا بُدَّ من تحطيم الأسرة غير اليهودية “, وفي البروتوكولات أيضاً:” علينا أن نسهِّل زيادة نقائص الشعب وفساد عاداته ورغباته, فيقع الشقاق بين الأحزاب, وتتفرق كافة قوى الخوارج المجتمعة ضدّنا، وتثبّط كلّ العزائم, وتتوفّر لنا أسباب الغلبة على ملايين الرجال ممن بثَّينا فيهم روح الشقاق”[9].
وفي البروتوكولات أيضاً:” إنَّ علم الاقتصاد هو الموضوع الرئيسي الذي يجب أن يتعلّمه اليهود… فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى الأفراد الذين ساءت سمعتهم، وانحطَّت أخلاقهم حتى تقف حجازيهم فاصلاً بينهم وبين الأمة, وكذلك سوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى الأفراد الذين عصوا أمرنا، وتعرّضوا للمحاكمة والسجن, والغرض من ذلك كلّه أنّهم سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير دفاعاً عن أنفسهم”[10]
يقول الكاردينال (مري دل فال) : “ثبت أن اليهودية كانت دائماً وراء صدور ونشر كل كتاب فاحش داعر أو مجلة عهر وعري تستفزنا صورهما، وتشمئزّ منهما نفوسنا”[11].
2- النفاق
قال الله تعالى: “وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ”[12].
“وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ“[13].
في التلمود: “مباح لليهودي أن يؤدي عشرين يميناً كاذباً يومياً, وتمحى ذنوب هذه الأيمان في اجتماعات الغفران التي يعقدها الحاخامات لشطب حساب الأيمان الكاذبة”[14].
وفي التلمود أيضاً: “مصرّح لليهودي أن يغشّ غير اليهودي، ويحلف له أيماناً كاذبة”[15].
3- نقض المواثيق
قال تعالى :” إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ“[16].
وقال تعالى : “فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَة(…”[17].
وقد خان اليهود العهد والميثاق الذي عقدوه مع رسول الله(ص)، وتعاونوا مع مشركي قريش والمنافقين في معركة الأحزاب[18].
قال مناحيم بيغن:” لن يكون سلام لشعب إسرائيل ولا لأرض إسرائيل حتى ولا للعرب ما دمنا لم نحرِّر وطننا بأجمعه بعد حتى، ولو وقّعنا معاهدة الصلح اليهودية”.
4- تحريف الحقائق
قال تعالى:” مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ“[19].
في برتوكول حكماء بني صهيون: “أمّا شباب الغوييم، فقد فتنَّاهم في عقولهم، ودوَّخنا رؤوسهم، وأفسدناهم بتربيتنا إياهم على المبادئ والنظريّات التي نعلم أنَّها فاسدة، مع أنّنا نحن الذين لقنَّاهم ما تربّوا عليه”[20].
وفي هذا البروتوكول أيضاً: حديث عن السيطرة على توجّه الصحف التي اعتبر أنّها ستكون “كصنم “فشنو” في الهند لها مئة ذراع وذراع، وكلّ عين من عيونها مفتوحة على ناحية من نواحي الرأي العام، فإذا ما اشتدَّ نبض صحفي ما، وظهرت حُمَّى من الحُمّات، فتلك الأيدي ترشد إلى ما نريد؛ لأنّ المريض الثائر النفس يفقد توازن الفكر ويميل إلى قبول نصيحة تعمل على تسكينه والتخفيف عنه وأولئك المجانين الذين يظنون أنّهم على حقّ في ترديد ما قالته جريدتهم الناطقة بلسان معسكرهم، يكون في الواقع يردّدون مقالتنا نحن من حيث أصل الفكرة أو ما يجري مجراها من أمثالها. ويكون عبثاً ظنّهم أنّهم يتعلّقون بما هو من بضاعتهم، بينما الراية التي يدافعون عنها، وتحتها يقفون هي رايتنا مرفوعة فوق رؤوسهم”[21].
وفيه أيضاً : “سوف نهدف دعائم التعليم الجامعي القائم الآن, ونعيد كتابة التاريخ؛ لنحذف منه كلّ إساءة موجّهة لتاريخنا”[22].
5- زعزعة المعتقدات
قال تعالى:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ”[23].
6- نهب الأموال
قال تعالى: “وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ“[24].
في التلمود : “اشترى الرابي صموئيل آنية ذهب من أجنبي كان يظنّها البائع نحاساً، ودفع ثمنها أربعة دراهم, ثم سرق درهماً منها, وفعل الرابي هذا ليؤكد لليهود في التلمود أنّ سرقة الأجنبي وغشّه مباحان” [25].
7- قتل الصلحاء
قال تعالى:”إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ“[26].
وقد حاول اليهود في المدينة المنوّرة اغتيال خاتم الأنبياء(ص), وكان ذلك سبباً لغزوة بني النضير.
8- المراوغة
قال تعالى: ” واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ “[27].
9- زرع الفتن
قال تعالى: ” كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ “[28].
في البروتوكول حديث عن نشر الشغب وأنّه “من أجل هذه الغاية، رحنا نشيد بمزية الاستشهاد في الصحف، ومن على المنابر العامة، بأساليب ضمنية. لا مباشرة مكشوفة، ولا سيَّما في الكتب المدرسية… فنتج عن عملنا هذا بهذه الوسائل أن ازداد عدد أحرار الغوييم، فانضووا إلينا، وهم آلاف، وانضموا إلى صفوف الحيوانات من ماشيتنا”[29].
10- خيانة الأمانة
قال تعالى :” وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا “[30].
صفات اليهود
1- قسوة القلوب
قال تعالى: “ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ“[31].
وفي سِفْر العدد يحكي قول النبيّ موسى(ع): “فالآن اقتلوا كلَّ ذكر من الأطفال, وكلّ امرأة عرضت رجلاً…”[32].
وعن فعل يوشع بن نون بعدما دخل أريحا: “وقتلوا كل ما في المدينة من رجل وامرأة, من طفل وشيخ, بحدِّ السيف”[33].
2- الحرص على الدنيا
قال تعالى :” وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ”[34].
السبب:
1- إنَّ النصّ التوراتي يرّكز الثواب والعقاب على الدنيا دون الآخرة فالطاعة تزيد الحنطة والزيت والخمر, والمعصية تجلب القحط والذلّة وقلّة الزيت والخمر.
2- أمَّا آيات الحشر في التوراة فهي قليلة وذات طابع شعاري، من قبيل: “الربّ يميت ويحي”[35]، ومن قبيل: “تحيا أمواتك يوم تقوم الجثث, استيقظوا ترنّموا يا سكان الأرض”[36].
ومن هنا أنكر الصدوقيون المعاد.
3- الخوف من الموت
قال تعالى :” قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ “[37].
4- عدم القناعة بالنّعم
قال تعالى :”وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ “[38].
“وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ “[39].
وفي التوراة: أنّ بني إسرائيل قالوا لموسى وهارون (ع): “ليتنا متنا في مصر؛ إذ كنا جالسين عند قدور اللحم، نأكل خبزاً للشبع, فإنَّكما أخرجتمانا إلى هذا الفقر كي تميتا كلّ هذا الجمهور”.
4- التباغض الداخلي
قال تعالى: “وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ “[40].
نصائح القرآن في التعامل مع اليهود
1- عدم اتخاذهم أولياء
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”[41].
واتخاذهم أولياء يشمل اتخاذهم قادة ونصرتهم وحبّهم.
2- أن يبقوا دائماً تحت السيطرة
قال تعالى: “وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا“[42].
اليهودية الصهيونية والدولة المزعومة
رغم أنَّ ما مرّ يمثّل نظرة وسلوك وصفات اليهود بشكل عام, فإنّ حركة متطرّفة على ذلك التطرّف ظهرت من اليهود باسم الصهيونية من اسم جبل صهيون المزعوم في فلسطين, واستطاعت أن تحتلّ هذا البلد الإسلامي، وتعلن دولة إسرائيل في الـ 1948, وتوسّع احتلالها في 1967.
وعن خلفية هذا السلوك كتب الإسرائليون على برلمانهم “الكنيست” :” أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات”. وهذا الشعار هو خلفية عَلَمِهم الرسمي الذي أصرّوا على لونيه الأزرقين تعبيراً عن النهرين.
وفي الإطار التطبيقي لخلفيّتهم هذه أعلن الحاخام العسكري لإسرائيل موشي جورن:” أنّ الحروب الثلاثة التي جرت بين إسرائيل والعرب خلال السنوات 1948-1956- 1967 هي في منزلة الحرب المقدّسة, فأوّلها لتحرير أرض إسرائيل, والثانية لاستمرار دولة إسرائيل, أمّا الثالثة فقد كانت لتحقيق نبوءات أنبياء إسرائيل “[43].
القرآن يتحدّث عن احتلال اليهود لفلسطين
قال تعالى: “وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا “[44].
وقال تعالى: “وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا“[45].
سبب هزيمة المسلمين
إنّ السبب الأساسي لهزيمة المسلمين هو:
الانحراف الداخلي في مجتمعهم عن تعاليم القرآن الذي حدّد:
1- مكامن القوة التي تستمدّ نصر الله.
2- اتجاه بوصلة العداء للأمة الإسلامية.
3- بيانات تفصيلية لأعداء الأمة الذين يتآمرون عليها.
الإمام الخميني (ره) في مواجهة الصهاينة
وأنعم الله على الأمة بقائد ملهم هو الإمام الخميني (قده) الذي عاش تلك التعاليم القرآنية, وأراد للأمة أن تسترجع مكامن القوّة, وأن توجّه بوصلة العداء نحو المحتلين الصهاينة, لعلّها تحقق الوعد القرآني: “فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا”[46].
وانطلاقاً من محورية القرآن الكريم في التوجه حتى في المصطلح، اختار الإمام الخميني (قده) عنواناً لبوصلة الأمة، وهو القدس، وتحديداً لعدوّ الأمة وهو إسرائيل. ولتعزيز ذلك أعلن الإمام الخميني (قده) آخر يوم جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس متحدّثاً عن هذا اليوم على أساس تلك القضية الكبرى فقال:
1- يوم القدس يوم وعي المسلمين وحركتهم لاستئصال جرثومة الفساد إسرائيل من الوجود.
2- يوم القدس يوم امتياز الحق عن الباطل.
3- يوم القدس يوم امتياز المنافقين عن المستكبرين.
4- يوم القدس يوم حياة الإسلام.
إنّ القدس في فكر الإمام الخميني (قده) هي العنوان لتصحيح المسار.
هي العنوان لعودة المسلمين إلى أصالتهم الإسلامية.
هي العنوان لخلع المسلمين لثياب مذلّتهم وارتداء لباس العزّة والكرامة.
وهي العنوان الذي أراده الله تعالى أن يكون ساحة الانتصار الإلهي بإمامة حفيد رسول الله(ص) الذي ورد أنّه (ص) قال فيه (ع): “يخرج رجل من أهل بيتي ويعمل بسُنَّتي، وينزل الله له البركة من السماء، وتخرج الأرض بركتها، وتملأ به الأرض عدلاً كما مُلئت الأرض ظلماً وجوراً… وينزل بيت المقدس”.
وفي القدس سيدرك العالم صدقيّة ذلك القائد الكبير، القرآنيّ في مبدئه، المستبصر في رؤيته الإمام السيد موسى الصدر حينما قال لزعيمٍ من فلسطين: “إنّ شرف القدس يأبى أن يتحرّر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء”.
[1] سورة المائدة, الآية 82.
[2]سورة المائدة,الآية 64.
[3]أنظر: حقيقة اليهود والمطامع الصهيونية, محمد نمر الخطيب, بيروت، دار الحياة، (لا،ت)، ص 16.
[4]اليهودية العالمية، ص10.
[5]سورة آل عمران، الآية75.
[6]سورة المائدة الآية 64.
[7]منعم، طانيوس, خطر اليهودية الصهيونية، ص 106.
[8]نويهض، عجاج، برتوكولات حكماء صهيون، (لا،ط)، دمشق، طلاس، 1989، المجلد الأول، ص241.
[9]اليهودية العالمية، ص 106.
[10]المصدر السابق, ص 106.
[11]المصدر السابق, ص 116.
[12]سورة البقرة, الآية 14.
[13]سورة البقرة, الآية 76.
[14]اليهودية، ص 13.
[15]الشلبي، احمد، مقارنة الأديان، اليهودية، ط3، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1973م، ص269.
[16]سورة الأنفال, الآية 55-56.
[17]سورة المائدة, الآية 13.
[18]اليهودية العالمية، ص 5.
[19]سورة النساء، الآية 46.
[20] نويهض، عجاج، برتوكولات حكماء بني صهيون، المجلد الأول، ص219.
[21] نويهض، عجاج، برتوكولات حكماء بني صهيون، المجلد الأول، ص236.
[22]اليهودية العالمية، ص 104.
[23]سورة آل عمران، الآية 100.
[24]سورة النساء، الآية 161.
[25]اليهودية العالمية، ص 14.
[26]سورة آل عمران، الآية 21.
[27]سورة الاعراف, الآية 163.
[28]سورة المائدة، الآية 64.
[29]نويهض، عجاج، برتوكولات حكماء بني صهيون، المجلد الأول، ص272.
[30]سورة آل عمران، الآية 75.
[31]سورة البقرة، الآية 74.
[32]الكتاب المقدس (العهد القديم)، (لا،ط)، دار الكتاب المقدس، 1980م، ص266.
[33]المرجع السابق, ص 171.
[34]سورة البقرة، الآية 96.
[35]فاضل، سيف الله احمد، نص إنجيل برنابا، ط2، كويت، دار القلم، 1983م، ص375..
[36]الكتاب المقدس (العهد القديم)، ص1021.
[37]سورة الجمعة، الآيات 6-7-8.
[38] سورة البقرة، الآية 57.
[39]سورة البقرة، الآية61.
[40]سورة المائدة، الآية 64.
[41]سورة المائدة، الآية 51.
[42]سورة آل عمران، الآية 75.
[43]اليهودية العالمية، ص 173.
[44]سورة الإسراء, الآيات 4-5-6.
[45]سورة الإسراء، الآية 14.
[46]سورة الإسراء، الآية 7.
الم