قَالَ الشَّعْبِيُ: كَانَ مُعَاوِيَةُ كَالْجَمَلِ الطَّبِ 1، قَالَ يَوْماً وَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَهُ: أَنَا ابْنُ بَطْحَاءِ مَكَّةَ، أَنَا ابْنُ بَحْرِهَا جُوداً، وَ أَكْرَمِهَا جُدُوداً، وَ أَنْضَرِهَا عُوداً.
فَقَالَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: “أَ فَعَلَيَّ تَفْتَخِرُ؟!
أَنَا ابْنُ أَعْرَاقِ الثَّرَى 2، أَنَا ابْنُ سَيِّدِ أَهْلِ الدُّنْيَا، أَنَا ابْنُ مَنْ رِضَاهُ رِضَا الرَّحْمَنِ، وَ سَخَطُهُ سَخَطُ الرَّحْمَنِ، هَلْ لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ مِنْ قَدِيمٍ تُبَاهِي بِهِ، أَوْ أَبٍ تُفَاخِرُنِي بِهِ، قُلْ لَا، أَوْ نَعَمْ، أَيَّ ذَلِكَ شِئْتَ، فَإِنْ قُلْتَ: نَعَمْ أُبِيتَ، وَ إِنْ قُلْتَ: لَا، عُرِفْتَ”.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَإِنِّي أَقُولُ: لَا تَصْدِيقاً لَكَ.
فَقَالَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُتَمَثِّلًا:
الْحَقُّ أَبْلَجُ مَا يَضِلُ سَبِيلُهُ *** وَ الْحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَوُو الْأَلْبَابِ” 3.
- 1. يعنى الحاذق بالضراب. و قيل الطّبّ من الابل: الذى لا يضع خفّه الاحيث يبصر، فاستعار أحد هذين المعنيين لافعاله و خلاله.
- 2. قال الطريحى: و في حديث أبى عبد اللّه عليه السّلام:«انا ابن أعراق الثّرى» أي: اصول الارض و أركانها من الائمة و الانبياء كابراهيم و اسماعيل عليهما السّلام. و محصله: أنا ابن خير اصول الارض.( مجمع البحرين: 5 / 213).
و قال العلّامة المجلسى( رحمه الله): رأيت في بعض الكتب أن عروق الثّرى ابراهيم عليه السّلام لكثرة ولده في البادية، و لعلّه عليه السّلام عرَّض بكون معاوية ولد زنا، ليس من ولد ابراهيم. - 3. نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: 75، لحسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلواني، المتوفى في القرن الخامس الهجري، الطبعة الأولى سنة: 1408 هجرية، مدرسة الامام المهدي قم/إيران.