صلاة الحبوة هي صلاة جعفر الطيار 1، تُعرف أيضاً بـ صلاة الحبوة، و الحَبْوة هي العَطِيّة، سُميت بذلك لأن الرسول صلى الله عليه و آله حباها لجعفر بن أبي طالب تقديراً و مكافأة له على جهاده المتواصل من أجل الإسلام لدى رجوعه من الحبشة ، و هي صلاة مفصلة و بكيفية خاصة و لها ثواب عظيم و فضل كبير ، و هي صلاة خاصة ذات أربع ركعات مشتملة على ثلاثمائة تسبيحة خاصة، كما و يمكن القول بأنها تشتمل على ألف و مئتين تسبيحة و تهليلة و تكبيرة و تحميده إذا جمعت كلها إلى بعض ، و لذلك تُعرف أيضاً بصلاة التسبيح.
رَوى أبو بصير عن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله لِجَعْفَرٍ: “يَا جَعْفَرُ، أَ لَا أَمْنَحُكَ، أَ لَا أُعْطِيكَ، أَ لَا أَحْبُوكَ”؟
فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ يُعْطِيهِ ذَهَباً أَوْ فِضَّةً، فَتَشَرَّفَ النَّاسُ 2 لِذَلِكَ.
فَقَالَ: “لَهُ إِنِّي أُعْطِيكَ شَيْئاً إِنْ أَنْتَ صَنَعْتَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَانَ خَيْراً لَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا، وَ إِنْ صَنَعْتَهُ بَيْنَ يَوْمَيْنِ غُفِرَ لَكَ مَا بَيْنَهُمَا، أَوْ كُلَّ جُمْعَةٍ، أَوْ كُلَّ شَهْرٍ، أَوْ كُلَّ سَنَةٍ غُفِرَ لَكَ مَا بَيْنَهُمَا.
تُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَبْتَدِئُ فَتَقْرَأُ وَ تَقُولُ إِذَا فَرَغْتَ (سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ) تَقُولُ ذَلِكَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ الْقِرَاءَةِ.
فَإِذَا رَكَعْتَ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَجَدْتَ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَقُلْ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَجَدْتَ الثَّانِيَةَ فَقُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ قُلْتَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ أَنْتَ قَاعِدٌ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَ سَبْعُونَ تَسْبِيحَةً فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، ثَلَاثُمِائَةِ تَسْبِيحَةٍ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، أَلْفٌ وَ مِائَتَا تَسْبِيحَةٍ وَ تَهْلِيلَةٍ وَ تَكْبِيرَةٍ وَ تَحْمِيدَةٍ، إِنْ شِئْتَ صَلَّيْتَهَا بِالنَّهَارِ وَ إِنْ شِئْتَ صَلَّيْتَهَا بِاللَّيْلِ” 3.
- 1. جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب مشهور بجعفر الطيار و ملقب بذي الجناحين ، و هو إبن عم النبي محمد صلى الله عليه و آله و أخو الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، كان يحظى بمنزلة رفيعة لدى رسول الله صلى الله عليه و آله و لجدارته فقد جعله الرسول رئيساً للمسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة.
استشهد في معركة مؤتة بعد أن قطعت يداه، دفن بأرض مؤتة حيث مزاره اليوم من المزارات المعروفة التي يتوافد المؤمنون لزيارته بمدينة المزار بالكرك في الأردن. - 2. أي تطلَّعَ الناس لرؤية ما سيعطيه النبي صلى الله عليه و آله.
- 3. الكافي: 3 / 465، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.