شجرة النبوة هي تسمية إعتبارية مميزة يراد بها المجموعة الايمانية المتميزة و النموذجية و هم النبي محمد صلى الله عليه و آله و عترته الطاهرة عليهم السلام الذين هم علي و فاطمة و الأئمة من ولدهما عليهم السلام و كذلك شيعتهم المتمسكين بولايتهم، و من الواضح أن لكل واحد من هذه المجموعة له دوره الخاص و منزلته الخاصة به.
شجرة النبوة في بيان الرسول صلى الله عليه و آله
جاء في مستدرك الصحيحين 1 بسنده عن مولى عبد الرحمن بن عوف قال: خذوا عني قبل أن تُشاب الأحاديث بالأباطيل، سمعت رسول الله(صلى الله عليه و آله) يقول: ” أنا الشجرة، و فاطمة فرعها، و علي لقاحها، و الحسن و الحسين ثمرتها، و شيعتنا ورقها، و أصل الشجرة في جنة عدن، و سائر ذلك في سائر الجنة ” 2.
شجرة النبوة في روايات اهل البيت عليهم السلام
قد تكرر ذكر شجرة النبوة في روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام و أدعيتهم، نذكر بعضاً منها فيما يلي:
قال الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: “نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَ مَحَطُّ الرِّسَالَةِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ، وَ مَعَادِنُ الْعِلْمِ، وَ يَنَابِيعُ الْحُكْمِ، نَاصِرُنَا وَ مُحِبُّنَا يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَ عَدُوُّنَا وَ مُبْغِضُنَا يَنْتَظِرُ السَّطْوَة” 3.
و رُوِيَ عن الامام الحسين بن علي عليه السلام أنَّهُ قال: “مَا نَدْرِي مَا تَنْقِمُ النَّاسُ مِنَّا 4، إِنَّا لَبَيْتُ الرَّحْمَةِ، وَ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ” 5.
و عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام: “مَا يَنْقِمُ النَّاسُ مِنَّا ! فَنَحْنُ وَ اللَّهِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَ بَيْتُ الرَّحْمَةِ، وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ” 6.
و في مستهل الصلوات الشعبانية التي كان الامام علي بن الحسين زين العابدبن السجاد عليه السلام يدعو بها في كل يوم من أيام شهر شعبان عند الزوال و في ليلة النصف من شعبان:
“اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ، وَ مَوْضِعِ الرِّسالَةِ، وَ مُخْتَلَفِ الْمَلائِكَةِ، وَ مَعْدِنِ الْعِلْمِ، وَ اهْلِ بَيْتِ الْوَحْيِ” 7.
وَ رُوِيَ عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنَّهُ قال: “مَا يَنْقِمُ النَّاسُ مِنَّا، نَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ، وَ مَوْضِعُ الْمَلَائِكَةِ، وَ مَهْبِطُ الْوَحْيِ” 8.
و عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ 9 عليه السلام: “يَا خَيْثَمَةُ، نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَ بَيْتُ الرَّحْمَةِ، وَ مَفَاتِيحُ الْحِكْمَةِ، وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ، وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ، وَ مَوْضِعُ سِرِّ اللَّهِ، وَ نَحْنُ وَدِيعَةُ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ، وَ نَحْنُ حَرَمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ، وَ نَحْنُ ذِمَّةُ اللَّهِ، وَ نَحْنُ عَهْدُ اللَّهِ، فَمَنْ وَفَى بِعَهْدِنَا فَقَدْ وَفَى بِعَهْدِ اللَّهِ، وَ مَنْ خَفَرَهَا 10فَقَدْ خَفَرَ ذِمَّةَ اللَّهِ وَ عَهْدَهُ” 11.
- 1. مستدرك الصحيحين : 3 / 160 .
- 2. فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1 / 207 ، للعلامة المُحقق السيد مرتضى الفيروز آبادي (رحمه الله)، طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، و أنظر أيضاً شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: 1 / 408 ، للحسكاني، طبعة طهران الأولى سنة: 1411 هجرية.
- 3. نهج لبلاغة: 162، طبعة صبحي الصالح.
- 4. أي ما يكرهون و يعيبون منا.
- 5. نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: 85، لحسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلواني، المتوفى في القرن الخامس الهجري، الطبعة الأولى سنة: 1408 هجرية، مدرسة الامام المهدي قم/إيران.
- 6. الكافي: 1 / 221 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
- 7. إقبال الأعمال (الإقبال بالأعمال الحسنة) : 3 / 299 ، للسيد رضي الدين بن طاووس ، المولود بالحلة / العراق في 15 / محرم / 589 هجرية ، و المتوفى ببغداد سنة : 664 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، طهران / إيران ، سنة: 1367 هجرية شمسية.
- 8. الخرائج و الجرائح : 2 / 892 ، لسعيد بن هبة الله قطب الدين الراوندي، المتوفى سنة: 573 هجرية، الطبعة الأولى سنة: 1409 هجرية، الطبعة الأولى ، مدرسة الامام المهدي، قم/إيران.
- 9. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 10. خَفَرَ به: أي نقض عهدَه وغدر به.
- 11. الكافي : 1 / 221 .