عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ الْجَارُودَ يُحَدِّثُ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي رِيَاحٍ يُقَالُ لَهُ سُحَيْمُ بْنُ أُثَيْلٍ نَافَرَ غَالِباً أَبَا الْفَرَزْدَقِ بِالْكُوفَةِ عَلَى أَنْ يَعْقِرَ1 هَذَا مِنْ إِبِلِهِ مِائَةً وَ هَذَا مِنْ إِبِلِهِ مِائَةً إِذَا وَرَدَتِ الْمَاءَ، فَلَمَّا وَرَدَتِ الْمَاءَ قَامُوا إِلَيْهَا بِالسُّيُوفِ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ عَرَاقِيبَهَا2، فَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى الْحَمِيرَاتِ وَ الْبِغَالِ يُرِيدُونَ اللَّحْمَ، قَالَ وَ عَلِيٌّ عليه السلام بِالْكُوفَةِ.
قَالَ: فَجَاءَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله إِلَيْنَا وَ هُوَ يُنَادِي: “أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِهَا فَإِنَّمَا أُهِلَّ بِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ”3.
- 1. عَقَرَ الحيوانَ: ذَبَحَهُ، و المعاقرة من عادات الجاهلية، و عَاقَرَ فلانًا: سابقَةُ في عَقْرِ الإِبل متظاهرَيْن بالجودِ والسَّخاءِ رياءً وسُمْعَةً، و هو حرام و مما اُهل لغير الله، قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ … ﴾ القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 173، الصفحة: 26.
- 2. العراقيب جمع عرقوب، و العُرْقُوبُ من الدَّابةِ: ما يكون في رجْلها بمنزلة الرُّكْبَةِ في يدها، وكلُّ ذي أَرْبع عُرْقوباهُ في رِجْلَيْهِ وركْبتاه في يَدَيه.
- 3. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 24 / 16 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم/إيران.