زحف الجيش نحو خيام الحسين عند المساء بعد العصر ــ يوم التاسع من المحرم ــ، و اقترب نحو خيم الحسين و الحسين جالس أمام خيمته، إذ خفق برأسه على ركبتيه …
فقال له العباس بن عليّ: يا أخي قد أتاك القوم فانهض.
فنهض ثم قال: يا عباس اركب ـ بنفسي أنت ـ يا أخي حتى تلقاهم و تقول لهم: ما لكم و ما بدا لكم؟ و ما تريدون؟
فأتاهم العباس في نحو عشرين فارساً، فقال لهم العباس: ما بدا لكم و ما تريدون؟
قالوا: قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم.
فرجع العباس إلى الحسين و أخبره بمقال القوم.
فقال الحسين: ارجع إليهم، فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غد و تدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا الليلة و ندعوه و نستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له و تلاوة كتابه.
فمضى العباس إلى القوم و سألهم ذلك، فأبوا أن يمهلوهم.
فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: ويلكم والله لو أنهم من الترك و الديلم و سألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف و هم آل محمد؟!
و بات الإمام الحسين عليه السلام و أصحابه و أهل بيته ليلة العاشر من المحرم، و لهم دويٌّ كدويّ النحل، ما بين قائم و قاعد و راكع و ساجد1.
- 1. مقتل الإمام الحسين عليه السَّلام للخطيب العلامة السيد محمد كاظم القزويني (رحمه الله).