التاريخ الإسلاميالتعليمالفكر و التاريخمقالات

شراء ابي بكر للموالي ونفقاته!!

نص الشبهة: 

ويقولون: إنه لما خرج أبو بكر (في هجرته إلى المدينة) احتمل معه ماله كله، وهو خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، فدخل أبو قحافة على أهل بيت ولده، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه. قالت أسماء: كلا يا أبت، إنه قد ترك لنا خيراً كثيراً. فأخذتُ أحجاراً فوضعتُها في كوة في البيت، الذي كان أبي يضع ماله فيه، ثم وضعت عليها ثوباً، ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبت ضع يدك على هذا المال. قالت: فوضع يده عليه. فقال: «لا بأس، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم»، ولا والله ما ترك لنا شيئاً، ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك (سيرة ابن هشام ج2 ص133 وكنز العمال ج22 ص209، والبداية والنهاية ج3 ص179، والأذكياء لابن الجوزي ص219، وحياة الصحابة ج2 ص173 و 174، ومجمع الزوائد ج6 ص59 عن الطبري، وأحمد ورجاله رجال الصحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع).

ويذكرون أيضاً: أن عامر بن فهيرة كان يعذب في الله، فاشتراه أبو بكر فأعتقه، فكان يروح عليهما ـ وهما في الغار ـ بمنحة غنم من غنم أبي بكر، فكان يرعاها؛ فيمر عليهما في المساء ليحلب لهما، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما إذا أمست بما يصلحهما من الطعام (تاريخ الخميس ج1 ص330 والسيرة الحلبية ج2 ص32 و 40 والتراتيب الإدارية ج2 ص87 وستأتي مصادر أخرى لذلك). وعن عائشة: أنفق أبو بكر على النبي «صلى الله عليه وآله» أربعين ألف درهم. وفي لفظ: دينار (تاريخ الخميس ج1 ص326 والسيرة الحلبية ج2 ص32 و 40 والتراتيب الإدارية ج2 ص87 وستأتي مصادر أخرى لذلك إن شاء الله).

ويروون أنه «صلى الله عليه وآله» قال: ما من أحد أمنّ عليَّ في صحبته، وذات يده من أبي بكر، وما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر، فبكى أبو بكر، وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟ (راجع: السيرة الحلبية ج2 ص32، وراجع لسان الميزان ج2 ص23 وغيره.). أو قال: ليس أحد أمنّ عليَّ في أهل ومال من أبي بكر. وفي رواية أخرى: إن أمنّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خلة الإسلام ومودته، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر (راجع: صحيح البخاري كما في إرشاد الساري ج6 ص214 و 215 مع اختلاف يسير والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص608 و 609 والمصادر الآتية قبل الحديث عن عامر بن فهيرة.).

وعن عائشة في حديث الغار: فجهزناهما أحث الجهاز، وصنعنا لهما سفرة في جراب ـ يقول الواقدي: كان في السفرة شاة مطبوخة ـ فقطعت أسماء بنت أبي بكر نطاقها قطعتين، فشدت فم الجراب بواحدة، وفم قربة الماء في الأخرى، فسميت: ذات النطاقين (راجع: السيرة الحلبية ج2 ص33 وتاريخ الخميس ج1 ص323 و 330 وستأتي مصادر أخرى إن شاء الله تعالى). وفي الترمذي: عنه «صلى الله عليه وآله»، أنه قال: إن أبا بكر زوجه ابنته، وحمله إلى دار الهجرة، وصحبه في الغار. وفي رواية: ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يداً، الله يكافئه بها يوم القيامة (راجع: في كل ما تقدم من أول العنوان إلى هنا: تاريخ الخميس ج1 ص330 ـ 323، والسيرة الحلبية ج2 ص32 و 33 و 0 4 و 39 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص609 والسيرة النبوية لابن هشام ج2، وصحيح البخاري باب الهجرة، وفتح الباري ج7 وصحيح مسلم، وصحيح الترمذي، والدر المنثور، والفصول المهمة لابن الصباغ، والسيرة النبوية لابن كثير ولسان الميزان ج2 ص23 والبداية والنهاية ج5 ص229 ومجمع الزوائد ج9 ص42 عن الطبراني والغدير، وغير ذلك كثير لا مجال لتتبعه).

الجواب: 

ونحن نقول: إن كل ذلك محل شك وريب، بل هو لا يصح إطلاقاً، وذلك لما يلي:

1 ـ عامر بن فهيرة

أما كون عامر بن فهيرة مولى لأبي بكر، فقد تقدم كلام ابن إسحاق، والواقدي، والإسكافي وغيرهم فيه، حيث قالوا: إن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي اشتراه وأعتقه، وليس أبا بكر.

2 ـ أبو قحافة الأعمى

وأما رواية: أن أسماء قد وضعت الأحجار في المكان الذي كان أبوها يضع فيه ماله، ليتلمسها أبو قحافة الأعمى ليطمئن ويسكن فيكذبها:
أ ـ قال الفاكهي بن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال عبد الله: لما خرج النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الغار، ذهبت أستخرج وأنظر هل أحد يخبرني عنه، فأتيت دار أبي بكر، فوجدت أبا قحافة، فخرج عليَّ ومعه هراوة، فلما رآني اشتد نحوي، وهو يقول: هذا من الصباة الذين أفسدوا علي ابني 1.
فهذه الرواية توضح أن أبا قحافة لم يكن حينئذٍ قد عمي بعد، وسندها معتبر عندهم.
ب: لم نفهم لماذا لم يترك أبو بكر لأهل بيته شيئاً؟ وما هذا الجفاء منه لهم؟!
ومن أين علم أبو قحافة الضرير بأنه قد حمل ماله معه حتى قال لهم: إنه قد فجعهم بنفسه وماله؟!
ج: ولماذا هذا الدور لأسماء؟
ألم تكن زوجة للزبير حينئذٍ، وألم تهاجر معه إلى المدينة قبل ذلك، حيث لم يبق من أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله»، في مكة سوى علي وأبي بكر، ومن يفتن ويعذب؟!
وأين كانت زوجات أبي بكر عن ذلك كله؟!

3 ـ مع أدوار لأسماء أيضاً وغيرها

وأما بالنسبة لما زعموه من أن أسماء كانت إذا أمست تذهب بالطعام إليهما إلى الغار، وأنها هي التي هيأت الزاد لهما حين سفرهما إلى المدينة، وأنها هي التى أرسلت إليه الراحلتين، وأن تسميتها بذات النطاقين قد كان في هذه المناسبة..
فيرد عليه:
أولاً: إنهم يقولون في مقابل ذلك: إنه بعد غياب النبي «صلى الله عليه وآله» وأبي بكر مضت ثلاث ليال ولا يدرون أين توجه الرسول «صلى الله عليه وآله»، حتى علموا ذلك من هاتف الجن في أبيات أنشدها.
والقول: إن المراد: بعد ثلاثة أيام من خروجه من الغار، إذ قد صرحوا بأنهم علموا بخروجه إلى المدينة في اليوم الثاني من خروجه من الغار 2 هكذا ذكر الحلبي الشافعي والعهدة في ذلك عليه.
ويقول مغلطاي: «ولم يعلم بخروجه عليه الصلاة والسلام إلا علي وأبي (كذا) بكر رضي الله عنه ؛ فدخلا غاراً بثور الخ..» 3.
ثانياً: لقد ورد: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» هو الذي كان يأتي النبي «صلى الله عليه وآله» بالطعام والشراب إلى الغار 4.
بل لقد ورد: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أرسل إلى علي ليرسل إليه بزاد وراحلة ففعل، وأرسل ذلك إليه.
وأرسل أبو بكر لابنته، فأرسلت إليه بزاد وراحلتين، أي له ولعامر بن فهيرة كما في الرواية، ولعلها هي التي اشتراها منه علي أيضاً 5.
وقد احتج «عليه السلام» بذلك يوم الشورى، فقال: نشدتكم بالله، هل فيكم أحد كان يبعث إلى رسول الله الطعام وهو في الغار، ويخبره الأخبار غيري؟
قالوا: لا 6.
وبهذا يعلم أيضاً عدم صحة ما قيل من أن عبد الله بن أبي بكر كان هو الذي يأتيهما بالأخبار من مكة إلى الغار 7، وعدم صحة ما قيل عن وجود غنم لأبي بكر، كان يأتي بها عامر بن فهيرة إلى الغار ؛ فيشرب النبي «صلى الله عليه وآله» وأبو بكر من لبنها.
ثالثاً: وأما حديث النطاق والنطاقين، فبالإضافة إلى تناقض رواياته 8 نجد: أن المقدسي بعد أن ذكر القول الأول قال: «ويقال: لما نزلت آية الخمار ضربت يدها إلى نطاقها، فشقته نصفين، واختمرت بنصفه» 9.
ويقولون أيضاً: إنها قالت للحجاج: «كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله «صلى الله عليه وآله» من النحل، ونطاق لا بد للنساء منه» 10.

4 ـ حديث سد الأبواب، وخلة أبي بكر

وأما حديث باب وخلة أبي بكر، وهو قوله «صلى الله عليه وآله»: لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، فلا نريد التوسع في الكلام عليه بل نكتفي بما ذكره المعتزلي هنا، فإنه قال:
«إن البكرية قد وضعت لصاحبها أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث، نحو: لو كنت متخذاً خليلاً، فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء، ونحو سد الأبواب، فإنه لعليٍّ «عليه السلام»، فقلبته البكرية إلى أبي بكر الخ..» 11.
ومع ذلك فيعارض هذا الحديث ما رووه من أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد اتخذ أبا بكر خليلاً بالفعل 12.
فأيهما نصدق يا ترى؟!.
هذا، وسوف نتكلم عن حديث سد الأبواب في هذا الكتاب في فصل قضايا وأحداث في المجال العام، وعن حديث الخلة حين الكلام على حديث المؤاخاة الآتي إن شاء الله تعالى فإلى هناك.

5 ـ ثروة أبي بكر

وأما عن ثروة أبي بكر، وأنه قد أنفق أربعين ألف درهم، أو دينار على النبي «صلى الله عليه وآله» وغير ذلك مما يذكرونه، فنقول:
إننا بالإضافة إلى ما قدمناه من عدم صحة ما جرى بين أسماء وأبي قحافة حين الهجرة وغير ذلك من أمور أشرنا إليها آنفاً نسجل هنا ما يلي:
أولاً: إن حديث: إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، وأنه لم يكافئه على اليد التي له عليه، والله هو الذي يكافئه عليها، لا يصح، وذلك بملاحظة ما يلي:
أ ـ بماذا كافأ النبي «صلى الله عليه وآله» أبا طالب وخديجة على تضحياتهما، ونفقاتهما، وما قدماه في سبيل الدين والإسلام، وعلى مواساتهما بالنفس والمال والولد؟!
ألم يكن ما أنفقاه وقدماه للإسلام أعظم مما قدمه وأنفقه أي إنسان آخر في سبيل الإسلام؟..
ثم كانت خدمات علي «عليه السلام» الجلى لهذا الدين، والتي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد معاند.
ب ـ وحديث المنة على الرسول عجيب، فإنه لم يكن في مكة بحاجة إلى أحد ؛ إذ قد كانت عنده أموال خديجة، وحتى أموال أبي طالب 13 وكان ينفق منها على المسلمين إلى حين الهجرة، وكان ينفق على علي «عليه السلام» في بدء أمره، تخفيفاً على أبي طالب كما يدعون.
وقد عير عمر أسماء بنت عميس: بأن له هجرة ولا هجرة لها، فقالت له: «كنتم مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم»، ثم اشتكته إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأخبرها: «أن للمهاجرين إلى الحبشة هجرتين ولأولئك هجرة واحدة» 14.
ج ـ ويكفي أن نذكر هنا أنه «صلى الله عليه وآله» لم يقبل منه البعير أو البعيرين حين هجرته إلا بالثمن، الذي نقده إياه فوراً وهو «صلى الله عليه وآله» في أحرج الأوقات.
وإذا صح حديث رد رسول الله «صلى الله عليه وآله» هبة أبي بكر هذه وهو مما استفاض نقله، فإنه يأتي على كل ما يروونه في إنفاق المال من قبل أبي بكر على النبي «صلى الله عليه وآله».
د ـ هذا كله عدا عن أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يجهز في مكة جيشاً، ولا أسعر حرباً ؛ ليحتاج إلى النفقة الواسعة في تجهيز الجيوش، وإعداد الكراع 15والسلاح.
كما أنه لم يكن يتفكه ويتنعم بإنفاق الأموال.
وأما بعد الهجرة إلى المدينة، فإن أبا بكر قد ضن بماله، الذي كان خمسة أو ستة آلاف درهم ـ كما يقولون ـ عن كل أحد، حتى عن ابنته أسماء التي كانت في أقسى حالات الفقر والجهد، حينما قدمت المدينة، حتى لقد كانت تخدم البيت، وتسوس الفرس وتدق النوى لناضحه، وتعلفه، وتستقي الماء، وتنقل النوى على رأسها من بعد ثلثي فرسخ، حتى أرسل إليها أبوها خادماً كفتها سياسة الفرس، كما ادَّعت 16.
كما أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد مر في سنوات ضيق شديدة وصعبة، ولا سيما قبل خيبر، حتى لقد كان ربما يبقى اليومين أو الثلاثة بلا طعام، حتى يشد على بطنه الحجر 17 وكان الأنصار يتعاهدونه بجفان الطعام، فأين كانت عنه أموال أبي بكر وآلاف دراهمه، التي بقيت إلى تبوك، حيث يدَّعون: أنه جاء بجميع ماله، وهو أربعة آلاف درهم حينئذٍ؟! 18.
هذا كله: لو كان مرادهم المنة على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالإنفاق عليه.
ثانياً: إن كان المراد المن على الرسول «صلى الله عليه وآله» بالإنفاق في سبيل الله سبحانه، فهو أيضاً لا يصح، إذ لم نجد في التاريخ ما يدل على ذلك.
بل لقد وجدنا ما يدل على خلافه، فإن أبا بكر قد ضن بماله إلى حد أنه لم يتصدق ولو بدرهمين في قصة النجوى، ولم يفعل ذلك سوى أمير المؤمنين «عليه السلام»، حتى أنزل الله تعالى قرآناً يؤنب فيه الصحابة ويلومهم على ذلك ثم تاب عليهم، قال تعالى: ﴿ أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ … ﴾ 19الآية» 20.
ولو أن أبا بكر تصدق بدرهمين لم يكن ممن توجه إليهم هذا العتاب منه تعالى.
ثالثاً: والأهم من ذلك: أنه لا معنى لأن يكون الإنفاق لوجه الله، ثم يمن المنفق على الرسول «صلى الله عليه وآله»، كما أخبر «صلى الله عليه وآله» عنه كما تزعم الرواية، بل المنة لله ولرسوله عليه في ذلك.
وقد نهى الله عن المن، فقال: ﴿ … لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ … ﴾ 21، وقال: ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ 22.
ولذلك فإننا لا يمكننا أن نقبل: أن النبي «صلى الله عليه وآله» يمدح هذا المنَّان عليه (أي على المن) ويقرضه لأجله ولا سيما وهو أمنّ الناس عليه في صحبته وماله.

إشارة عامة

ولذلك فإن بالإمكان الاستنتاج من ذلك: أن الظاهر: هو أن النبي «صلى الله عليه وآله» بعد أن لم يستطع إقناع أبي بكر بالكف عن المن عليه بأنه قد ترك أمواله وداره في مكة، وأنه رافقه إلى الغار، وتحمل الأخطار، وحزن وجزع خوفاً من الأعداء، بعد أن لم يستطع إقناعه بذلك اضطر «صلى الله عليه وآله» إلى أن يخبر الناس بحالة أبي بكر هذه، علَّه يكف عن بعض ما كان يفعل، وذلك كأسلوب اضطراري أخير من أساليب التربية والتوجيه، لا سيما وأن ما يمن به عليه لم يكن أبو بكر متفرداً به ؛ فإن الكل كان قد هاجر وترك ماله، وأرضه ووطنه، والكل قد تحمل الأخطار والمتاعب، وكثير منهم تعرض إلى أقسى أنواع التعذيب والتنكيل.
وعن مقامه معه في الغار، فإن الخطر على أمير المؤمنين كان أعظم من الخطر على أبي بكر ؛ فلماذا إذن هذا المن منه، حتى عده النبي «صلى الله عليه وآله» أمنّ الناس عليه؟!.
رابعاً: وإذا كان أبو بكر ـ كما يقول الطوسي والمفيد ـ في أول أمره معلماً للأولاد، ثم صار خياطاً، ولم يكن قسمه إلا كواحد من المسلمين، ولذا احتاج إلى مواساة الأنصار له.
وكان أبوه صياداً، ثم صار ينش الذباب، وينادي على مائدة ابن جدعان بشبع بطنه، وستر عورته 23.
فإن من الطبيعي أن لا تكون لأبي بكر ثروة من هذا القبيل لا خمسة آلاف، ولا ستة آلاف، فضلاً عن أربعين ألف درهم أو دينار ؛ لأن مثل هذه الثروات إنما تجتمع لدى الإنسان من التجارة، أو الزراعة، لا من قبيل صناعات أبي بكر ؛ فكيف يقولون إذاً: إنه كان سيداً من سادات قريش، ومن ذوي المال والثروة والجاه فيها؟!
ولماذا يترك أباه عند ابن جدعان، وهو بهذه الحالة فضلاً عن ابنته أسماء؟!.
وإذا كانت ثروة أبي بكر في تلك الفترة في أربعة آلاف بل أكثر، كما تقدم حين الكلام حول عتق بلال ؛ فإنه لا بد أن يكون أثرى رجل في مكة في تلك الفترة، إذ قد ورد أنه بعد أن انتشر الإسلام، وفتحت البلاد جاء أنس بن مالك بمال إلى عمر بعد موت أبي بكر، فبايع عمر، ثم أخبره بأنه قد جاء بأربعة آلاف وأعطاه إياها، قال أنس: «فكنت أكثر أهل المدينة مالاً» 24.
خامساً: إن أمير المؤمنين «عليه السلام» حينما تصدق بمال قليل جداً ـ كما في إطعامه المسكين، واليتيم، والأسير ـ قد نزلت فيه آية قرآنية وهي قوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ … ﴾ 25الآية 26.
وحينما تصدق بخاتمه نزل فيه قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 2728.
وحينما تصدق بدرهم سراً وآخر جهراً، وثالث ليلاً، ورابع نهاراً، نزل فيه قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ 2930.
كما أنه لم يعمل بآية النجوى سوى علي «عليه السلام» 31.
وأبو بكر ينفق ماله كله، أربعين ألف درهم أو دينار وتكون له يد عند النبي «صلى الله عليه وآله»، الله يكافئه عليها، وما نفع النبي «صلى الله عليه وآله» مال كما نفعه مال أبي بكر، ثم لا يذكر الله من ذلك شيئاً، ولا يحدثنا التاريخ ولا الحديث عن مورد واحد من ذلك بالتحديد ؛ بحيث يمكن إثباته؟
أم أن المحدثين والمؤرخين وهم في الأكثر شيعة لأبي بكر، قد تجاهلوا عمداً فضائل أبي بكر، التي تصب في هذا الاتجاه؟
ولماذا إذن لم يتجاهلوا ما لعلي «عليه السلام» في ذلك أيضاً؟!.
أم أن أبا بكر قد ظُلِم وتجنى عليه الحكام والملوك، وأتباعهم، والمزيفون من العلماء، كما تجنوا على أمير المؤمنين علي «عليه السلام»؟! فمنعوا الناس من ذكر فضائله وروايتها.
وغاية ما ذكروه لأبي بكر هنا عتقه الرقاب من الضعفاء والمعذبين في مكة، ولكن قد تقدم أن إثبات ذلك غير ممكن، وقد أنكره الإسكافي المعتزلي عليه، وقال: إن ثمنها في ذلك العصر لا يبلغ مئة درهم، لو فرض صحة الرواية.
أم أن عدالة الله تعالى قد اقتضت ذكر نفقات أمير المؤمنين علي «عليه السلام» ـ على قلتها ـ في القرآن، وعلى لسان النبي «صلى الله عليه وآله»، وإهمال نفقات أبي بكر، التي تبلغ الآلاف الكثيرة؟!
وهل هذا عدل؟! تعالى الله الملك الحق العدل المبين، الذي لا تظلم عنده نفس بمثقال ذرة فما فوقها.
أم يصح أن يقال: إن نفقات أبي بكر لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، وإنما جرت على وفق سجيته وطبعه في الكرم والجود؟! وكان ذلك هو سر إهمال الله لها؟ فلماذا لا يمدح الله هذه السجية؟
وإذا كان لا فضل فيها ؛ فلماذا يقول الرسول: إن الله سوف يكافئه عليها؟! ولماذا؟ ولماذا؟! إلى آخر ما هنالك من الأسئلة التي لن تجد لها جواباً مقنعاً ومفيداً ومقبولاً.
وبعدما تقدم: فإن الحديث عن ثروة أبي بكر منقول ـ كما يقول الشيخ المفيد ـ عن خصوص ابنة أبي بكر عائشة، وفي طريقه من هم من أمثال الشعبي المعروفين بالعصبية، والتقرب إلى بني أمية بالكذب، والتخرص، والبهتان 32.

اللصوص المهرة

وبعد، فإن مما يضحك الثكلى ما ذكره البعض، من أن اللصوص أخذوا لأبي بكر أربع مئة بعير، وأربعين عبداً، فدخل عليه النبي «صلى الله عليه وآله» فرآه حزيناً، فسأله، فأخبره، فقال: ظننت أنه فاتتك تكبيرة الإحرام الخ.. 33.
ولست أدري كيف استطاع اللصوص إخفاء هذه الكمية الهائلة من العبيد والجمال؟! وأين ذهبوا بها؟ وكيف لم يهرب واحد من العبيد ليخبر أبا بكر بالأمر.
وكيف لم يستيقظ أحد من أهل مكة والمدينة على أصوات حركة أكبر قافلة عرفها تاريخ ذلك الزمان؟!
ولا أدري أيضاً.. من أين حصل أبو بكر على هذه الثروة الهائلة؟ وكيف لم يشتهر في جميع الأقطار والآفاق على أنه أكبر متمول في الجزيرة العربية؟ ولا ندري أخيراً هل استطاع أبو بكر استرداد ما سرق منه أم لا؟!.

كلمة أخيرة حول ما يقال عن ثروة أبي بكر

ونعتقد: أن ما يقال عن ثروة لأبي بكر، أنه أنفقها على النبي «صلى الله عليه وآله» قد كان نتيجة ردة الفعل العنيفة من قبل أنصار الخليفة الأول، حينما رأوا أنه «صلى الله عليه وآله» يأبى أخذ الراحلة منه إلا بالثمن 34 ويرون في مقابل ذلك الآيات النازلة في علي «عليه السلام»، ونفقاته وتضحياته ليلة المبيت وغيرها.
فكان لا بد أن يتحركوا لإثبات فضائل لأبي بكر، وتضحيات له جسام.
ثم يوجهون قضية الراحلة بأنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن تكون هجرته لله تعالى: بنفسه وماله 35.
ولكنهم يعودون فينسون هذا التوجيه حينما يذكرون الأمور التي تقدمت الإشارة إليها مثل جراب الزاد والشاة المطبوخة، ومنحة الغنم حين الهجرة وغير ذلك، ويغفلون عن التناقض الظاهر بين كونه أراد الهجرة بنفسه وماله وبين إنفاقاته الكبيرة من مال أبي بكر وزاده ومنحته و.. و.. الخ..
ولا بأس بالتناقض في أقوال النبي «صلى الله عليه وآله» وأفعاله، ما دام أنه لم تنقض فضيلة لأبي بكر، ولم يحرم منها!!.

التزوير، والتحوير

ولكن الصحيح هو: أن ما قاله «صلى الله عليه وآله» إنما كان بالنسبة لأموال خديجة: «ما نفعني مال قط مثلما نفعني مال خديجة» ـ كما تقدم ـ وقد حور لصالح أبي بكر، وصيغ بصيغ مختلفة.
والعبارات التي تصب في مجرى واحد، وتشير إلى هدف فارد، وهو إثبات فضيلة لأبي بكر وأبي بكر فقط كثيرة شأنها شأن كثير من الأحاديث التي أشار إليها المعتزلي في شرحه للنهج، وذكر أنها من وضع البكرية في مقابل فضائل أمير المؤمنين «عليه السلام»، وكما يظهر لكل أحد بالتتبع والمقارنة36.

  • 1. الإصابة ج2 ص460 و 461 وهذه الرواية تدل على أن أبا قحافة يرى أن ابنه أبا بكر قد صار من الصباة وأنه قد أسلم بعد جماعة عبد الله منهم، وهذا ينافي ما تقدم من أنه كان أول من أسلم.
  • 2. السيرة الحلبية ج2 ص51.
  • 3. سيرة مغلطاي ص32.
  • 4. تاريخ دمشق، ترجمة الإمام علي بتحقيق المحمودي ج1 ص138، وإعلام الورى ص190، والبحار ج19 ص84 عنه وتيسير المطالب في أمالي الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» ص75.
  • 5. إعلام الورى ص63، والبحار ج19 ص70 و 75 عنه وعن الخرائج وعن قصص الأنبياء.
  • 6. الإحتجاج للطبرسي ج1 ص204.
  • 7. السيرة الحلبية ج2 ص39، وسيرة ابن هشام، وكنز العمال ج22 ص210 عن البغوي وابن كثير.
  • 8. راجع لبعض موارد التناقض لا كلها: الإصابة ج4 ص230، والإستيعاب بهامشها ج4 ص233.
  • 9. البدء والتاربخ ج5 ص78.
  • 10. الإصابة ج4 ص230، والإستيعاب هامش الإصابة ج4 ص233.
  • 11. شرح النهج للمعتزلي ج11 ص49، وراجع الغدير ج5 ص311.
  • 12. الرياض النضرة ج1 ص126، وإرشاد الساري ج6 ص86 عن الحافظ السكري والغديرج 8 ص34 عنهما وعن كنز العمال ج6 ص138 و 140 عن الطبراني وأبي نعيم.
  • 13. قد تقدم في أول البحث: أن أبا طالب كان ينفق في الشعب على الهاشميين من أمواله. وأما أموال خديجة، فأمرها أشهر وأعرف. وقد تقدم كلام ابن أبي رافع حولها.
  • 14. راجع: الأوائل ج1 ص314، والبداية والنهاية ج4 ص205 عن البخاري، وصحيح البخاري ج3 ص35 ط سنة 1309 ه‍. وصحيح مسلم ج7 ص172، وكنز العمال ج22 ص206، عن أبي نعيم والطيالسي، وليراجع فتح الباري ج7 ص372، ومسند أحمد ج4 ص395 و 412. وحياة الصحابة ج1 ص361.
  • 15. الكراع: اسم يطلق على الخيل والبغال والحمير.
  • 16. راجع: حديث الإفك ص152 وراجع: عنوان «لا مال لأبي بكر لينفق على أحد» في الجزء الثالث عشر وفي الجزء الثاني عشر الطبعة الرابعة.
  • 17. وقد وصفت عائشة حالته هو وأهل بيته بما يقرح القلوب، فراجع: طبقات ابن سعد ج 1 قسم 2 ص120 وليراجع من ص112 حتى ص120.
  • 18. حياة الصحابة ج1 ص429 عن ابن عساكر ج1 ص110.
  • 19. القران الكريم: سورة المجادلة (58)، الآية: 13، الصفحة: 544.
  • 20. وراجع دلائل الصدق ج2 ص120، والأوائل ج1 ص297، وهامش تلخيص الشافي ج3 ص235 و 37، عن العديد من المصادر.
  • 21. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 264، الصفحة: 44.
  • 22. القران الكريم: سورة المدثر (74)، الآية: 6، الصفحة: 575.
  • 23. تلخيص الشافي ج3 ص238، ودلائل الصدق ج2 ص130، والإفصاح ص135 وراجع الغدير ج8 ص51. ويشك المحقق السيد مهدي الروحاني في كون أبي بكر كان معلماً، على اعتبار أن جمع الأطفال في المكتب وتعليمهم أمر مستحدث، ولم يكن معهوداً في مكة في الجاهلية ويتساءل عن تلامذة أبي بكر من هم، ولماذا لم يوجد في مكة سوى عدد ضئيل ممن كان يعرف القراءة والكتابة كما مر في أول الكتاب. بل لقد ذكر جرجي زيدان في كتابه تاريخ التمدن: أنه لم يكن في مكة حين بعث النبي «صلى الله عليه وآله» سوى سبعة أشخاص يعرفون الكتابة.
  • 24. كنز العمال ج5 ص405 عن ابن سعد، وحياة الصحابة ج2 ص235.
  • 25. القران الكريم: سورة الانسان (76)، الآية: 8 و 9، الصفحة: 579.
  • 26. والحديث موجود في المصادر التالية: المناقب للخوارزمي ص189 ـ 195، والرياض النضرة ج3 ص208 و 209 والتفسير الكبير ج30 ص234 و 244 عن الواحدي، والزمخشري، وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج29 ص112 و 113 والكشاف ج4 ص670 ونوادر الأصول ص64 و 65 والجامع لأحكام القرآن ج19 ص131 عن النقاش، والثعلبي، والقشيري، وغير واحد من المفسرين، واللآلي المصنوعة ج1 ص372 ـ 374 ومدارك التنزيل للنسفي (مطبوع بهامش تفسير الخازن) ج4 ص339 وكشف الغمة ج1 ص169 وتفسير نور الثقلين ج5 ص469 ـ 477 عن أمالي الصدوق، والقمي، والطبرسي، وابن شهر آشوب وتأويل الآيات الظاهرة ج2 ص749 ـ 752 وتفسير فرات ص521 ـ 528 وذخائر العقبى ص89 وتفسير القمي ج2 ص398 و 399 والبرهان (تفسير) ج4 ص412 ووسائل الشيعة ج16 ص190، وفرائد السمطين ج2 ص54 ـ 56 ومجمع البيان ج10 ص404 و 405 والمناقب لابن المغازلي ص273 والإصابة ج4 ص378 وينابيع المودة ص93 و 94 وروضة الواعظين ص160 ـ 163 ونزهة المجالس ج1 ص213 وربيع الأبرار ج2 ص147 و 248 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص21، وأسد الغابة ج5 ص530 و 531 والبحار ج35 ص237 حتى 254 وإحقاق الحق ج9 ص110 ـ 123 وج 3 ص157 ـ 170 عن مصادر كثيرة.
  • 27. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 55، الصفحة: 117.
  • 28. والحديث موجود في المصادر التالية: الكشاف ج1 ص649 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص93 عن الطبراني، وابن جرير، وأسباب النزول ص113 ونفسير المنار ج6 ص442، وقال: رووا من عدة طرق وتفسير نور الثقلين ج1 ص533 ـ 337 عن الكافي، والإحتجاج، والخصال، والقمي، وأمالي الصدوق، وجامع البيان ج6 ص186، وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج6 ص167 والتفسير الكبير ج12 ص26 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص71 والدر المنثور ج2 ص293 و 294 عن أبي الشيخ وابن مردويه، والطبراني، وابن أبي حاتم، وابن عساكر، وابن جرير، وأبي نعيم، وغيرهم، وفتح القدير ج2 ص53 عن الخطيب في المتفق والمفترق، وراجع مـا عن: عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وغيرهم ممن تقدم ذكره. ولباب التأويل للخازن ج1 ص475 والجامع لأحكام القرآن ج6 ص221 والكافي ج1 ص228 وشواهد التنزيل ج1 ص173 ـ 184 والخصال ج2 ص580 وكفاية الطالب ص229 وكنز العمال ج15 ص146 والفصول المهمة لابن الصباغ ص108 ومجمع الزوائد ج7 ص17 ومعرفة علوم الحديث ص102 وتذكرة الخواص ص15 والمناقب للخوارزمي ص186 و187 ونظم درر السمطين ص86 و87 والرياض النضرة ج3 ص208 وذخائر العقبى ص102 عن الواقدي، وأبي الفرج ابن الجوزي، والبداية والنهاية ج7 ص358 ونور الأبصار ص77 وفرائد السمطين ج1 ص188 وتأويل الآيات الظاهرة ج1 ص151 ـ 154 والبحار ج35 ص183 ـ 203 عن مصادر كثيرة وربيع الأبرار ج2 ص148 والمناقب لابن المغازلي ص312 و 313 وروضة الواعظين ص92 والعمدة لابن بطريق ص119 ـ 125 وإثبات الهداة ج2 ص47 والمناقب لابن شهر آشوب ج3 ص2 ـ 10 وكشف الغمة ج1 ص166 و 167 والأمالي للصدوق ص109 و 110، ووسائل الشيعة ج6 ص334 و 335 وسعد السعود ص96 والبرهان (تفسير) ج1 ص480 ـ 485 ومجمع البيان ج3 ص310 ـ 312 وإحقاق الحق ج20 ص3 ـ 22 وراجع ج3 ص502 ـ 511 وج 2 ص399 ـ 408 عن مصادر كثيرة.
  • 29. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 274، الصفحة: 46.
  • 30. والحديث موجود في المصادر التالية: الكشاف ج1 ص319 وتفسير المنار ج3 ص92 عن عبد الرزاق، وابن جرير، وغيرهما والتفسير الكبير ج7 ص83 والجامع لأحكام القرآن ج3 ص347 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص326 عن ابن جرير، وابن مردويه وابن أبي حاتم وفتح القدير ج1 ص294 عن عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والطبراني، وابن عساكر وغيرهم والدر المنثور ج1 ص363 ولباب النقول ص50 ط دار إحياء العلوم، وأسباب النزول ص50 وتفسير نور الثقلين ج1 ص341 عن العياشي والفصول المهمة لابن الصباغ ص107 ونظم درر السمطين ص90 وذخائر العقبى ص88 والبرهان (تفسير) ج4 ص412 والمناقب لابن المغازلي ص280 وينابيع المودة ص92، وروضة الواعظين ص383 و 105 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص21.
  • 31. راجع المصادر التالية: المناقب للخوارزمي ص196 والرياض النضرة ج3 ص180 والصواعق المحرقة ص129 عن الواقدي، ونظم درر السمطين ص90 و 91 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص327 و 326 وجامع البيان ج28 ص14 و 15 وغرائب القرآن مطبوع بهامش جامع البيان ج28 ص24 و 25 وكفاية الطالب ص136 و 137 وأحكام القرآن للجصاص ج3 ص428 ومستدرك الحاكم ج2 ص482 وتلخيص المستدرك للذهبي (مطبوع بهامش المستدرك) ج2 ص482 وتفسير نور الثقلين ج5 ص264 و 265 وتأويل الآيات الظاهرة ج2 ص673 ـ 675 ولباب التأويل ج4 ص224 ومدارك التنزيل (مطبوع بهامش لباب التأويل) ج4 ص224 وأسباب النزول ص235 وشواهد التنزيل ج2 ص231 ـ 240 والدر المنثور ج6 ص185 عن ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم، وعبد الرزاق، والحاكم وصححه، وسعيد بن منصور، وابن راهويه، وفتح القدير ج5 ص191 والتفسير الكبير ج29 ص271 والجامع لأحكام القرآن ج17 ص302 والكشاف ج4 ص494 وكشف الغمة ج1 ص168 وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج3 ص129 و 140 وج14 ص200 و 217 وج20 ص181 و 192 عن بعض من تقدم، وعن مصادر كثيرة أخرى، وإعلام الورى ص188.
  • 32. الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين علي «عليه السلام» ص131 ـ 133.
  • 33. نزهة المجالس ج1 ص116.
  • 34. صحيح البخاري ط مشكول ج5 ص75 وتاريخ الطبري ج2 ص104، وسيرة ابن هشام ج2 ص131 وطبقات ابن سعدج1 قسم1 ص153 والبداية والنهاية ج3 ص184 ـ 188، ومسند أحمد ج5 ص245، والكامل لابن الأثير، وغير ذلك كثير، والسيرة الحلبية ج2 ص32.
  • 35. فتح الباري ج7 باب الهجرة، ص183 والسيرة الحلبية ج2 ص32.
  • 36. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله)، سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الخامسة، سنة 2005 م. ـ 1426 هـ. ق، الجزء الرابع.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى