بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع هناك روايات في صحاح اهل السنة صريحة في ان مذهب اهل البيت عليهم السلام هو مذهب الحق والهدى, وهو الذي اوصى به رسول الله( صلى الله عليه واله ) وهو المذهب الذي يأمن من اتبعه ,وينجى من الهلاك من سار على نهجه, لانه طريق النجاة والسراط المستقيم .
ومن بين هذه الاحاديث التي تدل على احقية مذهب اهل البيت عليهم السلام عندهم هو حديث (ان الخلفاء من بعدي اثنى عشر خليفة او اميرا) فقد روى البخاري ومسلم وبقية الحفاظ بطرق كثيرة ومضمون واحد وهو ان خلفاء رسول الله من بعده اثنى عشر خليفة واعطى بعض صفاتهم من انهم كنقباء بني اسرائيل وان الدين لازال قائما بهم وعزيزا .. الى اخره.
بدليل مايرويه
الألباني – كتب تخريج الحديث النبوي الشريف – رقم الحديث : ( 376 )
نوع الحديث : صـحـيـح
– نص الحديث : لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى إثني عشر خليفة كلهم من قريش ، وفي لفظ : لا يزال هذا الأمر عزيزاً منيعاً ينصرون على من ناوئهم عليه إلى إثني عشر خليفة ، كلهم من قريش ، أخرجه مسلم وأحمد وأبنه ، وله طريق أخرى بلفظ : لا يزال هذا الأمر ماضياً حتى يقوم إثنا عشر أميراً كلهم من قريش ، أخرجه أحمد وإسناده صحيح.
وروى احمد بن حنبل في مسنده الجزء 5 ص 106 .
حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا مؤمل بن اسمعيل ثنا حماد بن سلمة ثنا داود بن هند عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي (صلى اللهعليه وسلم) يقول : ” يكون لهذه الأمة اثنا عشرخليفة “
روى صاحب كتاب ينابيع المودة : ( صفحة 445)
عن كتاب مودة القربى عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبى عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فسمعته يقول : ” بعدي اثني عشر خليفة ثم أخفى صوته فقلت لأبي ما الذي أخفى صوته ؟ قال : قال : ” كلهم من بني هاشم ” .
اقول: الجميع يعلم بان رسول الله (صلى الله عليه واله ){لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى } فهل يعقل انه تكلم بكلام لم يكن له اقع والعياذ بالله !!؟
وهل يعقل انه قال اثنا عشر جزافاً, ام ان كلامة حق ولابد ان يكون له مصداق خارجي في ان الخلفاء من بعده اثنا عشر خليفه كلهم من بني هاشم ؟
واذا كان كلام رسول الله حق وصدق ,فنحن نسال اهل السنة عن هؤلاء الخلفاء باعتبار انهم منصوص عليهم وباعتبار ان امر الدين قائم وعزيزا بهم .
فلابد من البحث عنهم لكي نعرف الحق لنكون معه ؟ لانه وقعت الكثير من الفتن والبلايا والحروب والدماء بعد رحيل رسول الله, وكلاً يدعي انه على حق وصواب ,
واذا رجعنا الى الخلفاء الذين تسلموا الخلافة لنطبق عليهم هذا الحديث, لنجد اننا في متاهة واقعية ؟- ماخلا امير المؤمنين -حيث ان عمرابن الخطاب يسقط ابا بكر ويقول ان بيعته فلته وقى الله شرها ويقول ان عاد لمثلها احد فاقتلوه ؟
ونجد ان عمر يخالف الكثير من الاحكام التي سنها رسول الله وانه لايعرف ابجديات الاحكام ,ونجد ان عثمان بن عفان قد كفر من كبار الصحابة لابتعاده عن سنة المصطفى, فهل يعقل لخلفاء رسول الله ان يكونوا كذلك ؟ حيث لايعرفون الاحكام الشرعية ويسقط احداهما الاخر ويقاتل احداهما الاخر بلا مسوغ ؟ واذا اتينا الى معاوية ويزيد فالحديث لاينقطع عن افعالهما المتناقضة لثوابت الاسلام, سواء كانت من قتل ذرية رسول الله او استباحة المدينة وقتل سكانها او هدم الكعبة او متاجرتهم بالخمر والاصنام .
اما الاخرين الذين تسلموا الخلافة من اولا عبد الملك والعباسين فحدث ولاحرج .
فلايمكن انطباق اوصاف الخلافة عليهم ابدا ,لانهم لم تنطبق عليهم الاوصاف التي في الروايات من كون الدين عزيزا ومنيعا ,وانهم ينصرون الدين وان اوصافهم اوصاف نقباء بني اسرائيل ,بل اهانوا الدين واهله بخلافتهم و افعالهم بعيدة كل البعد عن الحق والهدى .
وعددهم كثير جدا ولاينطبق عليهم اثنا عشر خليفة .
والاراء كثيرة في تعينهم بل متضاربة فعددهم كثير واغلبهم ليس من بني هاشم
فاكيد انهم غير معنيّن بهذا الحديث حيث وصلت الاقوال من اهل السنة في تحديد الخلفاء الاثنا عشر خليفة المعنين بحديث الرسول الاعظم الى اكثر من اربعين قولاً وهذه الاقوال متضاربه فيما بنيها وغير متفقة على رأي ؟
ونحن نسال اهل السنة سؤال وهو :
هل يعقل ان رسول الله يتكلم بكلام وليس لكلامه مصداق خارجي ؟
وهل يعقل لرسول الله ان يخفي اسماء خلفائه ؟ فالجميع يعلم ان بأنّ الله أرسله رحمة للعالمين، و أنّه بالمؤمنين رؤوف رحيم, فكيف يجعل الامة الاسلامية في متاهة ولم يذكر تلك الاسماء لكي يرفع هذه الحيرة عن امته , والتي يعلم انها سوف تكون من بعده في ضلال اذا لم يعينهم ويذكرهم ؟
ونحن كاتباع اهل البيت عليهم السلام نقول حاشا لله ورسوله ان يكلف المسلمين بما لايطاق ,او يخفي عليهم امر يريده منهم, لان الله يريد اليسر ولايريد العسر بالناس ,
فنقول ان رسول الله بلغ وانذر وبين اسماء خلفاءه واحد تلو الاخر وعلى مرأى من الجميع وفي ذلك روايات كثيرة من مصادر اهل الشيعة منها :
مارواه الشيخ ابو جعفر بن بابويه
وصاحب البحار رحمة الله عليهما
(قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وحكمتي، وخلقهم من طينتي، فويل للمتكبرين عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، مالهم لا أنالهم الله شفاعتي).
وعن سيد العابدين علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح الله تعالى على يده مشارق الأرض ومغاربها.
وروي عن الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم انه قال : (أنا سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي ابن أبي طالب وآخرهم القائم.
وروي عن جابر ابن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) قلت: يا رسول الله، عرفنا الله ورسوله، فمن أولي الامر الذي قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام: (هم خلفائي – يا جابر – وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سمعيي وكنيي، حجة الله في أرضه، وبقيته في عباده، ابن الحسن ابن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان.
وهناك العشرات من الروايات التي تذكر ان رسول الله عين خلفاءه بأسمائهم فلا حجة للمقابل اطلاقا في عدم اتباع الحق والهدى .
المصدر : الوارث