ذكر الطبري في تاريخه ثم دخلت سنة ستّين … و فيها كان أخذ معاوية على الوفد- الذين وفدوا إليه مع عبيد اللّه بن زياد- البيعة ليزيد حين دعاهم إلى البيعة … و كان عهده الذي عهد: ما ذكره هشام بن محمد، عن أبي مخنف قال: حدّثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة:
إنّ معاوية لمّا مرض مرضته التي هلك فيها، دعا يزيد ابنه ، فقال: يا بنيّ؛ إني قد كفيتك الرحلة و الترحال، و وطّأت لك الأشياء، و ذلّلت لك الأعداء، و أخضعت لك أعناق العرب، و جمعت لك من جمع واحد ، و إني لا أتخوّف أن ينازعنّك هذا الأمر الذي استتبّ لك إلا أربعة نفر من قريش: الحسين بن عليّ ،
و عاش مع أخيه الحسن عليه السّلام عشر سنين، و كانت مدّة إمامته بعد أخيه الحسن عليه السّلام أيضا عشر سنين عاصر فيها معاوية بن أبي سفيان حتى هلك، و استشهد في كربلاء المقدّسة يوم الجمعة العاشر من المحرّم سنة 61 ه، فيكون عمره الشريف يوم قتله ستّا و خمسين سنة و ستّة أشهر.
و عبد اللّه بن عمر ، و عبد اللّه بن الزبير ، و عبد الرحمن بن أبي بكر .
فأمّا عبد اللّه بن عمر: فرجل قد وقذته العبادة، و إذا لم يبق أحد غيره بايعك.
و أمّا الحسين بن علي: فانّ أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فانّ له رحما ماسّة و حقّا عظيما!.
و أمّا ابن أبي بكر: فرجل إن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم، ليس له همّة إلا في النساء و اللهو.
و أمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد و يراوغك مراوغة الثعلب، فاذا أمكنته فرصة وثب، فذاك ابن الزبير؛ فان هو فعلها بك فقطّعه إربا إربا .
هلاك معاوية
ثم مات معاوية لهلال رجب من سنة ستين من الهجرة .
ف خرج الضحّاك بن قيس الفهري حتى صعد المنبر، و أكفان معاوية على يديه تلوح، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: إنّ معاوية كان عود العرب و حدّ العرب، قطع اللّه به الفتنة، و ملّكه على العباد، و فتح به البلاد، ألا إنه قد مات، فهذه أكفانه، فنحن مدرجوه فيها و مدخلوه قبره، و مخلّون بينه و بين عمله، ثم هو البرزخ إلى يوم القيامة، فمن كان منكم يريد أن يشهده فليحضر عند الزوال.
و بعث البريد إلى يزيد بوجع معاوية فقال يزيد في ذلك:
جاء البريد بقرطاس يخبّ به فأوجس القلب من قرطاسه فزعا
قلنا لك الويل ما ذا في كتابكم؟ كأنّ أغبر من اركانها انقطعا
55 هـ حينما أراد الدعوة إلى بيعة يزيد بولاية العهد، ثم استدعاه منها سنة 58 هـ فولاه الشرطة أيضا، فكان عنده على شرطته سنة 60 هـ حينما وفد إليه وفد عبيد اللّه بن زياد من البصرة و أخذ عليهم البيعة لابنه يزيد.
و من الطبيعي أن يكون باقيا على عمله عند دخول اسارى آل محمد إلى الشام، و لمّا هلك معاوية بن يزيد سنة 64 ه دعا الضحّاك الناس إلى نفسه ثم إلى ابن الزبير! حتى قدم مروان الشام و التقى به عبيد اللّه بن زياد من العراق فأطمعه ابن زياد في الخلافة فدعا الناس إلى نفسه فبايعه الناس، فتحصّن الضحّاك في دمشق ثم خرج لمحاربة مروان ب (مرج راهط) على أميال من دمشق، فاستطال القتال عشرين يوما ثم هزم أصحابه و قتل، و اتي إلى مروان برأسه في المحرّم سنة 64 أو 65 هـ .
و كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقنت عليه باللعن في صلاته و وقعة صفّين: 62.
ولي يزيد في هلال رجب سنة ستّين، و أمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، و أمير مكّة عمرو بن سعيد بن العاص ، و بويع له بولاية العهد بعد خالد بن معاوية بن يزيد من بعد مروان بن الحكم يوم البيعة له في (الجابية) من أرض (الجولان) بين دمشق و الأردن، يوم الأربعاء أو الخميس لثلاث أو أربع خلون من ذي القعدة سنة 64 ه بعد هلاك معاوية بن يزيد، على أن تكون إمارة دمشق لعمرو بن سعيد من نفس ذلك اليوم.
فلمّا خرج إليهم الضحّاك بن قيس الفهري من دمشق داعيا إلى نفسه أو ابن الزبير، و عزم مروان على محاربته كان عمرو بن سعيد على ميمنته (5: 527)، ثم فتح لمروان مصر، و حارب مصعب بن الزبير في فلسطين حتى هزمه (5: 540)، فلمّا انصرف راجعا إلى مروان بلغ مروان أنّ حسّان بن بجدل الكلبي خال يزيد بن معاوية و كبير بني كلاب- و هو الذي دعا الناس إلى مروان فبايعوه- قد بايع لعمرو بن سعيد مباشرة، فدعا مروان بحسّان و أخبره بما بلغه عنه، فأنكر و قال: أنا أكفيك عمروا، فلمّا اجتمع الناس العشيّة قام خطيبا فدعا الناس إلى بيعة عبد الملك بالعهد بعد مروان، فبايعوه عن آخرهم!.
و أمير الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري ، و أمير البصرة عبيد اللّه بن زياد .
و لم يكن ليزيد همّة إلا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعة يزيد، حين دعا الناس إلى بيعته و أنه وليّ عهده من بعده، و الفراغ من أمرهم.
فكتب إلى الوليد: بسم اللّه الرحمن الرحيم، من يزيد- أمير المؤمنين- إلى الوليد بن عتبة … أمّا بعد فانّ معاوية كان عبدا من عباد اللّه، أكرمه اللّه و استخلفه، و خوّله و مكّن له، فعاش بقدر و مات بأجل، فرحمه اللّه! فقد عاش محمودا! و مات برّا تقيا! و السلام.
و كتب إليه في صحيفة كأنها اذن فارة: أمّا بعد فخذ حسينا، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا، و السلام و .
فلمّا أتاه نعي معاوية فضع به و كبر عليه، فبعث إلى مروان بن الحكم و كان في دمشق حين وصول السبايا و الرؤوس (5: 465)، و كان في المدينة حين وقعة الحرّة سنة
فدعاه إليه .
فلما قرأ عليه كتاب يزيد استرجع و ترحّم عليه، و استشاره الوليد في الأمر، و قال: كيف ترى أن نصنع؟.
قال: فانّي أرى أن تبعث الساعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة و الدخول في الطاعة، فان فعلوا قبلت منهم و كففت عنهم، و إن أبوا قدّمتهم و ضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية، فإنهم إن علموا بموت معاوية وثب كلّ امرئ منهم في جانب و أظهر الخلاف و المنابذة، و دعا الناس إلى نفسه .
فأرسل الوليد عبد اللّه بن عمرو بن عثمان- و هو إذ ذاك غلام حدث – إليهما يدعوهما، فوجدهما في المسجد و هما جالسان، فأتاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس و لا يأتيانه في مثلها ، فقال: أجيبا، الأمير يدعوكما!، فقالا له: انصرف، الآن نأتيه .
ثم أقبل أحدهما على الآخر فقال عبد اللّه بن الزبير للحسين عليه السّلام:
و ظنّ فيما تراه بعث إلينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها؟
فقال الحسين عليه السّلام: قد ظننت أنّ طاغيتهم قد هلك، فبعث إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشو في الناس الخبر.
فقال ابن الزبير: و ما أظنّ غيره، فما تريد أن تصنع؟
قال الحسين عليه السّلام: أجمع فتياني الساعة، ثم امشي إليه، فاذا بلغت الباب احتبستهم عليه ثم دخلت عليه.
قال ابن الزبير: فانّي أخافه عليك إذا دخلت.
قال الحسين عليه السّلام: لا آتيه إلا و أنا على الامتناع قادر.
فقام فجمع إليه مواليه و أهل بيته، ثم أقبل يمشي حتى انتهى إلى باب الوليد، و قال لأصحابه: إنّي داخل، فان دعوتكم أو سمعتم صوته قد علا فاقتحموا عليّ بأجمعكم، و إلا؛ فلا تبرحوا حتى أخرج إليكم .
الحسين عليه السّلام عند الوليد
فدخل عليه، فسلّم بالإمرة، و مروان جالس عنده و كان مروان قد جلس عن الوليد و صرمه من قبل- كما سبق-.
فقال الحسين (عليه السلام)- كأنّه لا يظن ما يظنّ من موت معاوية-: الصلة خير من القطيعة، أصالح اللّه ذات بينكما، فلم يجيباه في هذا بشيء.
و جاء حتى جلس، فأقرأه الوليد الكتاب و نعى له معاوية، و دعاه إلى البيعة. فقال الحسين (عليه السلام): إنّا للّه و إنّا إليه راجعون … أمّا ما سألتني من البيعة؛ فانّ مثلي لا يعطي بيعته سرّا، و لا أراك، تجتزئ بها منّي سرّا دون أن تظهرها على رءوس الناس علانية؟ قال: أجل، قال: فاذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا .
و كان الوليد يحبّ العافية من أمر الحسين، فقال له: فانصرف على اسم اللّه حتى تأتينا مع جماعة الناس.
فقال له مروان: و اللّه لئن فارقك الساعة و لم يبايع؛ لا قدرت منه على مثلها أبدا، حتى تكثر القتلى بينكم و بينه!، احبس الرجل و لا يخرج من عندك حتى يبايع، أو تضرب عنقه! .
فوثب عند ذلك الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو؟! كذبت- و اللّه- و أثمت ، ثم خرج، فمرّ بأصحابه فخرجوا معه حتى أتى منزله .
و تشاغلوا عن الحسين (عليه السلام) بطلب عبد اللّه ابن الزبير اليوم الأول .
و أمّا ابن الزبير: فقال: الآن آتيكم، ثم أتى داره فكمن فيها، فبعث الوليد إليه فوجده مجتمعا في أصحابه متحرّزا، فألحّ عليه بكثرة الرسل و الرجال في إثر الرجال … فقال: لا تعجلوني، فانّي آتيكم، أمهلوني، فلبث بذلك نهاره كلّه و أول ليله و هو يقول: الآن أجيء حتى بعث الوليد إلى ابن الزبير موالي له، فشتموه و صاحوا به يا ابن الكاهليّة! و اللّه لتأتينّ الأمير أو ليقتلنّك! فألحّوا علي ه و استحثّوه ف قال: و اللّه لقد استربت بكثرة الإرسال و تتابع هذه الرجال! فلا تعجلوني حتى أبعث إلى الأمير من ياتيني برأيه و أمره!.
فبعث إليه أخاه: جعفر بن الزبير فقال له: رحمك اللّه؛ كفّ عن عبد اللّه فانّك قد أفزعته و ذعرته بكثرة رسلك، و هو آتيك غدا إن شاء اللّه، فمر رسلك فلينصرفوا عنّا، فبعث إليهم الوليد فانصرفوا.
و خرج ابن الزبير من تحت الليل ليلة السبت لثلاث بقين من شهر رجب قبل خروج الحسين (عليه السلام) بليلة، فأخذ طريق الفرع، هو و أخوه جعفر، ليس معهما ثالث، و تجنّب الطريق الأعظم مخافة الطلب، و توجّه نحو مكّة. (و رواه السبط ص: 236).
فلمّا أصبح الوليد بعث إليه فوجده قد خرج، فقال له مروان: و اللّه إن خطا إلّا إلى مكّة، فسرّح في أثره الرجال، فبعث الوليد راكبا من موالي بني اميّة في (ثمانين راكبا) فطلبوه فلم يقدروا عليه فرجعوا.
و بينا عبد اللّه ابن الزبير يساير أخاه جعفرا، إذ تمثّل جعفر بقول صبرة الحنظلي:
و كلّ بني أمّ سيمسون ليلة و لم يبق من أعقابهم غير واحد
فقال عبد اللّه: سبحان اللّه! ما أردت ب ما أسمع يا أخي؟! قال: و اللّه يا أخي ما أردت به شيئا مما تكره، فقال عبد اللّه: فذاك- و اللّه- أكره إليّ أن يكون جاء على لسانك من غير تعمّد، و كأنه تطيّر منه.
و مضى ابن الزبير حتى أتى مكّة، و عليها عمرو بن سعيد، فلمّا دخل مكّة قال: إنما أنا عائذ، و لم يكن يصلّي بصلاتهم، و لا يفيض بإفاضتهم، كان يقف هو و أصحابه ناحية، ثم يفيض بهم وحده، و يصلّي بهم وحده (5: 343) قال هشام بن محمد عن أبي مخنف. و رواه المفيد: 201، و كذلك السبط: 236 و يقول:
و خرج الحسين عليه السّلام في الليلة الآتية بأهله و فتيانه و قد اشتغلوا عنه بابن الزبير، و يرويه: 245 عن هشام و محمد بن إسحاق: يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب، و قال الخوارزمي: 189 لثلاث مضين من شهر شعبان!.
ثم صبيحة خروجه حتى أمسوا.
ثم بعث الوليد الرجال إلى الحسين (عليه السلام) عند المساء من هذا اليوم الثاني السبت الثامن و العشرين من شهر رجب، فقال: أصبحوا ثم ترون و نرى، فكفّوا عنه الليلة الثانية، أي ليلة الأحد التاسع و العشرين من شهر رجب و لم يلحّوا عليه .
ففي أول يوم من هذين اليومين خرج الحسين عليه السّلام إلى مسجد المدينة معتمدا على رجلين كما عن أبي سعيد المقبري قال: نظرت إلى الحسين (عليه السلام) داخلا مسجد المدينة، و انه ليمشي و هو معتمد على رجلين، يعتمد على هذا مرّة و على هذا مرّة، و هو يتمثل بقول يزيد ابن المفرّغ الحميريّ:
لا ذعرت السّوام في فلق الصبح مغيرا، و لا دعيت يزيدا
يوم اعطى من المهابة ضيما و المنايا يرصدنني أن أحيدا
قال: فقلت في نفسي: و اللّه ما تمثّل بهذين البيتين إلا لشيء يريده.
فما مكث إلا يومين حتى بلغني أنه سار إلى مكّة .
و أما محمّد بن الحنفيّة: فانّه لمّا سمع بالأمر جاء إلى أخيه الحسين عليه السّلام و قال له: يا أخي؛ أنت أحبّ الناس إليّ، و أعزّهم عليّ، و لست أدّخر النصيحة لأحد من الخلق أحقّ بها منك؛ تنحّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية و عن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فان بايعوك حمدت اللّه على ذلك. و إن أجمع الناس على غيرك لم ينقص اللّه بذلك دينك و لا عقلك، و لا يذبّ به مروءتك و لا فضلك، إني أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار و تأتي جماعة من الناس، فيختلفون فيما بينهم؛ فطائفة معك و اخرى عليك؛ فيقتتلون؛ فتكون لأول الأسنّة غرضا فاذن خير هذه الامّة كلّها نفسا و أبا و امّا أضيعها دما و أذلّها أهلا!
فقال له الحسين (عليه السلام): فاني ذاهب يا أخي.
فقال محمد بن الحنفيّة: فانزل مكّة، فان اطمأنّت بك الدار فسبيل ذلك، و إن نبت بك لحقت بالرّمال و شعف الجبال، و خرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير الناس، و تعرف عند ذلك الرأي، فانّك أصوب ما تكون رأيا و أحزمه عملا حين تستقبل الامور استقبالا، و لا تكون الامور عليك- أبدا- أشكل منها حين تستدبرها استدبارا.
فقال له الحسين عليه السّلام: يا أخي قد نصحت فأشفقت، فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفّقا
و قد كان الحسين عليه السّلام قال للوليد: كفّ حتى تنظر و ننظر، و ترى و نرى. فتشاغلوا عن الحسين (عليه السلام) بطلب عبد اللّه بن الزبير اليوم الأول ثم يوم خروجه حتى أمسوا. فلمّا أمسوا بعث الوليد الرجال إلى الحسين (عليه السلام) عند المساء من هذا اليوم الثاني: السبت، السابع و العشرين من شهر رجب فقال (عليه السلام): أصبحوا ثم ترون و نرى، فكفّوا عنه تلك الليلة الثانية أي ليلة الأحد: الثامن و العشرين من شهر رجب و لم يلحّوا عليه.
فخرج الحسين (عليه السلام) من تحت ليلته هذه الثانية و هي ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب سنة ستّين من الهجرة ببنيه و إخوته و بني أخيه و جلّ أهل بيته، إلا محمد بن الحنفيّة ، و هو يتلو هذه الآية: فخرج منها خائفا يترقّب قال: ربّ نجني من القوم الظالمين ، فلمّا دخل مكّة تلا هذه الآية: فلمّا توجّه تلقاء مدين قال: عسى ربّي أن يهدينا سواء السبيل و .
موقف عبد اللّه بن عمر:
ثم بعث الوليد إلى عبد اللّه بن عمر فقال له: بايع ليزيد، فقال: إذا بايع الناس بايعت ، فقال له رجل ما يمنعك أن تبايع؟! إنما تريد أن يختلف الناس بينهم فيقتلوا و يتفانوا، فاذا جاهدهم ذلك قالوا: عليكم بعبد اللّه بن عمر، لم يبق غيره بايعوه!، ف قال عبد اللّه: ما أحببت أن يقتتلوا و لا يختلفوا و لا يتفانوا، و لكن إذا بايع الناس و لم يبق غيري بايعت، فتركوه. و كانوا لا يتخوّفونه!
المصدر: http://h-najaf.iq