إسئلنا

شبهة إرتداد الصحابة…

نص الشبهة: 

يقول الشيعة: إنّ صحابة النبيّ (صلى الله عليه وآله) قد ارتدّوا مباشرةً بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؟

الجواب: 

يبدو أنّ جامع الأسئلة ليس له أدنى اطّلاع بمذهبه، فكلّ همّه فقط جمع المطالب والمواضيع، لكنّه غافل عن كون أهل السنّة أنفسهم يروون بأنّ الكثير الكثير من الصحابة قد ارتدّوا بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وفقاً لروايات تضمّنتها صحاحهم، حيث ينقل البخاري في صحيحه: عن سهل بن سعد يقول: سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «أنا فرطُكم على الحوض مَن وردهُ شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، ليَرِدُ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثمّ يُحال بيني وبينهم، فأقول: إنّهم منّي، فيُقال: إنّك لا تدري ما بدّلوا بعدك، فأقول سُحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي» 1.
والبخاري ومسلم كلاهما نقلا هذا الحديث: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنا فرطُكُم على الحوض ليُرفعنّ إليّ رجال منكم حتّى إذا هويت لأناوِلهم اختلجوا دوني فأقول أي ربِّ أصحابي، يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك» 2.
وفي هذا المورد تمّ نقل أكثر من عشرة أحاديث صحيحة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّها تحكي عن ارتداد مجموعة من الصحابة 3.
فهل الشيعة هم الذين يكفّرون الصحابة أم أصحاب هذه الكتب؟!
إنّ الشيعة لم يكفّروا أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قط، لأنّ قسماً كبيراً منهم بقي على بيعة الإمام عليّ (عليه السلام)، وكانوا من روّاد التشيّع. وأمّا القسم الآخر من الصحابة فليس معروفاً عندنا، ونحن لا نذكرهم إلاّ بخير.
وقسمٌ آخر نكث بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وهم في نظر الشيعة ناكثين للعهد ولهم حكمٌ خاصّ وصريح في الشريعة الإسلاميّة 4.

  • 1. صحيح البخاري: 7 / 208، كتاب الرقاق، و 8 / 87، كتاب الفتن .
  • 2. جامع الاُصول: 11 / 12، برقم 1972، كتاب الحوض. وقد نقل بعض الروايات في المقدّمة.
  • 3. نفس المصدر السابق.
  • 4. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى