مقالات

﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ ‌حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ ‌حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف: 103] ،
وقال: ﴿وَإِنْ تُطِعْ ‌أَكْثَرَ ‌مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ…﴾ [الأنعام: 116] .
ومع ذلك يظنُّ من ينتمي إلى فئة ذات أكثريَّة (بالمقارنة مع فئة أخرى تمثِّل الأقلِّية) أنَّ انتماءه إلى الأكثرية مؤشِّر على حقَّانيته..!
لقد سبقهم ـ في هذا المنطق السقيم ـ إمامُ الكفَّار فرعون حين قال ذات يوم وهو يتحدَّث عن المؤمنين من بني إسرائيل: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ ‌لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾ [الشعراء: 54] .
بينما الثناء والذِّكر الحسن في القرآن الكريم يتعلَّقُ بالقليل والأقلِّيَّة؛
قال الله تعالى: ﴿…‌وَقَلِيلٌ ‌مِنْ ‌عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13] ،
وقال: ﴿…وَمَا آمَنَ مَعَهُ ‌إِلَّا ‌قَلِيلٌ﴾ [هود: 40] .
ولا تزال النُّخبة المثقَّفة المؤمنة من المتَّقين تمثِّل القلَّة والفئة النادرة في كلِّ مجتمع وُجدت فيه، بينما يمثِّل الجهلة والفسقة أكثريَّةً في كل مجتمع..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الأقلِّيَّة الشاكرين المتَّقين الذين يرضى عنهم ويحلُّهم دار كرامته، وألَّا يجعلنا من الأكثريَّة المنكرين الفاسقين الذي يستحقُّون غضبه وحلول سخطه.
والله وليُّ التَّوفيق.

https://chat.whatsapp.com/FBadxXLwsrl8soEwFPWSKb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى