
عن عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : يَا حَفْصُ مَا مَنْزِلَةُ اَلدُّنْيَا مِنْ نَفْسِي إِلاَّ بِمَنْزِلَةِ اَلْمَيْتَةِ إِذَا اُضْطُرِرْتُ إِلَيْهَا أَكَلْتُ مِنْهَا، يَا حَفْصُ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلِمَ مَا اَلْعِبَادُ عَامِلُونَ وَ إِلَى مَا هُمْ صَائِرُونَ فَحَلُمَ عَنْهُمْ عِنْدَ أَعْمَالِهِمُ اَلسَّيِّئَةِ لِعِلْمِهِ اَلسَّابِقِ فِيهِمْ فَلاَ يَغُرَّنَّكَ حُسْنُ اَلطَّلَبِ مِمَّنْ لاَ يَخَافُ اَلْفَوْتَ ثُمَّ تَلاَ قَوْلَهُ: «تِلْكَ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ…» اَلْآيَةَ، وَ جَعَلَ يَبْكِي وَ يَقُولُ ذَهَبَتْ وَ اَللَّهِ اَلْأَمَانِيُّ عِنْدَ هَذِهِ اَلْآيَةِ ثُمَّ قَالَ فَازَ وَ اَللَّهِ اَلْأَبْرَارُ أَ تَدْرِي مَنْ هُمْ هُمُ اَلَّذِينَ لاَ يُؤْذُونَ اَلذَّرَّ كَفَى بِخَشْيَةِ اَللَّهِ عِلْماً وَ كَفَى بِالاِغْتِرَارِ بِاللَّهِ جَهْلاً يَا حَفْصُ ! إِنَّهُ يُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُونَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ، مَنْ تَعَلَّمَ وَ عَلَّمَ وَ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ دُعِيَ فِي مَلَكُوتِ اَلسَّمَاوَاتِ عَظِيماً، فَقِيلَ تَعَلَّمَ لِلَّهِ وَ عَمِلَ لِلَّهِ، وَ عَلَّمَ لِلَّهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ اَلزُّهْدِ فِي اَلدُّنْيَا فَقَالَ قَدْ حَدَّ اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ «لِكَيْلاٰ تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ وَ لاٰ تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ» إِنَّ أَعْلَمَ اَلنَّاسِ بِاللَّهِ أَخْوَفُهُمْ لِلَّهِ وَ أَخْوَفَهُمْ لَهُ أَعْلَمُهُمْ بِهِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِهِ أَزْهَدُهُمْ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَوْصِنِي فَقَالَ اِتَّقِ اَللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ فَإِنَّكَ لاَ تَسْتَوْحِشُ .
تفسير القمي ج ۲ ص ۱٤٦.
__
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT