
ثم قال يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى حقويهم ثم قال يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى أعناقهم و هم في كل ذلك ينادون يا موسى يا موسى إرحمنا – ذكره ابن عباس – و روي أن اللّٰه تعالى قال: لو قالوا مرة واحدة يا اللّٰه إرحمنا لرحمتهم.
ثم قال تعالى (تِلْكَ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ) يعني الجنة (نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ) و إنما قبح طلب العلو في الأرض، لأنه ركون إليها، و ترك لطلب العلو في الآخرة، و معاملة لها بخلاف ما أراده اللّٰه بها من أن تكون دار ارتحال لا دار مقام فيها (و لا فسادا) أي و لا يريدون فساداً في الأرض بفعل المعاصي (وَ اَلْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) إخبار منه تعالى بأن العاقبة الجميلة من الثواب للذين يتقون معاصي اللّٰه و يفعلون طاعاته.
و قيل: علوّاً في الأرض معناه تكبراً عن الحق.
التبيان في تفسير القرآن (محمد بن الحسن الطوسي، الجزء ٨ ، الصفحة ١٨٢)
__
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT