محاسن الكلام

(٢){أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا(٢١٤)} البقرة

القرآن الكريم يؤكد على أن ما حصل للماضين سيحصل لكم أيضاً، فهل إنّ هذا التأكيد أيضاً لا يعدو كونه تنباً وإخباراً بالمغيبات ؟! أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ، أظننتم أنكم أصبحتم من أهل الجنة بمحض إيمانكم وإتيانكم بالصلاة والعبادة؟ أفتدخلون الجنة قبل أن يتكرر معكم ما حدث للماضين ؟ فعبارة أَمْ حَسِبْتُمْ ) هنا هي استفهام استنكاري؛ بمعنى: كلا، ليس الأمر بهذه الصورة، فسيجري عليكم نفس ما جرى على السلف أيضاً. ولقد جاء في تفسير آية مشابهة: لَتَرْكَبُنَ طَبَقًا عَن طَبَقٍ أَنَّ النبي ﷺ قال: إن ما جرى على بني إسرائيل سيجري عليكم أيضاً: «حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه.

وعليه فلابد من استلهام العبر من قصص التاريخ لاسيما التاريخ المعاصر، كي لا نكرر اليوم ما حصل بالأمس بأعين مغمضة.

فإن عدم فعل ذلك ليس أمارة على النبل، بل على ضحالة الإدراك وانعدام الإحساس والحمق؛ فالعاقل هو الذي يعتبر.

من كتاب أمواج الفتن وسفينة النجاة/ص١٦٠
(آية الله الشيخ مصباح اليزدي قدس سره)
__

الصبر
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى