في العاشر من ربيع الثاني 201هـ. ق وقيل الثاني عشر من ربيع الثاني. توفيت السيدة المعصومة (عليها السلام) دون أن ترى أخاها.
فجع أهل قم بتلك المصيبة فأقاموا مراسم العزاء عليها وقلوبهم مفجوعة مملوءة بالأسى والحزن.
تكفلت نساء الشيعة ومحبات أهل البيت (عليهم السلام) باحترام كبير غسل الجسد المطهر للسيدة المعصومة وكفّنّها. وعندما حان وقت الدفن رأى زعماء الأشعريين ووجهاؤهم أن يدفن الجسد الطاهر في مكان مناسب غير المقبرة العامة. وانما عزموا على هذا الأمر لما يهمهم من شدة الاحترام لبنت الامام الكاظم (عليه السلام) ولم يرغبوا أن تدفن بجنب الاخرين.
موسى بن خزرج الذي كان صاحب السبق في هذا الأمر خصص بستاناً كبيراً له في منطقة يقال لها: (بابلان) عند نهر قم (مساحة الحرم الحالية) لدفن الجسد الطاهر. والآن كل شيء جاهز. ولكن مَن الشخص الذي يباشر ويتولى دفن السيدة المعصومة (عليها السلام)؟ تبادل الحاضرون الرأي، وأخيراً اتفقوا أن يوكّلوا هذا العمل الى شيخ كبير صالح اسمه (قادر).
وأرسلوا شخصاً لإحضار (قادر)، ولكنه لم يجده، وإذا بفارسين قادمين من جهة النهر وقد اقتربا الى محل الدفن. وعندما وصلا الى الجسد الشريف للسيدة نزلا من المركب وصلّيا على الجنازة، ثم توليا دفن الجسد الطاهر. ومع تعجب الحاضرين ركبا وابتعدا بسرعة[1].
ومزارها بارز وظاهر في مدينة قم يزوره المسلمون ولا سيما اتباع أهل البيت (عليهم السلام) من كافة انحاء العالم وببركة روضتها تحولت قم الى مدينة ذائعة الصيت في العالم الاسلامي، وعندها تقضى الحوائج وتستجاب تحت قبتها الادعية وتنال الطلبات وهي صاحبة كرامات
لمن توسّل بها والتمسها. وبشأن منزلتها (عليها السلام) قال الامام الصادق (عليه السلام): (ان لله حرما وهو مكة وان لرسول الله حرماً وهو المدينة ألا وان لامير المؤمنين حرما وهو الكوفة ألا وان قم الكوفة الصغيرة) [2].
وقال الامام الرضا (عليه السلام): (من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة) [3]
**************************************
[1] تاريخ قم: 213، البحار 48/290، موسوعة النبي والعترة 11/29.
[2] منتهى المقال: 2/380.
[3] كامل الزيارات: 536.