قال الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام: “ادْفَعِ الْمَسْأَلَةَ 1 مَا وَجَدْتَ التَّحَمُّلَ يُمْكِنُكَ، فَإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ خَبَراً جَدِيداً، وَ الْإِلْحَاحُ فِي الْمَطَالِبِ يَسْلُبُ الْبَهَاءَ إِلَّا أَنْ يُفْتَحَ لَكَ بَابٌ تُحْسِنُ الدُّخُولَ فِيهِ، فَمَا أَقْرَبَ الصُّنْعَ 2 مِنَ الْمَلْهُوفِ، وَ رُبَّمَا كَانَتِ الْغِيَرُ 3 نَوْعاً مِنْ أَدَبِ 4 اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ الْحُظُوظُ مَرَاتِبُ، فَلَا تَعْجَلْ عَلَى ثَمَرَةٍ لَمْ تُدْرِكْ، فَإِنَّهَا تُنَالُ فِي أَوَانِهَا وَ الْمُدَبِّرُ لَكَ أَعْلَمُ بِالْوَقْتِ الَّذِي يُصْلِحُ حَالَكَ فِيهِ فَثِقْ بِخِيَرَتِهِ فِي أُمُورِكَ، وَ لَا تَعْجَلْ حَوَائِجَكَ فِي أَوَّلِ وَقْتِكَ فَيَضِيقَ قَلْبُكَ، وَ يَغْشَاكَ الْقُنُوطُ.
وَ اعْلَمْ أَنَّ لِلْحَيَاءِ مِقْدَاراً، فَإِنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ ضَعْفٌ، وَ لِلْجُودِ مِقْدَاراً، فَإِنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ سَرَفٌ، وَ لِلْحَزْمِ مِقْدَاراً، فَإِنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ جُبْنٌ، وَ لِلِاقْتِصَادِ مِقْدَاراً، فَإِنْ زَادَ عَلَيْهِ فَهُوَ بُخْلٌ، وَ لِلشَّجَاعَةِ مِقْدَاراً، فَإِنْ زَادَ عَلَيْهَا فَهُوَ التَّهَوُّرُ” 5.
- 1. أي السؤال و طلب الحاجة من الناس، و معناه أخر السؤال ما أمكن و ما لم تضطر اليه.
- 2. في أعلام الدّين: الصّنيع، و كلاهما بمعنى الإحسان.
- 3. أي تغيّر الحال، و انتقالها عن الصّلاح الى الفساد.
- 4. في الأصل: آداب.
- 5. نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: 142، لحسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلواني، المتوفى في القرن الخامس الهجري، الطبعة الأولى سنة: 1408 هجرية، مدرسة الامام المهدي قم/إيران.