بسم الله الرحمن الرحيم
حين أُلقى القبضُ على هانئ بن عروة في قصر الأمارة بالكوفة، وبلغ عمرو بن الحجاج أنَّ هانئاً قد قُتل، أقبل في جمع غفير من قبيلة مذحج اليمنية التي كان ينتمي إليها هانئ بن عروة، حتَّى أحاط بالقصر ومعه جمعٌ عظيم، ثمَّ نادى: أنا عمرو بن الحجاج وهذه فُرسان مذحج ووجوهها لم تخلع طاعةً ولم تفارق جماعةً، وقد بلغهم أنَّ صاحبهم قُتل فأعظموا ذلك.
وحين نلاحظ عبارة (هذه فُرسان مذحج ووجوهها لم تخلع طاعةً ولم تفارق جماعةً) نجدها دليلاً على أنَّ هذا الجمع العظيم في الكوفة كان يدين بالطاعة والولاء ليزيد بن معاوية وواليه عبيد الله بن زياد، وكان يؤمن بالتصوُّر الخاطئ لمعنى (لزوم الجماعة) ، ممَّا يدلُّ على أنهم لم يكونوا من شيعة أهل البيت عليهم السلام، بل كانوا قبل قدوم الإمام الحسين (ع) من شيعة بني أميَّة.
وممَّا تجدر الإشارة إليه أنَّ عمرو بن الحجاج الزبيدي مذكور في كتاب (الإصابة في تمييز الصحابة) للحافظ ابن حجر برقم (6494) ..! ومن يطالع المصادر التاريخية التي تحدَّثت عن وقائع يوم عاشوراء (سنة 61 هـ) سوف يجد عمرو بن الحجاج الزبيدي قائداً من قادة جيش عمر بن سعد، ومشاركاً رئيساً في قتل الإمام الحسين وشهداء كربلاء..! فإن صحَّ أنَّ الرجل من الصحابة فهو مطعنٌ عظيمٌ تختل به نظرية (عدالة الصحابة) .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم.