مقالات

هل الحسد حرام؟

ينبغي على المؤمنين تجنب الحسد لما ورد في الاحاديث الشريفة فيه من الذم، و لما وعد الله سبحانه و تعالى عليه من العقاب و لما فيه من الآثار السيئة و الخطيرة، خاصة و أن الاستسلام لمطاليب النفس حين تورطها بالحسد توقع الإنسان في الذنوب و المعاصي بل في الكبائر.

اراء العلماء في حرمة الحسد

قال صاحب الجواهر رحمه الله : لا خلاف في أن الحسد و هو تمني زوال النعمة عن الغير أو هزوله معصية تأكل الايمان كما تأكل النار الحطب، و أن آفة الدين الحسد و العجب و الفخر، و أن الحاسد ساخط لنعم الله تعالى صاد لقسمته بين عباده، و أن ستة يدخلون النار قبل الحساب بستة منهم العلماء بالحسد 1.
و قال السيد السيستاني حفظه الله في بعض استفتاءاته: ظاهر اكثر الروايات حرمته مطلقاً و لكن المستفاد من بعضها العفو عنه ما لم يترتب عليه عمل جوارحي قولاً او فعلاً، و مع ذلك فالأحوط الاولى الاهتمام بأن لا يحدث، و بازالته على فرض حدوثه.

استعمال غريزة الحسد

يبدو أن للحسد كغيرها من الغرائز المودعة في الإنسان مراحل و مراتب، فأصل غريزة الحسد موجودة في الانسان و تهيج بصورة غير ارادية عندما يرى نعمة أنعمها الله على غيره ليس له مثلها فيحسد صاحب تلك النعمة دون أن يتمنى زوالها عنه، و لا يحقد عليه و لا يؤذيه أي لا يستعمل حسده ضد المحسود، إلى هنا لم يفعل حراماً، كما هو الحال بالنسبة إلى غريزة الغضب التي تثور بمجرد حصول اسبابها لكن الغاضب إذا  امتلك نفسه و لم يعتد على غيره فإنه لم يرتكب محرماً بل سيحصل على الثواب و الأجر لأنه سيطر على غضبه و لم يستسلم لما تمليه عليه غريزته، و لم يستعمل حسده أو غضبه ضد المحسود أو المغضوب عليه.
رُوِيَ عن الإمام الصادق‏ عليه السلام أنه قال: “ثَلَاثَةٌ لَمْ يَنْجُ مِنْهَا نَبِيٌّ فَمَنْ دُونَهُ: التَّفَكُّرُ فِي الْوَسْوَسَةِ فِي الْخَلْقِ، وَ الطِّيَرَةُ، وَ الْحَسَدُ، إِلَّا أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَسْتَعْمِلُ‏ حَسَدَهُ” 2‏.
إذن الحرام هو تمني زوال النعمة عن غيره و الحقد عليه و ايذائه بالاشارة أو اللسان أو الفعل.

  • 1. جواهر الكلام: 41 / 52.
  • 2. الكافي: 8 / 108، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى