الحسد غريزة من الغرائز المودعة في الإنسان و يبدو أن للحسد كسائر الغرائز مراحل و مراتب ، فأصل غريزة الحسد موجودة في الانسان و تهيج بصورة غير ارادية عندما يرى نعمة أنعمها الله على غيره ليس له مثلها فيحسد صاحب تلك النعمة دون أن يتمنى زوالها عنه ، و لا يحقد عليه و لا يؤذيه أي لا يستعمل حسده ضد المحسود ، إلى هنا لم يفعل حراماً ، كما هو الحال بالنسبة إلى غريزة الغضب التي تثور بمجرد حصول اسبابها لكن الغاضب إذا امتلك نفسه و لم يعتد على غيره فإنه لم يرتكب محرماً بل سيحصل على الثواب و الأجر لأنه سيطر على غضبه و لم يستسلم لما تمليه عليه غريزته، و لم يستعمل حسده أو غضبه ضد المحسود أو المغضوب عليه.
رُوِيَ عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: “ثَلَاثَةٌ لَمْ يَنْجُ مِنْهَا نَبِيٌّ فَمَنْ دُونَهُ: التَّفَكُّرُ فِي الْوَسْوَسَةِ فِي الْخَلْقِ، وَ الطِّيَرَةُ، وَ الْحَسَدُ، إِلَّا أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَسْتَعْمِلُ حَسَدَهُ” 1.
- 1. الكافي: 8 / 108، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.