بسم الله الرحمن الرحيم
رُوي أنَّه “لمَّا حضرت رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلَّم) الوفاةُ، بكى حتى بلَّت دموعُه لحيته، فقيل له: يا رسول الله، ما يبكيك؟ فقال: أبكي لذرِّيتي وما تصنع بهم شرارُ أُمَّتي من بعدي، كأنِّي بفاطمة ابنتي وقد ظُلمت بعدي، وهي تنادي: يا أبتاه يا أبتاه، فلا يُعينها أحد من أُمَّتي”. المصدر: أمالي الشيخ الطوسي، ص188 .
ورُوي أنَّ جبرئيل (عليه السلام) قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : “أَمَّا ابْنَتُكَ فَهِيَ أَوَّلُ أَهْلِكَ لَحَاقاً بِكَ، بَعْدَ أَنْ تُظْلَمَ وَيُؤْخَذَ حَقُّهَا، وَتُمْنَعَ إِرْثَهَا، وَيُظْلَمَ بَعْلُهَا، وَيُكْسَرَ ضِلْعُهَا…” إلخ الخبر. المصدر: بحار الأنوار ج98 ص44 .
وفي رواية أخرى أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: “كأنِّي بها وقد دخل الذلُّ بيتها، وانتُهكت حُرمتُها، وغُصبت حقَّها، ومُنعت إرثَها، وكُسر جنبُها، وأسقطت جنينَها، وهي تُنادي: يا محمَّداه، فلا تُجاب، وتستغيث فلا تُغاث، فلا تزال بعدي محزونةً مكروبة باكيةً تتذكَّر انقطاعَ الوحيِ عن بيتها مرَّةً، وتتذكَّرُ فراقي أُخرى، وتستوحش إذا جنَّها اللَّيلُ لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجَّدتُ بالقرآن، ثمَّ ترى نفسها ذليلةً بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزةً، فعند ذلك يؤنسها اللهُ ـ تعالى ذِكرُه ـ بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريمَ بنتَ عمران، فتقول: يا فاطمة؛ إنَّ الله اصطفاك وطهَّرك واصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمةُ اقْنُتي لربِّك واسجُدي واركعي مع الراكعين. ثمَّ يبتدئُ بها الوجعُ فتمرض، فيبعث الله ـ عز وجل ـ إليها مريمَ بنت عمران تُمرِّضها وتؤنسها في علَّتها، فتقول عند ذلك: يا ربِّ؛ إنِّي قد سئمتُ الحياةَ وتبرَّمتُ بأهل الدُّنيا، فألحقني بأبي، فيُلحقها اللهُ ـ عزَّ وجلَّ ـ بي، فتكون أوَّلَ من يلحقني من أهل بيتي، فتقدَمُ عليَّ محزونةً مكروبةً مغمومةً مغصوبةً مقتولةً، فأقول عند ذلك: اللهمَّ العن من ظلمها، وعاقِبْ من غصبها، وذلِّلْ من أذلَّها، وخلِّدْ في نارك من ضرب جنبها حتَّى ألقتْ ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين”. المصدر: أمالي الشيخ الصدوق، ص112 .
ولا حولَ ولا قوَّة إلَّا بالله العليِّ العظيم.
وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.