بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة من الأحاديث الشريفة حول ما جرى على أهل البيت (ع) من ظُلم
بقلم: الشيخ زكريا بركات
1 ـ عن أبي سعيد الخُدري (رض) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «إنَّ أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمَّتي قتلاً وتشريداً». رواه بهذا اللفظ الحاكم في «المستدرك» (4/534) برقم (8500/208) ، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد»، ولم يوافقه الذهبي. وللرِّواية طرُقٌ أخرى بألفاظ مقاربة، فقد رواها ابن أبي شيبة في «المصنَّف» (8/697) برقم (74) عن عبد الله بن مسعود، ومن طريقه: ابن ماجة في «سُننه» (2/1366) ، وابن أبي عاصم في «السنَّة» : 619 برقم 1499، ورواه الطبراني في «المعجم الكبير» (10/85) من طريق أخرى، وله طريقٌ ثالثة عند الحاكم في «المستدرك» (4/511) برقم (8434/142) ، وله طريق رابعة عند الخطيب في «الرحلة في طلب الحديث» : 145 ـ 146.
2 ـ في «شواهد التنزيل» للحاكم الحسكاني (1/649) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «يا بني هاشم؛ أنتم المُستضعَفُون المَقهُورون المُستذَلُّون بعدي».
3 ـ في كتاب «الفردوس» للحافظ الديلمي (5/499) برقم (8880) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يجيء يوم القيامة ثلاثة: المصحف والمسجد والعترة؛ يقول المصحف: خرقوني ومزّقوني، ويقول المسجد: يا ربِّ خرّبوني وعطّلوني وضيَّعوني، وتقول العترة: يا ربِّ قتلونا وطردونا وشرّدونا، فأجثوا بركبتي للخصومة، فيقول الله تبارك وتعالى: إليَّ؛ أنا [أولى] بذلك» .
4 ـ في «الأمالي» للشيخ الطوسي (ص188) بسنده عن عبد الله بن عباس، قال: لما حضرت رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاةُ بكى حتى بلَّتْ دموعُه لحيتَهُ، فقيل له: يا رسول الله، ما يُبكيك؟! فقال: «أبكي لذريَّتي، وما تصنع بهم شرارُ أُمَّتي من بعدي، كأنِّي بفاطمةَ ابنتي وقد ظُلمت بعدي، وهي تنادي يا أبتاه يا أبتاه، فلا يُعينها أحدٌ من أُمَّتي…» إلخ.
5 ـ في «المستدرك على الصحيحين» (3 /150) ، عن الإمام عليٍّ (عليه السلام) قـال: «إنَّ ممَّا عَهِدَ إليَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّ الأمَّة ستغدر بي بعده». قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وقال الذهبي في «التلخيص»: «صحيح».
6 ـ في «المستدرك على الصحيحين» (3/153) من طريق أخرى، عن الإمام عليٍّ (عليه السـلام) ، قـال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنَّ الأمَّة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملَّتي وتُقتل على سُنَّتي، مَن أحبَّك أحبَّني ومن أبغضك أبغضني، وإنَّ هذه ستُخضب من هذا» يعني لحيته من رأسه. قال الحاكم: «صحيح»، وقال الحافظ الذهبي في «التلخيص» : «صحيح».
7 ـ في «المستدرك على الصحيحين» (3/151) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال للإمام عليٍّ (عليه السلام) : «أما إنَّك ستلقى بعدي جهداً». قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الحافظ الذهبي في «التلخيص»، وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنَّف» (7/503) .
8 ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال للإمام عليٍّ (عليه السلام) : «ضغائن في صدور أقوام، لا يبدونَها لك إلاَّ من بعدي». أخرجه أبو يعلى في «مسـنده» (1/427) ، والطبراني في «المعجم الكبير» (11/61) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/322) .
9 ـ في كتاب «الخصال» للصدوق (2/440) بسند صحيح عن الإمام عليٍّ (عليه السلام) أنه قال: «حَكَمَ الله بيني وبين هذه الأمَّة؛ قطعوا رحمي، وأضاعوا أيَّامي، ودفعوا حقِّي، وصغَّروا عظيمَ منزلتي، وأجمعوا على مُنازعتي».
إلى غير ذلك من النصوص المتواترة التي لا نذكرها توخِّياً للاختصار.
ونختتم بما قاله القرطبي (من علماء أهل السنة والجماعة) في كتابه “المُفهم” يشرح عبارة “أذكِّركم الله في أهل بيتي ـ ثلاثاً ـ ” من حديث الثقلين في صحيح مسلم، قال القرطبي:
“هذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوبَ احترام آل النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته، وإبرارَهم، وتوقيرَهم، ومَحبَّتهم، وجوبَ الفروض المؤكَّدة التي لا عُذرَ لأحد في التخلُّف عنها، هذا مع ما عُلم من خصوصيتهم بالنبي (صلى الله عليه وسلم) ، وبأنَّهم جزء منه، فإنَّهم أصوله التي نشأ منها، وفروعه التي تنشأ عنه، كما قال (صلى الله عليه وسلم) : “فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها”، ومع ذلك فقابل بنو أمية عظيمَ هذه الحُقوق بالمُخالفة والعُقوق، فسفكوا من أهل البيت دماءَهم، وسبَوا نساءهم، وأسَرُوا صغارهم، وخرَّبوا ديارهم، وجحدوا شرفهم وفضلهم، واستباحوا سَبَّهم ولَعْنَهم.. فخالفوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في وصيته، وقابلوه بنقيض مقصوده وأمنيته، فواخجلهم إذا وقفوا بين يديه، ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه”. انتهى كلام القرطبي.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.