بسم الله الرحمن الرحيم
✍ زكريا بركات
هو حديثٌ مُتواترٌ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ألفاظه: «يا أيُّها النَّاس؛ إنِّي تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلُّوا: كتابَ الله، وعترتي أهلَ بيتي». أخرجه بهذا اللَّفظ التِّرمذي في «سُننه» ج5 ص327.
ومن ألفاظ الحديث: «قد تركتُ فيكم ما إن أخذتُم به لن تضلُّوا: كتابَ الله، سَبَبُهُ بيده، وسَبَبُهُ بأيديكم، وأهلَ بيتي». أخرجه بهذا اللفظ إسحاقُ بن راهويه في «مُسنده» ، حكاه عنه الحافظ ابنُ حجر في «المطالب العالية» ج4 ص252 برقم (3943) .
ومن ألفاظه أيضاً: «إنِّي تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلُّوا بعدي؛ أحَدُهما أعظمُ من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتَّى يَردَا عَلَيَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». أخرجه بهذا اللفظ التِّرمذي في «سُننه» ج5 ص329 .
ومنها أيضاً: «إنِّي تارك فيكم خليفتين: كتابَ الله عزَّ وجلَّ حبلٌ ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السَّماء إلى الأرض وعترتي أهلَ بيتي، وإنَّهما لَن يتفَرَّقا حتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوض». أخرجه بهذا اللفظ أحمد بن حنبل في «المسند» ج5 ص181 ـ 182 ، 189 .
وعَنْ عُمرَ بنِ الخطَّاب، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، يقولُ: «أيُّها النَّاسُ إِنِّي فَرَطٌ لكم، وإنَّكُمْ واردونَ علَيَّ الحوضَ، حوضاً أعرضَ ممَّا بينَ صنعاءَ وبُصْرَى، فِيهِ قِدْحَانٌ عَدَدَ النُّجُومِ مِنْ فِضَّةٍ، وَإِنِّي سَائِلُكُمْ حِينَ تَرِدُونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَيْنِ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا، السَّبَبُ الْأَكْبَرُ كِتَابُ اللهِ، طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ، فَاسْتَمْسِكُوا بِهِ وَلَا تُبَدِّلُوا، وَ عِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، فَإِنَّهُ قَدْ نَبَّأَنِيَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ». قال عُمَرُ: فقلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَنْ عِتْرَتُكَ؟ قَالَ: «أَهْلُ بَيْتِي مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ، والحسَنُ وَالحسَيْنُ وَتِسْعَةٌ مِنْ صُلْبِ الحسَيْنِ أَئِمَّةٌ أَبْرَارٌ، هُمْ عِتْرَتِي مِنْ لَحمِي وَدَمِي». رواه الخزَّاز في «كفاية الأثر» ص91 ـ 92 .
وعن جابر بن عبد الله الأنصار (رض) أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ومَنْ عِتْرَتُكَ؟ قَالَ: «عَلِيٌّ وَالحسَنُ وَالحسَيْنُ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ الحسَيْنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». رواه الصدوق في «معاني الأخبار» ص91.
وعن الإمام عليٍّ (ع) أنَّه سُئل: مَنِ العِتْرَةُ؟ فقال: «أنا والحسن والحسين، والأئمَّة التِّسعةُ من ولد الحسين، تاسعهم مهديُّهم وقائمهم، لا يُفارقون كتابَ الله ولا يُفارقهم، حتَّى يَرِدُوا على رسول الله (ص) حوضَهُ». رواهُ الصَّدوق في «عيون الأخبار» ج1 ص57 ، وسنده معتبر.
وفي رواية أُخرى أنَّ أبا هريرة سُئل: فَمَنْ أهلُ بَيْتِهِ؟ نِسَاؤُهُ؟ فقال: «لا ؛ أهلُ بيتِهِ أَصْلُهُ وَعَصَبَتُهُ، وهمُ الأَئِمَّةُ الاثنا عشر الَّذين ذَكَرَهُم اللهُ في قوله: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ [الزُّخرف: 28] . رواه الخزَّاز في «كفاية الأثر» ص 87.
والحمد لله ربِّ العالمين.