رُوِيَ أَنَّ مُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابَ 1 أَخَذَ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا : مَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ ؟
قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) .
قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِيَّ ؟
قَالَ : أَنْتَ أَيْضاً ـ أي أنت أيضاً رسول الله ـ .
فَخَلَّاهُ ـ أي خلا سبيله و تركه ـ .
وَ قَالَ لِلْآخَرِ : مَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ ؟
قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ .
قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِيَّ ؟
قَالَ : أَنَا أَصَمُّ .
فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلَاثاً ، فَأَعَادَ جَوَابَهُ الْأَوَّلَ ، فَقَتَلَهُ .
فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) .
فَقَالَ : ” أَمَّا الْأَوَّلُ فَقَدْ أَخَذَ بِرُخْصَةِ اللَّهِ ، وَ أَمَّا الثَّانِي فَقَدْ صَدَعَ بِالْحَقِّ ، فَهَنِيئاً لَهُ ” 2 .
- 1. مسيلمة الكذاب : هو مسيلمة بن ثمامة من بني حنيفة ، ادعى النبوة و كان من المعمرين ، نشأ باليمامة ، و لما ظهر الإسلام في الحجاز و افتتح النبي ( صلى الله عليه و آله ) مكة و دانت له العرب ، جاءه وفد من بني حنيفة و كان معهم مسيلمة إلا إنه تخلف مع الرحال خارج مكة ، فجاء الوفد إلى النبي و أسلموا و أخبروا النبي بمكان مسيلمة ، و لما رجعوا إلى ديارهم كتب مسيلمة إلى النبي : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد … فأجابه النبي : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، و كان مسيلمة يضع أسجاعا ليضاهي بها القرآن . ( أنظر : أضواء على الصحيحين : 371 ، للشيخ محمد صادق النجمي ) .
- 2. مستدرك وسائل الشيعة : 12 / 274 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .