لد (عليه السلام) يوم الثلاثاء، و قيل الخميس، الثالث – و قيل الخامس – من شعبان سنة أربع-.
و قيل: ولد في آخر شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث من الهجرة، و قيل: خمس من الهجرة .
و لم يكن بينه و بين أخيه إلّا مدّة الحمل ستّة أشهر ، و لم يكن بين مولد الحسن و حمل الحسين إلّا طهر واحد: خمسون ليلة .
و كانت فاطمة (عليه السلام) ترضع الحسن و هي حبلى به، فلمّا ولد الحسين كانت ترضعهما جميعا.
و عقّ عنه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) كما عقّ عن الحسن، و أذّن في أذنه حين و وضعته فاطمة أذان الصّلاة، و قطع سرّته حتى أخضبت يداه دما.
و لفّه في خرقة، و حنّكه بتمرة، و تفل في فيه، و تكلّم بكلام- قال أبو هريرة:
لست أدري ما هو- و ذلك أنّه كان تقدّم إلى فاطمة و قال لها: إذا ولدت فلا تسبقيني بقطع سرّة ولدك، و كانت قد سبقته بقطع سرّة الحسن (عليه السلام) .
و كان يشبه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ما بين عنقه إلى كعبه خلقا و لونا.
قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): من سرّه أن ينظر إلى أشبه النّاس برسول اللّه ما بين عنقه إلى وجهه إلى شعره فلينظر إلى الحسن بن عليّ، و من سرّه أن ينظر إلى أشبه النّاس برسول اللّه ما بين عنقه إلى كعبه خلقا و لونا فلينظر إلى الحسين بن عليّ .
و قال عليّ (عليه السلام): كنت رجلا أحبّ الحرب، فلمّا ولد الحسين هممت أن أسمّيه حربا فسمّاه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حسينا و قال: إنّي سمّيت ابنيّ هذين باسم [ابنيّ] هارون شبرا و شبيرا .
و في رواية أنّ جبريل عليه السّلام أتى النبيّ (صلى الله عليه واله) فأمره عن اللّه عزّ و جلّ أن يسمّيهما باسم ابني هارون عليه السّلام و قال له: إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى فسمّ ابنيك باسم ابني هارون»، قال: و ما كان اسمها؟
قال: شبر و شبير فقال النبيّ (صلى الله عليه واله): لساني عربيّ.
قال: فسمّهما حسنا و حسينا .
و كان مالك بن أنس يكره أن يقال: الحسن و الحسين بالألف و اللام، و يقول: سمّاهما رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حسنا و حسينا .
قال أبو زرعة: و هكذا الصواب و ذلك أنّه اشتقّ اسمهما من شبر و شبير و ليس فيهما ألف و لام.