نشأ الصراع الفكري حول خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام واستحقاقه لها منذ عهد الصحابة ، ومن نماذج ذلك ما كان يجري من محاورات بين عمر وابن عبّاس 1ثم تطوّر هذا الصراع الفكري حيث كان الواجهة النظرية للصراع السياسي ، فسرعان ما تطوّر إلى صراع دموي وملاحقة لشيعة علي عليه السلام ومحبيه بالقتل والإبادة ، وذلك منذ عهد معاوية والحكم الاُموي حتى القرن الخامس والعهد السلجوقي.
وإليك نماذج للعهدين :
فممّا في عهد معاوية ما رواه المدائني في كتاب « الأحداث » ، قال : « ثمّ كتب [ معاويةَ ] إلى عمّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان : اُنظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يحبّ عليّاً وأهل بيته ، فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه.
وشفع ذلك بنسخة اُخرى : من اتّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنَكِّلوا به ، واهدموا داره … » 2.
وأمّا في العهد السلجوقي ـ بل ومن قبله نحو قرن ـ كانت المعارك الدموية والمجازر الطائفية تتجدّد في بغداد كل سنة ، خاصّة في شهري محرّم وصفر ، حيث كانت الشيعة تعقد مجالس العزاء للحسين عليه السلام وتقيم له المآتم فتثور ثائرة اشياع آل أبي سفيان فتهاجمهم بالقتل والحرق والنهب.
راجع « المنتظم » لابن الجوزي ، و « الكامل » لابن الأثير ، و « عيون التواريخ » لابن شاكر ، و « مرآة الزمان » لسبط ابن الجوزي ، و « تاريخ الإسلام » للذهبي ، و « البداية والنهاية » لابن كثير ، وغيرها من المصادر التاريخية التي تتحدّث عن الحوادث والكوارث حسب السنين سنةً فسنة.
وفي بعض تلك السنين كانت الكارثة تتجاوز الأحياء إلى الإعتداء على الأموات وقبورهم ، ومن الشيعة إلى الأئمّة عليهم السلام أنفسهم.
يقول سبط ابن الجوزي في حوادث سنة ٤٤٣ هـ ـ بعد ما يؤرّخ مادار فيها من المعارك الدامية والفظيعة ـ :
وأتى جماعة إلى مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنهما فنهبوه وأخذوا ما فيه ، وأخرجوا جماعة من قبورهم فأحرقوهم مثل العوني الشاعر والناشیء والحدوجي ، وطرحوا النار في ضريح موسى ومحمد ، فاحترق الضريحان والقباب الساج ، وحفروا ضريح موسى ليخرجوه ويدفنوه عند الامام أحمد بن حنبل !! 3
وتكرّر إحراق مشهد الإمامين عليهما السلام في عام ٤٤٨ هـ أيضاً ، قال في « مرآة الزمان » : « وفي صفر كُبست دار أبي جعفر الطوسي فقيه الشيعة بالكرخ ، واُخذ ما كان فيها من الكتب وغيرها ، وكرسيّ كان يجلس عليه للكلام ، ومناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديماً يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة المشهدين ، فاُحرق الجميع في سوق الكرخ …
وفي مستهلّ ربيع الآخر قصد الزهري وابن البدن وجماعة من أهل باب البصرة والحربية ونهر طابق ودرب الشعير والعلايين مشهدَ موسى بن جعفر ومعهم فيه [ كذا ] بقصائد في حريق المشهد وسنّموا قبور المشهد وفعلوا كلّ قبيح ، وانتقل العلويون منه ولم يبق فيه إلّا القليل ، فمن القصائد :
يا موقد النيران في المشهدِ بورك في كَفَّيْك من موقدِ ! ( إلى آخر القصيدة ) ، ومن اُخرى :
سل دارسات الطلولِ كم بينها من قتيلِ ( إلى آخرها ) ، قال :
وفي ثامن ربيع الآخر عاد الزهري وابن البدن والجماعة المقدَّم ذكرهم إلى المشهد وسنّموا ضريح موسى بن جعفر والجواد وجميع القبور ، وصعد على ضريح الإمام رجل وقال : يا موسى بن جعفر ، إن كنت تحبّ أبابكر وعمر فرحمك الله ، وإن كنت تبغضهما فـ …
وصعد آخر يعرف بابن فهد فركض عليه ، فيقال إنّه انتفخت قدماه … ».
ونعود فنقول : إنّهم قد :
أسفوا على أن لايكونوا شاركوا
في قتله فتتبّعوه رميما
ولسنا نؤرّخ هذا النوع من الصراع اللا إنساني ، وإنّما أشرنا إليه كي نبرهن أنّ اليأس من الغلبة الفكرية تلجیء اليائس البائس إلى … ؟
نعم ، ظهر في النصف الأول من القرن الثالث كتاب « العثمانية » للجاحظ يهاجم فيه الشيعة ، وينكر الضروريّات ، ويجحد البديهيات ، كمحاولته لجحود شجاعة أميرالمؤمنين عليه السلام ! ممّا وصفه المسعودي بقوله في مروج الذهب ٣ : ٢٣٧ : « طلباً لإماتة الحقّ ومضادّة لأهله ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ».
فسرعان ما انثالت عليه ردود كثيرة ، ونقضه عليه قوم حتى من غير الشيعة وممّن يشاركه في نحلته ، بل نقضه الجاحظ هو بنفسه ، فإنّه كان صحفيّاً يُستخدم لأغراض إعلامية لقاء اُجور معيّنة ، فيكتب اليوم شيئاً ويكتب في غده خلاف ذلك الشيء بعينه.
ولعلّه كان هو اول من نقضه ، فقد ذكر له النديم في « الفهرست » ص ٢١٠ كتاب « الردّ على العثمانية » وهذا غير كتابه الآخر « فضل هاشم على عبد شمس » 4.
وما إن ظهر هذا الكتاب ـ العثمانية ـ إلّا وانثالت الردود عليه في حياة الجاحظ من كل حدب وصوب ، ومن كل الطوائف المسلمة ، فمنها ـ سوى ما تقدّم ـ :
٢ ـ « نقض العثمانية » لأبي جعفر الاسكافي البغدادي المعتزلي ، المتوفّى سنة ٢٤٠ هـ ، وقد نشره ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة ، وطبع مستقلاً مع « العثمانية » في مصر.
٣ ـ « نقض العثمانية » لأبي عيسى الوراق محمد بن هارون البغدادي ، المتوفّى سنة ٢٤٧ هـ.
٤ ـ « نقض العثمانية » لثُبيت بن محمد أبي محمد العسكري ، مؤلف « توليدات بني اُميّة في الحديث » [ النجاشي رقم ٢٩٩ ، الذريعة ٢٨٨ : ٢٤ ].
٥ ـ « نقض العثمانية » للحسن بن موسى النوبختي ، ذكره المسعودي في مروج الذهب ٣ : ٢٣٨.
٦ ـ « الردّ على العثمانية » لأبي الأحوص المصري المتكلّم [ الذريعة ١٠ : ٢١١ ].
٧ ـ « نقض العثمانية » للمسعودي ، مؤلف مروج الذهب ، قال فيه ٢ : ٣٣٨ : « وقد نقضت عليه ما ذكرناه من كتبه ككتاب العثمانية وغيره ، ونقضها جماعة من متكلّمي الشيعة … والمعتزلة تنقض العثمانية.. ».
٨ ـ « نقض العثمانية » للمظفّر بن محمد بن أحمد أبي الجيش البلخي المتكلّم ، المتوفّى سنة ٣٦٧ هـ [ النجاشي : رقم ١١٢٨ ، الذريعة ٢٤ : ٢٨٩ ].
٩ ـ « نقض العثمانية » لأبي الفضل أسد بن علي بن عبدالله الغساني الحلبي ( ٤٨٥ ـ ٥٣٤ هـ ) عمّ والد ابن أبي طيّ الحلبي [ لسان الميزان ١ : ٣٨٣ ].
١٠ ـ « بناء المقالة الفاطمية ( العلوية ) في الردّ على العثمانية » للسيد ابن طاووس وهو جمال الدين أبوالفضائل أحمد بن موسى الحسني الحلّي ، المتوفّى سنة ٦٧٣ هـ.
نسخة منه مكتوبة في حياته بخطّ تلميذه ابن دواد ـ صاحب « الرجال » ـ فرغ منها في شوّال سنة ٦٦٥ هـ ، في مكتبة الأوقاف في بغداد ، رقم ٦٧٧٧.
وعنها مصوّرة في المكتبة المركزية بجامعة طهران ، رقم الفلم ٩٧٦ ، كما في فهرس مصوّراتها ١ : ٢٩١.
ونسخة في كليّة الحقوق في جامعة طهران ، كتبت سنة ١٠٩١ هـ ، رقم ٧٠ د ، ذكرت في فهرسها ص ٢٦١.
وعنها مصوّرة أيضاً في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم الفلم ١٣٧٥ ، مذكورة في فهرسها ١ : ٢٩١.
ونسخة في مكتبة السيد الحكيم العامة ، في النجف الأشرف ، رقم ٤٦٢ ، كتبت سنة ١٣٤٧ هـ.
وطبعته دار الفكر الأردنية في عمّان سنة ١٤٠٥ هـ ، في جزءين بتحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي.
وحقّقه العلّامة السيد علي العدناني وسوف يقدّمه للطبع قريباً إن شاء الله تعالى.
ويستمر الصراع الفكري والحرب الباردة بين الطوائف المتخاصمة والمبادیء المتضاربة وإن تخلّلتها نماذج من الصراع الدموي.
وموقفَ الشيعة كان في هذه القرون الأربعة من كل ذلك موقف الدفاع وصدّ الهجمات ، فظهرت الكتب تهاجم الشيعة ، وألّفت الشيعة كتباً تردّ عليها وتدافع عن مبدئها وكيانها.
وإليك نماذج من ذلك ، ولا نذكر لكلّ قرن إلّا نموذجاً واحداً فإنّه لا مجال هنا لأكثر من ذلك ، وأمّا استيعاب ذلك فيملأ مجلّدات ، وربّما كان ما يخصّ قرننا الذي نعيش فيه يشكل بمفرده مجلّداً ! إذ صدر أخيراً في الباكستان وحدها زهاء مائتي كتاب يهاجم الشيعة ! وإلى الله المشتكى.
ففي القرن السادس
كتب بعض أحناف الريّ من بني المشّاط ـ وجَبُن أن يصرّح باسمه ـ كتاباً سمّاه « بعض فضائح الروافض » هاجم فيه الشيعة وتحامل عليهم ، فردّ عليه معاصره نصيرالدين عبدالجليل القزويني الرازي بكتاب سمّاه « بعض مثالب النواصب » نقض عليه كل ما جاء به وفنّده واشتهر باسم « النقض » وهو مطبوع مرتين بتحقيق المحدّث الاُرموي رحمه الله.
ومنه مخطوطة في مكتبة البرلمان الإيراني السابق ، كتبت في القرن الثامن.
وفي القرن السابع
مُنِيَ الناس بالغزو المغولي فذُهلوا عن كلّ شيء.
وفي القرن الثامن
ظهر ابن تيميّة فتحدّى كل المذاهب وعارضها ، فكفّره أعلام عصره ، وألّف ـ فيما يخصّ الشيعة ـ كتاب « منهاج السُنّة » فدلّل على جهله وانحرافه عن علي عليه السلام ، وبغضه له ، وهو آية النفاق.
فكتب بعض معاصريه كتاباً في الردّ عليه سمّاه « الإنصاف والإنتصاف لأهل الحقّ من الإسراف » تمّ تأليفه سنة ٧٥٧ هـ.
ونسخة عصر المؤلف موجودة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مشهد ، برقم ٥٦٤٣.
ونسخة اُخرى في دار الكتب الوطنية في طهران ( كتابخانه ملّي ) ، رقم ٤٨٥ ع.
واخرى في كلية الحقوق بجامعة طهران ، رقم ١٣٠ ج.
وفي القرن التاسع
ألّف يوسف بن مخزوم الأعور الواسطي كتاباً هاجم فيه الشيعة ، وهو الذي ترجم له السخاوي في الضوء اللامع ١٠ : ٣٣٨ وقال : « يوسف الجمال أبوالمحاسن الواسطي الشافعي ، تلميذ النجم السكاكيني …
رأينا له مؤلَّفاً سمّاه : الرسالة المعارضة في الردّ علی الرافضة ».
فردّ عليه الشيخ نجم الدين خضر بن محمد الحبلرودي 5 في سنة ٨٣٩ هـ في الحلّة فألّف كتاباً سمّاه « التوضيح الأنور بالحجج الواردة لدفع شبه الأعور » 6.
وكتب بعد ذلك بسنة ـ سنة ٨٤٠ هـ ـ في الحلّة أيضاً الشيخ عزّالدين الحسن بن شمس الدين محمد بن علي المهلّبي الحلّي كتاباً في الردّ على الأعور بأمر الشيخ جمال الدين ابن فهد ، وسمّاه « الأنوار البدرية في كشف شبه القدرية » 7.
وفي القرن العاشر
ألّف ابن حجر الهيتمي ـ المتوفّى سنة ٩٧٣ هـ ـ كتابه « الصواعق المحرقة » ألّفه سنة ٩٥٠ هـ في مكّة المكرّمة وقد أثارته كثرة الشيعة والرافضة بها كما ذكر في خطبة الكتاب.
فردّ عليه في الديار الهندية القاضي نورالله التستري ، الشهيد سنة ١٠١٩ هـ بكتاب سمّاه « الصوارم المهرقة » وقد طبع في إيران سنة ١٣٦٧ هـ واُعيد طبعه بالاُفست فيها أيضاً مؤخّراً.
وردّ عليه بالديار اليمنية أحمد بن محمد بن لقمان ، المتوفّى سنة ١٠٢٩ هـ بكتاب سمّاه « البحار المغرقة » ذكره الشوكاني في البدر الطالع ١ : ١١٨.
وفي القرن الحادي عشر
طمع السلطان مراد الرابع العثماني ( ١٠٣٢ ـ ١٠٤٩ هـ ) في العراق ـ وكان تحت سلطة الدولة الصفوية ـ فعزم على حرب إيران وهو يعلم أنّه لاقِبلَ له بالحكم الصفوي ، فلجأ إلى إثارة الطائفية من جديد ، واستنجد بعلماء السوء علماء البلاط ، ليفتوه بجواز إثارة الحرب الداخلية بين المسلمين ، وإباحة سفك الدماء المحرّمة وقتل النفوس المحترمة ، فلم يجرأ أحد منهم على ذلك إلّا شابّ 8 يدعى نوح أفندي ، من أذناب المنافقين ، ومن دعاة التفرقة ، حريص على الدنيا ، فأفتى حسب ما يهواه السلطان وباع دينه بدنيا غيره ، فأصدر فتوى بتكفير الشيعة تحت عنوان : من قتل رافضيّاً واحداً وجبت له الجنّة !! سبّبت قتل عشرات الاُلوف ، فدارت رحى الحرب الداخلية تطحن المسلمين من الجانبين طيلة سبعة أشهر ، إبتداءً من ١٧ رجب سنة ١٠٤٨ ـ ٢٣ محرّم سنة ١٠٤٩ = ١٥ / ١١ / ١٦٣٨ ـ ١٧ / ٥ / ١٦٣٩ حيث عقدت معاهدة الصلح في مدينة قصر شيرين وأدّت إلى انتهاء الحرب.
ولكن ما إن خمدت نيران الحرب إلّا وأشعلوا نيران الفتن لإبادة الشيعة داخل الرقعة العثمانية استناداً إلى هذه الفتوى ، فأخذ السيف منهم كلّ مأخذ ، وأفضعها مجزرة حلب القمعية ، فكانت حلب أشدّ البلاد بلاءً وأعظمها عناءً لأنّها شيعية منذ عهد الحمدانيّين ، فجرّدوا فيهم السيف قتلاً ونهباً وسبياً وسلباً ، فلم يبق منهم إلّا من لجأ إلى القرى والضواحي.
والفتوى ـ بنصّها العربي ـ مدرجة في كتاب « العقود الدُريّة في تنقيح الفتاوى الحامدية » ص ١٠٢ من الجزء الأول 9، جاء فيها :
« ومن توقّف في كفرهم وإلحادهم ووجوب قتالهم وجواز قتلهم ، فهو كافر مثلهم ! … » إلى أن يقول في ص ١٠٣ : « فيجب قتل هؤلاء الأشرار الكفّار ، تابوا أولم يتوبوا … ولا يجوز تركهم عليه بإعطاء الجزية ، ولا بأمان مؤقّت ولا بأمان مؤبّد … ويجوز استرقاق نسائهم ، لأنّ استرقاق المرتدّة بعدما لحقت بدار الحرب جائز ، وكلّ موضع خرج عن ولاية الإمام الحقّ ! فهو بمنزلة دار الحرب ، ويجوز استرقاق ذراريهم تبعاً لاُمّهاتهم ».
أقول : « كُبُرَتْ كلمةً تخرجُ من أفواههم إنْ يقولون إلّا كَذِباً تكادُ السمواتُ يتفطّرْنَ منه وتنشقُّ الأرضُ وَتخِرُّ الجِبالُ هَدّاً » فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .. الله يعلم كم سَفَكتْ هذه الفتوى من دم حرام ، وقَتلتْ من نفوس محترمة ، فقد راح ضحيّتها في مجزرة حلب القمعيّة وحدها أربعون ألفاً من الشيعة ، وفيهم الاُلوف من الشرفاء من ذرّيّة رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم.
فأرسل السيد شرف الدين علي بن حجّة الله الشولستاني ـ من علماء النجف الأشرف آنذاك ـ هذه الفتوى إلى إيران للسعي في وضع حدّ لهذه المجازر.
فتصدّى له الشيخ عزّالدين علي نقي الطغائي الكَمَري ، قاضي شيراز ، وشيخ الإسلام بأصفهان ، المتوفّى سنة ١٠٦٠ هـ ، فألّف في الردّ عليه وفي تفنيد مزاعمه وإبطال مفترياته كتاباً حافلاً سمّاه « الجامع الصفوي » 10.
كما خصّص المغفور له العلّامة السيد عبدالحسين شرف الدين الفصلَ التاسع من كتابه القيّم « الفصول المهمّة في تأليف الاُمّة » لهذه الفتوى والردّ عليها جملةً جملة.
كما تجد الردّ الوافي والجواب الشافي على هذه الفتوى المشؤومة في الأجزاء غير المطبوعة من كتاب « الغدير » لشيخنا الحجّة العلّامة الأميني رحمة الله عليه.
القرن الثاني عشر
ظهر كتاب في التهجّم على الشيعة باسم « الصواقع الموبقة » لمؤلف يدعى نصرالله الكابلي ، وهو نكرة لم يعرف ، ولا تُرجم له في معاجم التراجم ، كما أنّي لم أعثر على من أعاره اهتماماً فردّ عليه.
لو كلّ كلب عوى ألقمته حجراً
لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ
ولعلّهم استغنوا عن الردّ عليه بردودهم الكثيرة على كتاب « تحفه اثنى عشريه » إذ هو يعتبر ترجمةً له ومسروقاً منه.
القرن الثالث عشر
ربّما كان الخلاف القائم بين الطائفتين يرتكز على أمر الخلافة فالصراع الفكري كان يدور حولها عبر القرون الغابرة.
ثم ظهر المولوي عبدالعزيز الدهلوي فسعى لتوسيع شُقّة الخلاف وتعديته إلى كلّ النواحي والأطراف ، فلم ، يقف في تهجّمه على الشيعة عند مباحث الإمامة والخلافة شأن من تقدّمه ، ولكنّه أسرف وأفرط فتجاوز الإمامة إلى النبوّة ، ثمّ لم يقف عندها حتى تعدّاها إلى الإلهيّات والمعاد والخلافات الفقهية وغيرها وغيرها ، ووضع كتاباً لهذا الغرض سمّاه « تحفه اثنى عشريه » وجعله اثني عشر باباً.
فالباب الأول في تاريخ الشيعة وفرقها.
والباب الثاني في مكائدها !
والباب الثالث في أسلافها وكتبها.
والباب الرابع في رواة الشيعة وأخبارها.
والباب الخامس في الإلهيّات.
والباب السادس في النبوّات.
والباب السابع في الإمامة.
والباب الثامن في المعاد.
والباب التاسع في المسائل الفقهية.
والباب العاشر في المطاعن.
والباب الحادي عشر في الخواصّ الثلاث ، وهي الأوهام والتعصّبات والهفوات.
والباب الثاني عشر في الولاء والبراء.
وسبقه إلى ذلك ـ كما تقدّم ـ نكرة شاذّ مثله يدعى نصرالله الكابلي ، فألّف كتاباً بادر فيه إلى توسيع شقّة الخلاف وتسريتها إلى أبعد الحدود في كتاب سمّاه « الصواقع الموبقة » طَرَق فيه هذه الأبواب كلّها ، بحيث يُعدّ كتاب التحفة ترجمة له أو سرقة منه.
وما إن ظهر الكتاب (تحفه اثنى عشريه) إلّا وانثالت عليه الردود من كلّ حدب وصوب ، وتناوله أعلام الطائفة وأبطال ذلك العصر ، المدافعون عن الحقّ ، المجاهدون في الله وإعلاء كلمته والحفاظ على دينه ، فردّوا عليه أباطيله وزيفوا تمويهاته جملة وتفصيلاً.
فمنهم من نقض الكتاب كلّه ، ومنهم من نقض منه باباً أو أكثر ، فمن الفريق الأول :
١ ـ الشيخ جمال الدين أبو أحمد الميرزا محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيسابوري الهندي الأكبر آبادي الأخباري ، المقتول سنة ١٢٣٢ هـ.
له مشاركة في كثير من العلوم وألّف كتباً كثيرة منوّعة ومنها كتابه في الردّ على التحفة الإثني عشرية بكامله ، سمّاه « سيف الله المسلول على مخرّبي دين الرسول » ولقّبه بـ « الصارم البتّار لِقَدّ الفُجّار وقَطّ الأشرار والكفّار » ، كبير في ستّ مجلّدات.
الذريعة ١٠ : ١٩٠ و ١٢ : ٢٨٨ و ١٥ : ٣ ، الأعلام للزركلي ٦ : ٢٥١ ، معجم المؤلفين ٩ : ٣١ ، أعيان الشيعة ٩ : ٣٩٢.
٢ ـ الميرزا محمد بن عناية أحمد خان الكشميري الدهلوي ، الملقّب بالكامل والمشتهر بالعلامة ، نزيل لكهنو ، المتوفّى سنة ١٢٣٥ هـ.
كتب السيد إعجاز حسين الكنتوري عن حياته كتاباً مفرداً وترجم له في كتابيه « شذور العقيان » و « كشف الحجب » ص ٥٧٩.
وأشهر كتبه وأحسنها هو كتابه « نزهة الإثني عشرية في الردّ على التحفة الإثني عشرية » نقض فيه أبوابه الإثني عشر كلّها ، أفرد لنقض كلّ باب مجلّداً ولكنّ الذي تمّ تأليفه وانتهى تبييضه وطبع وانتشر هو خمسة مجلّدات طبعت بالهند سنة ١٢٥٥ وهي الأول والثالث والرابع والخامس والتاسع 11.
ومن مجلّده السابع مخطوطة في المكتبة الناصرية في لكهنو ، وهي مكتبة آل صاحب العبقات ، وعنها مصوّرة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام العامة في أصفهان.
ومن مجلّده الثامن مخطوطة في مكتبة البرلمان الإيراني السابق ، برقم ٢٨٠٩ ، وصفت في فهرسها ٩ : ٩٢.
ومن الأجزاء المطبوعة توجد نسخ مخطوطة في المكتبة الناصرية بالهند ، وفي المتحف الوطني في كراجي ، وصفها المنزوي في الفهرست الموحّد للمخطوطات الفارسية في الباكستان ٢ : ١١٩٩.
ولمؤلف النزهة ترجمة مطوّلة في كتاب « نجوم السماء » ص ٣٥٢ ـ ٣٦٢.
٣ ـ المولوي حسن بن أمان الله الدهلوي العظيم آبادي ، نزيل كربلاء ، المتوفّى حدود سنة ١٢٦٠ هـ.
ترجم له شيخنا رحمه الله في « الكرام البررة » من طبقات أعلام الشيعة ، ص ٣٠٨ ، وعدّد مؤلفاته.
له كتاب « تجهيز الجيش لكسر صَنَمي قريش » في الردّ على التحفة الإثني عشرية ، توجد مخطوطة منه في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، كتبت في القرن الثالث عشر.
نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ٦ : ٣٦١ ، فهرس المخطوطات الفارسية للمنزوي ٢ : ٩٠٦.
ومن الفريق الثاني وهم الّذين لم تسع أعمارهم لنقض الكتاب كلّه وإنّما نقضوا بعضه ، فمنهم من استهدف منه باباً واحداً فركّز عليه اهتمامه ، وكرّس فيه جهوده ، وصبّ عليه ردوده ، كصاحب « عبقات الأنوار » رحمه الله ، حيث اختار الباب السابع منه وردّ عليه بمنهجيه ، وخصّ كلّ حديث من أحاديث منهجه الثاني بمجلّد ضخم أو أكثر فأشبع القول فيه ، ولم يترك شاردة ولا واردة إلّا وتكلّم عليها ، وسيأتي الكلام عنه بالتفصيل.
ومنهم من طرق منه أكثر من باب ، فردّ على كلّ باب بكتاب مفرد ضخم ، وإليك الردود الموجّهة إليه باباً ، باباً :
الباب الأول من كتاب تحفه اثنى عشريه في تاريخ الشيعة
فممّن ردّ عليه المتكلّم المحقّق العلّامة السيد محمد قلي بن السيد محمد حسين اللكهنوي الكنتوري ، المتوفّى سنة ١٢٦٠ هـ ، وهو والد السيد حامد حسين مؤلف كتاب « عبقات الأنوار ».
قال في « كشف الحجب » ص ٥٢٤ : « كان ـ أعلى الله درجته ـ ملازماً للتصنيف وترويج شعائر الله وذبّ شبهات المخالفين ليلاً ونهاراً ، كثير العبادة ، حسن الخلق ، منقطعاً عن الخلق … ».
فقد ردّ على الباب الأول : بكتاب « السيف الناصري » وقد طبع بالهند ، كما ألّف في الردّ على كلّ من الباب الثاني والسابع والعاشر والحادي عشر كتباً صخمة وسمّى المجموع بـ « الأجناد الإثنا عشرية المحمدية » يأتي كل منها في بابه.
ثمّ إنّ الفاضل الرشيد تلميذ صاحب التحفة ألّف رسالة حاول فيها الإجابة عن ردود السيد والإنتصار لاُستاذه ، فردّ عليه السيد محمد قلي بكتاب سمّاه « الأجوبة الفاخرة في الردّ على الأشاعرة ».
الذريعة : ٤ : ١٩٢ ـ ١٩٣ و ١٢ : ٢٩٠ و ١٠ : ١٩٠ و ١ : ٢٧٧ و ٢٦ : ٢٩ ، كشف الحجب : ٢٤ ، نجوم السماء : ٤٢٢ ، نزهة الخواطر ٧ : ٤٦٠ ، الثقافة الإسلامية في الهند : ٢٢٠ ، دراسات في كتاب العبقات : ١٣٠ ، أعيان الشيعة ٩ : ٤٠١.
الباب الثاني في المكائد
ردّ عليه السيد محمد قلي ـ المتقدِّم ـ أيضاً بكتاب سمّاه « تقليب المكائد » طبع بالهند ، في كلكته ، سنة ١٢٦٢ هـ ، وهو أحد الأجناد الإثني عشر.
الذريعة ٤ : ١٩٣ و ٣٨٩ و ١٠ : ١٩٠ ، نجوم السماء : ٤٢٢ ، نزهة الخواطر ٧ : ٤٦١ ، الثقافة الإسلامية في الهند : ٢٢٠ ، كشف الحجب : ١٣٧.
الباب الثالث في الأسلاف
ردّ عليه الميرزا محمد بن عناية أحمد خان الكشميري الدهلوي ، وهو أحد أجزاء كتابه « نزهه اثنى عشريه » ومن مجلّداته الخمسة المطبوعة بالهند سنة ١٢٥٥ هـ.
الباب الرابع في اُصول الحديث والرجال
١ ـ ردّ عليه الميرزا محمد ـ المتقدِّم ـ ، وهو من أجزاء كتابه « نزهه اثنى عشريه » ومن مجلّداته المطبوعة سنة ١٢٥٥ هـ.
٢ ـ وممّن ردّ على هذا الباب أيضاً ، المولوي خيرالدين محمد الهندي الإله آبادي ، بكتاب سمّاه « هداية العزيز » ( هدية العزيز ).
الذريعة ٢٥ : ٢١٢ ، كشف الحجب : ٦٠٥ ، نزهة الخواطر ٧ : ١٦٣ ، طبقات أعلام الشيعة ( الكرام البررة ) ٢ : ٥١٠ ، تكملة نجوم السماء ١ : ٤٢١.
الباب الخامس في الإلهيّات
١ ـ ردّ عليه المتكلّم المجاهد الفقيه المحقّق السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي الهندي النصير آبادي اللكهنوي ، الملقّب بممتاز العلماء ، والمشتهر بغفران مآب ، المتوفّى سنة ١٢٣٥ هـ.
شيخ أعلام الطائفة في الديار الهندية ، واُستاذ علمائها ، ولد سنة ١١٦٦ هـ ، واتّجه إلى طلب العلم ، قرأ الإلهيّات في بلاده ، ثمّ هاجر عام ١١٩٣ هـ إلى العراق وحضر في كربلاء أبحاث الاُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني والفقيه المدقّق السيد علي الطباطبائي ـ صاحب الرياض ـ والعلّامة الجليل السيد مهدي الشهرستاني ، ثمّ رحل إلى النجف الأشرف وأفاد من أعلامها البارزين ، ولازم دروس السيد مهدي بحر العلوم ، ثمّ زار مشهد الإمام الرضا عليه السلام بخراسان سنة ١١٩٤ ، وحضر دروس السيد مهدي الشهيد ، ثمّ قفل راجعاً إلى بلاده وأقام في لكهنو ، وقام بأعباء الوظائف الشرعية ، ونهض لخدمة الدين الحنيف وترويج الشريعة الإسلامية ونشر مذهب أهل البيت ومكافحة سائر الفرق.
ترجم له عبد الحيّ اللكهنوي في « نزهة الخواطر » ترجمة حسنة ، وقال : « ثمّ إنّه بذل جهده في إحقاق مذهبه وإبطال غيره لاسيما الأحناف والصوفية والأخبارية حتى كاد يعمّ مذهبه في بلاد إوِد ويتشيّع كل من الفرق … ».
وهو أول من أقام الجمعة والجماعة في تلك البلاد وأسس الحوزة العلمية وربّى جماعة من العلماء وألف كتباً قيّمة أهمها كتاب « عماد الإسلام » كتاب مبسوط في علم الكلام والاُصول الخمسة الإعتقادية ويسمّى « مرآة العقول » أيضاً في خمسة مجلّدات ضخام ، طبع منه أربعة مجلّدات وهي التوحيد والعدل والنبوة والمعاد.
وألّف في الردّ على « تحفه اثنى عشريه » خمسة كتب ، يأتي كلّ منها في بابه ومنها كتابه في الردّ على هذا الباب وسمّاه « الصوارم الإلهيّات في قطع شبهات عابد العزّى واللات » طبع بالهند سنة ١٢١٥ هـ ، وردّ عليه أسد الله الملتاني بكتاب سمّاه « تنبيه السفيه » !
طبقات أعلام الشيعة ( الكرام البررة ) ٢ : ٥١٩ ـ ٥٢٣ ، أعيان الشيعة ٦ : ٤٢٥ ، أحسن الوديعة ١ : ٤ ـ ٩ ، الذريعة ١٠ : ١٩٠ و ١٥ : ٩٢ و ٣٣٠ ، نزهة الخواطر ٧ : ١٦٦ ، كشف الحجب : ٣٧٢ ، نجوم السماء : ٣٥٠ ، الثقافة الإسلامية في الهند : ٢٢٠ ، الأعلام ٢ : ٣٤٠ ، معجم المؤلفين ٤ : ١٤٥.
٢ ـ ومن الردود على هذا الباب ، المجلّد الخامس من كتاب « نزهه اثنى عشريه » للميرزا محمد بن عناية أحمد خان الكشميري الذي تقدّم ذكره.
الباب السادس في النبوّات
ردّ عليه السيد دلدار علي ـ المتقدِّم ـ بكتاب سمّاه « حسام الإسلام وسهام الملام » طبع في كلكته بالهند سنة ١٢١٥ هـ.
الذريعة ٧ : ١٢ و ١٠ : ١٩٠ ، نجوم السماء : ٣٥٠ ، كشف الحجب : ١٩٥ ، نزهة الخواطر ٧ : ١٦٨ ، الثقافة الإسلامية في الهند : ٢١٩.
الباب السابع في الإمامة
١ ـ وقد ردّ عليه العلّامة الحجّة السيد دلدار علي النقوي النصير آبادي ، الذي ردّ على الباب الخامس في الإلهيّات ، وسمّاه « الصوارم الإلهيّات » فقد ردّ على هذا الباب في أبحاث الإمامة وسمّاه « خاتمة الصوارم » كما ألف في الردّ على عدّة أبواب اُخرى ممّا تقدّم ويأتي.
٢ ـ وممّن نقض هذا الباب أيضاً ابنه العلّامة السيد محمد بن السيد دلدار علي ـ المتقدِّم ـ الملقّب بسلطان العلماء ، والمتوفّى سنة ١٢٨٤ هـ ، فقد ألّف في الردّ على هذا الباب كتابين ، كتاب في الإمامة باللغة العربية ردّاً على هذا الباب من التحفة وآخر بالفارسية سمّاه « البوارق الموبقة » وقد طُبع بالهند.
نزهة الخواطر ٧ : ٤١٥ ، الثقافة الإسلامية في الهند : ٢١٩ ، كشف الحجب : ٨٨ ، الذريعة ٣ : ١٥٤ ، و ١٠ : ١٩٠ ، أحسن الوديعة ١ : ٤١.
٣ ـ ومنهم السيد جعفر أبو علي خان بن غلام علي الموسوي البنارسي ، ثمّ الدهلوي ، تلميذ الميرزا محمد مؤلّف « نزهه اثنى عشريه » فقد ردّ على هذا الباب بكتاب سمّاه « برهان الصادقين » رتّبه على أبواب وفصول ، وفي الباب التاسع منه تطرّق إلى مسائل المسح والمتعة ونحوها.
وله مختصره أيضاً سمّاه « مهجة البرهان ».
كشف الحجب : ٥٧٢ ، الذريعة ٣ : ٩٧ و ١٠ : ١٩٠ و ٢٣ : ٢٨٨ ، الكرام البررة : ١ : ٢٣٣ ، تكملة نجوم السماء ١ : ٤٢٧ ، نزهة الخواطر ٧ : ١٧.
٤ ـ ومنهم الآية الباهرة سيّد المجاهدين السيد حامد حسين ، فقد ردّ على هذا الباب بكتاب « عبقات الأنوار » وهو أهمّ الردود على هذا الباب ، بل هو أحسن الردود على « تحفه اثنى عشريه » ، بل هو أجلّ ما اُلّف في الإمامة ، قال عنه شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله : « هو أجلّ ما كتب في هذا الباب من صدر الإسلام إلى الآن ، يقع في أكثر من عشر مجلّدات كبار … » 12.
٥ ـ ومنهم العلّامة الكبير السيد محمد قلي ، والد صاحب العبقات ، ألّف في الردّ على هذا الباب كتاب « برهان السعادة » كما ردّ على غير واحد من أبواب التحفة ممّا تقدّم ويأتي.
الذريعة ٣ : ٩٦ و ١٠ : ١٩٠ ، كشف الحجب : ٨٤ وقال : « وهو من أحسن ما كتب في الإمامة » ، نزهة الخواطر ٧ : ٤٦١ ، نجوم السماء : ٤٢٢ ، الثقافة الإسلامية في الهند : ٢٢٠.
٦ ـ ومنهم العلّامة السيد المفتي محمد عبّاس الموسوي التستري الجزائري ، المتوفّى سنة ١٣٠٦ هـ ، صاحب المؤلفات الكثيرة المنوّعة ، واُستاذ صاحب العبقات ، ألّف في الردّ على الباب السابع من التحفة كتاب « الجواهر العبقرية » المطبوع بالهند ، تناول فيه الشبه التي أوردها صاحب التحفة على غيبة الإمام المهدي عليه السلام وعجّل الله في ظهوره فردّ عليه بأحسن ردّ.
الذريعة ٥ : ٢٧١ و ١٠ : ١٩٠.
كما ألّف السيد دلدار علي النقوي أيضاً رسالة في الغَيْبة ردّاً على التحفة.
نزهة الخواطر ٧ : ١٦٨ ، الذريعة ١٦ : ٨٢ ، كشف الحجب : ٢٨٥.
الباب الثامن في المَعاد
ردّ عليه السيد دلدار علي النقوي ، المتوفّى سنة ١٢٣٥ هـ ، بكتاب سمّاه « إحياء السُنّة وإماتة البدعة بطعن الأسنّة » طبع بالهند سنة ١٢٨١ هـ ، وللمؤلف ردود على أبواب اُخرى ممّا تقدّم ويأتي.
الذريعة ١ : ٢٧١ و ١٠ : ١٩٠ ، الكرام البررة ٢ : ٥٢٠ ، نزهة الخواطر ٧ : ١٦٧ ، كشف الحجب : ٢٨ ، الثقافة الإسلامية في الهند : ٢١٩.
وممّن ردّ على هذا الباب الميرزا محمد بن عناية أحمد خان ، فالمجلّد الثامن من كتابه « نزهه اثنى عشريه » ردّ على هذا الباب من « تحفه اثنى عشريه » وهو موجود في مكتبة البرلمان الإيراني السابق برقم ٢٨٠٩ كما تقدّم.
الباب التاسع في المسائل الفقهية الخلافية
فممّن ردّ عليه الميرزا محمد بن عناية أحمد خان الكشميري ، المتوفّى سنة ١٢٣٥ هـ ، خصّ المجلّد التاسع من كتابه القيّم « نزهه اثنى عشريه » في الردّ على هذا الباب ، وهو مطبوع بالهند سنة ١٢٥٥ هـ.
ثمّ ألف المولوي إفراد علي الكالپوي في الردّ على هذا المجلّد من النزهة كتاباً سمّاه « رجوم الشياطين » فردّ عليه السيد جعفر أبو علي خان الموسوي البنارسي بكتاب سمّاه « معين الصادقين ».
كشف الحجب : ٥٣٦ ، الذريعة ٢١ : ٢٨٥.
ولصاحب النزهة ـ رحمه الله ـ كتاب آخر في الردّ على الكيد الثامن من هذا الباب حول المتعة ومسح الرجلين ، منه مخطوطة في المكتبة الناصرية ، وهي مكتبة آل صاحب العبقات في لكهنو ، وعنها مصوّرة في مكتبة الإمام أميرالمؤمنين العامّة في أصفهان.
كما أنّ الشيخ أحمد بن محمد علي الكرمانشاهي ، حفيد الاُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني رحمه الله ، والمتوفّى سنة ١٢٣٥ هـ ، له في الردّ على هذا الموضع من الباب التاسع كتاباً سمّاه « كشف الشبهة عن حلّيّة المتعة » ، منه مخطوطة في المتحف الوطني في كراجي ، كتبت سنة ١٢٢٧ هـ 13.
الكرام البررة : ١٠٠ ، الذريعة ١٨ : ٣٩.
الباب العاشر في المطاعن
١ ـ ممّن ردّ على هذا الباب هو السيد محمد قلي الكنتوري ، والد صاحب العبقات ، نقضه بكتاب سمّاه « تشييد المطاعن لكشف الضغائن » وهو كبير في مجلّدين ضخمين ، الأول منهما يشتمل على أربعة أجزاء في نحو ألفي صفحة ، وثانيهما في ٤٤٢ صفحة ، فالمجموع خمسة أجزاء طبعت بالهند على الحجر سنة ١٢٨٣ هـ ، ملؤها فوائد وتحقيقات قيّمة بها تعرف مقدرة المؤلف العلمية وسعة اطّلاعه وتوسّعه في الكلام.
ذكره في كشف الحجب ـ ص ١٢٢ ـ وقال : « وهو كتاب لم يطّلع أحد على مثيله ، ولم يظفرِ الزمان بعديله ، حاوٍ على إلزامات شديدة وإفحامات سديدة ، اشتمل على ما لم يشتمل عليه كتاب من الأجوبة الشافية بفصل الخطاب … ». الذريعة ٤ : ١٩٢.
واُعيد طبع قسم منه بالاُفست في إيران ، كما اُعيد طبع قسم منه في الباكستان على الحروف.
٢ ـ وممّن ردّ على هذا الباب سلطان العلماء السيد محمد بن السيد دلدار علي النقوي النصير آبادي الهندي ، المتوفّى سنة ١٢٨٤ هـ.
ترجم له عبدالحيّ اللكهنوي في نزهة الخواطر ٧ : ٤١٥ فقال : « مجتهد الشيعة وإمامهم في عصره ، ولد سنة ١١٩٩ ، واشتغل بالعلم على والده من صباه ، ولازمه ملازمة طويلة ، وفرغ من تحصيل العلوم المتعارفة وله نحو ١٩ سنة ، فتصدّی للدرس والإفادة ، وأجازه والده سنة ١٢١٨ ، وأخذ عنه إخوته وخلق كثير من العلماء ، وكان ممّن تبحّر في الكلام والاُصول ، وحصل له جاه عظيم عند الملوك ، لاسيما أمجد علي شاه اللكهنوي ، لقبه بسلطان العلماء وولّاه الإفتاء ، وكان يأتي عنده في بيته … له مصنّفات عديدة منها كتابه في مبحث الإمامة جواباً عمّا اشتمل عليه التحفة ».
وذكره في كتابه الثقافة الإسلامية في الهند ـ ص ٢١٩ ـ عند عدّ متكلّمي الشيعة في الهند ووصفه بقوله : « فاق والده … » 14.
أقول : له في الردّ على مباحث هذا الباب كتاب « طعن الرماح » بحث فيه قصة فدك والقرطاس وإحراق باب فاطمة عليها السلام وتطرّق في الخاتمة إلى قصة شهادة الحسين عليه السلام ، وفرغ منه في رجب سنة ١٢٣٨ ، وطبع بالهند سنة ١٣٠٨ هـ.
وردّ عليه الشيخ حيدر علي الفيض آبادي وسمّاه « نقض الرماح في كبد النباح » !
٣ ـ وممّن ردّ على هذا الباب السيد أبو علي خان جعفر الموسوي الهندي ، ردّ عليه بكتاب سمّاه « تكسير الصنمين ».
الباب الحادي عشر في الأوهام والتعصّبات والهفوات
وممّن ردّ عليه السيد محمد قلي الكنتوري ، المتوفّى سنة ١٢٦٠ هـ.
ردّ على هذا الباب بكتاب سمّاه « مصارع الأفهام لقلع الأوهام ».
كشف الحجب : ٥٢٤ ، الذريعة ٢١ : ٩٧.
الباب الثاني عشر في الولاء والبراء وسائر المعتقدات الشيعية
وهو آخر أبواب التحفة ، ردّ عليه السيد دلدار علي النقوي النصير آبادي ، المتوفى سنة ١٢٣٥ هـ ، الذي تقدّم ذكره عند الكلام على الباب الخامس ، فقد ردّ عليه بكتاب سمّاه « ذوالفقار » أجاب فيه عن كلّ الشُبه التي وجّهها صاحب التحفة على غَيْبة الإمام المهدي عليه السلام في الباب السابع ـ في الإمامة ـ ثمّ أعادها هنا عند كلامه عن معتقدات الطائفة ، طبع بالهند سنة ١٢٨١ هـ.
كشف الحجب : ٢٢١ ، الذريعة ١٠ : ٤٤ و ١٩٠ ، مشار ٢ : ١٦٠٥ ، نجوم السماء : ٣٤٦ ، الثقافة الإسلامية في الهند : ٢١٩.
القرن الرابع عشر
كلّنا يتصوّر أنّ حلول القرن الرابع عشر قد أنهى القرون المظلمة وجاء بعصر النور والحضارة والتفتّح ، وذهب بالعصبيّات العمياء والطائفيّات الممقوتة ، لكن مع الأسف نرى الأمر على العكس من ذلك تماماً ، فربما كان ما يكتب في القرون الغابرة في مهاجمة الشيعة وإن كان مكابرة وتمحّلات سخيفة لكنّها كانت تظهر بمظهر نقاش علميّ وجدل كلاميّ.
وأمّا في القرن الرابع عشر ، فلا ترى إلّا اجتراراً لما تقيّأه السابقون ، واستيراداً من بلاد نائية ولغة اُخرى ، كمختصر التحفة الإثني عشرية ، فإنّه منقول من الهند إلى العراق ، ومن الفارسية إلى العربية ، فردّ عليه الشيخ مهدي الخالصي بثلاثة مجلّدات ، وردّ عليه الفقيه المتتبّع شيخ الشريعة الأصفهاني ، المتوفّى سنة ١٣٣٩ هـ
وهذا الجزء الأول من كتاب « مرآة التصانيف » وهو فهرس إجماليّ للنتاج الفكري الهندي والباكستاني في القرنين الثالث عشر والرابع عشر ، وقد طبع في الباكستان سنة ١٤٠٠ هـ ، رتّبه حسب الموضوعات وعقد في ص ٢٧٠ باباً عنوانه « ردّ شيعه » ذكر فيه ٥٩ كتاباً بهذا الصدد ، ٥٧ منها من مؤلفات القرن الرابع عشر سوى ما ذكر في العناوين الاُخر كالعقائديات والفقهيات وما شابه.
ثمّ انحطاط إلى الجهل المطبق وإسفاف إلى السباب المقذع ، فليس هناك إلا شتائم وأكاذيب وتهم وأباطيل ، ومن نماذج ذلك مخاريق القصيمي وموسى جارالله ومبغض الدين الخطيب والجبهان وو.
وقد انطلق أعلام الطائفة من موقفهم الدفاعي فردّوا أباطيلهم وزيّفوا تمويهاتهم وفضحوا أكاذيبهم ، منهم شيخنا الحجّة العلّامة الأميني تغمّده الله برحمته ، في الجزء الثالث من موسوعته القيّمة « الغدير » ، وسيّد الأعيان السيد محسن الأمين في مقدمة « أعيان الشيعة » وفي كتابه « نقض الوشيعة » ، والعلّامتين الجليلين الشيخ لطف الله الصافي والشيخ سلمان الخاقاني في ردّهما على مبغض الدين ووو …
القرن الخامس عشر
ها نحن في بدايات هذا القرن لم نعش منه إلّا بضع سنين ، ولم يمض منه عقد واحد ! ولكنّ الإحصائيات تنبئك بالمدهش المقلق ، ففي العام الماضي ـ وحده ! ـ صدر في الباكستان ـ وحدها ! ـ ستّون كتاباً تهاجم الشيعة طبع منها ثلاثون مليون نسخة !!
وفي السنتين قبل العام الماضي صدر في الباكستان فقط مائتا كتاب تهاجم الشيعة ، فيا قاتل الله السياسة .. قاتل الله النفط السعودي .. قاتل الله الدولار الأمريكي … وإلى الله المشتكى.
ولنترك كلّ هذا ولنعد إلى ما كان هو الغرض والقصد من هذا المقال ، وهو الإشادة بكتاب « عبقات الأنوار » وبمؤلفه العملاق المجاهد البطل السيد حامد حسين اللكهنوي ، المتوفّى سنة ١٣٠٦ هـ ، وذلك بمناسبة مرور قرن على وفاته رحمة الله عليه.
كلمة عابرة عن صاحب العبقات وكتابه
قد عرفت فيما تقدّم أنّ الباب السابع من كتاب « تحفه اثنى عشريه » في الإمامة ، قد ردّ عليه ونقضه جمع من أعلام الطائفة وأبطال العلم والجهاد سبق الإشادة بهم وبجهودهم المباركة ، وفي طليعتهم العلّامة السيد حامد حسين ـ رحمه الله تعالى ـ وأرجأنا الكلام على ذلك بشيء من البسط إلى هنا ، فنقول :
خصّص مؤلف التحفة الباب السابع منه بالإمامة ورتّبه على منهجين :
الأول : في الآيات القرآنية ، ممّا استند إليه الشيعة في إثبات الإمامية ، واكتفى منها بستّ آيات وحاول تأويلها والنقاش في دلالاتها.
والمنهج الثاني : في الأحاديث ، واقتصر منها على اثني عشر حديثاً ، موهماً الناس أنّ هذا كلّ ماتمتلكه الشيعة في دعم ما تذهب إليه ، وحاول جهده الخدشة إمّا في إسنادها أو في دلالتها.
فتصدّى له هذا المجاهد البطل وردّ عليه في هذا الباب وأفرد لكل حديث مجلداً أو أكثر ، فنقض كلامه حرفاً حرفاً في عدّة مجلّدات ضخام ، وأشبع القول في كل جوانب البحث ، بإيراد الأدلّة والنصوص والشواهد والمتابعات ، وتعديل الرواة واحداً واحداً ، وتوثيق المصادر المستقى منها 15.
وهذا مجهود كبير لايقوم به إلّا لجان تتبنّى كل لجنة جانباً من ذلك ، ولكن نهض هذا العملاق بمفرده بهذا العبء الثقيل مستعيناً بالله ومتوكّلاً عليه ، انتصاراً لله ولدينه ولنبيّه ولآل بيت نبيّه صلوات الله عليه وعليهم ، فأيّده الله ولا شكّ ، ولولاه لما تمّ له ذلك ، وقد قال عز وجل : « وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا … ».
على أنّه لم يعمّر أكثر من ستّين عاماً ، ولم تكن هذه الموسوعة المدهشة نتاجه الوحيد ، بل أنتج عدّة مؤلفات ضخمة قيّمة منها :
استقصاء الإفحام واستيفاء الإنتقام ؛ ألّفه في الردّ على « منتهى الكلام » لحيدر علي الفيض آبادي ، وصدّ هجماته على الطائفة. أشبع القول فيه في صيانة القرآن عن التحريف ، وبسط الكلام في إثبات المهديّ ووجوده عليه السلام.
قال شيخنا رحمه الله في الذريعة ٢ : ٣١ : « يدخل تحت عشر مجلّدات ، طبع بعض أجزائه في ثلاث مجلّدات سنة ١٣١٥ … ».
ومنها : افحام أهل المين في الردّ على إزالة الغين ، لحيدر علي المتقدِّم ، وهذا أيضاً في عدّة مجلدات.
ولا بدّلنا أن نعترف بالتقصير أمام هذا المجاهد العظيم ، فقد كان ينبغي أن يكتب عن حياته المباركة وعن اُسرته الكريمة وموسوعته القيّمة الخالدة عشرات الكتب ، ولكن لم يكتب عنه فيما علمنا سوى :
١ ـ ضياء العين في حياة السيد حامد حسين ؛ للشيخ سعادة حسين اللكهنوي دام بقاؤه.
٢ ـ سبيكه اللجين في حياة ابنه السيد ناصر حسين ؛ للشيخ فدا حسين اللكهنوي.
٣ ـ مير حامد حسين ؛ كتاب بالفارسية للاُستاذ محمد رضا الحكيمي ، مطبوع.
٤ ـ كتاب عن حياة الاُسرة ورجالاتها ومكتبتها ، للاُستاذ خواجه پيري.
٥ ـ دراسات في كتاب العبقات ؛ للفاضل المهذّب السيد علي الميلاني حفظه الله ، طبع في مقدمة الجزء الأول من تعريب العبقات ، كما نشر مستقلاً.
٦ ـ سواطع الأنوار في تقاريظ عبقات الأنوار ؛ طبع في لكهنو سنة ١٣٠٣ هـ.
٧ ـ القصائد المشكلة في المراثي المثكلة ؛ طبع بالهند سنة ١٨٩١ م ، وهي مجموعة قصائد قيلت في رثائه رحمه الله باللغة العربية.
فالحديث عن صاحب العبقات رحمه الله يستدعي مجلّدات ، فلندعه الآن ولنعد إلى ما كنّا بصدده ، وهو الحديث عن كتابه فنقول :
أما ردوده على المنهج الأول 16 فهي عدّة مجلّدات لم يكتب لها أن تقدّم للطبع فلم تر النور حتى الآن.
وأمّا ردوده على المنهج الثاني فهي أيضاً عدّة مجلّدات ضخام طبع أكثرها في حياته رحمه الله وبعضها لم يطبع حتى اليوم ! وإليك تفاصيل ذلك :
المجلّد الأول
يبحث عن حديث الغدير ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله : « فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه » فتناوله المؤلف رحمه الله بدراسة شاملة إسناداً ومتناً ، فهو يقع في قسمين ضخمين.
قسم يضمّ أسماء الصحابة الذين رووا هذا الحديث ، وهم مائة نفس أويزيدون ، ثم التابعين الّذين رووه عن الصحابة ، ثم أتباع التابعين ، ثم الحفّاظ وأئمة الحديث من غير الشيعة حسب التسلسل الزمني حتى عصر المؤلف ، مع الإسهاب في تراجمهم وتوثيقاتهم ومصادرها ، وتوثيق تلك المصادر ، وقد أتى بالعجب العجاب ممّا يدهش العقول ويحيّر الألباب.
والقسم الثاني يتناول متن الحديث ووجوه دلالته على خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام ، والقرائن المحتفّة به الدالّة على ذلك ، ودفع شبه الخصوم ودحض كل الشكوك والأوهام والتمحّلات الباردة والتأويلات السخيفة ، وما إلى ذلك من دراسات وبحوث حول هذا الحديث.
وهذا المجلّد طبع على الحجر بالهند بقسميه في حياة المؤلف ، في سنة ١٢٩٣ هـ ، في ثلاث مجلّدات ضخام.
القسم الأول وهو ما يخصّ أسانيد الحديث ومصادره ورواته ومخرّجيه ، وما يدور في فلكها من بحوث ودراسات شاملة ومستوفاة ، طبع على الحجر في ١٢٥١ صفحة بالحجم الكبير.
وطبع القسم الثاني سنة ١٢٩٤ في مجلّدين يزيدان على ألف صفحة.
وقد اُعيد طبع القسم الأول أيضاً في طهران سنة ١٣٦٩ ، فطبع على الحروف في ٦٠٠ صفحة بالحجم الكبير.
واُعيد طبع المجلّد الأول في قم ، فطبع القسم الأول منه بتحقيق العلّامة الجليل الشيخ غلام رضا مولانا البروجردي ، وقد صحّحه ، وخرّج أحاديثه ، وقارن النصوص والنقول مع مصادرها ، وعيّن أرقام أجزائها وصفحاتها ، وسوف يصدر في خمسة أجزاء.
وسوف يباشر بطبع القسم الثاني منه ، وهو عازم على متابعة المهمّة والإستمرار في طبع بقيّة المجلّدات طبعة حروفية محقّقة مخرّجة إن شاء الله ، وفّقه الله تعالى وأخذ بناصره.
وطبع هذا المجلّد أيضاً بقسميه معرّباً ، عرّبه بتلخيص السيد علي الميلاني حفظه الله ، فصدر في أربعة أجزاء في عام ١٤٠٥ باسم « خلاصة عبقات الأنوار » مع إلحاق مستدرك عليه ذكر فيه ١٨٩ عالماً وراوياً رووا هذا الحديث ممّن لم يذكروا في الأصل ، مع تراجمهم وتوثيقهم وفق منهج المؤلف في الأصل.
كما ويطبع الآن تعريب هذا القسم ـ مجلّدي حديث الغدير ـ بتعريب السيد هاشم الأمين الحسيني نجل المغفور له الأمين العاملي سيد الأعيان ، فقد عربه بكامله من دون حذف ، ولا تلخيص شيء ، وها هو الآن تحت الطبع ولمّا يصدر بعد.
ثمّ إنّ المحدّث الورع الشيخ عباس القمّي ـ المتوفى سنة ١٣٥٩ ـ لخّص هذا القسم من عبقات الأنوار ـ قسم حديث الغدير ـ بمجلّديه وهذّبه ورتّبه وسمّاه « فيض القدير بما يتعلّق بحديث الغدير » وفرغ منه في النجف الأشرف سنة ١٣٢١ هـ ، وبقي مخطوطاً زهاء خمسة وثمانين عاماً إلى أن قيّض الله له زميلنا الفاضل الشيخ رضا الاُستادي فسعى في تخريجه ، ثمّ نشره ، وصدر عن مؤسسة « در راه حق » في قم سنة ١٤٠٦ ، في ٤٦٢ صفحة.
المجلّد الثاني
وهو يتناول البحث عن حديث المنزلة ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السلام : « ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ».
أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من الحفّاظ في الصحاح والسنن والمسانيد ، وفي الإستيعاب : « هو من أثبت الآثار وأصحّها » وقد جاوز حدّ التواتر ، حتى أنّ محدّثاً واحداً من أعلام القرن الخامس ، وهو الحافظ أبو حازم العبدوئي قال : « خرّجت هذا الحديث بخمسة آلاف طريق ».
فتناول مؤلف العبقات هذا الحديث على غرار المجلّد السابق فجمع ما أمكنه من أسانيده وطرقه ونصوص الأعلام بتواتره وما إلى ذلك ، ثم تكلّم عن معناه ودلالته على خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام ، وبسط القول في وجوه دلالته بدراسة شاملة وبحث مستوفى ، وقد طبع على عهد المؤلف في لكهنو بالهند في سنة ١٢٩٥ على الحجر في ٩٧٧ صفحة بالحجم الكبير.
ثم أعادت مؤسسة « نشر نفائس المخطوطات » في أصفهان طبعه بالاُفست مع تصغير حجمه في مطبعة نشاط بأصفهان في سنة ١٤٠٦ وذلك بمناسبة مرور مائة عام على وفاة مؤلفه رحمه الله ، وذلك برعاية العلّامة المحقّق السيد محمد علي الروضاتي دام فضله ، فأشرف على طبعه ، وقدّم له مقدّمة ، وعمل له فهرساً لعناوين بحوثه وقائمة بمصادره ، فجزاه الله خيراً.
المجلّد الثالث
في حديث الولاية ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله : « إنّ عَليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كل مؤمن من بعدي » فتناوله بالبحث المستوفى والدراسة الشاملة ، إسناداً ودلالة ، وأثبت دلالته بوضوح على خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأنّه من النصوص الواردة على استخلافه على غرار ما تقدّم.
طبع بالهند في حياة المؤلف في سنة ١٣٠٣ طبعة حجرية في ٥٨٥ صفحة بالحجم الكبير.
المجلّد الرابع
حول حديث الطير ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله ـ لمّا اُهدي إليه طير مشويّ ـ : « اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير » فجاء علي عليه السلام وأكل معه.
فتكلّم عن الحديث وطرقه وأسانيده ووجوه دلالته بدراسة شاملة منقطعة النظير على غرار ما تقدّم منه رحمه الله.
وطبع في جزءين في ٥١٢ و ٢٢٤ صفحة بالحجم الكبير على الحجر بالهند في لكهنو سنة ١٣٠٦ هـ.
المجلّد الخامس
حول حديث مدينة العلم ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله : « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ».
فتكلّم المؤلف رحمه الله ـ على عادته ـ عن الحديث إسناداً ومتناً ، وتناوله بالبحث من كل جوانبه ، واستعرض وجوه دلالته على خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام بما لامزيد عليه ، وهو أيضاً في قسمين ، قسم يخصّ أسانيد الحديث وما يحوم حوله من بحوث ، وقسم يخصّ دلالة الحديث على إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام ، ووجوه الإستدلال به ، والإجابة على النقود الموردة وتزييفها ، ودحض كل الشبهات والشكوك والأوهام ، وقد طبعا بالهند في لكهنو على الحجر ، فالقسم الأول طبع سنة ١٣١٧ ، في ٧٤٥ صفحة بالحجم الكبير ، والقسم الثاني طبع هناك سنة ١٣٢٧ ، في ٦٠٠ صفحة.
المجلّد السادس
حول حديث التشبيه ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله : « من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في خلقه ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى عيسى في سنّته ، وإلى محمد في تمامه وكماله ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ».
ويسمّى « حديث الأشباه » وألفاظه مختلفة وطرقه كثيرة ، راجع الغدير ٣ : ٣٥٥. وتناوله المؤلف رحمه الله بالبحث المستوفى والدراسة الشاملة إسناداً ومتناً ودلالة ، تطرّق فيه إلى فوائد كثيرة ، ودفع الشبهات وأزال الشكوك شأن سائر مجلّدات الكتاب.
وطبع على عهد المؤلف في لكهنو سنة ١٣٠١ على الحجر في قسمين ، في ٤٥٦ و ٢٤٨ صفحة بالحجم الكبير.
المجلّد السابع
حديث المناصبة ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله : « من ناصب علياً الخلافة فهو كافر » وهذا المجلّد لم يتمّ تأليفه فلم يطبع.
المجلّد الثامن
حديث النور ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله : « كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ قبل أن يخلق الله آدم … ».
فذكر مصادر الحديث وأسانيده والحفّاظ المخرجين له المخبتين به وطرقهم ، ثم تناول وجوه دلالة الحديث وما يلزمها من بحوث قيّمة.
وقد طبع على عهد المؤلف في عام ١٣٠٣ في لكهنو بالهند على الحجر ، ويقع في ٧٨٦ صفحة بالحجم الكبير.
وهذا المجلّدات الخمسة من الثالث إلى الثامن ـ ماعدا السابع ـ أعادت طبعها بالاُفست مدرسة الامام المهدي عليه السلام في قم سنة ١٤٠٦ هـ ، بمناسبة مرور قرن على وفاة المؤلف.
المجلّد التاسع
في حديث الراية ، وهو قوله صلّی الله عليه وآله في يوم خيبر : « لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، لايرجع حتى يفتح الله على يديه ».
وهو حديث متّفق عليه ، مخرج في الصحيحين وفي سائر الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم ، وله طرق لايحويها عدّ ، قد جاوزت حدّ التواتر.
المجلّد العاشر
في قوله صلّی الله عليه وآله : « علي مع الحقّ والحقّ مع علي ».
المجلّد الحادي عشر
في قوله صلّی الله عليه وآله : « إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله …. ولكن خاصف النعل » وكان قد أعطى عليّاً نعله يخصفها.
وهذه المجلّدات الثلاث لم تبيّض في عهد المؤلف فلم تر النور.
محاولات تعريب الكتاب
حيث أنّ كتاب « تحفة اثني عشرية » كان بالفارسية فالردود عليه أيضاً كانت فارسية ومنها هذا الكتاب « عبقات الأنوار في إثبات إمامة الأئمّة الأطهار » الذي هو في الردّ على الباب السابع منه فإنّه فارسي التأليف وإن كانت العربية تطغى على الجانب الفارسي منه من نصوص الأحاديث والتواريخ والتراجم وأقوال العلماء وما إلى ذلك كلّها ذكرها بالعربية ومع كل هذا فقد قامت محاولات لتعريب الكتاب بكامله وعرفنا منهم ثلاثة :
١ ـ السيد محسن نواب بن السيد أحمد اللكهنوي ، المولود سنة ١٣٢٩ ، والمهاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم فقام هناك بهذه المهمّة وأتمّ تعريب وتلخيص عدّة مجلّدات منه.
٢ ـ السيد علي بن السيد نورالدين الميلاني حفظه الله ، تصدّى لتعريب الكتاب مع حذف المكررات وأنهى العمل أو كاد ، وطبع من ذلك حتى الآن تسعة أجزاء باسم « خلاصة عبقات الأنوار » وسوف يصدر بقية الكتاب تباعاً في عدّة أجزاء اُخرى إن شاء الله.
٣ ـ السيد هاشم الأمين العاملي نجل المغفور له السيد محسن الأمين العاملي ـ مؤلف « أعيان الشيعة » ـ حفظه الله ، فقد بدأ بتعريب الكتاب بكامله من دون حذف أو تلخيص وقد أنجز تعريب المجلّد بقسميه وهو تحت الطبع أيضاً.
وآخر دعوانا أن الحمدلله ربّ العالمين 17
- 1. راجع : تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٤٩ و ٢٥٩ ، تاريخ الطبري ٤ : ٢٢٧ ، شرح ابن أبي الحديد ١ : ١٨٩ و ١٩٤ و ٢ : ٥٧.
- 2. شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٤٥.
- 3. وراجع « الكامل » لابن الأثير ، حوادث ٤٤٣ هـ ، ج ٩ ص ٥٧ ـ ٥٧٧ ، قال : « وجرى من الفظائع ما لم يجرِ مثله في الدنيا ».
- 4. اُنظر كتاب « الفهرست » للنديم ص ٢٠٩ ، وأدرجه القيرواني في « زهر الآداب » ١ : ٥٩ ، والأربلي في «كشف الغمّة » ، والقندوزي في « ينابيع المودّة » في الباب ٥٢ وطبع بالقاهرة سنة ١٩٣٣ ضمن « رسائل الجاحظ » جمع السندوبي من ص ٦٧ ـ ١١٦ ونشر في مجلة « لغة العرب » البغدادية ٩ : ٤١٤ ـ ٤٢٠ بعنوان « تفضيل بني هاشم على من سواهم » وطبعه عمر أبوالنصر في مطبعة النجوى ببيروت سنة ١٩٦٩ م ضمن كتابه « آثار الجاحظ » من ص ١٩٣ ـ ٢٤٠. وراجع مجلة « المورد » البغدادية ، المجلّد السابع العدد الرابع ، وهو عدد خاصّ بالجاحظ ص ٢٨٩.
- 5. حبلرود : من قرى الريّ ، في شرقيّها ، في طريق مازندران (طبرستان).
- 6. منه نسخة كتبت سنة ١٠٠١ هـ ، في مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام العامة في النجف الأشرف ونسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مشهد ، رقم ٣٩٨.
- 7. منه نسخة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الأشرف ، رقم ١٩٧.
- 8. توفّي نوح أفندي الحنفي في عام ١٠٧٠ هـ ، ولم يؤرّخوا ولادته ، فلو قُدِّر أنّه عاش سبعين سنة فعند الفتوى ـ في سنة ١٠٤٨ هـ ـ يكون ابن ٤٨ سنة ، ولو كان عُمِّرَ ثمانين سنة يكون عندها ابن ٥٨ سنة ، ولاشك أنّه كان يتواجد عند ذاك من شيوخ الإسلام ومشيخة الدولة العثمانية عشرات العلماء ممّن هو مقدَّم على نوح في سنّه وعلمه وفقهه وشعبيّته ، ولكنّهم صمدوا أمام ضغط البلاط ولم يجرأ أحد منهم على إصدار كلمة واحدة توجب الشقاق والتفريق بين المسلمين وتُتّخذ ذريعة لسفك الدماء ، وسبي النساء ، وذبح الأبرياء وهتك الأعراض ، ونهب الأموال ، وقد قال صلّی الله عليه وآله وسلّم : « من أعان على دم امریءٍ مسلم ، ولو بشطر كلمة ، كُتِب بين عينيه يوم القيامة : آيس من رحمة الله » [كنز العمّال ١٥ : ٣١ بألفاظ مختلفة ومصادر شتّى ، عن أبي هريرة وابن عمر وابن عبّاس ].وفي رواية : « لو أنّ أهل السماوات وأهل الأرض اجتمعوا على قتل مسلم لَكَبَّهم الله جميعاً على وجوههم في النار ، لو أنّ أهل السماء والأرض اجتمعوا على قتل رجل مسلم لعذّبهم الله بلاعدد ولاحساب » [ كنز العمّال ١٥ : ٣٣ ].وهذا أمر متسالم عليه بين الفريقين ، مرويٌ بالطريقين ، فقد روى الكليني في الكافي ٢ : ٢٧٤ / ٣ ، والصدوق في كتاب من لايحضره الفقيه ٤ : ٦٨ / ٢٠١ ، وفي عقاب الأعمال : ٣٢٦ ، والبرقي في كتاب المحاسن ، ١٠٣ / ٨٠ ـ وفيه عن أبي جعفر عليه السلام ـ ، والشيخ الطوسي في أماليه ١ : ٢٠١ ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، « من أعان على [ قتل ] مؤمن بشطر كلمة لقي الله عزّوجلّ يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمتي ».وروى الكليني في الكافي ٧ : ٢٧٢ / ٨ ، والصدوق في كتاب من لايحضره الفقيه ٤ : ٧٠ / ٢١٤ ، وفي عقاب الأعمال : ٣٢٨ ، عن النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم : « والذي بعثني بالحقّ لو أنّ أهل السماء والأرض شركوا في دم امریءٍ مسلم [ أ ] ورضوا به لأكَبَّهم الله على مناخرهم في النار ».وما رواه الفريقان في هذا المعنى كثير ، راجع « وسائل الشيعة » ٨ : ٦١٧ ـ ٦١٨ و ١٩ : ٨ ـ ٩ ، و « مستدرك الوسائل » ٣ : ٢٥٠ ـ ٢٥١.
- 9. ونسخة الأصل من نصّ الفتوى الصادرة بالتركية لازالت محفوظة في خزائن البلاط العثماني ، ونشرت في الفترة الأخيرة في الجزء الثاني من كتاب « لامذهب لرى » وقد طبع في إسلامبول باللغة التركية ، وطبعت فيه الفتوى عن النسخة الأصلية المحفوظة في مركز الوثائق في مكتبة طوپ قپوسراي ، وهي مكتبة البلاط.
- 10. من « الجامع الصفوي » نسختان في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام ، في مشهد ، برقم ١٢٧ ورقم ٩٧٧٣ ، ذكرتا في فهرسها ١١ : ١١٧. وفي مكتبة السيد المرعشي العامة ، في قم ، ثلاث نسخ بالأرقام ٢٩٠ و ٣٦٥٤ و ٤٠٤٦ ، مذكورة في فهرسها ١ : ٣٣٥ و ١٠ : ٤٩ و ١١ : ٤٦.
- 11. كذا ذكر شيخنا ـ رحمه الله ـ في الذريعة ٢٤ : ١٠٨ ـ ١٠٩ ، والكنتوري في « كشف الحجب » ص ٥٧٩ ، ولكنّ مُشار ذكر في فهرسه للمطبوعات الفارسية ـ فهرست كتابهاي چاپي فارسي ٢ : ٣٢٦٥ ـ أنّ المطبوع منه تسع مجلّدات.
- 12. نقباء البشر : ٣٤٨ ، أقول : سيأتي الكلام عنه وعلى كلّ واحد من مجلّداته بالتفصيل ، إذ هو المقصود والهدف من هذا المقال ، وإنّما ذكرنا غيره تبعاً وتمهيداً له.
- 13. الفهرس الموحّد للمخطوطات الفارسية في الباكستان ٢ : ١١٦٩.
- 14. تقدّم ذكر والده في الكلام على الباب الخامس.
- 15. وذلك على إثر قراءته عشرات الآلاف من الكتب ـ مطبوعها ومخطوطها ـ واستخراج ما في كل كتاب ممّا يصلح أن يستند إليه وفهرسته على ظهر الكتاب ، فلا تجد كتاباً في مكتبته إلّا عليه فهرس بخطّه مستخرجاً منه فوائد تصلح أن تستخدم في هذا الصدد ، ولا وقع في يده كتاب من المكتبات الاُخرى إلّا وفعل به ذلك ، فقد تجد في سائر مكتبات الهند كتباً عليها خطّه الشريف ، مسجّلاً ما فيها من فوائد ، وبذلك تعلم أنّه قد وقع بيد السيد فقرأه كلّه وسجل عليه ملاحظاته ، ومن هذا النوع في مكتبات الهند كثير ، هذا عدا كتب مكتبته التي كانت تبلغ ٣٠.٣٠٠٠ كتاباً.
- 16. راجع ص ٥٣.
- 17. نشرت هذه المقالة في مجلة تراثنا العدد 6 ـ التابعة لمؤسسة آل البيت لإحياء التراث.